لندن – خاص بـ” رأي اليوم”:  توقع مراقبون وخبراء ان تبدأ الحكومة الاردنية باتخاذ سلسلة من الخطوات لأغراض مشروع الانفتاح الذي تم الاعلان عنه مؤخرا بعنوان إستجلاب السياح لأغراض طبية او للسياحة العلاجية وسياحة الاستشفاء. ويتضمن ذلك حملة برامج صيانة فعالة و منتجة في العديد من مواقع السياحة العلاجية الطبيعية او سياحة الاستجمام في مراكز الرعاية صحية الطابع.

واعلن وزير السياحة الاردني مكرم القيسي مرتين على الاقل عن برامج متعددة في مجال السياحة الطبية وسياحة الاستشفاء بعدما اعتبرت منظمه السياحة العالمية ان الاردن اصبح مركزا اقليميا للسياحة الطبية. وتتحدث أوساط وزارية ورسمية عن الاستحقاقات السريعة التي تم التوافق عليها داخل الأطر الحكومية بخصوص إنجاح مشاريع لاستئناف دور الاردن القديم في مجال السياحة الطبية الا ان هذا التوجه اصطدم فيما يبدو بقرارين يحتاجان الى المزيد من التفسير وفي ظل الالتباس.  وهو ما قررته وزارة التعليم العالي الكويتية من وقف البعثات الطلابية الطبية الى الجامعات الاردنية وهو قرار صدم الاوساط التعليمية الاردنية لكن تعبيرات صدرت وصنفته باعتباره قرار في سياق تنافس داخل المعادلة الكويتية.  وتم الاعلان مؤخرا ايضا عن اعتماد وزارة التعليم الليبية للجامعات الاردنية في بعثاتها ومنحها علما بان مسالة فاتورة وكلفة الالاف من المرضى الليبيين لا تزال عالقة بين حكومتي البلديين. وثمة خلافات مع الجهات الليبية المختصة حول فواتير طبية لم تدفع أو تعتريها المبالغة قبل سنوات. وينظر بأفاق استثمارية مع مساحات من الانفتاح العام لأنماط جديدة من السياحة الاردنية. يبدو ان الوزير القيسي تمكن من اقناع المؤسسات بمحاولة تفعيلها وتنشيطها على اعتبار الظروف والملابسات في الاقليم والمنطقة ويمكن الاستثمار فيها لصالح برامج سياحية منتقاه بعناية في الاردن والحديث هنا بطبيعة الحال عن سياحة الاستشفاء والسياحة العلاجية وبصورة اخف ايضا عن السياحة الروحية او الدينية وسياحة العائلات. واتخذت قرارات اثارت الانتباه في هذا السياق من بينها ما اعلنته امس الاول وزارة الداخلية الاردنية عن توفير تسهيلات لزيارات السوريين الذين يقيمون في الخارج ويحتفظون بأوراق ثبوتية للإقامة او جنسية دولة ثالثة. ويراهن مسؤولون أردنيون على تفعيل لقاءات السياحة العائلية السورية في الاردن وثمة تسهيلات خففت من الاحترازات الامنية في هذا السياق.  لكن كبار القطاع الطبي يطالبون الحكومة برفع القيود عن التأشيرات لأغراض طبية التي سبق ان فرضت قبل عدة سنوات بدون مبرر على رعايا عدة دول عربية قبل استئناف الجاهزية المرتبطة بالسياحة الطبية والتي تضررت الى حد بعيد في السنوات الستة الماضية بسبب القيود الامنية على التأشيرات لأربعة دول اساسية هي العراق واليمن وليبيا والسودان. ويرى خبراء اردنيون ان الإستدراك ممكن الان وان المستويات البيروقراطية الأمنية في الدولة تظهر قدرا كبيرا من المرونة في سياق يحتاج لجاهزية أفضل لإعداد برامج من السياحة الطبية من الطبيعي القول بانها برامج تخص رعايا بعض الدول العربية المجاورة والتي كانت زوارها حتى لأغراض طبية يخضعون لقيود على تأشيرات الدخول وأذونات الزيارة الى الاردن. وثمة انفتاح فيما يتعلق باستقبال السوريين من اللاجئين المستقرين في الخارج وايضا من داخل سوريا عبر مكاتب سياحية خاصة تنظم رحلات عائلية الطابع الى عمان وبعض المناطق السياحية فيما المحاولة متواصلة مع الحوثيين وغيرهم لإستعادة عناصر السياحة العلاجية اليمنية بترتيبات متفق عليها. ويقول القيسي بان واجب وزارته الاستثمار في العديد من المواقع الاثرية وذات القيمة الحضارية والثقافية الكبيرة والمسجلة كإرث حضاري عالمي في بلاده.  لكن مسالة القيود الأمنية تحديدا تحتاج الى عناصر انضباط قد لا تتوفر في الكثير من الأوقات براي الخبراء البيروقراطيين.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

فرنسا.. “شمس اصطناعية” تحقق إنجازا غير مسبوق في مجال الاندماج النووي

فرنسا – تمكن مفاعل “ويست” (WEST) في جنوب فرنسا من تحقيق إنجاز غير مسبوق في مجال الاندماج النووي، مع الحفاظ على البلازما لمدة 22 دقيقة و27 ثانية، محطما الرقم القياسي العالمي السابق.

يمثل هذا التقدم خطوة كبيرة نحو تحقيق اندماج نووي مستدام، وهو ما يعتبر أحد أبرز التحديات العلمية والهندسية في الوقت الحالي.

يتضمن الاندماج النووي العملية التي تندمج فيها نواتان ذريتان خفيفتان لتكوين نواة أثقل، وهي العملية نفسها التي تحدث داخل الشمس والنجوم، ما ينتج كميات هائلة من الطاقة.

