ما هي الصحة النفسية، وكيف نحافظ عليها؟
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
دمشق-سانا
تشكل الصحة النفسية حالة من الرفاه النفسي تمكّن الشخص من مواجهة ضغوط الحياة، وتحقيق إمكاناته، والتعلّم والعمل بشكل جيد، والمساهمة في مجتمعه المحلي.
ومن هذا المنطلق فإن تعزيز الصحة النفسية والعناية بها لا يقل أهمية عن العناية بالصحة الجسدية، بل يعتبر مكملاً لها… فما هي الصحة النفسية؟
وما أهميتها في حياتنا؟ وما أكثر الأمراض النفسية شيوعا وطرق علاجها؟
للإجابة عن هذه الاسئلة تحدثت الطبيبة النفسية لانا سعيد عن أهمية الصحة النفسية في حياتنا، وقالت: “تمثل الصحة النفسية والعقلية حالة من الرفاهية، وهذا يعني أنه يمكننا بسهولة مواصلة عملنا اجتماعياً وسلوكياً وعقلياً وعاطفياً، وإدارة تحديات الحياة والتعرُّف على نقاط قوّتنا وتحقيق النجاح في الحياة الشخصية والمهنية والعمل بإيجابية في مجتمعنا”.
وأكدت سعيد خلال حديثها لـ سانا أن الصحة النفسية تنعكس كالمرآة على جسد الإنسان لأنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً به خلال تفسيرها لأثر الصحة النفسية على الجسد، مبينة أن انعكاس الصحة النفسية على جسد الإنسان ازداد خاصة في السنوات الأخيرة، فالإجهاد والقلق والاكتئاب يمكن أن تؤدي إلى تغييرات في الجسم، مثل ارتفاع ضغط الدم واضطراب الشهية، وتشنج المعدة والقولون العصبي، والسكري وأمراض القلب، والصداع، والأرق واضطرابات النوم، وزيادة أو فقدان الوزن، وكل هذه التغيرات تضعف المناعة.
وأوضحت سعيد الآثار النفسية للحروب والصراعات والمشاكل على الصحة النفسية، حيث قالت: “لا تزول آلام الحرب بمجرّد انتهاء العمليات العسكرية، بل تمتدُّ المأساة لسنوات طوال بعدها، عندما يصحو الناس على ما خلّفته الحروب من ندوب عميقة داخل الأُسرة التي تعتبر النواة الأولى للمجتمع، وإلحاق الضرر بها يؤدي لإحداث خللٍ يطالُ المجتمع بأسره واِرتفاع معدّلات الطلاق، وزيادة المشاكل بين الزوجين والعنف الأُسري، إلى جانب إهمال تربية الأولاد والاعتناء بصحتهم”.
وأضافت: أما الأطفال الذين فقدوا آباءهم وأمهاتهم خلال الحرب فيتكون لديهم شعور دائم بالخوف وتأخّر النمو العقلي والبدني والعاطفي، وصعوبة الاِندماج في المجتمع والعجز عن بناء روابط عاطفية مع الآخرين، كما لا ينجو البالغون من تداعيات الحرب السلبية خاصة إذا كانوا مسؤولين عن إعالة أُسرهم وتأمين لقمة عيشهم، ما يجبرهم على الكتمان ومواصلة الكفاح دون أن يدري أحد بما يشعرون من آلام.
بدورها، قالت المدربة النفسية ريم كرمنشاهي: “لكل مرض نفسي أعراضه وفتراته، ومن تلك الأعراض الرغبة في قضاء الكثير من الوقت وحيداً والميل إلى العزلة وعدم المشاركة اجتماعيا وعدم القدرة على اتخاذ القرارات والمعاناة من أمراض هضمية أو جلدية وشحوب الوجه والحزن والتعب والإرهاق وعدم الرضا عن النفس والأكل غير الصحي وتوارد أفكار بإيذاء النفس والشعور بالقلق والتعرق والارتجاف وسرعة ضربات القلب”.
وأضافت: عند تأكيد الإصابة بمرض نفسي يجب اللجوء إلى طبيب أو مدرب اختصاصي لتأمين العلاج المناسب.
