اشتباكات عنيفة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس في جنوب قطاع غزة
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
كثف الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، عملياته ضد حركة حماس في جنوب قطاع غزة حيث أشار شهود لفرانس برس إلى حدوث معارك عنيفة، ما يثير مخاوف من "سيناريو أكثر رعبا" للمدنيين.
ووسع الجيش الإسرائيلي الذي يشن منذ 27 أكتوبر هجوما بريا في شمال القطاع المحاصر، نطاق عملياته البرية لتشمل قطاع غزة برمته مع نشر دبابات قرب خانيونس التي أصبحت بؤرة التوترات الجديدة.
في بداية عمليته البرية، طلب الجيش الإسرائيلي من سكان شمال غزة النزوح إلى جنوب القطاع الذي أصبح أكثر اكتظاظا مع تدفق مئات الآلاف من النازحين.
وأفاد شهود وكالة فرانس برس بوقوع اشتباكات عنيفة قرب خان يونس خلال الليل وقصف جوي باتجاه رفح في الطرف الجنوبي من القطاع، فيما ذكرت وكالة "وفا" الفلسطينية سقوط عدة قتلى في قصف على مدينة غزة.
في المقابل، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس "قصف بئر السبع (...) برشقة صاروخية ردا على المجازر بحق المدنيين".
وأعربت منظمات دولية عن قلقها من الأخطار التي يواجهها المدنيون في غزة حيث "توقفت خدمة الاتصال الهاتف والإنترنت" بسبب تعرض المسارات الرئيسية والتي تم إعادة وصلها سابقا للفصل مرة اخرى من الجانب الإسرائيلي"، وفقا لشركة الاتصالات الفلسطينية "بالتل".
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، لين هاستينغز، التي أعلنت إسرائيل الأسبوع الماضي أنها لن تجدد تأشيرتها، إن "سيناريو أكثر رعبا يوشِك أن تتكشف فصوله، وهو سيناريو قد لا تملك العمليات الإنسانية القدرة على الاستجابة له".
وأفاد مراسل "الحرة"، الثلاثاء، بنقل عشرات القتلى والجرحى إلى مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس بسبب قصف إسرائيلي في محيط المستشفى، في وقت يكثف فيه الجيش عملياته بجنوب قطاع غزة.
وقال المراسل إن القصف الإسرائيلي متواصل من الجو والبر، منذ ليل الاثنين الثلاثاء، على مناطق متفرقة في مدينة خان يونس، بينها التحلية والمحطة.
وأكد أن قوات من الجيش الإسرائيلي تتقدم إلى الغرب وتجتاز طريق صلاح الدين الرابط بين شمالي قطاع غزة وجنوبه.
إسرائيل تكثف الهجوم على الجنوبوواصلت القوات الإسرائيلية القصف الجوي والبري لجنوب قطاع غزة مما أدى إلى مقتل وإصابة مئات الفلسطينيين على الرغم من أن الولايات المتحدة والأمم المتحدة حثتاها مرارا على حماية المدنيين.
وردا على سؤال حول تزايد عدد القتلى منذ انهيار الهدنة بين إسرائيل وحماس، قالت الولايات المتحدة، أقرب حلفاء إسرائيل، الاثنين، إن من السابق لأوانه أن نقول ما إذا كانت إسرائيل تبذل ما يكفي لحماية المدنيين، كما قالت إنها تتوقع من إسرائيل عدم قصف المناطق التي حددتها على أنها آمنة.
لكن سكان وصحفيين على الأرض قالوا إن الضربات الجوية الإسرائيلية المكثفة في جنوب القطاع الساحلي ذي الكثافة السكانية العالية شملت مناطق طلبت إسرائيل من السكان الاحتماء بها.
وناشد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إسرائيل تجنب اتخاذ المزيد من الإجراءات التي من شأنها أن تفاقم الوضع الإنساني المتردي بالفعل في غزة وتجنيب المدنيين المزيد من المعاناة.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، "الأمين العام منزعج للغاية من استئناف الأعمال القتالية بين إسرائيل وحماس... بالنسبة لمن صدرت لهم أوامر بالإخلاء، لا يوجد مكان آمن يذهبون إليه ولا يوجد سوى القليل جدا ليبقيهم على قيد الحياة".
وسيطرت إسرائيل بشكل كبير على النصف الشمالي من قطاع غزة في نوفمبر. ومنذ انهيار هدنة استمرت أسبوعا يوم الجمعة الماضي، توغلت إسرائيل بسرعة في النصف الجنوبي.
وأفاد سكان بأن الدبابات الإسرائيلية توغلت في القطاع عبر الحدود وقطعت الطريق الرئيسي بين الشمال والجنوب. وقال الجيش الإسرائيلي إن الطريق المركزي المؤدي من خان يونس إلى الشمال "يشكل ساحة معركة" وهو مغلق الآن.
وقالت إسرائيل، الثلاثاء، إن ثلاثة من جنودها قتلوا في معركة في غزة، الاثنين، فيما وصفه راديو الجيش بأنه يوم معارك ضارية مع مقاتلي حماس. وقتل 78 جنديا في غزة منذ بدء الاجتياح البري للجيش في 27 أكتوبر.
