أزمة كبيرة تواجه الاقتصاد الإسرائيلي، منذ بدء الحرب على غزة، وتتمثل بانهيار مشروع الأيدي العاملة الأجنبية في البلاد، والتي تعتمد عليها قطاعات أساسية في إسرائيل.

تاريخ العمالة الأجنبية في إسرائيل

"العمالة الأجنبية"، إحدى الأعمدة المهمة بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلي، حيث تعتمد إسرائيل عليهم للحفاظ على القوة العاملة في البناء والزراعة، وظائف يرفضها السكان المحليون، بسبب انخفاض الأجر وارتفاع المشقة.

بدأت إسرائيل في توظيف أشخاص لمثل هذا العمل في التسعينيات، ليحلوا محل الفلسطينيين الذين كانوا يقومون بتلك الوظائف، حسب ما أشار تقرير لموقع "سي بي سي".

وقالت آسيا لاديجينسكايا، المتحدثة باسم منظمة "كاف لا أوفيد" الإسرائيلية لحقوق الإنسان: "هذه الخطة لاءمت إسرائيل لأن العمال الذين يأتون لفترة محدودة، يحصلون على الحد الأدنى للأجور، كما أن أماكن إقامتهم رخيصة للغاية لأنهم يعيشون في مساكن فقيرة، ويعملون لأيام طويلة".

ظروف سيئة للعمال

وقد تناول عدد من التقارير على مر السنين، بالتفصيل، الظروف "المروعة" التي يواجهها هؤلاء العمال.

وقد أوضح أحد تقارير هيومن رايتس ووتش في عام 2015 كيف يكدح العمال في الصناعة الزراعية لساعات طويلة تتجاوز الحد الأقصى القانوني، ويبقون في مساكن مؤقتة مع القليل من الرعاية الصحية أو حقوق العمال، كل ذلك بينما يحصلون على أجور أقل بكثير من الحد الأدنى للأجور.

انهيار العمالة الأجنبية

ووفقا للحكومة الإسرائيلية، كان هناك ما يقرب من 30 ألف عامل تايلاندي في إسرائيل قبل هجوم حماس في 7 أكتوبر، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي و38 تايلانديا.

وقدرت الحكومة الإسرائيلية أن 10 آلاف عامل زراعي غادروا البلاد منذ ذلك الحين، في حين اضطر ما يصل إلى 120 ألف فلسطيني إلى التخلي عن أعمال البناء الإسرائيلية بعد أن ألغت الدولة تصاريح عملهم نتيجة للحرب.

وقالت لاديجينسكايا إن المتطوعين يساعدون المجتمعات الزراعية أو الكيبوتسات القريبة من قطاع غزة، لكن أعمال البناء تعطلت بسبب فقدان الكثير من الأيدي العاملة.

وفي مجال البناء، بدأت إسرائيل بالفعل في البحث في دول مثل الهند وسريلانكا لتوظيف عمال بديلين، وفقا لموقع "سي بي سي".

وقالت جمعية البناء الإسرائيلية – التي تم إنشاؤها لتمثيل قطاعات مختلفة في قطاع البناء في البلاد – في بيان لها، إنها تأمل في جلب ما يصل إلى 100 ألف عامل من الهند إلى البلاد ليحلوا محل الفلسطينيين الذين ألغيت تصاريحهم الإسرائيلية.

ولكن حتى هذا الأمر قد يمثل تحديا، بسبب "سمعة ظروف العمل الإسرائيلية".

حيث أصدرت شركة FairSquare، للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، بيانا يناشد الهند تجاهل دعوة إسرائيل في الحصول على أيد عاملة، بسبب سوء معاملة العمال في إسرائيل.

ويقول ميشيل ستراتشينسكي، أستاذ الاقتصاد في الجامعة العبرية في القدس، إن حكومة البلاد يجب أن تتحرك بسرعة لسد الثغرات التي تعتبر ضريبة الحرب التي اشتعلت، بعد القصف الإسرائيلي المكثف على غزة، والاشتباكات المتكررة مع عناصر حركة حماس.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات إسرائيل الفلسطينيين العمال الهند إسرائيل نقص العمالة حماس الاقتصاد الإسرائيلي إسرائيل الفلسطينيين العمال الهند أخبار إسرائيل العمالة الأجنبیة فی إسرائیل

إقرأ أيضاً:

