انتهى الموسم الثاني من مسلسل "لوبين" قبل عامين بشكل مثالي يليق بخاتمة قوية، لكن يبدو أن مؤلف العمل كان له رأى آخر، إذ قرر طرح موسم ثالث هذا الخريف لا يقل إثارة عن سابقيه، إن لم يكن جاء محملا بقدر أكبر من المفاجآت غير المتوقعة.

ومثل الموسمين الأول والثاني، بمجرد عرض الموسم الثالث على منصة نتفليكس، احتل المرتبة الأولى للأعمال الدرامية الأكثر مشاهدة لعدة أسابيع، وسرعان ما شغل رواد منصات التواصل الاجتماعي بسبب حبكته في المقام الأول، ثم نهايته المفتوحة.

After two long years finally, LUPIN Season 3 is coming back to @netflix .

Lupin Season 3 will premiere on @netflix today October 05th.#Lupinnetflix pic.twitter.com/uORgXw8OKj

— s_patient (@patientsangano1) October 5, 2023

مجرم أم بطل شعبي؟

في بداية الموسم الثالث من المسلسل، يضطر البطل الهارب للعودة إلى فرنسا، بالرغم من أنه أصبح أكثر الرجال مُطاردة من قِبل الشرطة، وذلك لحماية ابنه وزوجته السابقة من مطاردات الإعلام ورجال الشرطة والشائعات القبيحة، على أمل القيام بعملية أخيرة يختفي بعدها هو وأسرته إلى الأبد.

ومع أنه ينجح بالفعل في الجزء الأول من الخطة وتتم السرقة بنجاح، فإن كل أحلامه تتبدد حين يجد نفسه سقط فريسة عصابة مجهولة تُجبره على التصرّف وفق أهوائها، وارتكاب جرائم عدة لصالحها وإلا قتلوا شخصا عزيزا عليه، وهو ما يُجبره ليس على السرقة فحسب وإنما خيانة أقرب الناس إليه.

الأمر الذي يجعل الموسم الجديد مختلفا عن سابقَيه اللذين تناولا علاقة البطل بوالده، وتأثير ما جرى بينهما في الماضي على حياته في الحاضر، إذ تنتقل قطع الأحجية هذه المرة إلى علاقة البطل بوالدته وتعلّقه بها، كما نستكشف تفاصيل ومرجعية مفهوم الصداقة لديه وإلى أي مدى يمكن أن يذهب إذا تعارضت الصداقة مع مصالحه الشخصية.

لماذا يحب الجميع اللص؟

لم يقع الجمهور بحب اللص النبيل "أسان ديوب" فقط، ولكنه أحب المسلسل نفسه، لأنه -وكما يليق بنقيض البطل (Anti-Hero)- منحهم جميعا إحساسا بالعدالة الشاعرية كونه ضحية للبرجوازية والعنصرية، ومع ذلك تجرأ على سرقة الأغنياء، وجعل بعضَهم يدفع ثمن خطاياه انتصارا لمن هم على شاكلته، وكذلك لما تمتع به من مهارة وخفة يد وسرعة بديهة جعلته يبدو ذكيا بطريقة جذابة وصبغت الجرائم بالإثارة والتشويق.

والحقيقة أن نجاح الموسم الثالث بُني على أسباب أخرى، من بينها "الكاريزما" الطاغية التي يتمتع بها النجم عمر سي صاحب دور البطولة، والتمثيل الجيد والمتماسك من الأطفال والمراهقين الذين قدموا الشخصيات الرئيسية في الماضي، بالإضافة إلى ضخ خيوط درامية جديدة أغلبها جيد حتى لا يُصاب المشاهد بالملل نتيجة تركيز الأحداث على البطل وحده.

وحافظت قوة السرد الدرامي على وتيرتها المتصاعدة، وقدمت بعض الإجابات الغائبة عن السبب وراء شخصية البطل ومرجعيته والنهج الذي سلكه لتتطور شخصيته، سواء وصولا إلى ما آل إليه، أو ما قد يدفعه لاتخاذ قرارات أخرى مصيرية مستقبلا، وصولا إلى النهاية التي عوضا عن أن تُلملم الخيوط المفتوحة، لم تلبث أن فتحت بابا جديدا لقصة أخرى شائقة وشائكة ينتظرها جمهور "لوبين" منذ الآن.

هل نشهد موسما رابعا؟

عندما سئل مؤلف العمل جورج كاي عن احتمالية وجود موسم رابع في حوار أجراه مع مجلة "فارايتي"، كان رده: "من الواضح أننا عملنا بجد كبير في هذه المواسم، ومن ثم علينا أن نرى كيف يتفاعل العالم. وعندما تقوم بإنشاء الديناميكيات بين الشخصيات، فإنك تقوم بإعداد هذه العروض بحيث يمكن أن تتمتع بحياة طويلة حتى لا تحاصَر أو لا يكون لديك مشكلة في مواصلتها".

