أعلن الدكتور خالد محمود عرفان، عميد كلية التربية بنين جامعة الأزهر بالقاهرة، أن مؤسسة الأزهر الشريف جامعًا وجامعة برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وفضيلة الدكتور سلامة داود، رئيس الجامعة، تسعى دائمًا لبناء الإنسان حتى يكون نافعا لدينه ووطنه.

جاء ذلك خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر الدولي التاسع لكلية التربية بنين جامعة الأزهر بالقاهرة والذي يقام تحت عنوان: (التربية وبناء الإنسان لعالم متغير - رؤية أزهرية استشرافية).

وقال عميد كلية التربية: إن التغييرات السريعة التي نعيشها ويعيشها العالم اليوم تفرض علينا جميعا تحديًا كبيرًا في سبيل بناء الإنسان مما يتطلب منا جميعا إعادة النظر في بناء الإنسان معرفيًّا ومهاريًّا ووجدانيًّا في مؤسساتنا التربوية؛ ليتعامل مع تلك التغييرات بذكاء ودراية، فيقلل من آثارها السلبية، ويعمل من أجل القضاء عليها لإعادة التوازن إلى الحياة الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية والتقنية، أو على الأقل التقليل من الآثار السلبية للتغييرات السريعة والتعايش معها بشكل فعال مبني على المعرفة والوعي والممارسة العلمية المنضبطة.

وأوضح الدكتور خالد محمود عرفان، عميد كلية التربية، أن كليات التربية تعد من أهم المؤسسات التربوية والتعليمية التي تسهم في بناء الإنسان للتعامل مع تلك التغييرات بمختلف أنواعها ومواجهة المشكلات الناتجه عنها على مختلف الأصعدة، خاصة وأن كلية التربية هي المؤسسة المعنية بإعداد المعلم الذي يعد الإنسان في مختلف المراحل العمرية، لافتا إلى التأكيد على صحة ذلك من خلال قول المصطفي صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت معلمًا" ومن هنا نجد المصطفي صلى الله عليه وسلم قد بنى الإنسان روحًا وبدنًا ونفسًا وجسدًا وفكرًا وسلوكًا فصنع أمة هي خير أمة أخرجت للناس.

كما أوضح عميد كلية التربية أنه من هذا المنظور كان انطلاق المؤتمر الدولي التاسع لكلية التربية الذي يقام علي مدار يومين من خلال 26 جلسة علمية بمجموع 118 بحثًا علميًّا محكمًا لعدد 150 باحثًا من داخل وخارج جمهورية مصر العربية، بهذا العنوان: "التربية وبناء الإنسان" الذي يتناول محاور عدة تشمل: التعليم وآليات استقراء واستشراف الاحتياجات المستقبلية، والتنمية المهنية المستدامة للمعلمين، وتربية الإنسان لعالم متغير وفق منهج إسلامي وسطي عن طريق استعراض الفلسفات التربوية والفكر التربوي الإسلامي، وتعزيز القيم الإنسانية والأخلاقية من خلال تنمية مهارات التعاون والتعايش السلمي لدى الأفراد والمجتمعات، مشيرا إلى أن رسالة الأزهر الشريف تسعى لبناء الإنسان في ضوء المنهج الإسلامي الوسطي المعتدل، لافتا إلى أن رسالة كليات التربية تهدف إلى إعداد المعلم الذي يقوم بدور فعال في بناء الأجيال وإعدادها للحياة.

وفي ختام كلمته وجه الدكتور خالد محمود عرفان، عميد كلية التربية رئيس المؤتمر، خالص الشكر والتقدير لمؤسسة الأزهر الشريف جامعًا وجامعة برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وفضيلة الدكتور سلامة داود، رئيس الجامعة رئيس شرف المؤتمر؛ لرعاية هذا المؤتمر.