وحول كيفية تعزيز الصحة النفسية قالت: “عندما أكون منتجاً أحافظ على صحتي النفسية، وعندما أسهم بشكل إيجابي بمجتمعي فأنا أحافظ على صحتي النفسية، كما يجب التواصل مع الآخرين الداعمين والفضفضة لأشخاص أثق بهم، وشرب كميات من المياه والحصول على قسط من الراحة وممارسة الرياضة كاليوغا لأن كل هذه التعزيزات تقوي الثقة بالنفس والمناعة الذاتية”.
مرام قباقلي
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الصحة النفسیة
إقرأ أيضاً:
محامٍ: هذه أبرز أسباب انتشار الجرائم الإلكترونية وكيف تثبت أنك ضحية .. فيديو
الرياض
أكد المحامي عبدالله الرشيد أن الجرائم الإلكترونية باتت واحدة من أخطر التحديات القانونية والاجتماعية في العصر الحديث، مشيرًا إلى أن تطورها يعود إلى عدة عوامل متداخلة، تتراوح ما بين التطور التكنولوجي السريع، والظروف الاقتصادية، وضعف الردع القانوني، وصولًا إلى الاستخدام السلبي للذكاء الاصطناعي.
وأوضح الرشيد أن التحول الرقمي واعتماد الأفراد والمؤسسات على الإنترنت في معظم أنشطتهم اليومية فتح الباب أمام المجرمين الإلكترونيين لاستغلال هذه المساحة بطرق خفية.
وأضاف أن الثغرات في أنظمة التشغيل والبرمجيات القديمة تمنح هؤلاء المجرمين فرصًا متكررة للاختراق، في ظل توفر أدوات الاختراق بأسعار زهيدة على الإنترنت المظلم.
وعلى المستوى الاجتماعي، لفت إلى أن البطالة والضغوط الاقتصادية قد تدفع بعض الأفراد لارتكاب جرائم إلكترونية طمعًا في مكاسب سريعة. كما تلعب الأزمات الأخلاقية لدى البعض دورًا في الانزلاق لهذا النوع من الجرائم، خاصة في غياب الوعي القانوني.
وأشار إلى أن أحد أبرز أسباب تفشي هذه الجرائم هو بطء التشريعات أو ضعف تطبيقها في بعض الدول، بالإضافة إلى صعوبة تتبّع الجناة بسبب استخدامهم لهويات وهمية وأدوات تشفير معقدة، مما يمنحهم شعورًا بالإفلات من العقاب. كما أن العولمة الرقمية زادت من تعقيد الملاحقات، إذ باتت هذه الجرائم تتجاوز الحدود الجغرافية.
ولم يغفل الرشيد الحديث عن الأثر الجديد الذي أحدثه الذكاء الاصطناعي، حيث بات يُستخدم في تزييف الصور والفيديوهات، وارتكاب جرائم تشويه السمعة والاحتيال بطرق يصعب تمييزها في بعض الأحيان.
وفيما يتعلق بكيفية إثبات الضحية تعرضه لجريمة إلكترونية، شدد الرشيد على أهمية توثيق الأدلة الرقمية، مثل لقطات الشاشة للمحادثات أو الرسائل المرسلة من الجاني، وحفظ الروابط ذات الصلة، بالإضافة إلى تتبع أثر الاتصال مثل عنوان IP أو سجلّات الاستخدام.
كما دعا إلى تحريك شكوى رسمية لدى الجهات المختصة، مثل مباحث الإنترنت، والتي تتيح استقبال البلاغات بسرية تامة. وفي مصر، أشار إلى إمكانية التواصل مباشرة عبر الخط الساخن 108 دون الحاجة للكشف عن بيانات شخصية علنية.
ونبّه إلى أن الاستعانة بـمحامٍ متخصص في قضايا التقنية يُعد أمرًا جوهريًا لتحويل الأدلة إلى إثباتات قانونية مقبولة أمام القضاء، خصوصًا في حالات الابتزاز أو انتحال الهوية. ويمكن أيضًا اللجوء إلى خبراء تقنيين للمساعدة في تحليل الأجهزة واستخراج الأدلة الرقمية اللازمة من الهواتف أو الحواسيب المخترقة.
https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/07/7mWqZwW-AEcwLmVY.mp4