تمضي غزة نحو مزيد من التصعيد، اليوم الثلاثاء، مع سقوط مزيد من القتلى والجرحى الفلسطينيين في قصف إسرائيلي امتد واتسع ليشمل كامل القطاع المحاصر، واستبعاد مسؤولين أميركيين أي أفق قريب لاستئناف مفاوضات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس بعد انهيار الهدنة المؤقتة قبل أربعة أيام. وبعد شهرين كاملين من أشرس جولات القتال بين إسرائيل وحماس حيث قتل نحو 16 ألف شخص وجُرح أكثر من 40 ألفا آخرين، بدت رؤى المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين متسقة في ضرورة مواصلة الحرب على القطاع، وإن اختلفت في طرق تحقيق أهدافها.

أفاد مراسل «العربية» بأن هناك قصفا مدفعيا إسرائيليا متواصلا على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، مشيراً إلى أن التقديرات في إسرائيل تؤكد أن المعارك في جنوب غزة ستكون أكثر ضراوة من شمالها. يأتي ذلك فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه أكمل تطويق جباليا شمال قطاع غزة، كما أعلن مداهمة مقر الأمن العام لحركة حماس في جباليا.
وفي آخر التطورات، قال شهود عيان اليوم إن آليات إسرائيلية بدأت محاولات التوغل البري في جنوب قطاع غزة. وأفاد شهود أن محاولات التوغل تتركز في مناطق شرق خان يونس وتحديدا في منطقة بني سهيلا، حيث تشارك عشرات الآليات في محاولات التقدم في المنطقة. من جهتها، أعلنت كتائب القسام التابعة لحماس أنها استهدفت 3 آليات عسكرية إسرائيلية شرق خان يونس بقذائف الياسين، كما أعلنت قصف بئر السبع في إسرائيل بعدد من الصواريخ ردا على «المجازر بحق المدنيين» في غزة، بحسب البيان الذي أصدرته.
وتزامنا، قالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، اليوم الثلاثاء، إن الجيش أعلن مقتل ضابط وجنديين وإصابة 4 آخرين بجراح خطيرة في معارك شمال غزة. ورفع مقتل الضابط والجنديين عدد ضحايا الجيش الإسرائيلي في العملية البرية إلى 78 قتيلا. وقالت الصحيفة أيضا إن أربعة جنود أصيبوا بجراح خطيرة في معارك شمال غزة، مؤكدة ارتفاع حصيلة القتلى في الجيش منذ 7 أكتوبر إلى 404.
غارات عنيفة على المنازل
وقتل عشرات الفلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف منازل مأهولة في حيي الشجاعية والزيتون بمدينة غزة، وهاتان منطقتان قال الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية إنهما ستكونان هدفين له، وفقا لما قالته وكالة الأنباء الفلسطينية. المنطقتان في غزة، وكذلك حي التفاح الذي قالت الوكالة الفلسطينية أيضا إن طائرات حربية قصفت فيه مجموعة من طواقم الدفاع المدني، مما أودى بحياة اثنين وتسبب في إصابة عشرة آخرين. وأضافت أن قوات إسرائيلية تحاصر حي الزيتون بمدينة غزة، وسط إطلاق نار كثيف من الطائرات الحربية والطائرات المسيرة الإسرائيلية. وغير بعيد في رفح التي يطلب الإسرائيليون من الفلسطينيين النزوح إليها للنجاة بأنفسهم، أظهرت صور تكدس جثث فلسطينيين لم ينلهم شيء من وعد إسرائيل التي استهدفت منازلهم بقصف عنيف في جنوب قطاع غزة. وأفاد التلفزيون الفلسطيني بمقتل 50 شخصا على الأقل في قصف إسرائيلي استهدف مدرستين تؤويان نازحين في حي الدرج في مدينة غزة. وأضاف أن عشرات آخرين من القتلى والجرحى سقطوا في غارات استهدفت عدة منازل في منطقتي الزيتون والشجاعية في المدينة. وردت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بقصف تل أبيب برشقة صاروخية تم على إثرها تفعيل صفارات الإنذار في وسط إسرائيل، من دون ذكر تفاصيل أخرى على الفور. كما أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق صفارات الإنذار بشمال إسرائيل. وبينما قال الجيش إنه قتل عدة مسلحين من حركة حماس في سلسلة غارات شنها على مناطق مختلفة في قطاع غزة يوم الاثنين، قالت الحركة إن مقاتليها تمكنوا من تدمير 28 آلية عسكرية إسرائيلية كليا أو جزئيا في كافة محاور القتال في قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.
نعم للمساعدات ولا للهدنة
وبعد أربعة أيام عجاف منذ إعلان إسرائيل انتهاء الهدنة المؤقتة مع حماس، قال مسؤول سياسي إسرائيلي إن بلاده ستسمح بتدفق المزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وذلك استجابة لطلب من الولايات المتحدة، وفق ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية. وأوضح المسؤول، الذي لم تذكر الهيئة اسمه، أن القرار تم الاتفاق عليه خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل يوم الخميس الماضي. ونقلت هيئة البث عن المسؤول قوله إن ما يعوق زيادة المساعدات عقبات لوجيستية، مضيفا «بمجرد أن يصبح من الممكن إدخال المزيد من الكميات، سنفعل ذلك». وتابع قائلا «إدخال المساعدات ضروري لاستمرار القبول بالشرعية الدولية، وهو ما يتيح استمرار القتال في القطاع». وكان الهلال الأحمر الفلسطيني قد قال إنه تسلم 100 شاحنة تحمل مساعدات دخلت إلى قطاع غزة من معبر رفح أمس الأحد. لكن مصدرا أمنيا مصريا أبلغ وكالة أنباء العالم العربي يوم الاثنين أن حركة العبور في معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة توقفت بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل على رفح وخان يونس بجنوب القطاع. «المعبر مفتوح كالعادة»
وقال المصدر «المعبر مفتوح كالعادة لكنه لم يستقبل أي دفعات من الأجانب أو المصابين من غزة، ولم يتمكن الهلال الأحمر الفلسطيني ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين من الوصول للمعبر لاستلام شاحنات المساعدات والوقود».
وكانت هدنة مؤقتة دامت سبعة أيام بين 24 نوفمبر والأول من ديسمبر، أتاحت تبادل العشرات من الرهائن المحتجزين في قطاع غزة بأسرى فلسطينيين تعتقلهم إسرائيل، ودخول شاحنات مساعدات إنسانية من مصر إلى القطاع المدمّر. واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر بعد هجوم شنّته حماس داخل جنوب إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة، أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص معظمهم من المدنيين وقضى غالبيتهم في اليوم الأول للهجوم، وفق السلطات الإسرائيلية. وتعهّدت إسرائيل بـ «القضاء» على حماس، وشنّت قصفا مكثفا على قطاع غزة وبدأت عمليات برية اعتباراً من 27 أكتوبر. وأعلنت وزارة الصحة في غزة الاثنين ارتفاع حصيلة القتلى إلى نحو 16 ألف قتيل، 70% نهم نساء وأطفال، جراء القصف الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر. ولا يزال بحوزة حماس وفصائل فلسطينية أخرى أكثر من 100 إسرائيلي من بين نحو 240 احتجزهم المسلحون في غزة في السابع من أكتوبر.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا الجیش الإسرائیلی قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يحشد "ألوية احتياط" للقتال في غزة

