وضعت دولة الإمارات التجارة في صميم المناقشات العالمية الدائرة حول قضايا المناخ والتحديات البيئية التي يواجهها العالم، عبر إدراج التجارة على الأجندة الرسمية لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ لأول مرة في تاريخه، وذلك في النسخة الثامنة والعشرين التي تستضيفها الدولة حالياً.


ورحّب معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، بنخبة من القادة والوزراء وصناع السياسات وكبار المسؤولين من المنظمات الدولية وممثلي الشركات العالمية الرائدة في يوم التجارة المقام ضمن مؤتمر COP28، تأكيداً على الدور الذي يمكن للمجتمع التجاري العالمي تأديته في المناقشات المناخية الجارية.
وتضمّن يوم التجارة عدداً من الجلسات النقاشية المهمة حول مجموعة متنوعة من القضايا، بدءاً من تحول الطاقة والتكنولوجيا الناشئة والثغرات المتفاقمة في التمويل ككل، وفي تمويل التجارة على الخصوص لاسيما في العالم النامي.
وقبيل انعقاد الجلسة الافتتاحية تحت عنوان “قادة العالم يتحدون لتعزيز خارطة طريق لخيارات السياسات التجارية من أجل استجابة عالمية عادلة وطموحة للتغير المناخي”، ألقى معالي الدكتور ثاني الزيودي كلمة رئيسية أكد فيها أهمية التجارة ضمن أجندة مؤتمر COP28 ثم رحب بالمشاركين في الجلسة، والذين شملوا الدكتورة نغوزي أوكونجو إيويالا، المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، وريبيكا غرينسبان، الأمينة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، وجون دينتون، الأمين العام لغرفة التجارة الدولية وسعادة أحمد بن سليم.

كما ألقى معاليه كلمات رئيسية خلال يوم التجارة حول مرونة سلاسل التوريد، وشارك في عدد من الجلسات النقاشية، وعرض رؤاه حول مكانة دولة الإمارات الواعدة كمركز للتكنولوجيا المناخية، مستفيدةً من النظام التجاري العالمي لتوسيع نطاق تكنولوجيا التجارة، ودور الشركات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة في دفع عجلة العمل المناخي العالمي.
– المهارات الخضراء .
وحول أهمية يوم التجارة في دفع وتطوير نظام تجاري عالمي أكثر مسؤولية بيئياً، قال معالي ثاني الزيودي ” شددت المناقشات والمشاورات على أهمية التجارة بالنسبة للاقتصاد العالمي، وبالتالي بالنسبة لمسألة التغير المناخي، بدءاً من إزالة الكربون من سلاسل التوريد ووصولاً إلى بناء القدرات والمهارات الخضراء، فهناك تدابير عديدة يمكن للحكومات اتخاذها، بالشراكة مع المنظمات الدولية والقطاع الخاص، لتسريع عملية تطوير نظام تجاري عالمي أكثر ذكاءً وعدلاً واستدامة، كما تم تسليط الضوء على التحديات التي تواجه العالم، بما في ذلك نقص المهارات وثغرات تمويل التجارة.
وذكر أن يوم التجارة شكل خطوة مهمة في صياغة خارطة طريق قبل انعقاد المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية في أبوظبي في فبراير 2024.
– منتدى التجارة المستدامة.
كما افتتح معالي ثاني الزيودي أعمال منتدى التجارة المستدامة، إحدى أهم فعاليات يوم التجارة الذي نظمته واستضافته وزارة الاقتصاد، وأتاح منصة للقطاع الخاص لتقديم وجهات نظر قيمة حول التجارة العالمية ودورها في تشكيل ملامح اقتصاد أكثر صداقة للبيئة.
وشهد المنتدى عدة جلسات منها “تعزيز مرونة سلاسل التوريد المستدامة: التعامل مع الاضطرابات العالمية” و”تحفيز ريادة الأعمال الخضراء: رعاية بيئة الأعمال للشركات الناشئة لدعم الاستدامة”، وتضمنت رؤى من قطاعات الخدمات اللوجستية والنقل والمرافق العامة والأغذية.
وقبيل الجلسة الافتتاحية أطلق معالي الدكتور ثاني الزيودي تقريراً جديداً من وزارة الاقتصاد تحت عنوان “استكشاف الأفق الأخضر: ديناميكيات استدامة التجارة العالمية”، والذي يقدم رؤى رئيسية حول تقاطعات التجارة مع حركة الاستدامة العالمية.
– الطاقة المتجددة.
وعقد معالي ثاني الزيودي عدة اجتماعات ثنائية رفيعة مع وزراء ومسؤولين كبار خلال يوم التجارة، وضمت تلك الاجتماعات محادثات مع معالي فرانسوا فيليب شامبين، وزير الابتكار والعلوم والصناعة في كندا، ومعالي حمزة يوسف، رئيس وزراء اسكتلندا، التي تعمل معها دولة الإمارات على إقامة علاقات مثمرة في مجالات التكنولوجيا المناخية والطاقة المتجددة والتصنيع المتقدم.
كما التقى معالي الدكتور ثاني الزيودي، معالي فيل تافيو، وزير التجارة الخارجية في فنلندا، حيث ناقشا الفرص المتاحة في مجال المدن الذكية وحلول النقل الحضري، والاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة والأمن الغذائي والمائي، قبل إجراء محادثات مع معالي فلاديمير إليتشيف، نائب وزير التنمية الاقتصادية في روسيا.
كما عقد معالي الزيودي اجتماعات مع بياتا داسزينسكا موزيتشكا، رئيسة مجلس إدارة بنك التنمية البولندي، وباميلا كوك هاميلتون، المديرة التنفيذية لمركز التجارة الدولية.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: التجارة العالمیة ثانی الزیودی یوم التجارة

