إعلام إسرائيلي: لا بد من إخفاء السنوار عن الساحة حتى نتمكن من الاستمرار
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
أفردت برامج حوارية في إسرائيل مساحة خاصة لتحليل شخصية رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة يحيى السنوار، إذ أقر ساسة ومسؤولون أمنيون سابقون بأنه "رقم صعب في ما سموها معادلة القتال والتفاوض"، كما أسهبت وسائل إعلام إسرائيلية في مناقشة قدرات حماس التفاوضية والعسكرية.
ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن شالوم بن حنان -موظف كبير سابق في الشاباك- قوله إن السنوار "رجل عنيف ومفاوض صعب" وهو واثق من مكانه في التاريخ قبل حادث هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وبالتأكيد بعده، مضيفا أنه "سيكون من الجيد إخفاؤه من الساحة، حتى نتمكن من الاستمرار مع آخرين".
أما رئيس قسم التحقيق في الشاباك سابقا، ميخا كوبي، فقال إنه حقق مع السنوار ما بين 150 إلى 180 ساعة، مضيفا "هذا الإنسان يكرهنا بشكل جنوني وهو يريد أن يسبب لنا الأم الشديد"
وأضاف كوبي في حديثه للقناة 14 "لا أستغرب أن يكون هو من أعطى الأوامر عن طريق متحدثين باسمه لتوجيه خلية القدس لتنفيذ عملية" مبديا تخوفه الشديد من علاقاته المباشرة بمقاومين في الضفة الغربية.
من جهته، انتقد أفيخاي بوارون -وهو عضو كنيست سابق عن الليكود- في حديثه لذات القناة، الإفراج عن السنوار، وقال "عندما تكون لدينا معلومات حول مخرب معين أنه سيعود بالتأكيد لتنفيذ عمليات مثل هذا النوع يجب عدم تحريره ناهيك عن تحريره وإرساله إلى غزة".
وبشأن قدرات حماس العسكرية والتفاوضية، قال عوفر شيلح، وهو باحث كبير في معهد دراسات الأمن القومي للقناة 13، "حتى الآن تنجح حماس بإخفاء المخطوفين ونقلهم من مكان لآخر، وسمعنا شهادات من المخطوفين أن السنوار دخل عندهم، وألقى عليهم التحية، وهذا يعني أن سيطرة حماس على الوضع لا تزال جيدة".
وتابع الباحث "أقول مرة أخرى عندما يدخل جيش الدفاع إلى الجنوب، فسيكون الوضع أكثر صعوبة، وهذا مع كل الاحترام للجهد المخابراتي".
أما محلل الشؤون العربية للقناة 13، تسفي يحزقيلي، فيرى أن قدرات حماس في الجنوب أكبر منها في الشمال، وقال "في جنوب القطاع هناك قصة مختلفة.. نحن نعلم قوة حماس العسكرية عبر قواته المتاحة التي تستطيع أن تعمل الآن، ولو كنت أصنف هذه القوة، فإنني أعتقد أن 60% من قوة حماس موجودة في الجنوب".
وأضاف المحلل أن حماس لا تزال تحافظ على قوتها وتتفوق في مسألة المفاوضات بشأن المحتجزين لديها، ولا تزال تملك قوة عسكرية ستشكل مشكلة إذا أراد الجيش العمل في جنوب قطاع غزة كما عمل في شمالها، هذا على فرض انتهاء العمل في الشمال، على حد تعبيره.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
يديعوت: هكذا حذر لواء إسرائيلي من خداع حماس فوقع في فخ 7 أكتوبر
سلطت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الاثنين، الضوء على تحذيرات أطلقها قائد المنطقة الجنوبية بجيش الاحتلال الإسرائيلي اللواء يارون فينكلمان، بشأن مناورات خداعة تقوم بها حركة حماس، قبل أن يقع في "فخ" هجوم السابع من أكتوبر.
وقالت الصحيفة في تقرير لها: "في الساعات التي سبقت هجوم حماس، وقع فينكلمان ضحية لنفس الممارسات الاحتيالية التي حذر منها هو نفسه، عندما كان رئيسا لقسم العمليات في هيئة الأركان العامة، وذلك وفقا للعديد من التحقيقات الداخلية التي أجراها الجيش خلال الأشهر الأخيرة".