وبالرغم من أن نتفليكس لم تُعلن شيئا عن نواياها للاستمرار بإنتاج السلسلة حتى الآن، فإن إجابة كاي السابقة وإحصائيات نسب المشاهدات وردود الفعل النقدية والجماهيرية الإيجابية التي حصدها العمل أشعلت فتيل الأدرينالين لدى المشاهدين وجعلتهم يتوقعون موسما جديدا في خريف 2024.

Shorten of 7 Episodes better for the 3rd Season!

Pretty good efforts on screenplay to prove lupin is not fictional.

A good one spend the weekend!

Let's wait for season 4! pic.twitter.com/QTzAephbIU

— ப்ரமோத் நாராயணன் (@PNtwitz) October 7, 2023

الدراما القصيرة

والموسم الثالث من المسلسل الفرنسي "لوبين" مناسب لهواة الدراما البوليسية، أو لهؤلاء الذين يبحثون عن عمل قصير للمشاهدة خلال العطلة الأسبوعية، خاصة وأنه 7 حلقات فقط. وهو بطولة عمر سي وسفيان كراب وشيرين بوتلة ومامادو هايدارا وهيرفي بيير وأنطوان جوي وإيتان سيمون وساليف سيسيه.

حصل المسلسل على تقييم 7.5 وفقا لموقع "آي إم دي بي" وترشّح لجائزة بافتا البريطانية، كما تربّع على عرش الأعمال الفرنسية الأكثر مشاهدة على نتفليكس، واحتل المرتبة الأولى ضمن قائمة أفضل 10 أعمال في عدة بلدان من بينها فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الموسم الثالث

إقرأ أيضاً:

خبير أميركي: عودة ترامب تنذر بإعادة أوروبا إلى ماضيها الفوضوي

حذر أكاديمي أميركي من أن فوز الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها على نطاق الولايات المتحدة، من شأنه أن يعيد أوروبا إلى ماضيها القديم الذي كانت سماته الفوضى والتعصب والصراعات.

واستند هال براندز، أستاذ الشؤون العالمية في كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة، في تحذيره إلى مواقف المرشح الجمهوري "المفترض" من عضوية بلاده في حلف شمال الأطلسي (الناتو) والحرب الروسية ضد أوكرانيا، وتبنيه سياسة خارجية يتنصل فيها عن التزامات واشنطن الخارجية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وول ستريت جورنال: هكذا أصبحت إيران قوة دولية رغم أنف أميركاlist 2 of 2تايمز: في أفريقيا بأكملها قنبلة الاضطرابات توشك على الانفجارend of list

وكتب في مقالة نشرتها مجلة فورين بوليسي أن ترامب طالما أبدى امتعاضه من الأعباء الملقاة على عاتق واشنطن في حلف شمال الناتو، وبغضه الواضح للاتحاد الأوروبي الذي يعده منافسا اقتصاديا شرسا للولايات المتحدة، ولا ينظر إليه على أنه يمثل تتويجا لوحدة القارة.

كما هدد المرشح الرئاسي بالسماح لـ"الغزاة الروس" بأن يفعلوا ما يريدون للحلفاء الأوروبيين "المنتفعين" من عضويتهم في الحلف بلا مقابل، وفق براندز الذي يعمل أيضا زميلا بارزا في معهد إنتربرايز الأميركي.

وباعتباره شعبويا غير ليبرالي، فهو -برأي الأكاديمي الأميركي- لا يكترث لمصائر الديمقراطية الليبرالية في أوروبا، إن لم يكن معاديا بشكل صريح لها.

وعندما يروج ترامب لشعار "أميركا أولا" في سياسته الخارجية، فإن ذلك يعني أن تتخلى الولايات المتحدة عن الالتزامات غير العادية التي أخذتها على عاتقها منذ الحرب العالمية الثانية.

وقال براندز إنه ما من أحد يعرف على وجه التحديد ما قد يفعله ترامب إذا ما تولى زمام السلطة، مضيفا أن الانسحاب الكامل من حلف الناتو، والذي قد يثير حفيظة أنصار الحزب الجمهوري المنفتحين على العالم، ربما لا يستحق ثمنه السياسي.

ومع تزايد حدة التهديد الذي تشكله الصين على المصالح الأميركية في آسيا، فقد حان الوقت "لنأخذ على محمل الجد احتمال أن تتخلى أميركا عن أوروبا في يوم من الأيام، والتفكير فيما قد يحدث بعد ذلك".

