إسرائيل تبدأ التحقيق في معرفة مستثمرين في بورصة تل أبيب بـ طوفان الأقصى قبل وقوعه
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
فتحت إسرائيل، الإثنين، تحقيقا حول مزاعم باحثين أمريكيين، بشأن معرفة بعض المستثمرين في بورصة تل أبيب بنيّة حركة حماس تنفيذ عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر مطلعة أن الهيئات التنظيمية الإسرائيلية على علم بنتيجة البحث وأن "الأمر يخضع للتحقيق من قبل جميع الأطراف المعنية".
جاء ذلك بعدما نقلت شبكة CNN عن بحث لأستاذي القانون: روبرت جاكسون جونيور، من جامعة نيويورك، وجوشوا ميتس من جامعة كولومبيا، أن عمليات بيع كبرى علنا للأسهم في بورصة تل أبيب جرت قبل "طوفان الأقصى" بـ 5 أيام.
وأكد الأستاذان، في بحثهما، المؤلف من 66 صفحة: "قبل الهجوم مباشرة، زاد البيع العلني للأوراق المالية الإسرائيلية في بورصة تل أبيب بشكل ملحوظ".
وكشف البحث أن عمليات البيع "تجاوزت بكثير تلك التي حدثت خلال جائحة كورونا، والحرب بين إسرائيل وغزة في عامي 2014 و2008".
كما وجد البحث، أنه في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول، أي قبل 5 أيام فقط من الهجوم "كان البيع على المكشوف يمثل ما يقرب من 100% من حجم التداول خارج البورصة في صندوق MSCI الأكثر شعبية في إسرائيل، و"قبل أيام من الهجوم، بدا أن المستثمرين يتوقعون الأحداث المقبلة".
وشدد الباحثان على أن النتائج التي توصلا إليها "أولية"، وأنهما غير قادرين على ربط متداولين محددين بهذه المعاملات، وكذلك تحديد مصادر المعلومات الأساسية الخاصة بهم، ومع ذلك، ذكرا أن الهيئات التنظيمية الأمريكية، بما في ذلك هيئة الأوراق المالية والبورصة وهيئة تنظيم الصناعة المالية (FINRA)، لديها إمكانية الوصول إلى البيانات غير العامة التي يمكن أن تساعد المحققين على فهم سبب وكيفية تصرف الأسواق قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول.
اقرأ أيضاً
العفو الدولية توثق جريمتي حرب إسرائيليتين.. وتطالب بالتحقيق الدولي
وأورد البحث أيضا أنه في الأيام التي سبقت الهجوم، زادت الرهانات على الأوراق المالية الإسرائيلية المتداولة في بورصة تل أبيب "بشكل كبير"، فعلى سبيل المثال، في الفترة ما بين 14 سبتمبر و5 أكتوبر/تشرين الأول، تم بيع 4.4 مليون سهم جديد على المكشوف في بنك لئومي، أحد أكبر البنوك في إسرائيل، وانخفضت أسعار أسهم البنك بنسبة 23% بين 4 و23 أكتوبر.
ومع ذلك، لم تكن هناك زيادة مقابلة في البيع على المكشوف في الشركات الإسرائيلية المتداولة في البورصات الأمريكية، على الرغم من أن الباحثين أشارا إلى أن هذا قد يكون بسبب أن بعض شركات الدفاع الإسرائيلية ستستفيد من ارتفاع الطلب في أعقاب الهجمات وبعضها يتمتع بحضور دولي كبير.
ووجد البحث زيادة في العقود قصيرة الأجل على أسهم الشركات الإسرائيلية المتداولة في البورصة الأمريكية، وقال الباحثان إن هذا مرتبط بالعديد من عمليات التداول "ما يشير إلى أن عددا صغيرا من الجهات الفاعلة ربما كان وراء عمليات التداول تلك".
كما أورد البحث أن الزيادة "الكبيرة" في البيع على المكشوف في بورصة تل أبيب قبل هجوم 7 أكتوبر لم تكن موجودة قبل الانخفاض في السوق، الذي حدث في أعقاب صدور قانون الإصلاح القضائي في يوليو/تموز الماضي، والذي أدى إلى خروج احتجاجات".
