الجنرال يتجلى في اضعف حالاته القيادية بمواجهة ” ازمة تصريحات العطا”
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
اجلت دولة الامارات العربية المتحدة سفيرها بالسودان، بطائرة خاصة، من بورتسودان،في بادرة تنم عن عدم الرضا،على الاقل ،ربما،ازاء تقاعس القائمين بامر حكومة السودان عن القيام بواجبهم ،وفق القوانين والاعراف الدولية،بتوفير الحماية للسفير ،الذي يبدو ان سلامته اصبحت مهددة ، خلال المظاهرات التي شهدتها المدينة ،والتي نظمها فلول النظام المقبور،بعد صلاة الجمعة ، للمطالبة بطرده، على خلفية التصريحات التي اطلقها الجنرال ياسر العطا ،مساعد القائد العام للقوات المسلحة ،واتهم فيها الامارات بتزويد قوات الدعم السريع التي تقاتل القوات المسلحة منذ اكثر من سبعة اشهر،بالسلاح،عبر يوغندا،اولا، وافريقيا الوسطى ،ثم عبر مدينتي ام جرس وانجمينا في تشاد ،لاحقا.
ومع انه لم تصدر، حتى الان، اي ردود افعال ملموسة، عدا استدعاء خارجية الامارات للسفير السوداني،والذي لم يتسن معرفة فحواه بعد ،وما تردد عن تصريحات مضادة ،لمسؤول يوغندي، وصف فيها حديث العطا بالهراء المطلق، حسب ما نقلت السوشال ميديا، فانه لا يتوقع ان تمر تلك التصريحات دون ان تترك اثرا على علاقات السودان الخارجية، ودون ان تضيف ازمة جديدة الى ما يعايشه ،بالفعل، من ازمات حادة.
ويمكن النظر الى تخلف الجنرال عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي،القائد العام للقوات المسلحة عن حضور قمة المناخ، التي انهت اعمالها يوم امس في دبي ،بعض النواتج العرضية لحادثة التصريحات،واحد مستهدفات دعاة الحرب،من الاسلاميين ،خاصة،الذين يعدون العطا لخلافة البرهان في القيادة العامة،بعد الاطاحة به،لانه ،في تقديرهم، يعطل "الحسم العسكري للمعركة"، كما ورد في بيان لصحفيين اسلاميين،في وقت سابق.فقد عطل تخلف البرهان،الذي تلقى الدعوة من ايغاد، ومن سكرتير عام الامم المتحدة،احتمال عقد اجتماع للايغاد على هامش الفمة بحضوره وحضور الجنرال محمد حمدان دقلو ،ربما، لبحث امكانية وقف الحرب.وقد وجدت تصريحات العطا استنكارا من بعض القوى السياسية، وقبولا من جانب الاسلاميين والفلول،واثارت مخاوف لدى الجالية السودانية في الامارات.وقد تمحورت الانتقادات الموجهة للتلك التصريحات، حول كونها تفتقر الى اللغة الديبلوماسية ،وتصدر من جهة غير ذات اختصاص. وغض النظر ،عن صحة الاتهامات او عدمها،فان خطورة الاتهامات تضع السودان في مواجهة مع اكثر من دولة ،في وقت يعاني فيه السودان من ازمات داخلية،على راسها الحرب التي تهدد كيانه بالزوال.لكن يبدو ان حكومة الامر الواقع،التي التزمت الصمت،قد اصيبت بالصدمة، ولم تتخذ اي موقف او اجراء حيال تلك التصريحات المثيرة.وبدوره ، تجاهل البرهان التطرق لما يمكن وصفه ب"ازمة تصريحات العطا " ،خلال مخاطبته للجيش في القضارف،وهي اول حديث له بعد تلك الازمة. كما تجاهلها خلال حديثه في مدني ،لاحقا.
وقد بدا الجنرال،في مواجهة هذه الازمة الناشئة، في اضعف حالاته القيادية،متنازعا بين موقفين متناقضين ، مشلول الارادة ،محرجا ،وقليل حيلة.
