أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، اليوم الثلاثاء، بأن إسرائيل تخوض حاليا أعنف المعارك في حربها ضد حركة حماس بقطاع غزة، حيث تضرب أهدافا في أنحاء القطاع وتوسع هجماتها البرية إلى الجنوب.

وأوضحت الصحيفة، في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني، أنه منذ الحرب المستمرة منذ شهرين تخوض إسرائيل وحماس قتالا عنيفا على مسافة قريبة، حيث شنت إسرائيل هجومها في الجنوب بينما كانت تحاول إنهاء عملياتها في مدينة غزة وما حولها، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي حاصر مقاتلي حماس في اثنين من معاقلهم الأخيرة في شمال قطاع غزة، حي الشجاعية في مدينة غزة، ومدينة جباليا إلى الشمال مباشرة.

وقالت: إن إسرائيل شنت غارات جوية مكثفة في تلك المناطق منذ استئناف القتال بداية هذا الأسبوع بما في ذلك غارة قال مسؤولون إسرائيليون إنها قتلت قائد كتيبة حماس في الشجاعية والتي قال مسؤولون فلسطينيون إنها تسببت في سقوط مئات الضحايا المدنيين.

وأضافت: أنه في الوقت نفسه، تحول إسرائيل انتباهها إلى مدينة خان يونس الجنوبية، موطن زعيم حماس حيث يعتقد محللون إسرائيليون أنه ومسؤولون كبار آخرون في حماس يختبئون تحت الأرض بينما تعتقد إسرائيل أيضًا أن خان يونس ربما تكون المكان الذي يتم فيه احتجاز الرهائن.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن المحللين في إسرائيل ينظرون إلى المعركة من أجل السيطرة على خان يونس، ثاني أكبر مدينة في غزة، المعركة الكبرى الأخيرة للسيطرة على غزة وربما أصعب معركة ستواجهها القوات الإسرائيلية حيث يقطن المدينة الآن مئات الآلاف من الأشخاص الذين فروا من شمال غزة مما يشكل تحديًا إضافيًا للقوات الإسرائيلية.

وقالت: "إن القادة العسكريين الإسرائيليين يعملون عن كثب لاستكمال أهدافهم المتمثلة في إبعاد حماس عن السلطة وإطلاق سراح أكثر من 100 محتجز خشية أن يجف الدعم الأمريكي إذا استمرت الحرب واستمرت الخسائر في صفوف المدنيين في التزايد".

وأشارت إلى أن القوات الجوية الإسرائيلية قصفت صباح أمس الاثنين حوالي 200 هدف لحماس في أنحاء غزة مع مزيد من الضربات على مدار اليوم فيما قال مايكل هورويتز رئيس الاستخبارات في شركة لو بيك إنترناشيونال وهي شركة استشارية للأمن وإدارة المخاطر مقرها في الشرق الأوسط: "إن المعارك المقبلة في الشمال ستكون أكثر دموية من المعارك السابقة".

ونقلت الصحيفة عن مواطنة فلسطينية من سكان غزة تدعى نعمة حازم قولها: "إن التفجيرات التي وقعت في وقت متأخر من يوم أمس الأول الأحد كانت الأسوأ منذ بداية الحرب" مضيفة: "سمعنا قصف الدبابات والطائرات الحربية والصواريخ واشتباكات مسلحة وأصوات تحطم النوافذ في جميع أنحاء الحي".

ورأت الصحيفة الأمريكية أن توسع القتال إلى الجنوب يبشر بتفاقم الأزمة الإنسانية الخطيرة بالفعل، حيث ذكرت وكالة تابعة للأمم المتحدة تشرف على توزيع المساعدات إن تجدد القتال أدى إلى قطع عبور المساعدات الإنسانية - مثل الدقيق والمياه - من الجنوب إلى المناطق الوسطى في غزة.

ووفقا للصحيفة، فإن جزءا كبيرا من سكان شمال غزة انتقلوا جنوبا هربا من القتال خلال الأسابيع الأخيرة حيث قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن ما يقرب من 70% من سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة يتواجدون الآن في الجنوب حيث يهدد الاكتظاظ والظروف المعيشية السيئة بتفشي الأمراض.

