معركة تصادمية وصفرية.. خبير عسكري يتوقع خسائر أكبر للاحتلال جنوبي قطاع غزة
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
استبعد الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري خوض جيش الاحتلال معارك حاسمة في المناطق المبنية بمدينة خان يونس (جنوبي قطاع غزة) مع تأكيده أن المعركة تصادمية وصفرية وترتكز على العمل "خلف خطوط العدو".
وشدد الدويري -خلال تحليله لقناة الجزيرة- على أن المعركة في الجنوب ستكون أقسى من نظيرتها في الشمال، وأشار إلى أنها ستكون "أوسع نطاقا وأكثر عنفا واستهدافا وضراوة رغم فظاعة المرحلة الأولى".
وأضاف أيضا أنها ستكون أصعب على المجتمع الغزي من حيث القتل والتدمير والأحزمة النارية وقصف الأبراج بهدف "إجبار السكان على النزوح والرحيل خارج غزة"، مستدلا بقصف مدينة حمد السكنية.
ويعتقد الخبير العسكري أن جيش الاحتلال يحاول ألا يكرر خطأ الشمال، خاصة أن المنطقة الجنوبية بها مناطق زراعية وبلدات "لذلك قد يعتمد على فرض واقع ميداني من خلال تموضع قواته ومن ثم تطوير عملياته عبر سياسة القضم التدريجي للمناطق".
وأكد أن المعركة في الجنوب صعبة وتختلف في معطياتها الميدانية عن الشمال، لكن مع قناعته بأن الخسائر الإسرائيلية ستكون أعلى، وقال إن "أول الغيث قطرة"، في تعليقه على بيانات كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأرجع ذلك إلى وجود مسافات بينية جنوبا، ومن ثم فإن سيناريو بيت حانون (شمالي القطاع) وجحر الديك (شرقي المنطقة الوسطى) يلوح في الأفق عبر استهداف متواصل ومكثف لجنود وآليات الاحتلال.
وجدد تأكيده أن لواء خان يونس من أقوى الألوية في التشكيل الدفاعي لكتائب القسام، إذ أذاق الإسرائيليين الويلات عام 2014.
ورجّح إقدام جيش الاحتلال على تطويق خان يونس من جهتين شمالا وجنوبا لفصلها عن دير البلح ورفح، مشيرا إلى أنه يسابق الزمن للبحث عن إنجاز عسكري بمنطقة أخرى يقدمه للشارع الإسرائيلي على أنه يسهم في إطلاق سراح الأسرى في غزة.
وعن أسباب وقوع الاحتلال في كمائن كثيرة داخل القطاع، ذكّر الدويري بمقولته السابقة إن تل أبيب تقاتل "عدوا مجهولا، وصندوقا أسود، وأشباحا"، يوجدون تحت الأرض ولديهم شبكة استخبارية فاعلة قادرة على تحديد الأهداف والإجهاز عليها.
يذكر أن الجزيرة حصلت على صور أقمار صناعية تكشف محاور التوغل الإسرائيلي جنوب القطاع، وتعود للثالث من ديسمبر/كانون الأول الجاري، وتظهر تمركز الآليات الإسرائيلية على تقاطع شارعي صلاح الدين وكيسوفيم.
وكذلك أظهرت الصور تمركز ما بين 70 و100 آلية إسرائيلية بمختلف أنواعها قرب منطقة المطاحن شمال خان يونس.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: خان یونس
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: عملية حاجز تياسير نوعية تماثل عمليات الكوماندوز
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء ركن محمد الصمادي إن عملية إطلاق النار على حاجز تياسير العسكري شرق جنين بالضفة الغربية، تُعد عملية نوعية تماثل عمليات القوات الخاصة (الكوماندوز)، مشيرا إلى أنها كشفت عن إخفاقات أمنية واستخباراتية خطيرة في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قالت -في وقت سابق- إن مسلحا تسلل إلى داخل المجمع العسكري قرب حاجز تياسير، وبدأ بإطلاق النار واندلعت اشتباكات بينه وبين الجنود، مما أدى لمقتل جنديين اثنين وإصابة 8 آخرين، حالة 2 منهم حرجة.
وأوضح الصمادي، في تحليل للمشهد العسكري أن العملية تميزت بشجاعة ومهارة استثنائيتين، إذ تمكن المنفذ من تجاوز منظومة مراقبة متكاملة تشمل كاميرات ومستشعرات وحراسة مشددة.
ولفت إلى أن المنفذ استغل توقيت الهجوم قبل شروق الشمس (عند الساعة 6:00 صباحا)، حيث تنخفض درجة اليقظة لدى الجنود، مما يسهل التسلل تحت جنح الظلام.
وأشار إلى أن المنفذ امتلك معلومات استخبارية دقيقة عن تحركات الجنود وأماكن تمركزهم داخل الموقع، مما مكّنه من الوصول إلى البرج العسكري والسيطرة على الطابق العلوي منه، وإدارة اشتباك مسلح لعدة دقائق.
فشل أمني كبيرويرى الخبير العسكري أن العملية كشفت "فشلا أمنيا كبيرا" لجيش الاحتلال، رغم امتلاكه تقنيات مراقبة متطورة، مؤكدا أن الاعتماد المفرط على الوسائل التكنولوجية دون تعزيز اليقظة البشرية يترك ثغرات قاتلة.
إعلانكما علق على الرد الإسرائيلي المشتت، الذي تطلب استدعاء قوات إضافية واستخدام طائرة مسيرة دون تفعيلها، واصفا المشهد بـ"الارتباك" الناتج عن عامل المباغتة الذي أحدثه المنفذ.
وربط الصمادي بين تصاعد العمليات الفردية والسياسات الإسرائيلية القمعية، مثل توسع الاستيطان وتصريحات قادة اليمين المتطرف والانتهاكات اليومية ضد الفلسطينيين، معتبرا أن هذه العوامل تدفع المواطنين إلى تبني عمليات مقاومة "هي حق مشروع".
وأكد أن غياب الأفق السياسي وفشل التنسيق الأمني الفلسطيني الإسرائيلي يزيد من الإحباط، مما قد يؤدي إلى مزيد من العمليات المشابهة.
وفي ردّه على سؤال حول حجم الثغرات الأمنية، أوضح أن الإخفاقات تكمن في التراخي خلال فترات "اليقظة الصباحية"، وضعف التنسيق بين الوسائل التكنولوجية والجاهزية البشرية، فضلا عن الدقة الاستخبارية التي تمتع بها المنفذ.
وأكد الصمادي أن هذه العملية تمثل "فضيحة" للجيش الإسرائيلي وحكومة اليمين، خاصة مع انتشار قوات كبيرة في المنطقة، مما يؤكد عدم قدرتها على فرض الأمن عبر القوة العسكرية الخالصة.