كما قدم الشكر إلى نواب رئيس الجامعة؛ لدعمهم ومشاركتهم في إنجاح المؤتمر الذي يعزز مكانة جامعة الأزهر الشريف محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: جامعة الأزهر عميد كلية التربية شيخ الأزهر عمید کلیة التربیة الأزهر الشریف بناء الإنسان

إقرأ أيضاً:

ابراهيم في رسالة الصوم: أدعوكم الى التضرع للبنان

وجه راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم رسالة الصوم الى الكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات والمؤمنين والمؤمنات والأصدقاء، وجاء فيها:

"الصوم هو مسيرة روحية تهدف إلى تجديد الإنسان من الداخل واستعداده للقيامة مع المسيح. هو ليس مجرد ممارسة شكلية، بل هو تحول عميق، عبور من الظلام إلى النور، ومن العبودية إلى الحرية، ومن العادات التي تقيد الروح إلى نمط حياة جديد يقود إلى الخلاص والشركة الحقيقية مع الله. هو خارطة طريق تعلم الإنسان كيف يجوع إلى الله ويحرر نفسه من قيود الخطيئة ويعيش القيامة كواقع يومي.  الصوم هو مفتاح الحرية الحقيقية، حيث يكشف الإنسان أعماقه ويدرك مواطن الضعف فيه ويستعد للتجديد والنضج الروحي والإلتزام الحقيقي في الإيمان. الصوم يدعو الإنسان إلى الخروج من الروتين الروحي والممارسات الشكلية ليستعيد الشغف والحيوية في صلته بالله. هو فرصة لكل مؤمن ليدرك مكمن الحقيقة في حياته ويكشف له ما يحجبه عن النور الإلٰهي. الصوم يعني الإصغاء إلى الروح القدس وإعادة توجيه الحياة نحو ما يستحق الإلتزام والتكريس. هو زمن المسامحة والمصالحة والعطاء، وهو زمن الكشف عن الأعماق المخفية في القلب لكي يستطيع الإنسان أن يقدم نفسه قربانا نقيا أمام الله. الصوم هو دخول في رحلة تحول، حيث تطهر الذات ويزال كل ما يعيق النمو الروحي ويحدث الإنقسام بين الإنسان وخالقه. هو الوقت الذي فيه يدرك المؤمن أن القبر لا يكون نهاية، بل نقطة البداية لحياة جديدة. لذٰلك فإن الصوم يدعو كل واحد منا ليسمح لنور المسيح أن يدخل إلى مواطن الظلمة في نفسه ويحولها إلى نور وقوة وحياة. فهل نحن مستعدون للسير في هٰذه الرحلة والقيامة مع المسيح؟"

أضاف: "الصوم ليس مجرد ممارسة ظاهرية، بل هو رحلة روحية نحو العمق، حيث نلتقي بالله في أعمق أعماق قلوبنا. "« ولكن الآن، يقول الرب، ارجعوا إلي بكل قلوبكم، وبالصوم والبكاء والنوح." (يوء 2: 12). فالصوم دعوة لإعادة ترتيب أولوياتنا، للبحث عن الله لا في المظاهر الخارجية بل في جوهر الحياة. في عالم مليء بالضوضاء، نحن بحاجة إلى الصمت كي نسمع صوت الله. المسيح نفسه كان ينسحب للصلاة في الخلوة، فكيف بنا نحن؟ يقول القديس يوحنا الصليب: "الله يتحدث في الصمت". فلنخصص وقتا يوميا للصلاة، للصمت، للتأمل في كلام الله، لنمنح قلوبنا مساحة للنعمة الإلٰهية، ولندرب أنفسنا على الإصغاء لكلمة الله وتطبيقها في حياتنا  اليومية. الصوم فرصة لنستكشف ذواتنا ولنحقق تغييرا حقيقيا في أنفسنا، فهو زمن التجديد والرجوع إلى الله، زمن نحاسب فيه نفوسنا ونطهر قلوبنا من كل شوائب الخطايا والضعف. لكل واحد منا "قبور" داخلية، مواطن ضعف وألم وعادات تثقل الروح وتبعدنا عن الله وتجعلنا أسرى للماديات والأهواء الشخصية. إن الصوم يدعونا إلى مواجهة هٰذه القيود والخروج منها بقوة الروح القدس، لنزيل الحجارة التي تغلق مداخل قلوبنا ونفتحها لنور المسيح كي يضيء فيها ويحييها من جديد. فكم من مرة نشعر أننا مكبلون بأثقال الحياة وأن قلوبنا مغلقة بأحجار الضيق والخوف والشك؟ ولٰكن إذا سمحنا للمسيح أن يلمس نفوسنا، فإنه يقيمنا معه إلى حياة جديدة، حياة تسودها المحبة والسلام والرجاء. فهل نكون مستعدين لهٰذه الرحلة المقدسة، ولندع المسيح يقودنا من قبور الضعف إلى نور القيامة؟"