تكرار الأهوالوقال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن استئناف العملية العسكرية الإسرائيلية يكرر "أهوال الأسابيع الماضية" من خلال تهجير السكان الذين نزحوا في السابق واكتظاظ المستشفيات وزيادة عرقلة العمليات الإنسانية بسبب الإمدادات المحدودة.
وأضاف "قلنا ذلك مرارا. ونقوله مجددا. لا يوجد مكان آمن في غزة، سواء في الجنوب أو الجنوب الغربي، سواء في رفح أو في أي مكان يسمى من جانب واحد ’منطقة آمنة’".
كما دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، مجددا إسرائيل إلى حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات.
وقال "تلقت منظمة الصحة العالمية إخطارا من الجيش الإسرائيلي بضرورة إزالة إمداداتنا من مستودعنا الطبي في جنوب غزة في غضون 24 ساعة، لأن العمليات البرية ستجعلها غير قابلة للاستخدام".
نازحون في القطاع المكتظ بالسكانوفر ما يصل إلى 80 في المئة من سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة من منازلهم خلال الحرب المستمرة منذ ثمانية أسابيع والتي حولت مساحات شاسعة من القطاع إلى أرض مقفرة.
وأمرت إسرائيل الفلسطينيين، الاثنين، بمغادرة أجزاء من مدينة خان يونس، مشيرة إلى أنه يتعين عليهم التحرك نحو ساحل البحر المتوسط ونحو رفح، وهي مدينة رئيسية قريبة من الحدود المصرية.
وحزم السكان اليائسون في خان يونس أمتعتهم وتوجهوا نحو رفح. وتحرك معظمهم سيرا على الأقدام ومروا بجوار المباني المدمرة في مسيرة صامتة.
وفي واشنطن، قال متحدث باسم وزارة الخارجية إن سعي إسرائيل إلى عمليات إجلاء من المناطق المستهدفة بدلا من إجلاء مدن بأكملها يعد "تحسنا".
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، إن واشنطن تتوقع من إسرائيل تجنب مهاجمة المناطق التي تم تحديدها على أنها مناطق "غير مستهدفة بالقصف" في غزة.
وأضاف أن الولايات المتحدة بحثت مع إسرائيل المدة التي ينبغي أن تستمر فيها الحرب مع حماس، لكنه رفض الكشف عن الإطار الزمني.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن إسرائيل تأخذ ما تحتاج من وقت لإصدار أوامر إجلاء أكثر تحديدا بهدف الحد من سقوط قتلى ومصابين من المدنيين، لكن لا يمكنها استبعاد ذلك تماما.
وأردف المسؤول "نحن لم نبدأ هذه الحرب. نأسف لسقوط ضحايا من المدنيين، لكن عندما تريد مواجهة الشر، عليك أن تعمل".
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال، الاثنين، عن مسؤولين أميركيين القول إن إسرائيل أقامت نظاما كبيرا من المضخات قد يستخدم لغمر الأنفاق التي تستخدمها حماس أسفل القطاع بالمياه في محاولة لإخراج مقاتليها.
ولم يتضح ما إذا كانت إسرائيل ستفكر في استخدام المضخات قبل إطلاق سراح جميع الرهائن، وفقا للتقرير.
فوضى في المستشفياتوطال القصف وفق مصورين ومراسلين لفرانس برس، خان يونس ورفح في الجنوب، ودير البلح في الوسط، وغيرها من المناطق، ما أدى لسقوط العديد من القتلى والجرحى.
ومنذ بداية الحرب، نزح مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى جنوب القطاع أملا في الفرار من القتال أو استجابة لأوامر الجيش الإسرائيلي الذي يسيطر الآن على مناطق عدة في الشمال.
ويعيش هؤلاء في ظروف صعبة وتحت وطأة القصف في الجنوب ويحتمون بأعداد كبيرة في ملاجئ مؤقتة ومدارس وخيم وينامون في العراء أو في سياراتهم.
وفي حين أصبحت معظم مستشفيات شمال القطاع خارج الخدمة، تعاني مستشفيات الجنوب فوضى عارمة في ظل تدفق أعداد كبيرة من الجرحى تفوق قدرتها الاستيعابية فيما نفدت مخزونات الوقود فيها لتشغيل مولدات الكهرباء.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، أنه نفذ حوالى "10 آلاف غارة جوية" على غزة منذ بداية الحرب، دمرت أو ألحقت أضرارا بأكثر من نصف الوحدات السكنية، وفقا للأمم المتحدة.
وباتت الحاجات هائلة في القطاع الخاضع لحصار إسرائيلي مطبق، حيث نزح وفق الأمم المتحدة 1,9 مليون شخص بسبب الحرب، من أصل إجمالي سكان القطاع البالغ 2.4 مليون نسمة.
وباستثناء أيام الهدنة السبعة التي دخلت خلالها مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية عبر مصر، فإن معبر رفح الحدودي لا يفتح إلا جزئيا للسماح بمرور عدد قليل من الشاحنات أو إجلاء أجانب بأعداد محدودة للغاية.
