عربي 21

تتخذ الناشطة المصرية والكاتبة، ميرنا الهلباوي، دور القائد في معركة إعادة الاتصال بين سكان المنطقة المحاصرين والعالم الخارجي.

وعلى سطح أحد المنازل في القاهرة، تقف ميرنا وهي ترسل رسائل نصية، تحمل معها قصص الحياة والموت لأولئك المحاصرين في غزة.

تعيش الهلباوي، المؤسِّسة لمبادرة "ربط غزة"، على بعد 200 ميلاً عن القطاع  وعلى الرغم من ذلك، تكافح لتوفير فرصة للعائلات في غزة للتعبير مجدداً عن حبها لهم، حتى وإن كان ذلك للمرة الأخيرة.

تتمثل مبادرة الهلباوي باستخدام تكنولوجيا الـ eSIM - أو بطاقات الـ SIM الافتراضية - حيث تقدم ميرنا وفريقها حلاً لتجنب انقطاع الاتصالات خلال غارات "إسرائيل" في المنطقة.

وتقول ميرنا الهلباوي، لوكالة "سي إن إن عربي" أنها تمكنت بجانب مجموعة صغيرة من المتطوعين ومجموعة كبيرة من المانحين الدوليين، من إعادة الاتصال الهاتفي والإنترنت إلى أكثر من 200 ألف فلسطيني في غزة، وسيواصلون الجهود حتى تنتهي الحرب المدمرة التي يقودها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.

توضح الهلباوي، التي لا يتجاوز عمرها 31 عامًا أن حق الوصول إلى الهاتف والإنترنت يعتبر حقًا أساسيًا لا يقل أهمية عن الغذاء والماء.

وتضيف أنه بدون الاتصالات، لا يستطيع المدنيون الفلسطينيون المحاصرون وسط خط النار الاطمئنان على بعضهم البعض أو طلب المساعدة ولا يستطيع عمال الطوارئ والعاملون الطبيون تنسيق استجاباتهم، ولا يستطيع الصحفيون توثيق الفظائع التي ترتكب بحق المدنيين على الأرض، بما في ذلك جرائم الحرب.

ويعبر ذلك عن قلقٍ حقيقي، حيث تقول الهلباوي: "بعد كل هذا الألم، لا يمكن للسكان في غزة حتى مشاركة حزنهم مع العالم أو الصراخ لطلب المساعدة".

وكانت الهلباوي، مثل الملايين حول العالم تتابع بقلق تطورات الحرب الإسرائيلية على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقالت شركة بالتل، شركة الاتصالات الفلسطينية، في بيان: "يؤسفنا أن نعلن عن انقطاع كامل لجميع خدمات الاتصالات والإنترنت مع قطاع غزة في ظل العدوان المستمر" وكان هذا هو أول انقطاع من بين عدة مرات لانقطاع للتيار الكهربائي والإنترنت في غزة.

واضطرت الهلباوي وفريقها لمواجهة تحديات قاهرة في استعادة الاتصالات المنقطعة وتقديم فرصة للتعبير عن المشاعر في زمن الحرب.

تحدث ميرنا عن تجربتها قائلة: "أدركنا أن هناك أملا، حتى لو كان صغيراً جداً، في أن نقدم حلاً. لقد كان ذلك ضوءاً في نهاية نفق مظلم للغاية".

ومن خلال دعوتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، نجحت ميرنا في جذب انتباه العديد من الأفراد الذين قدموا تبرعاتهم، وبالفعل، تم جمع تبرعات بقيمة 1.3 مليون دولار أمريكي لتكاليف توزيع شرائح eSIM.

وفي الوقت الذي بدأت الهلباوي في تنفيذ خطتها، كان الصحفيين في غزة يبحثون عن أي وسيلة لإيصال صوت الضحايا وأصوات المشردين من غارات الاحتلال الإسرائيلي التي بدأت ترتفع حدتها مع تقدم جيش الاحتلال في توغله البري شمالي القطاع.

