لماذا يهاجم أردوغان إسرائيل؟ وهل تعصف حرب غزة بالعلاقات الثنائية؟
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
يفسر عدم تمكن تركيا من لعب دور وساطة بين إسرائيل وحركة "حماس"، بالإضافة إلى الحسابات السياسية الداخلية مرتبطة بالانتخابات، تصعيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لخطابه القاسي ضد إسرائيل بشأن حربها على غزة، وهي انتقادات تبقى "منضبطة حتى الآن" مقارنة بأزمات سابقة.
تلك القراءة طرحها سليم تشيفيك، في تحليل بـ"المركز العربي واشنطن دي سي" للدراسات (ACW) ترجمه "الخليج الجديد"، على ضوء حرب يشنها الجيش الإسرائيلي على غزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وهذه الحرب المدمرة خلّفت 15 ألفا و899 شهيدا، بينهم نحو 6 آلاف طفل، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.
تشيفيك قال إنه "التصريحات الأولى لأردوغان، في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل والحرب الإسرائيلية اللاحقة على غزة، كانت محسوبة، بالنظر إلى ميله إلى الخطاب الناري ضد إسرائيل ودعم القضية الفلسطينية".
وردا على جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" في 7 أكتوبر هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية بمحيط غزة، فقتلت نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت قرابة 239 بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية، مع الاحتلال الذي يحتجز في سجونه 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
واعتبر تشيفيك أن تصريحات أردوغان المحسوبة "كانت متوقعة في ضوء الجهود التي بذلتها تركيا منذ عام 2021 لإعادة ضبط سياساتها في الشرق الأوسط عبر التصالح مع منافسيها السابقين في الشرق الأوسط، وبينهم إسرائيل".
ولفت إلى أنه "في أغسطس (آب) 2022، وبعد أكثر من عقد من التوترات الناجمة عن قتل إسرائيل عشرة أتراك في مايو (أيار) 2010 خلال محاولة تركية لكسر الحصار البحري الإسرائيلي على غزة، أعلنت تركيا وإسرائيل الاستعادة الكاملة لعلاقاتهما الدبلوماسية وتبادل السفراء".
و"لكن في غضون أسبوعين من اندلاع الصراع (الحرب على غزة)، أصبح أردوغان ينتقد بشكل متزايد تصرفات إسرائيل، وقال إنه لا يعتبر حماس منظمة إرهابية ووصف مقاتليها بالمجاهدين، بينما اعتبر إسرائيل دولة إرهابية، ودعا إلى محاسبها أمام المحاكم الدولية"، كما استدرك تشيفيك.
اقرأ أيضاً
أردوغان: الإدارة الإسرائيلية في حالة من الجنون والهمجية البربرية
وساطة وانتخابات
هذا التحول في خطاب أردوغان أرجعه تشيفيك إلى سببين، الأول هو عدم تمكن تركيا من لعب دور وساطة بين إسرائيل و"حماس".
وأوضح أن "تركيا، وبما أنها تتمتع بعلاقات ممتازة مع حماس وفي طور المصالحة مع إسرائيل، رأت نفسها كوسيط مثالي لتبادل الأسرى وتأمين وقف مؤقت لإطلاق النار، واقترحت حلا طويل الأمد لغزة يعتمد على نظام الضامن وروجت لنفسها كأحد الضامنين".
واستدرك: لكن أنقرة لم تتمكن من لعب دور وساطة، و"من الواضح أن المصالحة بين تركيا وإسرائيل أثبتت أنها غير كافية للتغلب على غياب الثقة، وأن العداء بين أردوغان و(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو لم يساعد أيضا، كما أن نفوذ تركيا على حماس كان مبالغا فيه".
وبوساطة قطرية مصرية، توصلت "حماس" وإسرائيل إلى هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وتضمنت وقفا مؤقتا للقتال وتبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية ووقود إلى غزة، حيث يعيش نحو 2.3 مليون فلسطيني تحاصرهم إسرائيل منذ عام 2006.
أما السبب الثاني للتصعيد التركي، بحسب تشيفيك، فهو أن "دور الرأي العام بشأن فلسطين ربما يكون أكثر حدة في تركيا، فأردوغان يجب أن يفوز في الانتخابات، وبالتالي يتعين عليه أن يأخذ في الاعتبار حساسيات الشعب أكثر من الحكام المستبدين العرب".
وزاد بأن "الانتخابات لا تزال تلعب دورا رئيسيا في السياسة التركية، وعلى الرغم من أن أردوغان يتمتع بسجل رائع من الانتصارات الانتخابية المستمرة، إلا أنه يعتمد بشكل متزايد على أغلبية ضئيلة لتحقيق الفوز".
وأضاف أن "حزب العدالة والتنمية (الحاكم بزعامة أردوغان) يتعرض للضغط من أحزاب تنتمي إلى نفس الجزء من الطيف الأيديولوجي، مما يجعل تجاهل القضية الفلسطينية أكثر تكلفة من الناحية السياسية مقابل فوائد الدفاع عن الحقوق الفلسطينية ورفع لهجة انتقاد إسرائيل".
اقرأ أيضاً
أردوغان: تركيا سوف تتقدم بشكوى قانونية ضد الإبادة الإسرائيلية في غزة
تصرفات منضبطة
خطاب وتحركات أردوغان تجاه إسرائيل وصفها تشيفيك بأنها "منضبطة حتى الآن"، مشيرا إلى أنه في مناسبتين سابقتين في 2008-2009 و2018، وكلاهما يتعلق بهجمات إسرائيلية على غزة، خفضت تركيا مستوى التواصل الدبلوماسي مع إسرائيل.