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مستشار الأمن القومي للرئيس بايدن جيك سوليفان، قوله إن الولايات المتحدة ستواصل الضغط من أجل سلامة المدنيين بينما قال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة إن حصيلة شهداء الحرب ارتفعت إلى 15899 منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع.

اقرأ أيضاًفتح: مصر نجحت في ردع إسرائيل.. والاحتلال لا يريد حكما فلسطينيا أو سلطة وطنية

ما هي قنبلة SPICE-2000 التي تستخدمها إسرائيل في قصف غزة؟

استشهاد 40 فلسطينيا وإصابة عشرات الجرحى بسبب الغارات الإسرائيلية المتواصلة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: احداث فلسطين اخبار فلسطين اسرائيل اسرائيل ولبنان الاحتلال الاسرائيلي الحدود اللبنانية الحدود مع لبنان تل ابيب طوفان الاقصى عاصمة فلسطين غلاف غزة فلسطين فلسطين اليوم قصف اسرائيل قطاع غزة قوات الاحتلال لبنان لبنان واسرائيل مستشفيات غزة

إقرأ أيضاً:

متى يُعلن حزب الله حربه الجهادية ضد إسرائيل؟

لمن يتخّوف من أن تشنّ إسرائيل حربًا شاملة وواسعة على لبنان نسأل مع السائلين: هل ما أقدمت عليه إسرائيل عبر أخطر عملية تفجير عن بعد ألحقت الأذى بما يقارب الثلاثة آلاف شخص، حال مئتان منهم حرة، واستشهاد أحد عشر، وما خلفته من ذعر استطاعت الأجهزة الحكومية المعنية، وبالأخص القطاع الطبي، التعامل مع تداعيات هذه العملية بمسؤولية وشجاعة، ليست حربًا شاملة. وإذا لم يكن ما قامت به في دقيقة واحدة حربًا شاملة فماذا يمكن أن نطلق عليها من تسميات غير تلك التي استُفيض في وصفها؟
وهل ما يتعرّض له الجنوب من قصف ممنهج ومدروس ليس حربًا بكل ما في ضراوتها من حقد تاريخي أعمى، وهل تفريغ القرى الجنوبية من أهلها بالكامل هو مجرد مسرحية قد يكون "الأبطال" الظاهريون فيها يستندون في أداء أدوارهم إلى سيناريو محكم الإعداد، نصًّا وإخراجًا وتمثيلًا، وهل يمكن اعتبار دكّ البيوت على رؤوس ساكنيها في منطقة جغرافية محدّدة كيلومتراتها بما يوازي العشرة من الأمور غير المخطّط لها والهادفة إلى تحويل هذه المنطقة إلى أرض محروقة وخالية من السكّان وربما من المسلحين في مرحلة لاحقة، وهل استهداف مقاتلي "حزب الله" في تنقلاتهم على الطرقات العامة والفرعية هو مجرد صدفة، أم أن الهدف من "القنص الصاروخي" إثبات مدى فعالية تكنولوجيا العمل المخابراتي الاسرائيلي، وهل يمكن الركون إلى ما تقوم به الولايات المتحدة الأميركية من ضغوطات عبر موفدها آموس هوكشتاين لمنع إسرائيل من القيام بأكثر مما تقوم به حاليًا في الجنوب، خصوصًا أن الأميركيين مشغولون بانتخاباتهم الرئاسية على الأرجح أكثر من أي أمر آخر؟
كل هذه الأسئلة وغيرها الكثير مما يفيض تمرّ كالومض، ولكن من دون أن يلقى السائلون أجوبة شافية عن اسئلتهم. أمّا ما يمكن اعتباره تأكيدًا غير قابل للشك فهو أن ما قامت به إسرائيل من عمل اجرامي موصوف، فضلًا عن الحرب الدائرة في الجنوب على خلفية الحرب المستمرة فصولًا في غزة تزيد من قلق اللبنانيين على المستقبل والمصير، خصوصًا أنهم لا يلمحون أي بارقة أمل بفكّ الارتباط القائم بين الجنوب اللبناني وقطاع غزة بفعل ذاك الإصرار على أن تبقى الجبهة الجنوبية جبهة مساندة وإشغال، وإن لم تكن كذلك في رأي بعض اللبنانيين المستمرين على رفض "وحدة الساحات" على رغم اقتراب موعد انطواء سنة من عمر هذه الحرب، والتي قد تستمر سنوات وسنوات قبل التوصّل إلى ما ينهيها بطريقة لا تذهب فيها بعض التضحيات سدىً.
وإذا كان فك الارتباط بين الجنوب والقطاع غير وارد في واقع الأمر فإن فك الارتباط بين الوضع الجنوبي المتفجرّ وعدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية يبدو حتى اشعار آخر شبه مستحيل، وذلك لأسباب كثيرة. وقد يكون من بين هذه الأسباب الكثيرة سبب رئيسي ظاهر، وهو الذي لا يزال يحول دون هذه الانتخابات، وذلك على رغم إقرار الجميع بأن إتمام هذا الاستحقاق وفق الأصول الدستورية هو المفتاح الوحيد لكل الأبواب المغلقة في وجه الحلول المجمدة والعالقة عند حدود نهر الليطاني.
ويقول بعض العارفين إن "حزب الله"، الذي يقدّم الشهيد تلو الشهيد في حرب يعتبرها دفاعًا عن كل لبنان في وجه عدو متغطرس وعدواني ومجرم، لن يهادن في الاستحقاق الرئاسي إن لم يكن له ما يريد، أي أن يضمن مجيء رئيس لا يطعن "المقاومة" في ظهرها ولا ينقلب عليها. أمّا إذا لم تكن الظروف مؤاتية لمجيء رئيس كما تريده "حارة حريك" فإن الجهود التي تبذلها مرّة جديدة "اللجنة الخماسية"، التي لا تمتلك حتى الآن من أدوات الضغط سوى التمنيات، ستذهب أدراج الرياح، وسيبقى غبار الفراغ الرئاسي عامي العيون والقلوب.
فاستنادًا إلى المعطيات السياسية والميدانية فإن الحديث عن حلحلة وشيكة في الملف الرئاسي يبقى من ضمن دائرة التكهنات المدرجة في خانة التشكيك العلمي، الذي لا يعترف بعلم الغيب كوقائع حسّية وملموسة. إلا أن ما هو أكيد في الحيثيات اللبنانية فهو استمرار استنزاف ما تبقّى من قدرات، هي في الأساس شحيحة لدى أغلبية اللبنانيين، مع استمرار القلق من الوصول إلى الطريق المسدود بعدما أصبحت الحرب المفتوحة بين إسرائيل و"حزب الله" بخلفية إيرانية واضحة المعالم على قاب قوسين أو أدنى بمجرد أن يلملم الحزب آثار العدوان الإسرائيلي لينتقل في أسرع من البرق إلى "الحرب الجهادية"، التي ستبدأ من جنوب لبنان، ولن تكون إيران وحلفاؤها في المنطقة غير معنيين بتقديم كل أنواع الدعم في هذه الحرب، التي يُعتقد أنها ستكون بداية مرحلة جديدة في المنطقة.
   