وتابع: "هٰذا الصوم هو فرصة مقدسة يمنحها لنا الله لنقترب منه أكثر، لنحدد مواقفنا ونجدد التزامنا بطريق الحق والبر، لنختبر التغيير الحقيقي في أعماقنا، فلا يكون صومنا صوما شكليا أو ممارسة جسدية فحسب، بل يكون صوما يطهر نفوسنا ويحول قلوبنا إلى هيكل حي للروح القدس. إنه زمن التجديد والتكريس، زمن التعامل بمحبة وتواضع، زمن الرجوع إلى الله بكل القلب والنفس والفكر. فهل نحن مستعدون لنخرج من ظلام الخطايا وأثقال الحياة إلى نور القيامة وحرية أبناء الله؟ هل نستطيع أن نزيل الحواجز التي تفصلنا عنه، وأن نتوب توبة صادقة تبدل كياننا وتعيدنا إلى درب الحق؟ لنجعل من هٰذا الصوم خارطة طريق لحياة مسيحية أعمق، لنحيا فيها الإيمان كواقع معاش، فيكون صومنا قربانا حيا يرتفع أمام الله، ويعيدنا إلى فرح القيامة ونعمتها".

وقال: "الفي هذا الزمن المقدس، حيث ندخل مع المسيح درب الصوم والصلاة والتوبة، ندعوكم جميعا، أفرادا وعائلات، رهبانا وراهبات، كهنة وعلمانيين، إلى الالتفاف حول مذابح الرب ورفع القلوب بصدق وتضرع من أجل لبنان، هذا الوطن الذي يحمله الله في قلبه رغم آلامه. إن أرضنا تعاني، وشعبنا يرزح تحت أثقال كثيرة، ولكن إيماننا بالله يبقى رجاءنا وثباتنا. فلنجتمع بالصلاة، طالبين شفاعة العذراء مريم، سيدة زحلة والبقاع وسيدة النجاة، وقديسينا الأبرار، كي يحل السلام في وطننا، ويمنح الله أبناءه الحكمة، وفقراءه العزاء، ومتعبيه القوة، ومظلوميه العدالة".

أضاف: "ليكن صومنا صلاة، وصلاتنا رجاء، ورجاؤنا فعل محبة، فنكون نورا يشع وسط الظلمة. نلتقي معا في الكنائس، والأديرة، والبيوت، لنوحد صلاتنا على نية لبنان، طالبين من الرب أن يباركه ويحفظه، ويعيد إليه مجده ورسالته. "إن لم يبن الرب البيت، فباطلا يتعب البناؤون" (مزمور 127: 1). فلنبتهل إليه بإيمان، لأنه وحده قادر أن يصنع لنا قيامة بعد الصليب. لبنان يستحق صلاتنا… فليكن الصوم صلاتنا، وليكن إيماننا خلاصه".

وختم: "ليبارككم الله، ويعد علينا جميعا هذا الزمن الـمقدس، ونحن في اتحاد ونجاح وصحة وأمان.".

مقالات مشابهة

  • يقود جهود الوساطة.. هل يكون ستارمر الصوت الذي يكسر عناد ترامب؟
  • كلية الفنون التطبيقية تنظم مؤتمر النسيج مهنة الماضي وأمل المستقبل بين النظرية والتطبيق
  • بالفيديو.. الدكتور علي جمعة: الكون بأسره على هيئة كرة أعلاها العرش
  • عميد إعلام الأزهر عن أزمة مسلسل معاوية: الأنبياء والصحابة لهم مكانة خاصة ولا يمكن تجسيد شخصياتهم
  • رئيس جامعة عدن يقرر إقالة الدكتور الزامكي بعد فضيحة سرقة رسالة ماجستير
  • رسالة للقمة العربية.. حماس: اليوم التالي للحرب يجب أن يكون فلسطينيًا خالصًا
  • متى يكون الفطر واجبًا على المريض في رمضان؟.. الأزهر يوضح
  • ابراهيم في رسالة الصوم: أدعوكم الى التضرع للبنان
  • طلب عاجل من شيخ الأزهر الشريف للمسلمين في أول ليالي رمضان
  • زيلينسكي يغادر البيت الأبيض بعد إلغاء المؤتمر الصحفي الذي كان مقررا مع ترامب