واستدرك: "ولكن هذه المرة، على الرغم من الهجمات الإسرائيلية العنيفة وارتفاع عدد الضحايا المدنيين بين الفلسطينيين، إلا أن تركيا تحرص على عدم تقويض التطبيع الدبلوماسي الكامل الجاري منذ 2022".
ولفت إلى أن "إسرائيل استدعت دبلوماسييها (من أنقرة)، في 28 أكتوبر (الماضي)، ردا على تصريحات أردوغان بشأن عدم كون حماس منظمة إرهابية، لكن تركيا امتنعت عن الرد".
و"وبعد أسبوع، استدعت تركيا سفيرها للتشاور، لكن أردوغان قال إن بلاده ستحافظ على علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل. وهو على الأرجح يراهن على إزاحة نتنياهو السريعة من الحياة السياسية الإسرائيلية، وعلى هذا النحو، سيواصل السعي للحصول على مقعد لتركيا في مفاوضات ما بعد الحرب في سياق ما بعد نتنياهو"، وفقا لتشيفيك.
واعتبر أن "تصرفات أردوغان حتى الآن تشير إلى أنه ينوي الاستمرار في إعادة ضبط السياسة الخارجية التركية في الشرق الأوسط، وقد نأى بنفسه بعناية عن انتقاد الأنظمة العربية (الإمارات والبحرين والمغرب) التي قامت بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل من خلال اتفاقيات إبراهيم لعام 2020".
اقرأ أيضاً
لإحلال السلام.. تركيا تطرح فكرة "ضامنين" للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي
المصدر | سليم تشيفيك/ المركز العربي واشنطن دي سي- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مع إسرائیل على غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
معلومات جديدة عن قصف إسرائيل الأخير لمطار صنعاء.. لماذا تأجل مرتين؟
صورة تعبيرية (وكالات)
في خطوة تصعيدية جديدة، نفذت القوات الجوية الإسرائيلية، في عملية عسكرية معقدة، سلسلة من الغارات الجوية المكثفة على أهداف متعددة في عمق الأراضي اليمنية.
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تفاصيل هذه العملية التي استهدفت، بحسب مزاعمها، مراكز حيوية تابعة لجماعة الحوثي، وذلك في محاولة لضرب قدراتها العسكرية وتعطيل بنيتها التحتية الحيوية.
اقرأ أيضاً مدير الصحة العالمية يكشف أين كان حين قصفت إسرائيل مطار صنعاء 26 ديسمبر، 2024 الإدارة السورية تعين أنس خطاب رئيسا لجهاز الاستخبارات العامة.. سيرة ذاتية 26 ديسمبر، 2024
تخطيط دقيق وتنفيذ محكم
قبل تنفيذ العملية، التي استغرقت عدة ساعات، قامت القوات الجوية الإسرائيلية بتخطيط دقيق لضرباتها، حيث تم تأجيل تنفيذها مرتين حتى تأكدت من تحقيق أقصى قدر من الدقة والتأثير. وشارك في العملية ما يقرب من 25 طائرة حربية إسرائيلية من مختلف الأنواع، نفذت ضربات متزامنة على أهداف محددة بدقة.
أهداف عسكرية واقتصادية
استهدفت الغارات الإسرائيلية مجموعة واسعة من الأهداف الحيوية في اليمن، حيث تم تدمير أجزاء كبيرة من مطار صنعاء الدولي، بما في ذلك برج المراقبة والمدارج وصالات الوصول والمغادرة. كما تعرضت محطات توليد الكهرباء في حزيز والحديدة لهجمات مباشرة، مما أدى إلى انقطاع واسع النطاق في التيار الكهربائي في مناطق واسعة من البلاد. بالإضافة إلى ذلك، تم استهداف الميناء ومحطات النفط في الحديدة، في محاولة لتعطيل حركة التجارة وتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن.
أهداف إستراتيجية متعددة
تعد هذه العملية العسكرية الإسرائيلية جزءًا من استراتيجية أوسع تستهدف تقويض قدرات الحوثيين العسكرية وتعطيل قدرتهم على شن هجمات على أهداف إسرائيلية. وتسعى إسرائيل، من خلال هذه الضربات، إلى تحقيق عدة أهداف إستراتيجية، من بينها:
ضرب القوة العسكرية للحوثيين: تهدف إسرائيل إلى تقويض قدرة الحوثيين على شن هجمات صاروخية وصاروخية على أراضيها، وذلك من خلال تدمير قواعدهم العسكرية ومخازن أسلحتهم.
تعطيل البنية التحتية الحيوية: تسعى إسرائيل إلى تدمير البنية التحتية الحيوية في اليمن، مثل محطات توليد الكهرباء والموانئ، بهدف تدهور الأوضاع الإنسانية في البلاد وزيادة الضغط على الحوثيين.
قطع خطوط الإمداد الإيرانية: تعتقد إسرائيل أن الحوثيين يتلقون دعمًا عسكريًا ولوجستيًا من إيران، وتسعى إلى قطع هذه الخطوط من خلال فرض حصار بحري وجوي على اليمن.
استعراض القوة: تسعى إسرائيل، من خلال هذه العملية، إلى استعراض قدراتها العسكرية وقدرتها على تنفيذ ضربات دقيقة بعيدة المدى، وذلك في رسالة تحذير إلى أعدائها في المنطقة.
تداعيات محتملة
من المتوقع أن تؤدي هذه العملية العسكرية إلى تصعيد التوتر في المنطقة، وقد تؤدي إلى ردود فعل عنيفة من قبل الحوثيين وحلفائهم في المنطقة. كما من شأن هذه العملية أن تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، وتزيد من معاناة المدنيين.