إقرأ أيضاً:

المنتدى السادس للشبكة العالمية للأديان “GNRC” يطلق “نداء أبوظبي” لحماية الطفل

اختتمت في أبوظبي، أعمال المنتدى السادس للشبكة العالمية للأديان من أجل الأطفال، الذي يستضيفه تحالف الأديان من أجل أمن المجتمعات، بإصدار “نداء أبوظبي”، بحضور قادة أديان ومفكرين ومختصين دوليين شاركوا على مدار 3 أيام في حوارات معمقة، تعزز جهود حماية الأطفال وتحفظ كرامتهم، من خلال توحيد الرؤى ووجهات النظر، وتعزيز دور قادة الأديان في إيجاد حلول للمخاطر التي تواجه الأطفال حول العالم.
وتم الإعلان عن البيان في حفل أقيم في واحة الكرامة، حضره معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، ومعالي العلامة عبدالله بن بيّه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيس منتدى أبوظبي للسلم، والقس كيشي مياموتو، رئيس منظمة أريجاتو الدولية ومنسق الشبكة العالمية للأديان من أجل الأطفال، وسعادة كول غوتام، رئيس اللجنة التنظيمية الدولية للمنتدى السادس لشبكة العمل العالمية للأطفال، وسعادة الريم بنت عبدالله الفلاسي، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وسعادة دانة حميد، الرئيس التنفيذي لتحالف الأديان لأمن المجتمعات، وسعادة الدكتور مصطفى علي، الأمين العام لـ(GNRC)، مدير منظمة أريغاتو الدولية في نيروبي، وسعادة الدكتور فينو أرام، نائب رئيس اللجنة التنظيمية الدولية للمنتدى السادس لشبكة العمل العالمية للأطفال.

وقدم الحائز على جائزة نوبل للسلام، كايلش ساتيارثي، تأملات في الاستجابة لنداء الطفل، وذلك بحضور أطفال من جميع أنحاء العالم.
وتضمن إعلان أبوظبي بشأن بناء عالم مفعم بالأمل للأطفال، والذي تم إطلاقه في واحة الكرامة بالعاصمة أبوظبي، التأكيد على التزام جماعي بضمان حق كل طفل في مستقبل آمن ومستدام، ودعا إلى اتخاذ إجراءات فورية وموحدة عبر الأديان والحكومات والمجتمع المدني، وحدد خطة عمل تركز على بناء عالم آمن ومستدام للأطفال، مع التركيز على الحوار بين الأديان وأنظمة الحماية، ودعم الصحة العقلية، والسياسات الشاملة، ومكافحة الممارسات الضارة.
وتعهد الموقعون على الإعلان الذي تم وضعه بالتشاور مع أكثر من 100 من كبار القادة من المنظمات الدينية والهيئات الدولية والمنظمات غير الحكومية؛ برفع أصوات الأطفال، والحفاظ على كرامتهم، والعمل بتعاطف ومسؤولية لخلق مستقبل أكثر إشراقاً.
وقال معالي العلامة عبدالله بن بيّه، في كلمته في الحفل الختامي، إن حماية الأطفال أولوية دائمة في كل وقت وحين، لأنه من المواضيع التي تمس الإنسان (الفرد والعائلة) في أقرب البشر وأحبهم إليه وهم الأطفال، وتمس وتخص المجتمع والدولة ككل لأنها تُعنى بالمستقبل بكل معانيه، مشيرا إلى أن مبادرات حماية الأطفال تصبح أكثر تعيناً وأعظم إلحاحاً في المناطق التي تشهد صراعات وحروباً مسلحة، والتي يتعرض جراءها الأطفال إلى أخطار كبرى تهدد حياتهم وتمزق كيانهم؛ إذ ينبغي أن تعطى هذه المناطق الأولوية في كل المشاريع الموجهة للأطفال.
وأضاف أن الدين الإسلامي اعتنى بالطفل تربية لجسمه وعقله وتنمية لمواهبه ورعاية لجميع أحواله، وأن التعاليم النبوية في شأن الأطفال كانت مرجعاً للعلماء في تصنيف الكتب وتخصيص بنود كثيرة، مشيداً بما تقوم به دولة الإمارات من رعاية للأيتام ووقفات إنسانية لمساعدة الأطفال وخصوصا في الدول التي تشهد نزاعات وهو أمر يتماشى مع القيم والتعاليم الدينية السمحة، وهي أول دولة عربية تنضم إلى الشراكة العالمية لـ “إنهاء العنف ضد الأطفال”.

