سلط رئيس ومؤسس مجموعة أوراسيا، إيان بريمر، الضوء على الأفق المنظور للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بعدما وسع الاحتلال من قصفه للمنازل والمؤسسات المدنية في كافة أنحاء القطاع، وتفاقم الأزمة الإنسانية، مشيرا إلى أن واشنطن تريد نهاية "المرحلة النشطة" من الحرب في غضون شهر تقريبا.

وذكر بريمر، في تحليل نشره بموقع "جي زيرو ميديا"، أن قطر والولايات المتحدة ساعدتا في تسهيل تمديد وقف إطلاق النار المؤقت من خلال إخراج المزيد من الأسرى مقابل المزيد من المساعدات والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، لكن هذا الأمر استغرق بضعة أيام فقط كما كان متوقعا، ثم بدأت الحرب من جديد، لتشمل جنوب غزة.

وأضاف أن الولايات المتحدة تدعم استمرار إسرائيل في القيام بعمل عسكري ضد حماس بشكل كامل، ولكن ليس بنفس الاستراتيجية التي اتبعها الجيش الاسرائيلي في الشهر ونصف الشهر الأول من الحرب، مشيرا إلى أن القادة الإسرائيليين اعترفوا سراً بارتكابهم أخطاء و"تعلموا منها" بعد القتال في الشمال.

واعتبر بريمر أن الحملة الجوية في شمال غزة بشكل خاص كانت "متطرفة من حيث الحجم وتعسفية في الاستهداف "، حيث تم اختيار آلاف الأهداف لقيمتها العسكرية، ولكن مع قدر كبير من التسامح مع الخسائر لدرجة أن العملية فقدت معناها، ما أسفر عن مقتل عدد كبير من المدنيين في النهاية.

ووصف بريمر عدد المدنيين القتلى في غزة بأنه "أكبر من اللازم عسكريا واستراتيجيا"، مشيرا إلى أن حكومة الحرب الإسرائيلية وعدة إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بأنها لن تقاتل بنفس الطريقة في الجنوب، وستواصل السماح بدخول كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية حتى بعد انتهاء وقف إطلاق النار.

 وطالما تم الوفاء بالوعدين، فإن ذلك يوفر غطاء دبلوماسيًا أساسيًا للدعم الأمريكي الكامل خلال الأسابيع المقبلة من القتال على الأقل، بحسب بريمر، لكنه أشار إلى أن إدارة بايدن "تريد أيضًا إنهاء المرحلة النشطة من الحرب العسكرية في غضون شهر، وهو أمر سيتعرض للتأخير في حال استمرار قيادة حماس وسيطرتها وبنيتها التحتية العسكرية والأنفاق".

غير أن تحديد وصول إسرائيل إلى "إنجاز المهمة" أمر يخضع للتقديرات الشخصية، وسيصبح أسهل من خلال حملة إسرائيلية مستمرة من الاغتيالات المستهدفة ضد قيادات، بما في ذلك خارج إسرائيل، بالإضافة إلى إقامة منطقة أمنية عازلة طويلة المدى تقام بين إسرائيل وغزة للحد من الضعف الأمني ​​لإسرائيل، بحسب بريمر، مشيرا إلى أن إسرائيل ستكون على استعداد لاستخدام الهجمات الصاروخية المستمرة من غزة كذريعة لمواصلة الانخراط في الضربات العسكرية، لكن دون أن يرقى ذلك إلى مستوى استئناف الحرب الشاملة.

اقرأ أيضاً

غضب دبلوماسي وتراجع شعبية بايدن.. ذا إيكونوميست: هل تنزع أمريكا قابس الحرب على غزة؟

وهنا يشير بريمير إلى أن بنيامين نتنياهو يدرك أن نهاية الحرب تسرع نهايته كرئيس للوزراء، في ظل ضغوط داخلية هائلة ضده، خاصة مع تزايد التسريبات بشأن الإخفاقات العسكرية والاستخباراتية والتحذيرات المبكرة من هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كما يواجه قضايا وتحقيقات قضائية خطيرة، لذا فإن استعداد الحكومة لتمديد الحرب إلى ما هو أبعد مما هو مقبول للأمريكيين، وزيادة الضغط الشعبي والتسبب في ضرر طويل الأمد للعلاقات مع واشنطن، يظل مرتفعاً إلى حد معقول.

وعلى هذا الصعيد، يشعر بايدن بالعزلة الدولية، حيث يدعم الحكومة والسياسة الإسرائيلية التي لا تحظى بشعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم، والتي يدينها الكثيرون بشدة، وكذلك بين غالبية أنصار حزب بايدن الديمقراطي، وهو ما تزايد مع استئناف الحرب وتوسعها إلى الجنوب.

