مصادر: واشنطن تريد نهاية المرحلة النشطة من العدوان الإسرائيلي على غزة في غضون شهر
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
سلط رئيس ومؤسس مجموعة أوراسيا، إيان بريمر، الضوء على الأفق المنظور للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بعدما وسع الاحتلال من قصفه للمنازل والمؤسسات المدنية في كافة أنحاء القطاع، وتفاقم الأزمة الإنسانية، مشيرا إلى أن واشنطن تريد نهاية "المرحلة النشطة" من الحرب في غضون شهر تقريبا.
وذكر بريمر، في تحليل نشره بموقع "جي زيرو ميديا"، أن قطر والولايات المتحدة ساعدتا في تسهيل تمديد وقف إطلاق النار المؤقت من خلال إخراج المزيد من الأسرى مقابل المزيد من المساعدات والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، لكن هذا الأمر استغرق بضعة أيام فقط كما كان متوقعا، ثم بدأت الحرب من جديد، لتشمل جنوب غزة.
وأضاف أن الولايات المتحدة تدعم استمرار إسرائيل في القيام بعمل عسكري ضد حماس بشكل كامل، ولكن ليس بنفس الاستراتيجية التي اتبعها الجيش الاسرائيلي في الشهر ونصف الشهر الأول من الحرب، مشيرا إلى أن القادة الإسرائيليين اعترفوا سراً بارتكابهم أخطاء و"تعلموا منها" بعد القتال في الشمال.
واعتبر بريمر أن الحملة الجوية في شمال غزة بشكل خاص كانت "متطرفة من حيث الحجم وتعسفية في الاستهداف "، حيث تم اختيار آلاف الأهداف لقيمتها العسكرية، ولكن مع قدر كبير من التسامح مع الخسائر لدرجة أن العملية فقدت معناها، ما أسفر عن مقتل عدد كبير من المدنيين في النهاية.
ووصف بريمر عدد المدنيين القتلى في غزة بأنه "أكبر من اللازم عسكريا واستراتيجيا"، مشيرا إلى أن حكومة الحرب الإسرائيلية وعدة إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بأنها لن تقاتل بنفس الطريقة في الجنوب، وستواصل السماح بدخول كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية حتى بعد انتهاء وقف إطلاق النار.
وطالما تم الوفاء بالوعدين، فإن ذلك يوفر غطاء دبلوماسيًا أساسيًا للدعم الأمريكي الكامل خلال الأسابيع المقبلة من القتال على الأقل، بحسب بريمر، لكنه أشار إلى أن إدارة بايدن "تريد أيضًا إنهاء المرحلة النشطة من الحرب العسكرية في غضون شهر، وهو أمر سيتعرض للتأخير في حال استمرار قيادة حماس وسيطرتها وبنيتها التحتية العسكرية والأنفاق".
غير أن تحديد وصول إسرائيل إلى "إنجاز المهمة" أمر يخضع للتقديرات الشخصية، وسيصبح أسهل من خلال حملة إسرائيلية مستمرة من الاغتيالات المستهدفة ضد قيادات، بما في ذلك خارج إسرائيل، بالإضافة إلى إقامة منطقة أمنية عازلة طويلة المدى تقام بين إسرائيل وغزة للحد من الضعف الأمني لإسرائيل، بحسب بريمر، مشيرا إلى أن إسرائيل ستكون على استعداد لاستخدام الهجمات الصاروخية المستمرة من غزة كذريعة لمواصلة الانخراط في الضربات العسكرية، لكن دون أن يرقى ذلك إلى مستوى استئناف الحرب الشاملة.
اقرأ أيضاً
غضب دبلوماسي وتراجع شعبية بايدن.. ذا إيكونوميست: هل تنزع أمريكا قابس الحرب على غزة؟
وهنا يشير بريمير إلى أن بنيامين نتنياهو يدرك أن نهاية الحرب تسرع نهايته كرئيس للوزراء، في ظل ضغوط داخلية هائلة ضده، خاصة مع تزايد التسريبات بشأن الإخفاقات العسكرية والاستخباراتية والتحذيرات المبكرة من هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كما يواجه قضايا وتحقيقات قضائية خطيرة، لذا فإن استعداد الحكومة لتمديد الحرب إلى ما هو أبعد مما هو مقبول للأمريكيين، وزيادة الضغط الشعبي والتسبب في ضرر طويل الأمد للعلاقات مع واشنطن، يظل مرتفعاً إلى حد معقول.
