زيادة المساحات الخضراء في الإمارات.. جهود حكومية ومجتمعية متكاملة في خدمة البيئة
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
أبوظبي - وام
تتقدم دولة الإمارات بخطى ثابتة نحو تحقيق الحياد المناخي بحلول العام 2050، حيث يتكامل الجهدان الحكومي والمجتمعي للوصول إلى هذا الهدف الوطني الاستراتيجي، وهو ما تتم ترجمته على أرض الواقع من خلال جهود حثيثة تبذلها الجهات الاتحادية والمحلية في الدولة لتوسيع أطر التعاون مع القطاع الخاص، وتعزيز الشراكات المجتمعية، والتوعية بأهمية زيادة المساحات الخضراء في جميع مدن ومناطق الدولة، لما تمثله الأشجار والنباتات من دور رئيسي في خفض الانبعاثات الكربونية، وحماية النظم البيئية من آثار التغير المناخي.
ويجري التوسع في المساحات الخضراء بوتيرة متسارعة على مدار العام، كما يزداد الوعي المجتمعي لدى الطلبة والأجيال الجديدة بالقضايا البيئية، وأهمية التفاعل مع البرامج والمبادرات الوطنية الهادفة لحماية الموارد الطبيعية، ومكافحة التصحر، وهو ما تثبته كل عام المشاركة المجتمعية الواسعة ومن مختلف الشرائح العمرية في أسبوع التشجير، حيث شهد في نسخته الـ43 في مارس الماضي تحت شعار «معاً فلنزرع الإمارات» حضوراً لافتاً لطلبة المدارس، ومختلف الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية ومؤسسات القطاع الخاص، ما يعكس درجة عالية من المسؤولية تجاه القضايا البيئية.
وتعد حملة «استدامة وطنية» التي تم إطلاقها مؤخراً تزامناً مع الاستعدادات لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28» الذي يُعقد خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر من العام الجاري في مدينة إكسبو دبي، منصة مثالية لاستعراض جهود دولة الإمارات في حماية البيئة، حيث خصصت الحملة محوراً خاصاً لـ«أبطال العمل المناخي» بهدف إبراز المشاركات الفردية في مبادرات مبتكرة في مجال العمل المناخي لبناء مجتمع أكثر استدامة.
وتهدف الحملة إلى نشر الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية، وتشجيع المشاركة المجتمعية، ودعم الاستراتيجيات الوطنية ذات الصلة بالعمل المناخي، بما يحقق التأثير الإيجابي على سلوك الأفراد ومسؤولياتهم، وصولاً إلى مجتمع واعٍ بيئياً.
قوانين لحماية البيئةوتحرص دولة الإمارات على إصدار التشريعات والقوانين، لحماية البيئة والموارد الطبيعية، وصون التنوع البيولوجي، وحظر قرار مجلس الوزراء رقم (18) لسنة 2018 بشأن زراعة النباتات المحلية والمحافظة على الطبيعة، «أي فعل من شأنه الإضرار بالتوازن البيئي والتنوع البيولوجي للبيئة الطبيعية، ومن ذلك قطع أو اقتلاع أو حرق أو تخريب أي شجرة أو شجيرة أو أعشاب محلية، وإتلاف وتدمير أو إلحاق أي ضرر بالتكوينات الجيولوجية والموائل الطبيعية التي تعد موطناً للنباتات المحلية».
ويهدف القرار إلى «تعزيز مشاركة مختلف فئات المجتمع في تحسين البيئة والحفاظ على التنوع البيولوجي، وتنمية الموائل الطبيعية للنباتات المحلية بالدولة، وإعادة تأهيل الموائل الطبيعية للنباتات المحلية، وتنمية الموارد الطبيعية والحفاظ على التنوع البيولوجي».
