ليس بيني وبين الدكتور الوليد مادبو إلا كل احترام. وشكواي منه، التي عرضتها، هنا ليست مظلمة منه. وكان بهتني بالجهل ببعض نظم أهله في غرب السودان جزافاً لأنه لم يطلع على مقالي عنها. وشكواي منه في الحقيقة مظلمة عامة من بعض بنات الهامش وأبنائه الذين اصطنعوا أسواراً حول ثقافة مناطقهم. فلا سبيل لغيرهم من أقاليم السودان الأخرى معرفتها.

وإن حاولوا ضلوا وافتروا وكادوا. وهذه جاهلية لأنهم فرضوا نظم الحاكورة على المعرفة: فالمعرفة ببيئاتهم قاصرة عليهم ومن طرقها من غيرهم كان راعياً جائراً ومعتدياً جنجويدياً شريراً. وسبق لي التعليق على هذه العصبية القبائلية، التي هي دعوة فاضحة للجهل، لأنها لا تثق في أن للنفاذ للمعرفة، أي معرفة ولأي مختص، مناهجها الحارسة للتحري فيها طلباً للحقيقة. قلت:

لا يغيظني شيء مثل تعليقات على مقالاتي في الفيس بوك من بنات الهامش وأبنائهم يطلبون مني الكف عن الكتابة عن مناطقهم بزعم جهلي بها. وأعيد منذ أيام نشر أعمدة قديمة لي لأتحداهم إن كانت مسائلها قد طرأت له طرياناً. فقد ظللت أكتب عن الهامش وغير الهامش ككاتب وطني لا يرهن قلمه لبعض الوطن دون بعضه، بل لا يأذن لجماعة سياسية أن تحتكر الحديث عما تسميه "هامشها"، وتكمم الأفواه الأخرى عن الخوض فيه. لقد ظللت أزكى أن ينهض الهامش لتغيير ما به بقوة لا بالقوة كما فعل بعض ناشطيه. وأردت بالنهوض بقوة أن يتواثق هذا النهوض مع طلب المعرفة بهامشك والسودان بأفضل مما نفعل. فبذلك وحده يعرف الناشط ذخائر الناس الذين انتدب نفسه لنجدتهم. وما استدبر الناشط المعرفة وركبته العزة بالبندقية انتهى به المآل إلى التطهر من الجماهير ومن ثم تأجير سلاحه للراغب كما نرى.

IbrahimA@missouri.edu  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

محمود فوزي: حقوق الإنسان مسيرة متكاملة ومترابطة تؤدي كل منها إلى الأخرى

ألقى المستشار محمود فوزي، وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، كلمة أمام المجلس الدولي لحقوق الإنسان في جنيف، خلال جلسة الاستعراض الدولي الشامل لحقوق الإنسان في مصر، شدد خلالها على أن حقوق الإنسان مسيرة متكاملة ومترابطة، تؤدي كل منها إلى الأخرى، وأن مصر مستمرة في طريقها لدعم هذه المسيرة من خلال تشريعات حديثة، وسياسات مؤسسية رشيدة، تستفيد من التجارب الدولية الناجحة، وتراعي في الوقت ذاته خصوصية ومتطلبات الدولة الدستورية والمجتمعية.

وبدأ المستشار محمود فوزي كلمته أمام مجلس حقوق الإنسان قائلًا: "يسعدني كوزير للشئون النيابة والقانونية والتواصل السياسي أن استعرض أبرز الجهود الوطنية المعنية بالحقوق المدنية والسياسية خلال فترة الاستعراض، والتي اتسمت بنهضة تشريعية ومؤسسية كبرى، وذلك لتنفيذ التوصيات التي قبلتها مصر من الاستعراض الأخير، والرد على عدد من الأسئلة المسبقة في هذا المجال".

- وأضاف المستشار محمود فوزي، أن مصر، واستجابة للزيادة المضطردة في أعداد اللاجئين وطالبي اللجوء إليها، أصدرت قانون جديد لتنظيم لجوء الأجانب؛ والذي يتوافق مع التزامات مصر الدولية واتفاقية (١٩٥١) الخاصة بوضع اللاجئين، على نحو يضمن حمايتهم وتمتعهم بكافة الحقوق والحريات المكفولة لهم في الاتفاقية.

- وأوضح "المستشار فوزي": "أنشأ القانون لجنة وطنية، تتولى تنظيم شئون اللاجئين، والفصل في طلبات اللجوء حالة بحالة، في توقيتات محددة؛ تحت رقابة قضائية كاملة، مع إعطاء الأولوية لنظر طلبات ذوي الإعاقة والمسنين والحوامل والأطفال غير المصحوبين وضحايا الاتجار بالبشر والتعذيب والعنف الجنسي، وتضمن نصوصا صريحة بعدم ترحيل اللاجئ قسريا أو رده إلى مكان تعرضه للخطر، مع كفالة حقه في العودة الطوعية لدولة جنسيته أو إقامته أو إعادة توطينه طواعية في دولة أخرى أو حصوله على الجنسية المصرية.

وشدد المستشار محمود فوزي، وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، على استمرار التعاون البناء مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، وأن اللائحة التنفيذية للقانون سوف تتضمن مزيدًا من التيسيرات في تسجيل اللاجئين وطالبي اللجوء وتحديد أوضاعهم.

مقالات مشابهة

  • هنو: إطلاق تطبيق "كتاب" لتعزيز الثقافة الرقمية لدى الشباب
  • “الاختيار الأمثل” من هيونداي.. خطوة على الطريق لتعزيز القيمة والتميز في ملكية السيارات
  • الجريدة الرسمية تنشر قرارين حكوميين بإنشاء مدرسة للمكفوفين ونزع ملكية عقار
  • غرفة البصات تعلق حركة السفر من ميناء عطبرة إلى الولايات الأخرى
  • المفوضية الأوروبية: الاتحاد الأوروبي عاجز عن مواكبة الاقتصادات الأخرى
  • 16 طائرة مساعدات جديدة تقلع إلى غزة ضمن الجسر الجوي الأردني
  • محمود فوزي: حقوق الإنسان مسيرة متكاملة ومترابطة تؤدي كل منها إلى الأخرى
  • لليوم الثاني.. الآف الفلسطينيين يعودون إلى منازلهم في شمال غزة
  • السودان وجنوب السودان: حتاما نساري “الدم” في الظلم
  • واشنطن بوست: ترامب يهدد دولة تلو الأخرى بالأسلحة الاقتصادية الأميركية