وترامب ليس وحده الذي يفكر في الانسحاب من الناتو خلال ولايته الأولى في حال فوزه في الانتخابات المقبلة، إذ ينقل أستاذ الشؤون الدولية في مقاله عن السيناتور الأميركي جي دي فانس -وهو أحد أبرز أنصار شعار "أميركا أولا"، الذي يدعو إلى تجاهل القضايا الدولية والتركيز على الشؤون الداخلية- القول "لقد آن الأوان لكي تقف أوروبا على قدميها".

ووفقا لمقال فورين بوليسي، يأمل المتفائلون أن تستمر أوروبا في الازدهار، حتى لو فقدت المظلة الأمنية الأميركية التي سيحتفي بها زعماء الناتو في قمتهم بواشنطن، يوليو/تموز الحالي، التي تنعقد بمناسبة الذكرى الـ75 لتأسيس الحلف.

براندز: من المرجح أن تعاني أوروبا ما بعد الحقبة الأميركية، من التهديدات المحدقة بها، بل ربما ترتد في نهاية المطاف إلى أنماط ماضيها الأشد قتامة والأكثر فوضوية وتعصبا

ويعتقد الكاتب أن الولايات المتحدة قد تنكفئ -وفق منظور المتفائلين- على نفسها، ولكن أوروبا التي أصبحت ثرية ومستقرة وديمقراطية على مدى السنوات الـ80 الماضية مستعدة للعمل كقوة بناءة ومستقلة في عالم متعدد الأقطاب.

بيد أن براندز يعود مستدركا أن من المرجح أن تعاني أوروبا ما بعد الحقبة الأميركية، من التهديدات المحدقة بها، بل ربما ترتد في نهاية المطاف إلى أنماط ماضيها "الأشد قتامة والأكثر فوضوية وتعصبا".

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد حذر، في أواخر أبريل/نيسان الماضي، من أن أوروبا الحالية "مهددة بالموت، وقد تموت".

أرض الحروب الأبدية

لقد تغيرت أوروبا كثيرا منذ الحرب العالمية الثانية، هكذا رآها براندز، حتى إن العديد من الناس -الأميركيين منهم خاصة- نسوا كيف بدت القارة حالة ميؤوسا منها ذات يوم، "فقد كانت أرض الحروب الأبدية".

وذكر الكاتب أمثلة على الصراعات التي ابتليت بها أوروبا في قديم الزمان، لا سيما بعد بروز ألمانيا كقوة يحسب لها حساب بعد عام 1870.

وكانت القضية الجوهرية هي الجغرافيا التي حشرت العديد من الدولة القوية المتنافسة في مكان واحد، ومن ثم، كانت الطريقة الوحيدة لبقاء الدول على قيد الحياة في مثل هذه البيئة هي التوسع على حساب الآخرين، وقد حكمت هذه الديناميكية على أوروبا بالعيش في دوامة من الصراعات المأساوية.

ثم إن السياسة في القارة اتسمت بالتقلب -حسب تعبير براندز- شأنها في ذلك شأن الجغرافيا السياسية، فمنذ الثورة الفرنسية فصاعدا، شهدت أوروبا تقلبات "جامحة" بين الليبرالية وبعض أشكال الاستبداد الأكثر بشاعة في التاريخ.

ومضى براندز إلى أن الديمقراطية كانت في خطر في العديد من البلدان، وأدى الحرمان الاقتصادي إلى تفاقم حدة التنافس والشرذمة.

وطبقا للمقال، فإن ولادة أوروبا جديدة كادت أن تكون أمرا حتميا، فقد تطلب ذلك تدخلا جذريا وغير مسبوق من الولايات المتحدة "الدولة التي طالما سعت إلى تجنيب القارة الأوروبية الصراعات".

براندز: مع إضفاء الحماية الأميركية على المنطقة لم يعد الأعداء القدامى في أوروبا مضطرين إلى الخوف من بعضهم البعض، إذ أصبح بوسع بلدان أوروبا الغربية أخيرا أن تحقق الأمن دون حرمان الآخرين منه

تأثير الحرب الباردة

واعتبر الكاتب أن هذا التدخل كان نتاجا للحرب الباردة بين المعسكرين الغربي بقيادة أميركا، والشرقي بزعامة الاتحاد السوفياتي، وهي الحرب التي كانت بمثابة نذير بانهيار آخر للتوازن الأوروبي لم يكن لتطيقه حتى قوة عظمى بعيدة مثل الولايات المتحدة.