ولفتت الصحيفة إلى أن فينكلمان كان آنذاك برتبة مقدم، وتم إبلاغه بخطة هجوم حماس، والتي كانت تسمى في إسرائيل "جدار أريحا"، وتم تحقيقها بعد فترة قصيرة.
فشل رغم التحذير
ونقلت "يديعوت" عن مسؤول عسكري كبير مطلع على التفاصيل، أنه "ليس من الواضح كيف حدث أن نفس الشخص الذي كان على علم بخطر الخطة، وحذر من إمكانية مفاجئة حماس لإسرائيل، قد فشل في تلك المرحلة بالذات".
وتابعت: "سارع فينكلمان قبل انتهاء التحقيقات، إلى تعيين أشخاص كانوا جزءا من فشل القيادة، وكان أحدهم حاضرا في تلك المحادثة المصيرية التي حددت فعلا انهيار الجيش الإسرائيلي في نفس سلة المهملات التي زرعتها حماس (..)".
وأوضح أنه في السابع من أكتوبر لعام 2023، وفي الساعة الثالثة صباحا، عقد فينكلمان قائد القيادة الجنوبية آنذاك، مناقشة باستخدام الهاتف الخلوي المشفر للنظام الأمني، وربما كانت هذه المناقشة، بالإضافة إلى تقييم الوضع الذي أكمله رئيس الأركان بعد فترة وجيزة، الأكثر أهمية في تلك الساعات المصيرية".
واستكملت الصحيفة بقولها: "بينما كان فينكلمان نفسه يتوجه إلى قطاع غزة بسيارته من إجازة في الشمال، كانت الاستعدادات متزايدة لدى تشكيلات حماس وعلى نطاق محدود".
تأهب حماس المتزايد
وتابعت: "جاء في ملخص ذلك النقاش، وعرض خلالها ضابط مخابرات القيادة الجنوبية وممثل الشاباك بعد العلامات المثيرة للقلق التي جمعتها وحدة 8200 والشاباك في الساحات الأخيرة التي سبقت الهجوم، إلى جانب علامات أخرى تشير إلى روتين (..)، وعند هذه النقطة، قام فينكلمان بتفصيل الأسباب التي يعتقد أنها وراء حالة التأهب المتزايدة في حماس".
وبيّنت أن التفسير الأول تمحور حول "إجراء تمرين لحماس"، والثاني "زيادة الاستعداد في ظل التخوف من مبادرة إسرائيلية بعد عطلة تشرين، أي أن حماس في حالة تأهب لأنها تعتقد أن إسرائيل تنوي مهاجمتها"، مؤكدة أنه "في نهاية الحديث طرح فينكلمان إمكانية أن تكون حماس تستعد لمبادرة مفاجئة".
ولفتت "يديعوت" إلى أنه في نفس المناقشة، أمر لواء العمليات فينكلمان باتخاذ عدة خطوات نحو إمكانية تنفيذ حماس للخطة، وإعداد الخطة كسيناريو محتمل في إطار القتال، وفحصها في ضوء أوامر الطوارئ الحالية، لمعرفة ما إذا كانت توفر سيناريو محتملا أم لا.
وذكرت أن "الاستجابة العملياتية كانت مرضية، فقد أمر فينكلمان بإجراء سلسلة من الاختبارات للخطط الحالية، وفحص الخيارات للتحضيرات الجديدة، والتي سيتم تنفيذها في كل من هيئة الأركان العامة والقيادة الجنوبية".
واستدركت: "ليس من الواضح أي من المهام التي فرضها فينكلمان على الأنظمة المختلفة لتنفيذها، وما هي الاجتماعات التي عقدت حول هذا الموضوع في الجيش الإسرائيلي، أو مدى الإشراف الذي فرضته شعبة العمليات للتحقق من تنفيذ تعليمات الجيش".
وأردفت بقولها: "من غير الواضح أيضا ما إذا كان فينكلمان عندما تمت ترقيته إلى منصب قائد القيادة الجنوبية، قد قام بالتحقق مما إذا كانت التعليمات التي أصدرها كقائد للعمليات، والتي قد تكون لها أهمية بعيدة المدى فيما يتعلق بإعداد القوات لحالات الطوارئ، وتجهيز القوات وسيناريوهات الإسناد للحرب".