ذكر موقع "والا" الاخباري الإسرائيلي، الثلاثاء، أن ألوية احتياط عدة في الجيش الإسرائيلي تلقت إخطارات للتعبئة للقتال في قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة.

وأضاف الموقع أن ألوية الاحتياط الإضافية في الجيش الإسرائيلي، ستتولى الحفاظ على المناطق العازلة في غزة، وتأمين الحدود والطرق.

وأوضح الموقع أن الجيش الإسرائيلي يشير إلى أن هذه مجرد خطوة من بين خطوات عملياتية كثيرة للقيام بمهمة عسكرية ضخمة مخطط لها في قطاع غزة.

وكانت صحيفة "إسرائيل هيوم"، قد كشفت الإثنين، نقلا عن مسؤول أمني كبير، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لإنهاء الحرب في غزة بحلول أكتوبر المقبل، معتبرا أن هذا الموعد يمثل "الحد الأقصى" لنهاية العمليات العسكرية.

وأوضح المسؤول في تصريحات أدلى بها خلال محادثات مغلقة، أن انتهاء العملية العسكرية قد يتم قبل هذا الموعد، شريطة تهيئة الظروف الميدانية وتحقيق الأهداف الاستراتيجية.

وأشار إلى أن المنطق الذي يحكم هذا التوقيت هو عدم السماح باستمرار الحرب لفترة تتجاوز العامين.

وفي سياق متصل، كانت هيئة البث الإسرائيلية قد نقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "الخلاف في مفاوضات غزة تتمحور حول رغبة إسرائيل بوقف وجود الجناح العسكري لحماس".

ورفضت حماس في 17 أبريل، اقتراحا إسرائيليا يتضمن هدنة لمدة 45 يوما مقابل الإفراج عن عشرة رهائن أحياء.

وفي مقابل مطالبة حماس باتفاق شامل، تطالب إسرائيل بإعادة جميع الرهائن ونزع سلاح حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى، لكن الحركة شددت على أن هذا المطلب يشكل "خطا أحمر".

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يحشد "ألوية احتياط" للقتال في غزة
  • الجيش الإسرائيلي يسوي رفح بالأرض
  • “القسام” تستهدف دبابة وقوة للاحتلال شرق غزة
  • قتلى وجرحى من الجيش الإسرائيلي بعملية استهداف جديدة لـالقسام
  • بإجمالي 4 قتلى و7 مصابين.. الجيش الإسرائيلي يقر بمقتل ضابط وجندي في غزة
  • كتائب القسام: استهدفنا قوة إسرائيلية داخل منزل وأوقعنا قتلى وجرحى في صفوفهم
  • الجيش الإسرائيلي يعمل على إقامة منطقة إنسانية جديدة جنوب غزة
  • الجيش الإسرائيلي يهدد بتوسيع الهجوم على غزة
  • "القسام": استهدفنا قوة إسرائيلية تحصنت داخل منزل بالقذائف واشتبكنا معها وأوقعناهم بين قتيل وجريح
  • "القسام" تنشر مشاهد لعملية إنقاذ أسرى في نفق قصفه الجيش الإسرائيلي