كما أشاد بجهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات” رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، للعناية بالطفل على المستويين المحلي والدولي.
وكان المنتدى السادس للشبكة العالمية للأديان من أجل الأطفال الذي نظمته منظمة أريجاتو الدولية، واستضافه تحالف الأديان من أجل أمن المجتمعات، قد شهد على مدار ثلاثة أيام، مناقشات معمقة حول التحديات التي تواجه الأطفال حول العالم، وسبل حمايتهم من الجوع والفقر والإيذاء والاستغلال والاتجار بالبشر، ودور قادة الأديان في لعب دور محوري لإيجاد حلول شافية وكافية؛ بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني، وقوى إنفاذ القانون، وصانعي القرارات، وغيرهم من القوى الفاعلة في المجتمع.
وشارك في المنتدى متحدثون ومشاركون وضيوف مسؤولون من الأمم المتحدة، ومن وكالات عالمية وقادة عالميون، وعدد من كبار القادة الدينيين والروحانيين، وصناع السياسات والممثلين الرئيسيين من المنظمات الحكومية الدولية والمتعددة الأطراف، والخبراء الرائدين في مجال حقوق الطفل، وممثلي المنظمات غير الحكومية التي تركز على الأطفال والشباب والناشئة.
وتمحورت النقاشات حول معالجة القضايا المتعلقة بكرامة الطفل في العالم الرقمي، والدور الحيوي للأسر والمجتمعات التعاونية، وتعزيز الصحة العقلية في مواجهة الصدمات العالمية والأزمات الناشئة والأوبئة، ومعالجة الأسباب الجذرية للنزاعات، وكراهية الأجانب وجرائم الكراهية والتطرف، والمشاركة التكاملية بمعالجة أنماط الحياة المسؤولة، والجوع، وفقر الأطفال، وعدم المساواة والقيم الأخلاقية والتعليم من أجل التنمية المستدامة والإدارة الواعية للمناخ.
وإلى جانب مشاركتهم ومن خلال برامج متخصصة، أتيحت الفرصة للوفود المشاركة من أنحاء العالم كافة، والأطفال الدوليين المشاركين، للاطلاع على عدد من الأماكن الثقافية والتاريخية والسياحية في الإمارات، حيث حرص تحالف الأديان من أجل أمن المجتمعات، على إطلاع المشاركين على الثقافة الإماراتية، وما تشهده الدولة من تطور في المجالات كافة، وتعريفهم بالقيم الأصيلة للمجتمع الإماراتي، بما تمثله من التسامح والتعايش السلمي، والأخوة الإنسانية واحترام الآخرين.وام


مقالات مشابهة

  • منصور بن زايد: الاستدامة والابتكار في صميم جهود الإمارات لتعزيز الأمن الغذائي العالمي
  • منصور بن زايد: الإمارات تضع الاستدامة والابتكار في صميم جهودها لتعزيز الأمن الغذائي العالمي
  • “الصحة العالمية”: الموسيقى الصاخبة قنبلة تهدد صحة القلب
  • الإمارات تختتم مشاركتها في COP29 وتهنئ أذربيجان على نجاح استضافة المؤتمر
  • “فرجان دبي” تحتفي بعيد الاتحاد الـ53 بمجموعة أنشطة مبتكرة
  • الإمارات تختتم مشاركتها في "COP29"
  • الإمارات تختتم مشاركتها في«COP29» وتهنئ أذربيجان على نجاح المؤتمر
  • الإمارات تختتم مشاركتها في”COP29″ وتهنئ أذربيجان على نجاح استضافة المؤتمر
  • المنتدى السادس للشبكة العالمية للأديان “GNRC” يطلق “نداء أبوظبي” لحماية الطفل
  • ستاندرد آند بورز” العالمية ترفع التصنيف الائتماني لرأس الخيمة إلى “A/A-1”