وخلص الباحثان إلى أن الأدلة التي جمعها كل منهما "تتوافق مجتمعة على أن بعض المستثمرين ربما كانوا على علم بهجوم حماس واستفادوا منه".
يذكر أن عملية "طوفان الأقصى" مثلت أكبر عملية عسكرية في تاريخ المقاومة الفلسطينية، وأسفرت عن إنجازات نوعية، أبرزها قتل أكثر من 1200 إسرائيلي، وكسر الجدار الإلكتروني العازل لقطاع غزة، وأسر نحو 240 إسرائيليا، بينهم جنرالات وجنود، فضلا عن الحصول على "كنز استخباراتي" من مراكز القيادة العسكرية في غلاف قطاع غزة.
اقرأ أيضاً
صدمة البنتاجون.. تحقيق مطول عن هزيمة حماس لتكنولوجيا إسرائيل
المصدر | الخليج الجديد + وسائل إعلامالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل غزة طوفان الأقصى تحقيق فی بورصة تل أبیب طوفان الأقصى تشرین الأول على المکشوف
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: إسرائيل تبنت عقيدة أمنية جديدة بعد فشلها الكبير في 7 أكتوبر
قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن المعلومات التي كشفتها القناة 12 الإسرائيلية بشأن قدرة حزب الله اللبناني على الوصول إلى مدينة حيفا لو انخرط بهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تعتبر منطقية بالنظر إلى الخطورة التي كان يمثلها الحزب في ذلك الوقت.
ووفقا لما قاله حنا -في تحليل للجزيرة- فقد كانت إسرائيل تضع حزب الله على رأس المخاطر منذ عام 2006، حتى إن وزير الدفاع السابق يوآف غالانت كشف عن أنه طلب توجيه ضربة له قبل الحرب لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغه بأن الأمر يتطلب موافقة الولايات المتحدة.
وكانت القناة 12 قد كشفت في تحقيق أن رئيس الأركان المستقيل هيرتسي هاليفي قال إن الحزب كان بإمكانه الوصول إلى مدينة حيفا لو أنه قرر الانخراط في الحرب يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى جانب حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ووصف حنا حزب الله بأنه كان المركز الرئيسي لاهتمامات إسرائيل الأمنية لأنها كانت تعتقد دائما أن الخطر سيأتيها من جبهة لبنان، وهو ما عرّضها لانهيار سياسي وإستراتيجي واستخباري عندما جاء الهجوم من قطاع غزة.
وإلى جانب الفشل العسكري والاستخباري الذي كشفه في إسرائيل، فقد كشف طوفان الأقصى أيضا عن وجود خلل كبير في المنظومة السياسية وعقيدتها الأمنية، لأن الجيش فشل في إحباط الهجوم حتى بعد ساعات من وقوعه، كما يقول حنا.
إعلان
عقيدة أمنية جديدة
لذلك، فإن تغيير رئيس الأركان وقادة الفرق والعمل على خلق مناطق عازلة بالقوة في لبنان وسوريا وغزة يعكس أننا إزاء نظرة أمنية جديدة لدولة الاحتلال، برأي الخبير العسكري.
ولفت تقرير القناة 12 إلى أنه تم إطلاع ضابط الاستخبارات التابع لنتنياهو على استعدادات حماس للهجوم قبل وقوعه لكنه لم يبلّغه بذلك، مشيرة إلى أن موظفي مكتب غالانت حاولوا إيقاظ ضابط الاستخبارات المسؤول لحظة الهجوم لكنهم لم يتمكنوا من ذلك.
وقالت القناة إن هاليفي أعرب عن استغرابه من عدم نشر هذه المعلومات في وقت سابق، وقال إنها كانت ستساعد المؤسسة الأمنية في مواجهة الانتقادات الشديدة التي تعرضت لها.
وكان تحقيق نشره الجيش الإسرائيلي الخميس الماضي أقر بفشل الجيش والاستخبارات الكارثي في التعامل مع هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي يعتبر أكبر عملية تشنها المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل على الإطلاق.