ولإنتاج هذه الطاقة على الأرض، يجب تسخين وقود الاندماج – خليط من الديوتيريوم والتريتيوم (نظائر للهيدروجين) – إلى درجات حرارة تتجاوز 50 مليون درجة مئوية، ما يؤدي إلى تكوين بلازما، وهي الحالة الرابعة للمادة بعد الصلب والسائل والغاز.

ويواجه العلماء تحديا رئيسيا يتمثل في الحفاظ على البلازما في درجات الحرارة العالية هذه لفترات طويلة، وهو ما يعد شرطا أساسيا لجعل الاندماج النووي مصدرا عمليا ومستداما للطاقة. وقد نجح مفاعل “ويست” في تحقيق ذلك من خلال استخدام تقنية الاحتواء المغناطيسي، حيث يتم توليد مجالات مغناطيسية قوية لحصر البلازما داخل حجرة المفاعل ومنعها من التبريد أو التبدد.

ويعتمد المفاعل على تصميم يعرف باسم “توكاماك”، وهو جهاز يأخذ شكل حلقة “دونات”، يتم فيه تسخين البلازما وإبقاؤها تحت السيطرة باستخدام حقول مغناطيسية قوية. وحتى وقت قريب، لم يكن العلماء قادرين على الحفاظ على البلازما في مثل هذه المفاعلات إلا لبضع دقائق. لكن الإنجاز الجديد الذي حققه مفاعل “ويست” يمثل قفزة كبيرة، حيث تمكن من زيادة مدة احتواء البلازما بنسبة 25% مقارنة بالرقم القياسي السابق، الذي سجله المفاعل الصيني التجريبي EAST منذ بضعة أسابيع.

وبهذا الصدد، قالت آن إيزابيل إيتيانفر، مديرة الأبحاث الأساسية في لجنة الطاقات البديلة والطاقة الذرية الفرنسية (CEA): “لقد حقق مفاعل “ويست” إنجازا تقنيا رئيسيا جديدا من خلال الحفاظ على بلازما الهيدروجين لأكثر من عشرين دقيقة، مع ضخ 2 ميغاواط من طاقة التسخين. وهذه خطوة أساسية في طريق تطوير مفاعلات اندماجية قادرة على العمل لفترات أطول”.

كما أشارت إلى أن التجارب ستستمر مع زيادة مستويات الطاقة، ما قد يفتح آفاقا في تطوير مصادر طاقة نظيفة وفعالة.

يعتبر الاندماج النووي بديلا أكثر أمانا ونظافة مقارنة بالانشطار النووي المستخدم حاليا في محطات الطاقة النووية. والفرق الرئيسي بينهما هو أن “الانشطار النووي يعتمد على تقسيم ذرات ثقيلة مثل اليورانيوم أو البلوتونيوم، ما ينتج عنه كميات كبيرة من النفايات المشعة التي تتطلب معالجة وتخزينا آمنا لعشرات الآلاف من السنين. أما الاندماج النووي، فيعمل عن طريق دمج ذرات خفيفة مثل الهيدروجين، وينتج نفايات مشعة أقل بكثير، كما أنه لا ينتج كميات كبيرة من الغازات الدفيئة، ما يجعله خيارا أكثر استدامة للبيئة”.

وعلى الرغم من الإنجاز الكبير الذي تحقق، لا تزال هناك تحديات تقنية وهندسية يجب التغلب عليها قبل أن يصبح الاندماج النووي مصدرا رئيسيا للطاقة، ومن أبرز هذه التحديات: خفض تكاليف التشغيل، حيث أن إنشاء وتشغيل مفاعلات الاندماج لا يزال مكلفا للغاية. وتحقيق استقرار البلازما لفترات أطول، لمنع التفاعل من الانهيار. وتسخير الطاقة المنتجة بفعالية وتحويلها إلى كهرباء قابلة للاستخدام عبر الشبكة الوطنية.

يوصف مفاعل “ويست” بأنه “شمس اصطناعية” لأنه يحاكي العمليات النووية التي تحدث داخل الشمس، ما يجعله من أكثر المشاريع طموحا في مجال أبحاث الطاقة.

المصدر: ديلي ميل

مقالات مشابهة

  • رئيس “النواب” الليبي يدعو لتأسيس “صندوق” لتنمية غزة
  • فعالية “ذاكرة الأرض” تستقطب أكثر من 10 آلاف زائر في أبها
  • وزارة الداخلية تطلق مبادرة “مكان التاريخ” في مركز شرطة الجبيلة التاريخي بفعالية ثقافية تستعرض الإرث الأمني بأسلوب مميز
  • «الرعاية الصحية»: استراتيجية جديدة للتوسع في تقديم خدمات السياحة العلاجية
  • “ابتسامته تتحدث”.. مرشد سياحي من الصم يروي للسياح أسرار العُلا بأسلوب ملهم
  • “مؤدبة وجميلة وحلوة” دا انتي عاملة إعلان عروسة .. تامر أمين يوجه رسالة جريئة لـ نيللي كريم
  • الجمعية الطبية السورية الأمريكية “سامز” تقدم مساعدات طبية لمشفى ‏الميادين في دير الزور
  • السلطات تشدد الرقابة لمنع توظيف “القفة الرمضانية” لأغراض انتخابية
  • فرنسا.. “شمس اصطناعية” تحقق إنجازا غير مسبوق في مجال الاندماج النووي
  • «التغذية العلاجية ودورها فى تخفيف آثار العلاج الكيماوي».. يوم توعوي لمرضى مركز أورام طنطا