شاركت د.هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية في الحدث الجانبي الذي تنظمه شركة بيبسيكو بالتعاون مع جامعة الدول العربية بعنوان "إطلاق الفرص في الشرق الأوسط: التحول إلى الطاقة المتجددة"، وذلك على هامش فعاليات النسخة الـ 28 من مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ COP28 المنعقد بدولة الإمارات العربية المتحدة.

وزير الخارجية يتوجه إلى واشنطن في زيارة ثنائية يعقبها الانضمام للوفد الوزاري العربي الإسلامي

وخلال كلمتها، أكدت د.هالة السعيد أن التحول إلى الطاقة المتجددة ليس مجرد ضرورة بيئية؛ إنها فرصة استراتيجية للشرق الأوسط لخلق اقتصاد متنوع، وتعزيز قدرته التنافسية العالمية، وخلق فرص عمل جديدة. ويمكن تسخير موارد الطاقة المتجددة الوفيرة في المنطقة ليس فقط لتلبية الطلب المحلي ولكن أيضا لتصدير الطاقة النظيفة إلى العالم، مضيفة أن إمكانات الهيدروجين الأخضر- على وجه الخصوص- هائلة ، إذ يوفر الهيدروجين الأخضر، الذي يتم إنتاجه باستخدام مصادر الطاقة المتجددة، وقودًا نظيفًا ومتعدد الاستخدامات يمكن الاستفادة منه في تطبيقات مختلفة، بدءًا من النقل وتوليد الطاقة وحتى العمليات الصناعية، ومع فائض إنتاج الهيدروجين الأخضر، يمكن لمنطقة الشرق الأوسط تصدير ما يصل إلى مليون طن سنويًا، مما يحقق إيرادات كبيرة ويثبتها  كمورد رئيسي في سوق الهيدروجين العالمي.

وأضافت السعيد أن البيئة ستظل دائمًا جزءًا من اقتصاد كل دولة؛ ومن الهام إدراك أن حماية البيئة تحمل وعدًا اقتصاديًا هائلاً للمنطقة، وتنويع محفظة الطاقة لديها وخلق مصادر جديدة للدخل. ومن المتوقع أن يخلق إنتاج الهيدروجين الأخضر في الشرق الأوسط أكثر من 250 ألف فرصة عمل جديدة بحلول عام 2030، مما يوفر فرص العمل التي تشتد الحاجة إليها ويعزز النمو الاقتصادي.

وتابعت السعيد أن الشجاعة لقبول التغيير ليست كافية. قبل الشروع في التغيير، يجب علينا أن نزود أنفسنا بالمعرفة والمهارات اللازمة للانتقال بشكل فعال، ولكي ننجح في وضع منطقة الشرق الأوسط في صدارة التحول إلى الطاقة النظيفة، يجب علينا أولاً أن نتبنى عقلية التطور والنمو الدائمين.

وأوضحت السعيد أن الدولة المصرية تتبع استراتيجية شاملة ومتعددة الأوجه، تشمل ثلاث ركائز رئيسية: أولا، وضع إطار سياسي قوي، حيث وضعت الحكومة المصرية استراتيجية واضحة للمستثمرين وأصحاب المصلحة لاتباعها كجزء من رؤية مصر 2030، والتي تهدف إلى جعل خطتها الاستثمارية الوطنية أكثر ملاءمة للبيئة من خلال زيادة حصة التمويل العام للاستثمار فى المشروعات الخضراء من 40% إلى 50% بين العام المالي الحالي و2024/2025. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الحكومة على مواءمة خطتها الاستثمارية الوطنية مع أهداف الاستراتيجية الوطنية للتغير المناخي 2050 من خلال تخصيص 410 مليار جنيه لمشروعات التخفيف والتكيف في الخطة الاستثمارية 2022/2023.