الغارديان: دفعة معنوية كبيرة لإسرائيل .. إغتيال هنية يعزّز إحتمال الحرب

تناولت صحيفة "الغارديان" البريطانية إغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، حيث إعتبرت أن العملية ستعزّز إحتمال إندلاع حرب إقليمية. وإستهلت الصحيفة المقال بالقول: "مثل جميع الشخصيات البارزة في حركة حماس، عاش إسماعيل هنية تحت التهديد المستمر بالإغتيال، وقتل في طهران بضربة صاروخية يُقال إنها الأحدث في سلسلة العمليات الجريئة التي تقوم بها إسرائيل لإستهداف أعدائها حول العالم". وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد صرّح أن قيادة حماس، بما في ذلك أولئك خارج قطاع غزة، "مستهدفون للقتل". وبحسب الصحيفة، فإن توقيت ومكان مقتل هنية يعني أنه يمكن أن يكون عاملًا آخر يزعزع الإستقرار في صراع يقترب بالفعل من التحول إلى حرب إقليمية. ورجّحت الصحيفة أن "الغارات الجوية والإغتيالات هي إحتمال دائم، والمخاطر تزداد إرتفاعًا".

وإعتبرت الصحيفة أن إغتيال هنية هو "دفعة معنوية كبيرة لإسرائيل، وفائدة لشعبية نتنياهو، وضربة قوية للمقاومة الفلسطينية"، وتابعت: "بعد ما يقرب من 10 أشهر من القتال في غزة، فشلت إسرائيل حتى الآن في القضاء على قادة حماس الكبار: لا يزال يحيى السنوار، العقل المدبر لهجوم 7 تشرين الأول، طليقًا في غزة. كما أنه من غير الواضح ما إذا كانت الغارة التي إستهدفت قائد المجموعة العسكرية محمد الضيف قد نجحت".   وأكدت الصحيفة أنه "يمكن أن يأتي الرد من حلفاء حماس، مما يجعل الشرق الأوسط أقرب من أي وقت مضى إلى حرب إقليمية بين إسرائيل وإيران ووكلائها، حيث جاء إغتيال هنية بعد ساعات فقط بعد الغارة على الضاحية أمس، والمنطقة تستعد لرد فعل حزب الله". وتابعت: "قد تحتاج إيران إلى حفظ ماء الوجه بعد عجزها عن حماية أحد أهم حلفائها على أرضها". وقال التلفزيون الحكومي الإيراني إن الإغتيال سيؤدي إلى "إنتقام" من المحاور التي تدعمها إيران في الشرق الأوسط.  ولفتت الصحيفة إلى أن "الضحايا المباشرين هم سكان غزة والرهائن الإسرائيليون المحتجزون في أنفاق حماس لأن فرص محادثات وقف إطلاق النار المطولة باتت ضئيلة". وإعتبرت الصحيفة أن هنية شخصية رئيسية في المحادثات التي توسطت فيها مصر وقطر والولايات المتحدة بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار واتفاقية إطلاق سراح الرهائن والأسرى. 
 
وتابعت: "في حين أن حماس معتادة على إستبدال وترويج قادة جددا في أعقاب الإغتيالات الإسرائيلية، فإن فقدان شخصية مشهورة مثل هنية سيكون له تأثير عملي كبير، وكان "المخضرم"يدير علاقات الحركة مع الحلفاء في طهران وحول المنطقة، بما في ذلك حزب الله. وبحسب الصحيفة، كان هنية أكثر براغماتية وإنفتاحًا على التفاوض مع إسرائيل من المتشددين مثل السنوار. وكان هنية من أوائل المؤيدين داخل حماس للجهود السياسية والدبلوماسية إلى جانب المقاومة المسلحة، وإعتمد الميثاق المعدل لسلفه لعام 2017، الذي قبل ضمنيًا وجود إسرائيل. وختمت الصحيفة: "يمثل هذا الصراع بداية فصل من المحتمل أن يؤثر على ملايين الأرواح، سواء في الشرق الأوسط أو في أماكن أخرى، لسنوات مقبلة".  المصدر: ترجمة "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • ”ضربة قوية للحوثيين: الدفاعات الجوية تسقط طائرة مسيرة فوق مواقع حساسة في اليمن”
  • نيويورك تايمز: خامنئي أمر بتوجيه ضربة لإسرائيل
  • الغارديان: دفعة معنوية كبيرة لإسرائيل .. إغتيال هنية يعزّز إحتمال الحرب
  • بيان أمريكي بشأن الغارة الإسرائيلية على بيروت
  • بعد ضربة بيروت.. هذا ما يحصل في إسرائيل؟
  • تفاصيل اعتقال جنود إسرائيليين بسبب ممارسات غير أخلاقية ضد معتقلين
  • تفاصيل الفوضى.. اقتحام قواعد عسكرية يكشف انقسامات عميقة بإسرائيل
  • أزمة سياسية تعصف بفنزويلا بسبب انتخابات الرئاسة
  • الليل ينذر بضربة قوية لإسرائيل على لبنان وحزب الله يستعد بصواريخه
  • عندما يصبح الوطن غريباً: حكايات العاطلين في زمن العمالة الوافدة