فهو ،فيما يمكن عده تواطؤ مع الاسلاميين، لم يرفض- مثلا - حديث العطا،ويقرر تاسيسا عليه، قطع علاقات السودان مع الامارات وبعث شكوى ضدها لمجلس الامن الدولي، واعلان الحرب على تشاد ،من ناحية. كما انه ،من ناحية اخرى،لم يؤيد حديث العطا، وما قد يترتب على ذلك ، من عزل العطا واحالته للتقاعد، ،والاعتذار للامارات وافريقيا الوسطى وتشاد ويوغندا، وفق مقتضى مراعاة مصالح السودان المشتركة مع تلك البلدان.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
بعد تصريحات المفتي.. ما حقيقة تجاوزات مذابح “اللحم الحلال” في البرازيل؟
كشف عضو مجلس البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء، الشيخ عبد الرحمن قدوع، عن اكتشاف “خروقات وثغرات” تتعلق بعدم الالتزام بمتطلبات الذبح الحلال في عدد من المذابح بالبرازيل، والتي تورد اللحوم إلى ليبيا، وذلك خلال زيارة أجراها للبلاد بدعوة من السفير الليبي.
وأوضح قدوع، في تصريح لقناة ليبيا الأحرار، أن الملاحظات التي تم رصدها تتعلق بالتطبيق العملي لعمليات الذبح وليس بالاشتراطات النظرية المكتوبة، مشيرا إلى وجود تساهل وعدم تدقيق كافٍ في منح شهادات “الحلال” التي تُصدّر بموجبها اللحوم إلى الدول الإسلامية، بما فيها ليبيا.
وذكر قدوع أن هناك هيئتين رئيسيتين مسؤولتين عن الإشراف ومنح هذه الشهادات في البرازيل، وكلتاهما تحت إدارة أشخاص لبنانيين “يتقاضون مبالغ مالية مقابل الكميات التي تُصدر”.
وقال عضو دار الإفتاء إنهم زاروا إحدى المذابح التي تقوم بذبح 1200 عجل يوميا خلال مدة الدوام (عشر ساعات)، مشيرا إلى أنهم لاحظوا أن عمليات الذبح لـ 5 عجول فقط تمت خلال 12 دقيقة؛ ما يعني أنهم لن يتجاوزا 300 عجل طول الفترة، ما يؤكد عدم التزامهم بآليات الذبح الحلال وفق الضوابط الشرعية.
واستشهد قدوع أيضا بواقعتين لدعم ملاحظاته حول عدم التدقيق في منح الشهادات؛ أولها وصول شحنة لحم خنزير إلى الإمارات تحمل شهادة “حلال”، ووصول شحنة نقانق دجاج إلى الكويت عام 2012 تبين بعد فحصها أنها تحتوي على لحوم وشحوم خنزير، مع تنصل جهات منح الشهادات من المسؤولية حينها.
واقترح عضو مجلس البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء على الجهات المختصة العمل على توريد المواشي حية وذبحها داخل ليبيا، أو فتح مذابح ليبية في الدول التي يتم استيراد اللحوم منها.
وكان مفتي عام ليبيا الشيخ الصادق الغرياني قد أصدر فتوى قبل شهر تحرم أكل اللحوم المستوردة من الخارج، لعدم التزامها بمتطلبات الذبح الشرعي، مشيرا إلى أنهم اقترحوا حلولا على وزارة الثروة الحيوانية إلا أنها لم تستجب لتلك المقترحات.
وأوضح الشيخ الغرياني أن دار الإفتاء أرسلت لجنة لمتابعة المذابح في البرازيل، مضيفا أن هذه اللجنة اقترحت في تقريرها النهائي أن يتم توريد المواشي حية وذبحها داخل ليبيا لضمان الالتزام بالضوابط الشرعية، أو كخيار بديل، إرسال لجان ليبية مختصة تقوم بذبح وتجهيز اللحوم في البرازيل ليتم توريدها إلى ليبيا.
المصدر: ليبيا الأحرار
دار الافتاءلحوم Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0