وأضافت السعيد أنه بفضل أشعة الشمس الوفيرة، التي جعلت مصر وجهة حيوية لمطوري الطاقة الشمسية، عززت مصر اقتصادًا مزدهرًا يقوده القطاع الخاص من خلال إطار تنظيمي شامل. على سبيل المثال، وضعت الحكومة إجراءات التعريفة الجمركية، التي تضمن سعرًا ثابتًا للكهرباء المولدة من مصادر متجددة، مما يوفر مناخًا استثماريًا مستقرًا وجذابًا لمشاريع الطاقة المتجددة، ولتحفيز مشاركة القطاع الخاص بشكل أكبر، أصدرت مصر أيضًا قانون الطاقة المتجددة رقم 203 لعام 2014 لتحفيز القطاع الخاص على توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، مؤكدة أن  قطاع الطاقة المتجددة في مصر يشهد ازدهارا، مدفوعا بزيادة استثمارات القطاع الخاص ، ويعود هذا التحول إلى حد كبير إلى تنفيذ إطار تنظيمي قوي وداعم، مما أدى إلى خلق مناخ استثماري مستقر وجذاب لمشاريع الطاقة المتجددة.

وأشارت السعيد إلى أن القطاع الخاص يستثمر حاليًا 4.4 مليار دولار أمريكي في مشروعات الطاقة المتجددة في مصر، وتشمل هذه المشاريع مزيجاً من مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية، ومن المتوقع أن تقود مشاريع الرياح البحرية الجزء الأكبر من النمو في قدرة الطاقة المتجددة في السنوات المقبلة. وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أيضًا زيادة قدرة مصر على الطاقة المتجددة بنسبة 65٪ بحلول عام 2027. وبحلول عام 2027، من المتوقع أن توفر مصر أكثر من 25% من إجمالي قدرة الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأضافت السعيد أنه في خطوة تاريخية نحو إنتاج الطاقة المستدامة، تعاونت مصر مع شركة Scatec النرويجية لإنشاء أول مشروع لإنتاج الميثانول الأخضر في البلاد. يقع هذا المشروع الطموح، الذي تبلغ قيمته حوالي 450 مليون دولار، في مدينة دمياط الساحلية الاستراتيجية، مما يمثل خطوة مهمة إلى الأمام في تحول مصر نحو مستقبل طاقة أنظف وأكثر صداقة للبيئة.
 
وتابعت السعيد إن الركيزة الثانية من استراتيجية مصر للانتقال للطاقة المتجددة تتمثل في تعزيز النظام البيئي التعاوني، حيث اتخذت مصر خطوة محورية من خلال إنشاء المجلس الوطني للهيدروجين الأخضر، بهدف تحفيز الاستثمار الأخضر ودفع انتقال البلاد نحو مشهد طاقة أنظف وأكثر مسؤولية بيئياً. ويمثل إنشاء المجلس مناسبة بالغة الأهمية، مما يشير إلى التزام مصر الثابت بتبني الهيدروجين الأخضر باعتباره عامل تغيير في قطاع الطاقة. ويتوافق هذا النهج التقدمي مع الرؤية الأوسع للدولة للتنمية المستدامة، مع الاعتراف بالصلة التي لا تنفصم بين الإشراف البيئي والازدهار الاقتصادي، بالإضافة إلى ذلك، وافق المجلس القومي للهيدروجين الأخضر في مصر، على استراتيجية شاملة تحدد أهدافًا طموحة لتأمين مكانة مصر كمساهم رئيسي في سوق الهيدروجين العالمي، والحصول على حصة ملحوظة تتراوح بين 5 و8% بحلول عام 2040 وتقليل انبعاثات الكربون بشكل كبير. بما يصل إلى 40 مليون طن سنوياً بحلول عام 2040.

