بنعبد الله: الحكومة قامت بمبادرة ملموسة لحل مشكل التعليم وحزبنا يساند مسار الحوار
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
أخبارنا المغربية ــ الرباط
قال محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إنه يجب الاعتراف بأن الحكومة قامت الإثنين الماضي بمبادرة ملموسة لحل مشكل التعليم، عبر تجميدها للنظام الأساسي، ومراجعة التعويضات والأجور، وسحب النظام المزدوج للعقوبة، وإعطاء تاريخ أقصاه 15 يناير للوصول إلى نتيجة في هذا الصدد
ودعا بنعبد الله، في برنامج "ضيف الأسبوع" أمس الأحد على قناة ميدي1 تيفي، الحكومة إلى التقدم باقتراحات ملموسة أكثر من أجل إقناع المعنيين بالأمر "بأن هناك مطالب مشروعة سيتم التعامل معها إيجابا، حتى نتمكن من استئناف الدراسة في أقرب وقت ممكن"، مبرزا أن حزب التقدم والاشتراكية لا يمكنه إلا أن يساند هذا المسار.
والتمس أمين عام حزب "الكتاب"، من الحكومة أن تسرّع وتيرة الحوار خاصة خلال الأسبوع الجاري قصد الخروج بإجراءات ملموسة، أخذا بعين الاعتبار أن النقابات لها وجود، "لكن هناك أيضا تمثيليات أخرى، يتعين اقناعها بهذه المقترحات"، حسب تعبيره.
وحول أهمية إقناع التنسيقيات التعليمية بمخرجات الحوار الذي تباشره الحكومة مع المركزيات النقابية، كشف بنعبد الله بأن حزب التقدم والاشتراكية مستعد للقيام "بدور الوساطة من أجل الوصول إلى حلول مع المعنيين بالأمر"، مشيرا إلى أن الرقي بالمدرسة العمومية يعد من أهم التحديات المطروحة على بلادنا.
على صعيد آخر، لفت بنعبد الله إلى أن "الحكومة الحالية قامت بمجهود كبير في موضوع الماء، وأعطته الأولوية بمبالغ مالية كبيرة"، وتابع أن حزب التقدم الاشتراكية يتسم بالموضوعية، ولا ينكر رغم موقعه في المعارضة الإيجابيات التي قامت بها الحكومة.
وقال بنعبد الله إن الحكومة اشتغلت كذلك على موضوع الدعم الاجتماعي المباشر، وأضافت عدة عناصر لورش الحماية الاجتماعية، مذكرا بأن هذا الورش بدأ منذ حكومة التناوب التوافقي، وأن جميع الحكومات المتعاقبة أسهمت فيه بشكل تراكمي، خصوصا وأنه كانت هناك "إرادة ملكية لتسريع هذا الورش، وإخراجه إلى حيز الوجود في أقرب وقت ممكن".
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: حزب التقدم بنعبد الله
إقرأ أيضاً:
الفلسفة المغربيّة تُجدّد نفسها بعيداً عن التصنيفات التقليديّة
الشارقة (الاتحاد)
أكد مفكرون مغاربة وأساتذة في الفلسفة، أنّ الفلسفة المغربية والعربية عموماً تشهد تحولات جوهرية، خصوصاً بعد تحررها من القيود التقليدية لتصبح أداة نقدية تُعزز الوعي والإبداع، مشيرين إلى أنه على الرغم من الإنجازات الفكرية التي حققها الفلاسفة المغاربة، فإنّ إطلاق مصطلح «مدرسة» على الفلسفة المغربية قد يكون مبالغة، حيث إن هذه الفلسفة لا تمثل تياراً موحداً أو مدرسة فلسفية تقليدية، بل هي مجموعة من الاجتهادات الفردية لمفكرين يعملون في مجالات متنوعة ويتبعون مسارات فكرية مختلفة.
جاء ذلك خلال جلسة بعنوان «المدرسة الفلسفية المغربية والفكر العربي»، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024، استضافت كلّاً من المفكر والمترجم والأستاذ الجامعي عبد السلام بنعبد العالي، ومحمد نور الدين أفاية، أستاذ الفلسفة المعاصرة في جامعة محمد الخامس، والباحث في الفكر الفلسفي المعاصر عبد الصمد الكباص.
وأجمع المتحدثون على أنّه ورغم التحديات المعقدة والسياقات الصعبة التي يواجهها الفلاسفة المغاربة، فقد تمكنوا من مواصلة إنتاجهم الفكري وتسجيل حضورهم في الساحة الثقافية، كلٌ بطريقته الخاصة ومنظوره المتميز.
رؤية عابرة للحدود
استهل محمد نور الدين أفاية حديثه بتأكيده أن الفلسفة لا يمكن أن تكون وطنية أو قومية، فهي تتطلب تجاوز الحدود الزمانية والمكانية لتصبح فلسفة عابرة للثقافات.
وتطرق إلى أن الفلسفة المغربية لم تنعزل عن تطور الفكر العربي منذ عصر النهضة، مشيراً إلى مسارها المتأثر بالمدارس الفلسفية الفرنسية، ومن ثم انتقالها نحو مرحلة حداثة فلسفية مغربية أصيلة.
وأكد أن الفكر الفلسفي في المغرب بدأ فعلياً في منتصف القرن العشرين، معتبراً أن الفيلسوف المغربي يجب أن يعمل على عدة مستويات، منها تأكيد هويته الفكرية، وتوظيف التراثين العربي الإسلامي والثقافي المحلي، ومواكبة الأفكار الجديدة، فضلاً عن ترجمة الأعمال الأجنبية للطلاب لتعزيز معارفهم.
تأريخ المفاهيم
بدوره، انتقد عبد السلام بنعبد العالي الطريقة التقليدية في تصنيف الفلسفة عبر المدارس والتيارات الفكرية، مشيراً إلى أن هذا التصنيف لا يحقق الأهداف المرجوة في فهم التحولات الفلسفية. وبدلاً من ذلك، يرى بنعبد العالي أن التوجه الأفضل للفكر العربي هو التأريخ للمفاهيم الأساسية مثل مفهوم الأيديولوجيا، إلى جانب استكشاف «المناخ الفلسفي» الذي يسري عبر شخصيات مختلفة وليس حصراً على فلاسفة بعينهم.
وشدد على أهمية توسيع هذا المناخ ليشمل نطاقات فكرية وأدبية متعددة، مؤكداً أن الفلسفة يجب أن تتجاوز حدودها الأكاديمية وتتداخل مع الحقول الأخرى لتكتسب أبعاداً أعمق.
التجربة الفردية
أما عبد الصمد الكباص، فقد أشار إلى أن اهتمامه بالفلسفة جاء عن حب وتطلع إلى فهم الذات، مشدداً على أن التجربة الفلسفية لا يمكن معرفتها بصورة نهائية، بل يمكن فهمها وتذوقها.
وركز في حديثه على مفهوم الجسد باعتباره قضية فلسفية كبرى، حيث استخدم تكنولوجيا الرغبة كمنهج لفهم العلاقات الفكرية، مشيراً إلى أن هذا المنهج يساعد في قراءة الفلسفة كرحلة تتنقل عبر مجالات متعددة مثل السينما والأدب، ما يتيح للمفاهيم الفلسفية فرصة للتفاعل والتجديد.
واعتبر الكباص أنّ الفلسفة يجب أن تكون حيوية وأن تسهم في تقديم حياة تستحق أن تُعاش.