مظهر حضاريوتعمل البلديات في كل إمارة، على زيادة المسطحات الخضراء وأعداد الأشجار، بما يحقق فوائد بيئية وجمالية، وخلال النصف الأول من العام الجاري، نجحت بلدية مدينة أبوظبي في زراعة آلاف الأشجار المزهرة والمثمرة والتجميلية، حيث تمت زراعة 2967 شجرة مزهرة، و2888 شجرة مثمرة، و1076 شجرة غاف، إضافة إلى العناية بمئات الآلاف من الأشجار وملايين الأمتار المربعة من المسطحات الخضراء.
وتسجل المسطحات الخضراء والحدائق في دبي نمواً متواصلاً، حيث تمتد على أكثر من 43 مليون متر مربع، وتبلغ مساحة المسطحات الخضراء في مدينة الشارقة 22 مليون متر مربع، فيما تصل مساحتها في عجمان إلى مليونين و214 ألف متر مربع.
تشجير الأماكن العامة.وحسب الدليل البلدي الموحد - إدارة تشجير الأماكن العامة، الصادر عن وزارة التغير المناخي والبيئة، «يجب استخدام الأعداء الطبيعية لمكافحة الآفات، وذلك من خلال الاعتماد على الإدارة المتكاملة للآفات، التي تشمل جميع عناصر المكافحة، وإحاطة المزارع والحدائق بالنباتات ذات صفة مكافحة الآفات».
وبشأن النباتات الموسمية، نص الدليل الموحد على وضع خطة مدروسة لزراعة النباتات وتحديد النباتات التي يمكن زراعتها في الفترة الشتوية المعتدلة والباردة (أزهار الموسم الشتوي)، وتحديد الأنواع التي يمكن زراعتها في الفترة الصيفية الحارة (أزهار الموسم الصيفي) والاستفادة قدر المستطاع من الأنواع التي لا تستهلك كميات كبيرة من المياه.
ونظراً لخصوصية أشجار نخيل التمر ومكانتها في تراث وتاريخ وبيئة الدولة، أكد الدليل الموحد على ضرورة معاملتها بأقصى درجات الاهتمام والعناية للمحافظة على استدامتها، من خلال الاهتمام بإزالة السعف الجاف والمذوق الجافة التي قد تتواجد على النخلة بشكل دوري، إضافة إلى الاهتمام بتلقيح الأغاريض المؤنثة بمجرد تفتحها، وكذلك طلب الدليل خف وتحدير وربط وتغطية المذوق، وتكريب وتنظيف ساق النخيل سنوياً ورشها بالمبيدات المناسبة والآمنة بعد التنظيف لحمايتها من حشرات الحفار وسوسة النخيل والعاقور والمحافظة على المصائد التي تكافح الحشرات.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات الاستدامة كوب 28 المسطحات الخضراء
إقرأ أيضاً:
إطلاق مبادرة «دوكاب تزرع» لغرس 1000 شجرة
إطلاق مبادرة «دوكاب تزرع» لغرس 1000 شجرة
يوسف عبدالرحيم
دبي (الاتحاد) في خطوة تعكس التزامها بالاستدامة وحماية البيئة، تبدأ مجموعة دوكاب حملة «دوكاب تزرع» بالتعاون مع مجموعة عمل الإمارات للبيئة. وتأتي هذه الحملة في إطار البرنامج الوطني «ازرع الإمارات» الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ضمن عام الاستدامة، بهدف نشر ممارسات الزراعة المستدامة وتخضير دولة الإمارات والنهوض بقطاع الزراعة في الدولة، ويهدف هذا التعاون إلى تعزيز التنمية الزراعية وحماية البيئة وتعزيز الأمن الغذائي الوطني المستدام.
وتعكس المبادرة، التي تندرج ضمن مبادرة «دوكاب تبادر»، دور مجموعة دوكاب في الحفاظ على البيئة، بما يدعم أهداف «استراتيجية الإمارات للطاقة 2050» واستراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050 للحد من الانبعاثات الكربونية من خلال تعزيز التنوع البيولوجي والحفاظ على استقرار النظام البيئي، بجانب دعم أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، بما في ذلك الصحة الجيدة ورفاه المجتمع، وتوفير الطاقة النظيفة بأسعار معقولة، والمدن والمناطق المستدامة، والصناعة والابتكار ونمو الاقتصاد.