وأضافت السعيد أن منذ إنشاء صندوق مصر السيادي، تم تبني نهج "الأخضر من أجل النمو" من خلال صندوقه الفرعي للبنية التحتية والمرافق، حيث قاد مشاريع رائدة مستدامة وقابلة للحياة اقتصاديًا ومسؤولة بيئيًا بالتعاون مع مستثمري القطاع الخاص، حيث يعطي الصندوق الأولوية للاستثمارات في المشاريع الخضراء، مع التركيز بشكل خاص على الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، إدراكاً لأهميته العالمية كوقود المستقبل. وقد نجح في إبرام تسع اتفاقيات إطارية بقيمة 84 مليار دولار لإنتاج الهيدروجين الأخضر مع مطورين إقليميين وعالميين و22 مذكرة تفاهم مع أصحاب المصلحة الحكوميين المعنيين وكبار المطورين الدوليين لتطوير سلاسل قيمة شاملة للهيدروجين الأخضر تشمل الطاقة المتجددة، ومرافق التحليل الكهربائي، وإنتاج الوقود الأخضر، وفي دفعة إضافية نحو الاستدامة، نعمل أيضًا بنشاط على الترويج لمراكز البيانات الخضراء، وجذب الاستثمارات إلى المرافق التي تستخدم مصادر الطاقة المتجددة لتقليل استهلاك الطاقة وتكاليف التشغيل. وتكتسب هذه المبادرة أهمية خاصة بالنظر إلى الطلب العالمي المتزايد على مراكز البيانات، إلى جانب الحاجة المتزايدة لمراكز البيانات الإقليمية بسبب مزايا الأداء المكتسبة من خلال القرب من الشركات.
وأوضحت السعيد أن الركيزة الثالثة من الاستراتيجية تتمثل في الاستثمار في البنية التحتية ورأس المال البشري، حيث يعد بناء البنية التحتية اللازمة وتطوير رأس المال البشري الكفء من عوامل التمكين الحاسمة لنظام بيئي مزدهر للهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة، لذلك تتخذ مصر نهجا استباقيا لتطوير المهارات اللازمة في إنتاج الهيدروجين الأخضر، وتكنولوجيات الطاقة المتجددة، وإدارة الشبكات لضمان وجود قوة عاملة مختصة للانتقال إلى مستقبل الطاقة المستدامة، موضحة أن الدولة تقوم بتنفيذ مجموعة من برامج التدريب والتعليم على مختلف المستويات، بدءًا من التدريب المهني وحتى الدراسات العليا، لتزويد مواطنيها بالمعرفة والخبرة اللازمة لهذا القطاع المزدهر، وتلعب برامج التدريب المهني، مثل برنامج إصلاح التعليم والتدريب التقني والمهني، دوراً حاسماً في توفير التدريب العملي للفنيين والعمال المهرة في قطاع الطاقة الخضراء

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التخطيط بيبسيكو الطاقة المتجددة الإمارات العربية المتحدة الشرق الاوسط إنتاج الهیدروجین الأخضر الطاقة المتجددة فی للهیدروجین الأخضر التحول إلى الطاقة القطاع الخاص الشرق الأوسط بحلول عام من خلال

إقرأ أيضاً:

وزير الكهرباء: نعمل للتحول العادل للطاقة النظيفة.. وشراكات عديدة قائمة مع دول "البريكس"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 قال الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة إن الشراكة والتعاون وتبادل الخبرات والاستخدام المشترك والاستفادة من التكنولوجيا بين الدول الأعضاء فى "البريكس" هو ما نعمل عليه في قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة، مشيرًا إلى أن مصر تتمتع بثراء واضح فى مصادر الطاقات المتجددة وخاصة طاقة الرياح والشمس وهو ما بنينا عليك استراتيجيتنا فى الطاقة لإدارة واستغلال وتعظيم العوائد من تلك الموارد الطبيعية وخفض الانبعاثات الكربونية والتحول للأخضر.

وجاء ذلك خلال افتتاح مؤتمر وزراء الطاقة لدول البريكس المنعقد اليوم بالعاصمة الروسية موسكو، فى اطار أسبوع الطاقة الروسي.

وأكد الدكتور محمود عصمت أن أهدافنا المشتركة لمجابهة التحديات وإيجاد الفرص التي تواجه المشهد العالمي للطاقة، مشيرا إلى جهود قطاع الطاقة المصرى لتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي وتنمية الطاقة المستدامة والتحول نحو الطاقة المتجددة،  وتنويع مزيج الطاقة وتحسين كفاءة الطاقة وضمان الاستقرار فى منظومتنا والتطوير والتحديث فيما يخص المصادر المتجددة للطاقة.

كما نوه إلى أهمية الطاقة النووية بالاضافة الى الرياح والشمس والطاقة الخضراء واهمية العمل المشترك بين دول البريكس خاصة فى عمليات نقل الهيدروجين وتطوير التكنولوجيا الخاصة به، وترتبط الشبكة الكهربائية الموحدة بمصر مع جيرانها فى الأردن والسودان وليبيا وقريبا مع السعودية

وأضاف الدكتور عصمت أن تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة النظيفة ومواجهة التحديات الناجمة عن تغير المناخ ، قمنا بتحديث استراتيجيتنا المتكاملة للطاقة المستدامة حتى عام 2040 والتي تستهدف الوصول بنسبة مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة في مصر إلى أكثر من 42%، مشيرًا إلى أن مصر أطلقت مؤخرًا استراتيجيتها الوطنية للهيدروجين كقائد مستقبلي لإنتاج الهيدروجين الأخضر، للاستفادة من الموقع الجغرافي والبنية التحتية للطاقة، ونستهدف الاستحواذ على ما يقرب من 5 إلى 8 % من السوق العالمية القابلة لتداول للهيدروجين الأخضر بحلول عام 2040؛ لذلك تم إنشاء المجلس الوطني للهيدروجين الأخضر ومشتقاته  لتحفيز الاستثمار وضمان التنافسية على المستويين الدولي والإقليمي، وكذلك إصدار قانون جديد لحوافز مشاريع إنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، الامر الذى يوضح اهتمام الحكومة المصرية بجذب الاستثمارات  في هذا القطاع.

وأوضح الدكتور عصمت أن نجاح الانتقال في مجال الطاقة يعتمد على التعاون الدولي والشراكات بين الدول، ولدينا فى مصر تعاون قائم مع دول مجموعة البريكس حيث تتعاون مصر وروسيا في بناء محطة الضبعة النووية ويمتد التعاون مع الصين  إلى مختلف المجالات المتعلقة بالطاقة، بما في ذلك الهيدروجين الأخضر، وهناك شراكات مستمرة مع الهند في مشاريع المحطات الحرارية ومبادرات الهيدروجين الأخضر، مضيفا أن هذه الشراكات تمثل روح التعاون التي تتبناها دول مجموعة البريكس، اختتم الدكتور عصمت كلمته موجها الدعوة للحضور الكريم بإغتنام هذا الاجتماع كفرصة لتبادل الأفكار ومشاركة أفضل الممارسات وإقامة شراكات قوية من خلال العمل سوياً  حتى يمكننا خلق مستقبل أكثر استدامة للطاقة.

مقالات مشابهة

  • توسعات كبيرة في مشروعات الطاقة المتجددة.. توقيع اتفاقيات لإنتاج الكهرباء باستثمارات 1.9 مليار دولار.. إنشاء أكبر مشروع في مصر وإفريقيا للطاقة الشمسية.. خبراء: استراتيجية متكاملة لإنتاج الهيدروجين
  • وزيرة البيئة تشارك في اجتماع مجلس إدارة المبادرة الأفريقية للطاقة المتجددة
  • اتفاقية بين الإمارات وروسيا في مجال الهيدروجين الأخضر
  • وزير الكهرباء: نسعى إلى التحول العادل للطاقة.. وشراكات عديدة مع «البريكس»
  • وزير الكهرباء: نعمل على تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي وتنمية الطاقة المستدامة
  • أستاذ هندسة: مصر تمتلك مقومات كبيرة لإنتاج الهيدروجين الأخضر
  • وزير الكهرباء: نعمل للتحول العادل للطاقة النظيفة.. وشراكات عديدة قائمة مع دول "البريكس"
  • وزير الكهرباء: الشراكة وتبادل الخبرات بين دول "بريكس" ضمن أولويات عمل القطاع بمصر
  • تعرف على أهداف مشروع قانون الهيدروجين الأخضر بعد إقراره بمجلس النواب
  • وزيرة التخطيط: 20 مليار دولار حجم استثمارات أفريقيا في الطاقة خلال 2023