نظمت مديرية الأوقاف بالفيوم برئاسة الدكتور محمود الشيمي وكيل الوزارة، عدد "85" ندوة دعوية عن فضل الاستغفار بكافة إدارات الأوقاف بالفيوم. 

   جاء ذلك في إطار الدور التثقيفي والدعوي والتنويري الذي تقوم به مديرية الأوقاف بالفيوم، وتم تنفيذ الندوات بالمساجد الكبرى تحت عنوان "فضل الاستغفار". 

  وخلال هذه الندوات وأوضح أن الاستغفار المنشود الحقيقي هو الذي يكون باللسان والقلب والجوارح في آن واحد، فمن كان يؤذي الناس بيده أو بلسانه فلا يكفي أن يقول (أستغفر الله العظيم) وهو لا يزال يؤذي الناس، بل يستسمحهم فيما كان منه من أذى في حقهم، والإنسان الذي لا يواظب على الصلاة في أوقاتها فلا يكفي أن يقول (أستغفر الله) وهو لا يزال مقصرًا في الصلاة، وكذا الذي يقول (أستغفر الله) وهو لا يخرج زكاة ماله، فاستغفاره الحقيقي يكون بإخراج زكاة المال، والذي يأكل الحرام غشًا أو استغلالًا أو حرامًا لا يكفي أن يقول (أستغفر الله) وهو لا يزال يغش ويستغل ويحتكر، فالاستغفار الحقيقي إقلاع عن الذنب، وطلب المغفرة لما مضى، والندم على ما كان، وعزم على عدم العود، ورد المظالم إلى أصحابها.

 

 وأشار العلماء إلى أنه لا يمكن أن نغفل عن الأخذ بالأسباب، فلا يمكن أن تجلس وتستغفر الله ولا تعمل، وتظن أن السماء ستمطر عليك ذهبًا وفضة، بل خذ بالأسباب واستغفر الله، فالدعاء والاستغفار ليسا سلاح الضعفاء ولا الفقراء، بل هما سلاح الفقراء والأغنياء، والضعفاء والأقوياء، فكلنا في جنب الله فقراء وضعفاء، يقول سبحانه: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ". 

  العلماء: الاستغفار باب عظيم من أبواب الفضل ودرجة من درجات الإيمان  

  وخلال هذه اللقاءات أكد العلماء أن الاستغفار باب عظيم من أبواب الفضل، وهو درجة من درجات الإيمان بالله (عز وجل)، فمن يلجأ إلى الله تائبًا مستغفرًا فإنما يعلم أن له ربًا يأخذ بالذنب ويعفو عن الذنب، ويعلم أن هناك يومًا يقف الخلق فيه بين يدي الله (عز وجل) : "وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ"، فالاستغفار يندرج على سلم الإيمان بالله واليوم الآخر.   

   ونوه العلماء بأن الاستغفار باب من أبواب التوبة، والتوبة التامة تكون بالإقلاع عن الذنب والعزم على عدم العودة إليه ورد المظالم والحقوق إلى أصحابها، يقولون: التوبة التامة هي التي تقوم على ترك السيئات وفعل الحسنات، حيث يقول سبحانه: "وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ"، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "اتَّقِ اللهَ حيثُما كنتَ، وأتبِعِ السَّيِّئةَ الحسَنةَ تَمْحُهَا، وخالِقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسنٍ"، أما التوبة النصوح فهي التي تصل بالقلب إلى بغض المعصية، ويقولون: لمن ترك الذنوب والمعاصي والسيئات خشية العقاب صاحب توبة، ولمن تركها بغية الأجر والثواب صاحب إنابة، ولمن تركها حياء من الله (عز وجل) واستجابة لأمره سبحانه وتعالى صاحب أوبة، يقول الحق سبحانه: "فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا"، ويقول في حق سيدنا أيوب (عليه السلام): "نِّعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ". 

  ولفت العلماء إلى أنه ليس شرطًا أن يكون الاستغفار من ذنب، فأنت إذا صليت وشعرت أنك لم تؤدِّ الصلاة كما ينبغي، قلت استغفر الله، فقد يكون الاستغفار عن نقص الكمال، فأنت تستغفر الله لأنك تستشعر أنك ما عبدت الله حق عبادته، فأنت تستغفر عن تقصيرك في جنب الله، وفي هذا يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "واللَّهِ إنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وأَتُوبُ إلَيْهِ في اليَومِ أكْثَرَ مِن سَبْعِينَ مَرَّةً".   وأشار العلماء إلى أنه إذا لزم العبد الاستغفار لحقته بشرى نبينا (صلى الله عليه وسلم)، حيث يقول: "مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ"، ويقول الحق سبحانه: "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا"، ويقول سبحانه: "وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ"، ويقول سبحانه: "لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ". 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاستغفار الاوقاف الفيوم العلماء فضل الاستغفار بوابة الوفد جريدة الوفد

إقرأ أيضاً:

انطلاق قافلة دعوية بأوقاف الفيوم إلى إدارة "قبلي الغرق"

انطلقت قافلة دعوية من مديرية أوقاف الفيوم، متوجهة إلى قرى وعزب إدارة "قبلي الغرق"، ضمن جهود وزارة الأوقاف المصرية لتحقيق استراتيجيتها في بناء الإنسان.

وزير الأوقاف يدشن «مبادرة عودة الكتاتيب».. ويتفقد كتاتيب وحلقات تحفيظ القرآن الكريم بكفر الشيخ وزير الأوقاف ينعى الشيخة توحيدة عثمان علي علي

جاءت القافلة استجابة لتوجيهات معالي وزير الأوقاف الأستاذ الدكتور، أسامة الأزهري، الذي يولي اهتمامًا بالغًا بالمناطق النائية والقرى البعيدة، لضمان وصول الرسالة الدعوية والتوعوية إلى جميع فئات المجتمع.

وشارك في هذه القافلة عدد من القيادات الدينية البارزة، على رأسهم: فضيلة الشيخ محمود الشيمي، مدير مديرية أوقاف الفيوم؛ وفضيلة الشيخ يحيى محمد، مدير الدعوة؛ وفضيلة الشيخ طه علي، مسئول المساجد بالمديرية؛ وفضيلة الشيخ فتحي عبد الفتاح، مسئول الإرشاد بالمديرية؛ وفضيلة الشيخ سيد طه، مدير الإدارة، إلى جانب نخبة من السادة الأئمة المتميزين علميا ودعويًّا في ندوة بعنوان: "واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا".

وأكد العلماء المشاركون في القافلة أن الإسلام دين الوحدة  والائتلاف، إذ أمرنا الله -عز وجل- بالاعتصام بحبله المتين، ونهانا عن الفرقة والخلاف؛ لما يخلفه من أثر عظيم في بناء المجتمعات القوية، وأوضحوا أن التاريخ خير شاهد على أن الأمم التي اجتمعت كلمتها وتوحدت صفوفها كانت دائمًا في طليعة الأمم التي حققت المجد والعزة والكرامة.

وأشار العلماء إلى أهمية حب الوطن باعتباره غريزة فطرية في النفوس؛ فالوطن ليس مجرد مكان للإقامة، بل هو مهد الصبا ومنبع الذكريات، وملاذ الإنسان في كل مراحل حياته، مشيرين إلى أن حب الوطن لا يقتصر على البشر فقط، بل يمتد إلى الكائنات والمخلوقات الحية التي تتمسك بأوطانها؛ ما يجعل الدفاع عن الوطن واجبًا شرعيًا وأخلاقيًا.

وأبرز العلماء أن الوحدة الوطنية لها دور أساس في الدفاع عن الأوطان وردع الأعداء ومواجهة التحديات، مستشهدين بقول الله -تعالى-: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا.."، وأكدوا أن اللحمة الوطنية وتكاتف أفراد الشعب ضرورة ملحة في ظل التحديات الراهنة التي تستدعي منا جميعًا وقفة جادة لتعزيز أواصر الأخوة والتآلف.

وقد أثنى الحضور على هذه المبادرة، معربين عن تقديرهم لجهود وزارة الأوقاف في تفعيل الدور الدعوي، لا سيما في المناطق النائية التي تحتاج إلى مثل هذه اللقاءات البناءة، داعين إلى أهمية استمرار هذه القوافل الدعوية؛ لما لها من أثر عميق في نشر القيم الأخلاقية والدينية، وتعزيز روح التعاون والوحدة بين أبناء الوطن الواحد.

مقالات مشابهة

  • الأوقاف تسيير ثلاث قوافل دعوية إلى محافظات (بورسعيد- سوهاج- بني سويف)
  • الأوقاف: تسيير 3 قوافل دعوية إلى بورسعيد و سوهاج و بني سويف
  • ”نعمة الماء وسبل المحافظة عليها”.. ندوات علمية بأوقاف الفيوم 
  • أوقاف الفيوم تنظم 150 ندوة علمية للتوعية بأهمية الماء وسبل الحفاظ عليه
  • الرقيب جل جلاله
  • أوقاف الفيوم تنظم أمسية دعوية بعنوان "فضائل القرآن الكريم"
  • ختام فعاليات الأسابيع الثقافية بالإدارات الفرعية بأوقاف الفيوم
  • "فضائل القرآن الكريم".. أمسية دعوية بأوقاف الفيوم
  • انطلاق قافلة دعوية بأوقاف الفيوم إلى إدارة "قبلي الغرق"
  • أوقاف الفيوم تطلق الأتوبيس الدعوي لتعزيز الوحدة الوطنية والدينية