قتلى في الضفةوتتزايد أعمال العنف في الضفة الغربية على خلفية الحرب، فيما تستمر الاشتباكات على الحدود بين إسرائيل ولبنان.
وشن الجيش الإسرائيلي فجر الاثنين عمليات في مناطق مختلفة من الضفة الغربية خصوصا في جنين حيث انتشرت حوالى ثلاثين آلية عسكرية، بحسب وكالة "وفا" الفلسطينية.
وقتل خمسة فلسطينيين برصاص إسرائيلي خلال عمليات عسكرية للجيش في مناطق متفرقة في الضفة الغربية، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي أنه كان يرد على إطلاق نار استهدفه.
وتشهد الضفة تصاعدا في التوترات منذ اندلاع الحرب في غزة. ومنذ السابع من أكتوبر، قتل أكثر من 250 فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلي أو مستوطنين في مناطق مختلفة من الضفة، على ما تفيد وزارة الصحة الفلسطينية.
"معاناة لا تطاق"وحذرت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش، إثر وصولها إلى غزة، الاثنين، من أن معاناة السكان في القطاع الفلسطيني "لا تطاق"، داعية إلى "حل سياسي" للنزاع.
ومساء الاثنين، أعلن مسؤولون عسكريون إسرائيليون أنه مقابل كل مدنيين قتلا في الهجوم على حماس في قطاع غزة قتل مقاتل من الحركة الفلسطينية.
وخلال دردشة مع صحفيين، قال أحد هؤلاء المسؤوليين العسكريين الذين طلبوا عدم كشف هوياتهم، "ليس أمرا جيدا أن تكون النسبة اثنين لواحد"، عازيا السبب إلى استخدام حماس المدنيين الفلسطينيين "دروعا بشرية".
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس بعد هجوم مباغت شنته الحركة على مواقع عسكرية ومناطق سكنية محاذية لقطاع غزة، أدى إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وتم اختطاف 239 شخصا، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردت إسرائيل بقصف جوي وبحري وبري مكثف على القطاع المحاصر، أتبعته بعملية برية، توقفت مؤقتا مع بدء الهدنة، قبل انهيارها.
وبلغت حصيلة القتلى في غزة 15899 شخصا، 70 في المئة منهم من النساء والأطفال، فضلا عن إصابة نحو 42 ألف شخص، فيما بلغ عدد المفقودين قرابة 7 آلاف مفقود، بحسب السلطات التابعة لحماس.
وأطلق سراح عشرات المختطفين والسجناء خلال هدنة استمرت سبعة أيام الشهر الماضي، وتقول السلطات الإسرائيلية إن 15 مختطفا وهم "11 مدنيا وأربعة جنود بينهم ضابط برتبة لواء" قتلوا أثناء اختطافهم لدى حماس.
ومنذ بداية العملية البرية بشمال قطاع غزة في 27 أكتوبر وحتى الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 78 ضابطا وجنديا.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، ما زال 137 رهينة مختطفين في قطاع غزة بينهم 17 من النساء والأطفال، بعد إطلاق سراح 105 رهائن، لقاء الإفراج عن 240 سجينا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية خلال الهدنة.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الاثنين، أن حماس تحتجز ضمن الرهائن، جثث 15 شخصا هم 11 مدنيا وأربعة عسكريين بينهم ضابط كبير.
وتقول حماس إن القصف الإسرائيلي تسبب بمقتل عدد من الرهائن في القطاع.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی الأمم المتحدة جنوب قطاع غزة بین إسرائیل فی القطاع خان یونس فی جنوب فی غزة
إقرأ أيضاً:
مقتل 16 فلسطينياً في جنوب غزة
قتل الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء 16 فلسطينياً على الأقل في هجمات جوية على مناطق مختلفة جنوب قطاع غزة.
وقال جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في بيان مقتضب إن الجيش الإسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين في مواصي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، مما أدى إلى مقتل ثمانية فلسطينيين على الأقل وإصابة عدد آخر غالبيتهم من الأطفال.
وقال شهود عيان من المنطقة إنهم فوجئوا بسماع دوي انفجار ضخم ناجم عن قصف خيمة تؤوي نازحين، مما أصاب غالبية النازحين هناك بالخوف والهلع.
وأضاف شهود العيان أن "المواصي لم تعد آمنة كما يدعي الجيش الإسرائيلي، فهي أصبحت مستهدفة بشكل شبه يومي مما ينذر بوقوع مزيد من القتلى والضحايا".
وفي مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة، قتل الجيش الإسرائيلي ثمانية فلسطينيين آخرين في قصف استهدف مدرسة خالد بن الوليد التي تؤوي نازحين فلسطينيين.
وقالت مصادر طبية فلسطينية في مستشفى العودة في النصيرات في اتصال هاتفي مع (د ب أ) إن غالبية "الضحايا هم من الأطفال ووصل بعضهم أشلاء ممزقة".
وأوضحت المصادر أنه بسبب الاستهداف الإسرائيلي المستمر تعاني مستشفى العودة من عدم قدرتها على التعامل مع العدد الكبير من الضحايا والجرحى بسبب قلة الإمكانيات الطبية في المخيم.