غارديان: ترامب "الثاني" سيكون أكثر استبداداً
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
غالباً ما يعتمد التنبؤ بالسلوك المستقبلي على السلوك في الماضي، لذلك يعتبر الكثير من المراقبين أن هذا كل ما يحتاج المرء إلى لمعرفته، مع ما يرونه من حتمية ترشيح الحزب الجمهوري لدونالد ترامب لولاية ثانية محتملة.
إذا انتخب ترامب سيزعم أن لديه تفويضاً للانتقام والبقاء في البيت الأبيض
ويفترض هؤلاء أنه ما دامت لم تكن هناك فاشية في الولاية الأولى، فإنه لا يمكن أن تكون هناك فاشية في الولاية الثانية، ومن المتوقع أن يكون ترامب مُجدداً "المتلعثم الصاخب الذي يشرف عليه الراشدون في الغرفة".
ولكن صحيفة "غارديان" البريطانية تقول في تقرير لها إن هذا الرأي، يتجاهل أن رواد الاستبداد اليوم، يميلون نحو سلوك أكثر سوءاً عندما يتولون المنصب للمرة الثانية.
والاختلاف في حالة ترامب "ليس أنه سيترك الديموقراطية سليمة"، لكن الاختلاف هو أن شخصيات مثل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان والرجل القوي في بولندا ياروسلاف كاتشينسكي، قد أخفوا نياتهم الاستبدادية بعناية، لكن ترامب بخلاف ذلك، يتحدث عن كل شيء مسبقاً، وإذا ما انتخب، فإنه سيزعم أن لديه تفويضاً للانتقام والبقاء في البيت الأبيض بشكل دائم.
A second Trump term will be far more autocratic than the first. He’s telling us https://t.co/Lv0qhIGp3E
— Jane Caro (@JaneCaro) December 4, 2023
وأحد أكبر الأوهام في التسعينات، لم يكن الاعتقاد أن التاريخ قد انتهى، بعكس المفهوم السائد، بل كانت فكرة أن الديمقراطيات ترتكب الأخطاء، لكن قادتها قادرون بشكل فريد، على تصحيح الأخطاء والتعلم منها، وعلى النقيض من ذلك، كان التفكير السائد، هو أن الاستبداديين لا يمكنهم مواجهة المشاكل، وأن الديكتاتوريات محكومة بالزوال على غرار ما انتهى الاتحاد السوفيتي في 1991.
ولكن معرفة ما إذا كانت شخصيات من أمثال أوربان وكاتشينسكي، تريد دائماً أن تذهب إلى الاستبداد، تبدو أمراً خارج الموضوع، والحقيقة هي أنهم مثل ترامب، يعتبرون بعمق أنه من غير المنصف، أنهم تعرضوا لهزيمة انتخابية بسبب ما يرونه من أعداء مختلفين، من القضاة إلى وسائل الإعلام المعادية.
وعندما يعودون إلى السلطة، يتعلمون شيئاً واحداً أكيداً فقط، أن لا يهدروا الرأسمال السياسي على الحروب الثقافية، وإنما الاستيلاء على مؤسسات الدولة، مع وضع القضاء وبيروقراطية الدولة كهدفين رئيسيين، وعندما تستولي على القضاة، يمكنك أن تلاحق الصحافيين والمدرسين والأكاديميين، وأن تشن حرباً ثقافية إلى الأبد.
الدولة العميقة
ويمكن المجادلة بما أن ترامب قد لا يكون تعلم شيئاً، لكن هؤلاء الذين حوله قد تعلموا بلا شك، وفي عام 2025، لن يسمحوا "للدولة العميقة" بأن تخيب أمل الزعيم مجدداً، وهناك خطة مفصلة لاستبدال 50 ألف موظف حكومي بسياسيين موالين، ولوضع وزارة العدل تحت الرقابة السياسية.
If you vote Trump you're voting for fascism and an end to democracy. Don't pretend to be surprised when you're dragged off in a black van. He warned you...
A second Trump term will be far more autocratic than the first. He’s telling us https://t.co/uUrYqAI08R
وجرت العادة أن يخطف الاستبداديون الشعبويون البيروقراطية في وضح النهار، وأن يعززوا الحجة القائلة إنهم وحدهم يمثلون "الشعب الحقيقي" (هذه كلمات ترامب لمؤيديه في 6 يناير)، وعندما يستولي الشعبويون على الدولة، فإنهم يزعمون أن من حق الشعب أن يمتلك ما هو حق له.
يذكر أن ترامب قال في خطاب التنصيب: "ننقل السلطة من واشنطن ونعيدها إليكم، أيها الشعب".
"استتئصال الشيوعيين"ويرى الكاتب أن هذه المرة يجب أن يكون الأمر مختلفاً.
في يوم قدامى المحاربين، وعد ترامب بـ"استئصال الشيوعيين والماركسيين والفاشيين واليسار الراديكالي والبلطجية الذين يعيشون كالحشرات داخل حدود بلدنا، يكذبون ويسرقون ويزورون الانتخابات، وسيفعلون كل ما هو ممكن، سواء بشكل قانوني أو غير قانوني، لتدمير أمريكا والحلم الأمريكي".
وخلص الكاتب إلى أنه إذا فاز ترامب سيزعم أن "ناخبيه هم الشعب الحقيقي"، وقد صوتوا لمصلحة الانتقام والتدمير.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة دونالد ترامب الولايات المتحدة
إقرأ أيضاً:
الحقوق غير قابلة للتفاوض.. الرئيس الفلسطيني يرد على ترامب بشأن نهجير سكان غزة
أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادة الفلسطينية عن رفضهما الشديد لدعوات الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس رداً على الدعوات الأمريكية للتهجير: "إننا لن نسمح بالمساس بحقوق شعبنا التي ناضلنا من أجلها عقوداً طويلة وقدمنا التضحيات الجسام لإنجازها، وهذه الدعوات تمثل انتهاكا خطيراً للقانون الدولي، ولن يتحقق السلام والاستقرار في المنطقة، دون إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران لعام 1967، على أساس حل الدولتين".
وأضاف الرئيس الفلسطيني أن الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن أرضه وحقوقه ومقدساته، وأن قطاع غزة هو جزء أصيل من أرض دولة فلسطين إلى جانب الضفة الغربية، والقدس الشرقية المحتلة، منذ عام 1967.
وأكد أن الحقوق الفلسطينية المشروعة غير قابلة للتفاوض، ومنظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني المؤتمنة على ثوابته، وهي صاحبة القرار الفلسطيني المستقل، ولا يحق لأحد اتخاذ قرارات بشأن مستقبل الشعب الفلسطيني نيابة عنها.
وجدد ، تقديره للمواقف العربية الثابتة والراسخة ضد التهجير والضم، والتمسك بتجسيد الدولة الفلسطينية كمتطلب أساس لتحقيق السلام في المنطقة وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، مثمناً في هذا الإطار، مواقف كل من الأشقاء في مصر والأردن الرافضة للتهجير والمساس بالحقوق الفلسطينية المشروعة.
كما ثمن، موقف الأشقاء في المملكة العربية السعودية الرافض للاستيطان والضم والتهجير والتمسك بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وطالب عباس الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياتهما والتحرك العاجل من أجل حماية قرارات الشرعية الدولية المجمع عليها، وحماية الشعب الفلسطيني والحفاظ على حقوقه غير القابلة للتصرف، وحقه في تقرير مصيره وبقائه على أرض وطنه، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد الرئيس محمود عباس، أن الشعب الفلسطيني وقيادته ملتزمان بالشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية اللتين تؤكدان تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على أرض قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية عاصمتها الأبدية.