وكواحد من الصحفيين القلائل على الأرض، كان الصحفي أحمد المدهون يحاول بأي وسيلة إيصال ما يحدث وشعر بأنه ملتزم بإبقاء العالم على الاطلاع حول آخر الأخبار، ومشاركة الصور ومقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي حديثه لموقع شبكة "سي إن إن" قال المدهون: إنها مسؤولية كبيرة، الناس هنا يموتون في صمت، ولا أحد يستطيع سماعهم، نحن صوت كل هؤلاء الضحايا".

ووسط مخاوفه، تمكن المدهون من الوصول إلى الإنترنت باستخدام بطاقة SIM إسرائيلية قبل أن يتم حجبها في ذلك الوقت، نشر على منصة "إكس" متسائلا: "شخص ما أخبرني عن شريحة eSIM- من هو؟".

وبعد دقائق رأت الهلباوي سؤاله وردت عليه: "أنا...أرسل لي رسالة على وجه السرعة".

وسرعان ما أعطت الهلباوي للمدهون رمز الاستجابة السريعة لبطاقة eSIM وساعدته في إعادة توصيلها بالإنترنت، مما جعله أول شخص في غزة يحصل على واحدة، وهنا، وُلدت مبادرة "توصيل غزة".

وسرعان ما انتشرت أخبار المبادرة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قام الأشخاص المعنيون من أنحاء العالم بشراء شرائح eSIM الإلكترونية والتبرع بها.

وتقول الهلباوي إن الجهات المانحة أرسلت رموز الاستجابة السريعة من أماكن بعيدة مثل الولايات المتحدة وسويسرا وباكستان وهولندا. ويقوم معظمهم بشرائها عبر تطبيقات الهاتف المحمول مثل والتي تسمح للمانحين بمعرفة متى يتم تنشيط شرائح eSIM وتفعيلها.

وذكر غرايم برادلي، أحد المتبرعين من اسكتلندا، أنه انجذب إلى هذه المبادرة لأنها طريقة سهلة لإحداث تأثير كبير على صراع تتعرض فيه حياة الكثير من الأشخاص للخطر.

وقال برادلي، إنه أمر مروع أن نرى مستوى الدمار والموت الذي يلحق بالمدنيين الأبرياء الذين يعيشون في منطقة محتلة وليس لديهم مكان يذهبون إليه، لا يوجد مفر لديهم".

ومن خلال مساعدة الفلسطينيين على رواية قصصهم، يأمل أن يتمكنوا من "تحويل الرأي العام والضغط على قادة العالم للدعوة إلى وقف إطلاق النار".

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: طوفان الأقصى فی غزة

إقرأ أيضاً:

NYT: المعركة الجديدة ضد حزب الله بدأت بعملية مصياف في سوريا

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن إسرائيل بدأت حملتها ضد حزب الله اللبناني، بالهجوم الجريء على مختبر أسلحة سري في سوريا.

الضربة التي وقعت في منطقة مصياف، على بعد 30 ميلاً فقط من الحدود اللبنانية، تسلط الضوء على أهمية هذه المنطقة لحزب الله، حيث يُعتقد أن الجماعة تصنع أسلحة هناك بدلًا من إيران لتجنب تعقيدات نقلها.

وفي ليلة 8 سبتمبر 2024، وصلت القوات الخاصة الإسرائيلية عبر طائرات هليكوبتر في عملية سرية تضمنت هجومًا على منشأة تحت الأرض. العملية تميزت بمشاركة كوماندوز إسرائيليين، وهو ما جعلها إحدى أكثر العمليات جرأة منذ سنوات. الهجوم جاء بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر، ما يعكس تحولًا في الاستراتيجية الإسرائيلية نحو استهداف حزب الله بشكل مباشر، بحسب الصحيفة.