ترامب (في الوسط) خلال مشاركته في اجتماع للناتو عندما كان رئيسا للولايات المتحدة الأميركية (غيتي-أرشيف)

وزعم الكاتب أن العسكرية الأميركية كان لها الفضل في كسر حلقة العنف المميت من خلال حماية أوروبا الغربية من تغول موسكو، ومن غريزة التدمير الذاتي.

ومع إضفاء الحماية الأميركية على المنطقة -يمضي براندز- لم يعد الأعداء القدامى في أوروبا مضطرين إلى الخوف من بعضهم بعضا، إذ أصبح بوسع بلدان أوروبا الغربية أخيرا أن تحقق الأمن دون حرمان الآخرين منه، "وهو ما أدى، بدوره، إلى كبح حدة المساجلات السياسية وسباقات التسلح التي ابتُليت بها القارة".

وهكذا، بحسب المقال، أتاحت السياسة الأميركية المجال لإحداث تغيير آخر تمثل في تعاون اقتصادي وسياسي غير مسبوق كان أبرز تجلياته مشروع مارشال لإعادة إعمار أوروبا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. وهو المشروع الذي سُمي على واضعه الجنرال جورج مارشال رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي في ذلك الوقت.

أما التغيير الآخر -كما يشير المقال- فكان سياسيا، يقوم على الفكرة القائلة إذا كان العنف متجذرا في الاستبداد، فإن تحويل الجغرافيا السياسية في أوروبا يقتضي تغيرا في سياساتها.

براندز: قد تجد أوروبا نفسها عالقة بين روسيا "العدوانية"، والصين "المفترسة"، والولايات المتحدة "المعادية" في عهد ترامب. وربما لم تعد أوروبا بؤرة للتنافس الجيوسياسي، لكنها ستفقد نفوذها وأمنها في عالم مضطرب

 

تصوران

ووضع براندز تصورين لأوروبا ما بعد الحقبة الأميركية؛ أولهما متفائل يتوقع فيه أن تظل القارة ديمقراطية، ومتماسكة وموحدة في مواجهة أعدائها، مشيرا إلى أن انسحاب الولايات المتحدة قد يجبر الاتحاد الأوروبي على دعم أوكرانيا بشكل أكبر خلال حربها الحالية ضد روسيا، وإعطاء كييف ضمانات أمنية ذات معنى بعد السلام، وتحويل نفسها إلى طرف عسكري فاعل من الطراز العالمي من أجل درء روسيا والتهديدات الأخرى التي كانت تتصدى لها واشنطن.

وبالتالي، فإن أوروبا، وفق هذا التصور، ستبرز كدعامة قوية ومستقلة للنظام العالمي الليبرالي، وستتفرغ أميركا لأولويات أخرى بما يجعل توزيع الأعباء في العالم الديمقراطي أكثر كفاءة.

ويتعلق التصور الثاني في أن تصبح أوروبا في حقبة ما بعد أميركا، ضعيفة ومنقسمة على نفسها لا تتناحر دولها مع بعضها، ولكنها لا تستطيع، في الوقت ذاته، دعم بعضها بعضا.

وتوقع براندز، في هذا السيناريو، أن يفشل الاتحاد الأوروبي في إنتاج القوة العسكرية اللازمة لتحرير أوكرانيا وحماية دول خط المواجهة الشرقية، وستعاني للتكيف مع التهديد الاقتصادي والجيوسياسي الذي تشكله الصين.

وفي الواقع، قد تجد أوروبا نفسها عالقة بين روسيا "العدوانية"، والصين "المفترسة"، والولايات المتحدة "المعادية" في عهد ترامب. وربما لم تعد أوروبا بؤرة للتنافس الجيوسياسي، لكنها ستفقد نفوذها وأمنها في عالم مضطرب.

مقالات مشابهة

  • هل ينجح مسلسل فول آوت في إعادة اللعبة إلى الحياة؟
  • الليلة.. عودة برنامج «في المساء مع قصواء» على قناة CBC
  • خبير أميركي: عودة ترامب تنذر بإعادة أوروبا إلى ماضيها الفوضوي
  • أسطورة منتخب إسبانيا: محمد صلاح أول لاعب محترف أحبه.. وهذا المنتخب سيتوج باليورو
  • رسميا.. أحمد هايل مدربا للفيصلي في الموسم المقبل 
  • القومي للمرأة: اليوم أولى حلقات الموسم الجديد من المسلسل اليومى "يوميات صفصف "
  • عودة ثنائي جديد لـ الأهلي في الموسم المقبل وإعارة المحترف التونسي
  • يوليو الحالي..بدء تصوير الجزء الثالث من مسلسل "كامل العدد"
  • النجف تحقق المرتبة الأولى بنتائج الثالث المتوسط
  • السومرية تنشر نتائج الثالث المتوسط