وحضر الإطلاق علياء عبد الرحيم الهرمودي، وكيل الوزارة المساعد لقطاع المجتمعات المستدامة في وزارة التغير المناخي والبيئة، ومحمد المطوع، الرئيس التنفيذي لمجموعة دوكاب، والمهندسة عذيبة سعيد القايدي، مديرة إدارة الشؤون البلدية في وزارة التغير المناخي والبيئة، وحبيبة المرعشي، العضو المؤسس ورئيسة مجموعة عمل الإمارات للبيئة.
وقالت الهرمودي: سعداء بإطلاق مبادرة دوكاب لزراعة 1000 شجرة ضمن البرنامج الوطني «ازرع الإمارات»، التي تهدف الدولة من خلاله إلى انطلاق جهود استثنائية لدعم الزراعة وتحويل الممارسات الزراعية المستدامة إلى مهارات ونمط حياة لكل أفراد المجتمع، ما يؤدي إلى تعزيز وخلق المزيد من المجتمعات المستدامة في دولة الإمارات، ونشكر دوكاب ومجموعة عمل الإمارات للبيئة على إطلاق الحملة التي تعد إحدى المساهمات البارزة للقطاع الخاص في تعزيز جهود الوزارة الرامي إلى ترسيخ الممارسات المستدامة في كل أنحاء الإمارات».
من جانبه، قال محمد المطوع، الرئيس التنفيذي لمجموعة دوكاب: «يكتسب عام الاستدامة أهمية محورية بالنسبة لدولة الإمارات وبينما نؤكد في «دوكاب» اعتزازنا بدعم البرنامج الوطني «ازرع الإمارات»، فإن تعاوننا مع مجموعة عمل الإمارات للبيئة من خلال زراعة 1000 شجرة يهدف إلى إحداث تأثير مستدام وإيجابي على المشهد البيئي والطبيعي في الدولة».
أخبار ذات صلة نفط الهلال: تريليونا دولار استثمارات مطلوبة لتحويل محطات الفحم إلى الغاز الطبيعي وزير الاقتصاد: مطارات الدولة تخدم 400 ألف مسافر يومياًوأكدّ المطوع أن كلّ شجرة يزرعها أعضاء فريقنا ضرورية للحفاظ على البيئة الطبيعية للدولة ومكافحة التصحر، كما تعكس التزامنا بالأهداف البيئية لدولة الإمارات ومسؤوليتنا المشتركة لترك إرث أخضر مستدام لأجيال الحاضر والمستقبل.
ووفقاً للبرنامج ستقوم «دوكاب» بزرع 1000 شجرة محلية من نوع الغاف، والسمر، والسدر في جميع أنحاء منشآتها، ومن المتوقع أن تمتص الأشجار المزروعة في إطار البرنامج نحو 22 طناً من الكربون سنوياً. وضمن البرنامج سيزرع أعضاء الفريق أشجاراً تحمل أسماءهم، في خطوة تعكس ريادة «دوكاب» في العمل لمستقبل أكثر استدامةً.
من ناحيتها، أكدت حبيبة المرعشي، العضو المؤسس ورئيسة مجموعة عمل الإمارات للبيئة: أن إطلاق مبادرة «دوكاب تزرع»، بالشراكة مع مجموعة دوكاب، يعد خطوة مهمة لتسريع تحقيق أهداف الاستدامة في دولة الإمارات.
وقالت المرعشي: الحفاظ على البيئة وتعزيز الاستدامة مسؤولية جماعية تتطلب تعاوناً ومشاركةً فعالة من جميع أفراد المجتمع والمؤسسات، واليوم ومن خلال برنامج «دوكاب تزرع» لزراعة 1000 شجرة، فإننا بذلك نعمل على نشر الممارسات المستدامة بين مختلف شرائح المجتمع، بما يسهم في خلق مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة.