من هو المرتزق الفرنسي الذي استعانت به الامارات في اليمن
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
وأضافت "على المستوى الدولي، تهدف دولة الإمارات إلى إبراز سمعة إيجابية، حياة الترف في دبي، ومتحف اللوفر في أبو ظبي، واستثماراتها في كرة القدم، ومؤخراً استضافتها لمؤتمر المناخ الثامن والعشرين، يخفي سياستها الخارجية الإمبريالية، وخاصة في اليمن.
ونقلت المجلة عن "بدر" الذي يجلس في مقدمة قارب صغير مهجور في ميناء عدن باليمن.
وتابعت المجلة" أرسلت الإمارات قوات النخبة والمرتزقة الأجانب إلى عدن لصد انصار الله ومع ذلك، من خلال التدخل في اليمن، كان لدى النظام الملكي الإماراتي النفطي الغني هدف خفي: السيطرة على الجزء الجنوبي من البلاد وموانئها الاستراتيجية المطلة على بحر العرب - مثل المكلا، بلحاف، سقطرى، مضيق باب المندب، البحر الأحمر عدن، المخا وميون".
ولتحقيق ذلك، تقول المجلة الفرنسية "قامت الإمارات بتدريب وتمويل العديد من الميليشيات، بما في ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي ذو التطلعات الانفصالية، أو الجماعات ذات الأيديولوجية السلفية مثل ألوية العمالقة، أو قوات الصاعقة (جزء من المجلس الانتقالي الجنوبي)، ومليشيات أبو العباس. مصنفة كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة.
وأردفت "وفي عام 2019، جرت أول محاولة انقلابية -بدعم من الإمارات- ضد الحكومة المعترف بها دولياً، التي أضعفتها بالفعل خسارة ثلث أراضيها. واليوم، استولت الميليشيا على كامل جنوب البلاد تقريبًا من خلال السلاح والإرهاب وحملة الاغتيالات والاعتقال المنهجي لمعارضيها.
"لقد قاتلت في صفوف الحكومة ضد هذه المجموعة. لقد فقدت العديد من الأصدقاء من أجل لا شيء. القتال ضد إخواني المواطنين لا معنى له. أنا أكره دولة الإمارات العربية المتحدة،" يقول بدر غاضبًا".
فيالق أجنبية ، كارين لو مارشان
وتطرقت المجلة إلى العديد من محاولات الاغتيالات التي دبرتها دولة الإمارات بينها عملية التفجير في 29 ديسمبر/كانون الأول 2015. استهداف مقر بحزب الإصلاح (الاخوان المسلمين) في مديرية كريتر في عدن، وكان المستهدف فيها البرلماني انصاف مايو.
وقالت "للقضاء على أهدافها، استأجرت أبوظبي رجلاً فرنسياً يدعى "بيرود دي غاسباري"، المعروف أيضا باسم "أبراهام جولان"، والذي يقدم نفسه على أنه إسرائيلي مجري. وبحسب تحقيق أجراه موقع "باز فيد" " BuzzFeed"، فإن الشريك السابق لـ"كارين لو مارشان" يدعي أنه تم تكليفه بتشكيل فريق من المرتزقة، بما في ذلك أعضاء سابقون في الفيلق الأجنبي الفرنسي، لاغتيال الأفراد الذين تستهدفهم الإمارات في اليمن. كان لكل هدف ملف تعريفي تفصيلي، بما في ذلك طراز سيارته وعنوانه ومهنته. وفي محاولة اغتيال أنصاف مايو الفاشلة، زودتهم الإمارات العربية المتحدة بالمعدات العسكرية. عند الاتصال ببيرود دي غاسباري، لم يستجب لطلباتنا. وفي الفترة ما بين 2015 و2018، تمت تصفية نحو ثلاثين عضواً في حزب الإصلاح.
زعزعة الاستقرار
تقول المجلة "ماريان" بالإضافة إلى الاغتيالات السياسية، شنت الإمارات حملات لزعزعة الاستقرار ضد المسؤولين المحليين الذين لم يؤيدوها.
ففي شبوة، إحدى المحافظات اليمنية الغنية بالنفط، أفادت أن أبو ظبي أنشأت عدة قواعد عسكرية، رسميًا للدفاع عن المحافظة ضد الحوثيين ولكن بشكل غير رسمي للسيطرة بشكل أفضل على منشآت تسييل النفط والغاز التي بنتها شركة توتال في عام 2006. وكشفت العديد من التحقيقات منذ ذلك الحين أن استخدمت الإمارات العربية المتحدة هذه المرافق كسجون سرية لتعذيب معارضيها سراً.
وذكرت أن المحافظ السابق محمد بن عديو انتقد عدة مرات الوجود العسكري الإماراتي في منطقته، ووصفهم بالأعداء،. وحاول جهاز مكافحة الإرهاب، الذي تسلحه أبو ظبي، عدة مرات الإطاحة به من خلال شن حملات عسكرية ضد قواته الأمنية. بلا فائدة.
وأكدت أن الضغوط التي تمارسها دولة الإمارات على الحكومة اليمنية التي تعتمد على مساعداتها المالية، أدت في النهاية إلى إقالة المحافظ محمد بن عديو.. لم يؤد تدخل الإمارات في اليمن إلى اغتيالات سياسية وحملات زعزعة الاستقرار فحسب، بل أدى أيضًا إلى إدامة معاناة الشعب اليمني العالق في مرمى نيران حرب معقدة بالوكالة.
سقطرى.. سفن مليئة بالمرتزقة
تؤكد "قد تم اتباع نفس النهج في سقطرى. تقع الجزيرة اليمنية بين بحر العرب والمحيط الهندي، وهي أكبر جزيرة في الشرق الأوسط، وتتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة. ويبدو أن الشائعات القائلة بأن الرئيس اليمني السابق (هادي)، قد منح الأرخبيل لأبو ظبي لمدة 99 عامًا مقابل تدخلها العسكري، يبدو أن لها أساسًا من الصحة.
وأفادت "منذ عام 2015، نشرت الإمارات وحدات عسكرية وعربات مدرعة في سقطرى، على الرغم من أن الجزيرة تبعد أكثر من 600 كيلومتر عن الخطوط الأمامية. وتحت ضغط من المحافظ رمزي محروس والولايات المتحدة، انسحبت الدولة الخليجية الغنية في نهاية المطاف".
وقالت المجلة الفرنسية "مع ذلك، قام وسطاؤها الموجودون في الجزيرة بحملة مطولة لزعزعة الاستقرار ضد المحافظ محروس، منددين بانتمائه الزائف إلى جماعة الإخوان المسلمين والعديد من قضايا الفساد غير المثبتة. وفي أبريل 2020، وصل قارب من الأراضي الإماراتية يحمل مرتزقة يمنيين دربتهم الإمارات وسلحتهم، ما أدى إلى فرار رمزي محروس".
واستدركت "في الجزيرة، حل محله رأفت الثقلي، أحد أنصار (المجلس الانتقالي الجنوبي)، الذي لا يتمتع بخبرة سياسية، ونصبته الإمارات على العرش. يقول محروس "الإمارات العربية المتحدة كانت تلاحقني منذ فترة لأنني طالبت بالسيطرة على شحناتهم عند الوصول والمغادرة. وبدون وجودي، لا توجد ضمانات أخرى. لقد سيطروا على الأرخبيل". وتشير عدة شهادات إلى بناء سري لمطار عسكري في جزيرة عبد الكوري المجاورة".
واستطردت المجلة "تم قطع الاجتماع السلمي غير المسلح الذي كان يهدف إلى إدانة التدخل الإماراتي بعنف بسبب تدفق الجنود الذين أرسلهم المحافظ الجديد. تم تمزيق العلم اليمني الموحد، وتعرض الرجال للضرب بأعقاب بنادق الكلاشينكوف. عندما يوجه جندي سلاحه نحو أحد المتظاهرين، يصرخ الأخير: "إذن، هل ستطلق النار على أخيك السقطري؟"
فصل الشمال عن الجنوب
وقالت "ماريان" لتقسيم المجتمع اليمني والتحالف مع عملاء من الداخل، لم تدفع الإمارات الأموال وتسلّح اليمنيين فحسب، بل لعبت أبوظبي أيضًا على وتر استياء جزء من سكان الجنوب ضد الحكومة المركزية، التي كان يُنظر إليها على أنها قادمة حصريًا من الشمال.
وزادت "من منطلق البراغماتية، دعمت الإمارات الرغبة في الاستقلال التي يقودها المجلس الانتقالي الجنوبي الذي لا يرحم. ومع ذلك، حتى الآن، لم يتمكن ممثلو أبو ظبي من تلبية احتياجات الخدمات العامة والسكان، ويبدو أنهم يطيعون الذين يمولونهم".
وذكرت أن الناشط السياسي عبد الفتاح صالح حاول خلق قوة مضادة ضد الإمارات ورغبة المجلس الانتقالي في الاستقلال من خلال مساعدة الشخصية السياسية حسن أحمد باعوم في العودة إلى الواجهة. ويدعو باعوم، الذي يحظى بشعبية كبيرة، إلى استقلال الجنوب لكنه يرفض التدخل الإماراتي. ولهذا، تعرض عبد الفتاح صالح لعدة اعتقالات في السجون التي يسيطر عليها الإماراتيون.
ونقلت عن صالح قوله "لقد عصبوا عيني ثم أزالوا العصابة أمام السجناء الملطخين بالدماء. وقال لي الإماراتيون: "سوف تعذب مثلهم إذا واصلت ذلك". كما طلبوا مني أن أقدم لهم أسماء الأشخاص الذين دعموني والذين كانوا ضدهم".
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: المجلس الانتقالی الجنوبی الإمارات العربیة المتحدة دولة الإمارات العدید من فی الیمن أبو ظبی من خلال
إقرأ أيضاً:
عملياتُ اليمن البحرية .. لا نهايةَ في الأفق
يمانيون../
زخمُ عمليات الإسناد اليمنية البحرية لقطاع غزة، وَما تحقّق من نتائجَ وتترك من آثار يتصدّر صفحات مراكز الدراسات والصحافة الإقليمية والدولية، صحيفة “ذا ناشيونال” قدمت حصادَ أكثر من عام من تصاعد هذه العمليات دون نهاية في الأفق مع حلول عام 2025م.
يصفُ تقريرُ الصحيفة عملية احتجاز السفينة جلاكسي ليدر بالهجوم الافتتاحي المُذهل، أرسل موجات صدمة عبر صناعة الشحن، قبيل أن يقعَ 297 هجوماً بحسب أرقام منظمة ACLED حتى تاريخ الـ 18 من نوفمبر الماضي، مع تنوّع السفن المستهدَفة بما فيها الحربية.
تنقُلُ الصحيفةُ عن خبراءَ ومختصين تأكيدَهم تطوُّر تكتيكات العمليات منذ بدئها وَعلى مدار عام من المواجهة دون هوادة مع أكثر الجيوش تطوراً في العالم..
كما تتوقَّفُ الصحيفةُ عند تطور الأسلحة المستخدَمة في العمليات باستمرار وتنوعها بداية من أجهزة الرصد والإشارات الإلكترونية من السفن نفسها وُصُـولًا إلى الطائرات بدون طيار والصواريخ..
في هذا السياق يؤكّـد الأميرال فاسيليوس جريباريس في البحرية اليونانية، أن “اليمنيين أثبتوا قدرتهم على تكييف التكنولوجيا للسماح لهم بتوجيه الصواريخ نحو أهدافهم باستخدام نظام التعريف التلقائي وَأَيْـضًا بأجهزة أُخرى تُساعد في توجيه أسلحتهم مباشرة إلى السفن المراد استهدافها”.
جوشوا هاتشينسون، المدير الإداري للاستخبارات وَالمخاطر في شركة أمبري البحرية، يوضح لصحيفة ذا ناشيونال، أن “التكنولوجيا المُتَّبعة يمنيًّا في تحديدِ السفن تسمحُ بالاشتباك في المِيْلِ الأخير مع الهدف”.
هاتشينسون، يشدِّدُ على أن استخدام هذه التكنولوجيا في الهجمات على السفن يجعل من الصعب للغاية على السفينة المُستهدفة اتِّخاذ إجراءات مراوغة، ويؤكّـد أن “السفن المرغوب في مهاجمتها هي ما تديره الولايات المتحدة أَو المملكة المتحدة أَو “إسرائيل” أَو السفن التابعة لها”.
ويُفصل أكثر بقوله “الحوثيون واضحون للغاية بشأن من يستهدفون وأي شخص يقع خارج هذا النطاق يُسمح له بالمرور عبر البحر الأحمر”.
تنقل الصحيفة مزاعم المجموعة الأُورُوبية المُنخرطة في حماية ملاحة العدوّ المُسماة “أسبايدس” حول نجاح “إيقاف تشغيل نظام التعريف الآلي في الحد من ضرب السفن” لكن المدير الإداري للاستخبارات وَالمخاطر في شركة أمبري البحرية يُكذب ذلك ويشدّد على “أن إيقاف تشغيل نظام تحديد الهُــويَّةِ التلقائي للسفن لا يعني أنها لن تكون مستهدَفة ولن تتعرض للإصابة”.
حرب المعلومات شكل آخر يراكم نجاح عمليات اليمن من جهة، ويظهر حرص ودقة القوات المسلحة على أن تكون البيئة البحرية آمنة أمام حركة الملاحة العالمية.
تورد الصحيفة نماذج تؤكّـد أن مختلف السفن تحت الرادار اليمني، في الأسابيع الماضية تلقى أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في إحدى شركات الشحن اليونانية، رسالة إلكترونية تحذر من أن إحدى سفن الشركة معرضة لخطر الهجوم وجاء في الرسالة أن السفينة رست في أحد موانئ فلسطين المحتلّة، وستكون مستهدفة بشكل مباشر من قبل القوات المسلحة اليمنية في أية منطقة تراها مناسبة.
ويدحض مختصون دعوى نجاح القوة النارية لكافة الجيوش المشاركة في حماية ملاحة العدوّ في التأثير على القدرات اليمنية، يقول ستافروس كارامبيريديس -رئيس مجموعة أبحاث النقل البحري في كلية بليموث للأعمال “الضربات الجوية الشاملة للولايات المتحدة وَالتحالف لا تحدث تأثيرًا كَبيرًا على “الحوثيين”.
وتحشد الصحيفة جملة شواهد تؤكّـد فشل أمريكا وَتحالفها، تبدأ مع استمرار مشغلي السفن ذات الصلة بالولايات المتحدة أَو المملكة المتحدة أَو “إسرائيل” بإعادة توجيه سفنهم حول رأس الرجاء الصالح.
وهي رحلة تضيف ما لا يقل عن 30 % من الوقت الإضافي وحوالي مليون دولار من تكاليف الوقود الإضافية لكل تحويل، وفقاً لحسابات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
شاهد آخر لاستمرار تأثير عمليات اليمن على الجهات المُستهدفة هو أن أقساط التأمين تصل إلى 2% على قيمة السفينة لعبور واحد في البحر الأحمر، بحسب لويز نيفيل -الرئيس التنفيذي للمملكة المتحدة لشؤون النقل البحري والشحن والخدمات اللوجستية لدى شركة مارش..
نيلز هاوبت من شركة هاباغ لويد، أكّـد أن “أقساطَ التأمين ما تزال مرتفعةً للغاية” وإن شركته تتكبد “واحدًا إلى سبعةٍ في المِئة من القيمة المؤمَّنة على السفينة لكل رحلة، إذَا وجدت بالفعل شركة تأمين تقبَلُ المخاطر”.
وَوسط تقلب شهية شركات التأمين يؤكّـد هاوبت أن شركته والعديد من المنافسين ما يزالون “يتجنبون البحر الأحمر ولا يعتقدون أن هذه المشكلة ستحل على المدى القريب” وعلى قاعدة مصائب قوم عند قوم فوائد، يؤكّـد هاتشينسون “أن صناعة الشحن التجاري جيدة للغاية بفعل مكاسب ارتفاع رسوم النقل وأقساط التأمين على الجهات المُستهدفة”.
وضمن شواهد تداعيات العمليات تذكر الصحيفة أن البيانات الصادرة هذا الشهر عن “بنك أوف أمريكا” تظهر أن الوضعَ في البحر الأحمر أَدَّى إلى ارتفاعِ الأسعار بأكثرَ من الضعف خلال العام 2024 بالرغم من زيادة صافية بنسبة 10 % في الأسطول العالمي.
هاتشينسون -المدير الإداري للاستخبارات والمخاطر في شركة أمبري البحرية البريطانية- يصفُ الوضعَ في البحر الأحمر بالنسبة للسفن المدرَجة يمنيًّا على قائمة الاستهداف بجُمَلٍ مُقتضبة متوالية تؤكّـدُ ثباتَه ساخِناً.
يقول هاتشينسون: “إنها انفجاراتٌ، إنها صواريخُ، إنه درامي” وسيبقى كذلك حتى يتنفس الغزيون الصعداء، هكذا يؤكّـد اليمن عن طريق أجنحته ويدِه الطولى.
المسيرة – عبدُالحميد الغُرباني