 ويرى بريمر أنه من غير الواضح إلى أي مدى تنظر القيادة الإسرائيلية إلى التزاماتها الخاصة تجاه الولايات المتحدة، ما يساعد في تفسير البيان الاستثنائي لوزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، الذي قال فيه إن إسرائيل، أقرب حليف للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، تواجه خطر "هزيمة استراتيجية" مع استمرار الحرب.

ولفت إلى أن النقاش دائر في إدارة بايدن بشأن النظر في الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بما في ذلك السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية، مع بعض عمليات الحكم في غزة، بغض النظر عن الوضع الراهن لحل الدولتين.

ويخلص بريمر إلى أن نوايا بايدن الحسنة المؤيدة لإسرائيل ليست موضع شك، خاصة أنه لا تزال هناك طلبات كبيرة من الإسرائيليين مثل تمديد مذكرة التفاهم الأمنية بين البلدين، الموقعة عام 2016، وتوسيع محتمل للضمانات الأمنية، التي يمكن أن تقدمها الولايات المتحدة في وقت واحد، خاصة إذا كان ذلك يسهل تحقيق اختراق أمني أمريكي سعودي تهتم به إدارة بايدن بشكل متزايد، ويمهد الطريق للتطبيع بين السعودية وإسرائيل.

اقرأ أيضاً

حماس عن سيناريوهات أمريكا لغزة بعد الحرب: وقاحة وتدخل في شؤون فلسطين

المصدر | إيران بريمر/أوراسيا - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل غزة الولايات المتحدة حماس لويد أوستن جو بايدن مشیرا إلى أن

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يدعو لمشاورات لبحث توسيع العملية العسكرية في غزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الخميس، أن نتنياهو يدعو لعقد مشاورات مصغرة مع عدد من الوزراء وكبار الضباط لبحث إمكانية توسيع العملية العسكرية في قطاع غزة، وفقا لما أفادت به قناة "القاهرة الإخبارية".

وكان قد أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء أمس الأربعاء، مشاورات أمنية لبحث تكثيف الهجوم على قطاع غزة في إطار ضغوطه على حركة "حماس" بهدف تحريك المفاوضات حول تبادل الأسرى.

وبحلول 1 مارس 2025، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين "حماس" وإسرائيل، الذي بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي.

بينما التزمت "حماس" بتنفيذ بنود المرحلة الأولى، تراجع نتنياهو، المطلوب دوليا، عن بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، استجابة لضغوط من المتطرفين في ائتلافه الحكومي، حسبما أفادت تقارير إعلامية عبرية.

ونقلت هيئة البث العبرية الرسمية عن مصدر مسؤول قوله: "نتنياهو مشاورات أمنية بشأن الحرب في غزة والمفاوضات المتعلقة بإعادة الأسرى".

وتقدر تل أبيب أن هناك 59 أسيرا إسرائيليا في قطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يوجد أكثر من 9500 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية، يتعرضون لظروف قاسية تشمل التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، مما أدى إلى وفاة العديد منهم، وفقا لتقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • باحث: إسرائيل لديها أهداف فى لبنان تريد استكمالها بالحرب
  • الحوثي: أمريكا فاشلة ولن تؤثر على عمليات اليمن العسكرية في البحر أو بالقصف الصاروخي للكيان الإسرائيلي
  • واشنطن تؤكد انخراطها في جهود وقف الحرب في السودان
  • الأمم المتحدة: ما تقوم به إسرائيل استخفاف قاس بالحياة البشرية في قطاع غزة
  • حماس: المحادثات مع الوسطاء من أجل هدنة في غزة تتكثّف الأمم المتحدة: ما تقوم به إسرائيل استخفاف قاس بالحياة البشرية في قطاع غزة
  • مسؤول أردني: إنجاز المرحلة الثانية من الربط الكهربائي مع العراق نهاية تموز
  • نتنياهو يدعو لمشاورات لبحث توسيع العملية العسكرية في غزة
  • بنك إسرائيل المركزي: نفقات حرب غزة زادت الدين العام الإسرائيلي وأضرت بالاقتصاد
  • إعلام عبري: إسرائيل قد تنتقل للقتال المكثف في غزة خلال أسابيع قليلة
  • الآلاف يحتشدون أمام الكنيست الإسرائيلي للمطالبة بالتوصل لاتفاق لإطلاق سراح المحتجزين ووقف الحرب