وفقًا لمسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، جاءت هذه العملية كجزء من حملة أوسع ضد حزب الله. بعد أيام من الغارة، حدثت تفجيرات غامضة في أجهزة اتصالات يستخدمها حزب الله في لبنان، أسفرت عن عشرات القتلى وآلاف المصابين، فيما لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن تلك الأحداث. تلت ذلك حملة قصف مكثفة في لبنان.

يبقى الرد المحتمل من حزب الله وإيران غير واضح، لكن المسؤولين الأمريكيين يتوقعون أن الحزب يسعى للانتقام. ورغم أن الحزب لم ينفذ هجومًا مضادًا كبيرًا حتى الآن، إلا أن الوضع مرشح للتصعيد.

استندت هذه الرواية إلى مقابلات مع مسؤولين من الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل، ممن طلبوا عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية المعلومات. تمت العملية بعد أن أبلغت إسرائيل كبار المسؤولين الأمريكيين، بما في ذلك الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، الذي كان في إسرائيل في ذلك الوقت.

المصنع الذي تعرض للهجوم يقع في شمال غرب سوريا ويعرف باسم "مركز الدراسات والبحوث العلمية"، ويُعتقد أن حزب الله وإيران يديرانه. أهمية المصنع تكمن في أنه قريب من الحدود اللبنانية، ما يجعل عملية تصنيع الأسلحة لحزب الله أكثر فعالية مقارنة بإرسالها من إيران.

إسرائيل كانت تستهدف هذا المصنع منذ سنوات؛ ففي 2018، قُتل عالم الصواريخ السوري عزيز إسبر في انفجار سيارة مفخخة، ويُشتبه بأن الموساد هو المسؤول. كما تم استهداف المصنع في غارات سابقة، ولكن الهجوم الأخير يُعتبر تطورًا جديدًا في جهود إسرائيل لوقف تطوير الأسلحة التي يمكن أن تُستخدم ضدها.



واعتمدت العملية الأخيرة على اختراق استخباراتي لوحدة 8200 الإسرائيلية، التي حصلت على خرائط تفصيلية للمنشأة، بالإضافة إلى مواقع الحراس. مكنت هذه المعلومات الكوماندوز من تنفيذ الهجوم بنجاح، وتدمير المعدات المستخدمة في تصنيع المتفجرات وتطوير الصواريخ، مما أعاق جهود حزب الله وإيران في تصنيع أسلحة دقيقة.

ومع أن العملية كانت ضربة قوية لسوريا وإيران وحزب الله، إلا أنها تعتبر بداية لمرحلة جديدة في الصراع، قد تشهد مزيدًا من التصعيد.

ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، أسفر إجمالا حتى مساء الأحد عن ما لا يقل عن 1764 شهيدا، بينهم أطفال ونساء، و8 آلاف و808 جرحى.

وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر؛ وخلّفت أكثر من 137 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة، في إحدى أسوا الكوارث الإنسانية بالعالم.





مقالات مشابهة

  • المعركة تغيرت
  • بهشالي ينتقد الموقف العربي ويدعو لإعادة هيكلة مجلس الأمن
  • بعد تصدرها التريند.. تعرف على الأعمال المنتظرة لـ ميرنا نور الدين
  • لهذا السبب.. ميرنا نور الدين تتصدر تريند "جوجل"
  • الرياض تستضيف أكبر تجمع في ( COP16).. السعودية تقود مبادرات مواجهة الجفاف في العالم
  • "أميرة أبو حسين" مصرية ترفع راية السلام وتتصدى لحل الصراعات في العالم
  • الموسيقار إيهاب عبدالسلام يطرح «قبل المعركة»
  • مصرية أبهرت العالم بإنجازاتها العلمية في مجال الكيمياء
  • NYT: المعركة الجديدة ضد حزب الله بدأت بعملية مصياف في سوريا
  • شاهد بالفيديو.. ناشطة سودانية تتحدث عن واقعة خلع سيدة “دعامية” لملابسها الداخلية ووضعها في متحرك للدعم السريع ورفض ارتدائها من جديد حتى يسيطر “الدعامة” على الفاشر