وعلى هذا الصعيد، يشعر بايدن بالعزلة الدولية، حيث يدعم الحكومة والسياسة الإسرائيلية التي لا تحظى بشعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم، والتي يدينها الكثيرون بشدة، وكذلك بين غالبية أنصار حزب بايدن الديمقراطي، وهو ما تزايد مع استئناف الحرب وتوسعها إلى الجنوب.
ويرى بريمر أنه من غير الواضح إلى أي مدى تنظر القيادة الإسرائيلية إلى التزاماتها الخاصة تجاه الولايات المتحدة، ما يساعد في تفسير البيان الاستثنائي لوزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، الذي قال فيه إن إسرائيل، أقرب حليف للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، تواجه خطر "هزيمة استراتيجية" مع استمرار الحرب.
ولفت إلى أن النقاش دائر في إدارة بايدن بشأن النظر في الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بما في ذلك السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية، مع بعض عمليات الحكم في غزة، بغض النظر عن الوضع الراهن لحل الدولتين.
ويخلص بريمر إلى أن نوايا بايدن الحسنة المؤيدة لإسرائيل ليست موضع شك، خاصة أنه لا تزال هناك طلبات كبيرة من الإسرائيليين مثل تمديد مذكرة التفاهم الأمنية بين البلدين، الموقعة عام 2016، وتوسيع محتمل للضمانات الأمنية، التي يمكن أن تقدمها الولايات المتحدة في وقت واحد، خاصة إذا كان ذلك يسهل تحقيق اختراق أمني أمريكي سعودي تهتم به إدارة بايدن بشكل متزايد، ويمهد الطريق للتطبيع بين السعودية وإسرائيل.
اقرأ أيضاً
حماس عن سيناريوهات أمريكا لغزة بعد الحرب: وقاحة وتدخل في شؤون فلسطين
المصدر | إيران بريمر/أوراسيا - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل غزة الولايات المتحدة حماس لويد أوستن جو بايدن مشیرا إلى أن
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تطلب من واشنطن تأجيل انسحابها من جنوب لبنان
كشفت القناة 13 الإسرائيلية، اليوم الخميس، أن الحكومة الإسرائيلية طلبت من الولايات المتحدة تأجيل موعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان لمدة شهر إضافي، وذلك قبل أيام قليلة من الموعد المقرر للانسحاب في 26 يناير/ كانون الثاني الجاري.
وجاء هذا الطلب على خلفية تصاعد التوترات في المنطقة، حيث يشهد جنوب لبنان موجة عنف إسرائيلية في الأيام الأخيرة، تمثلت في قصف قرى مثل عيتا الشعب وحولا.
ونقلت القناة عن مسؤولين في الجيش الإسرائيلي قولهم إن معظم العمليات الميدانية "تقترب من الانتهاء"، وأنهم ينتظرون قرار المستوى السياسي.
بدورها، أكدت هيئة البث الإسرائيلية أن المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) سيعقد اجتماعا مساء اليوم لبحث مسألة إبقاء جزء من القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان بعد انتهاء فترة الـ60 يوما المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
وقالت هيئة البث إن إسرائيل طلبت من واشنطن تأجيل الانسحاب لمدة 30 يوما إضافيا "لاستكمال النشاطات الأمنية"، وذلك على الرغم من الضغوط الأميركية الشديدة في الأسابيع الأخيرة لتنفيذ الانسحاب في الموعد المحدد.
كما أشار التقرير إلى أن كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين يزعمون أن ”الوقت ليس مقدسا“، بل وينتقدون وتيرة انتشار الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني.
إعلان موقف الولايات المتحدةولم يتضح بعد ما إذا كانت الولايات المتحدة ستوافق على طلب التمديد الذي تقدمت به إسرائيل. ولم يصدر أي تعليق رسمي من لبنان على ذلك حتى هذه اللحظة.
وفي هذا الصدد، قال سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، مايكل هيرتسوغ، خلال مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن تل أبيب وواشنطن تجريان محادثات بشأن الانسحاب، معربا عن اعتقاده بأن إسرائيل ”ستتوصل إلى تفاهم“ مع إدارة الرئيس دونالد ترامب.
من جهته، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي، غدعون ساعر، في بيان أن إسرائيل ملتزمة بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، لكنها "لن تتنازل عن أمنها".
وقال ساعر إنه التقى مع منسقة الأمم المتحدة الخاصة في لبنان، جينين هينيس – بلاسخارت، وناقش معها التزام إسرائيل بالاتفاق.
ويأتي هذا التطور في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي تم التوصل إليه في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024. وبموجب الاتفاق، يجب على الجيش الإسرائيلي الانسحاب من جنوب لبنان، حتى يصبح الجيش اللبناني هو الجهة الوحيدة المسموح لها بالانتشار وحمل السلاح في الجنوب.