المصدر: لبنان 24

مقالات مشابهة

  • وول ستريت جورنال: لا وقف لإطلاق قبل رحيل بايدن
  • بعد تفجير اجهزة الاتصالات... وول ستريت جورنال: حزب الله يبحث عن الجواسيس
  • وول ستريت جورنال: الإدارة الأميركية لا تتوقع نجاح صفقة التبادل خلال ولاية بايدن
  • أعنف هجمات متبادلة بين إسرائيل وحزب الله ودعوة سكان الشمال للبقاء قرب الملاجئ
  • وول ستريت جورنال: أميركا لا تتوقع اتفاقا بين إسرائيل وحماس قبل انتهاء ولاية بايدن
  • ‏" وول ستريت جورنال": إسرائيل قد تقرر شن عملية سريعة في لبنان دون تحركات عسكرية كبيرة
  • وول ستريت جورنال: إسرائيل قد تقرر شن عملية سريعة في لبنان
  • وول ستريت جورنال: البنتاجون يخشى من عملية برية إسرائيلية في لبنان
  • متى يُعلن حزب الله حربه الجهادية ضد إسرائيل؟
  • وول ستريت جورنال: إسرائيل تنقل فرقة عسكرية من غزة إلى الجبهة الشمالية تزامنا مع تفجيرات لبنان