«الملك».. وداع «دراماتيكي» لـ «الأبطال»!
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
علي معالي (الشارقة)
في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع، وجد الشارقة نفسه خارج دوري أبطال آسيا في مشهد «دراماتيكي» مثير للغاية، حيث كان «الملك» حتى قبيل الدقيقة 90 متصدراً لقمة المجموعة بفضل الهدف الذي كان متقدماً به منذ الدقيقة 34، وفي المقابل كان السد القطري متعادلاً في نفس التوقيت مع ناساف الأوزبكي، وكانت الدقيقة (90) بمثابة الضربة القاتلة لـ «الملك»، سواء في استاد عمان الدولي بالأردن، أو جاسم بن حمد بالدوحة، حيث سجل الفيصلي هدف التعادل لتصبح النتيجة 1-1، وفي قطر ناساف تقدم بالهدف الثاني، لتصبح 2-1 للفريق الأوزبكي.
لم تكتف «الدراما الكروية» عند هذا الحد، بل كانت الضربة الموجعة لـ«الملك»، في الدقيقة (90+7)، عندما سجل التونسي رفيق الكامرجي الذي شارك قبل نهاية الوقت الأصلي للمباراة بـ 3 دقائق، هدف الفيصلي الثاني، والذي مزق خيوط وأفكار الشارقة تماماً، ليلقن «عميد الأندية الأردنية» درساً قاسياً، للشارقة الذي وجد نفسه في دقائق معدودة وغير محسوبة خارج إطار آسيا بشكل لم يتخيله أحد بعد أن كان الفريق هو المرشح الأول للتأهل لدور الـ 16، بعدما توقف رصيده عند النقطة 8، مع السد، ليقبض ناساف على بطاقة التأهل في اللحظات الأخيرة بـ 11 نقطة.
ولعل أغرب مفارقة بين الفريقين «الشارقة والفيصلي» هي القيمة السوقية الشاسعة، حيث تتجاوز القيمة السوقية للشارقة 36 مليون يورو، في حين تتخطى قيمة الفيصلي السوقية 5 ملايين يورو بقليل، ومع ذلك انهار «الملك» بشكل غريب ومفاجئ أمام «النسر الأزرق» الأردني، والذي شارك للمرة الأولى في دوري أبطال آسيا، وتذيل فرق المجموعة الثانية، ولكن يُحسب لهذا النادي أن تاريخه عريق، وله صولاته وجولاته المحلية.
كان مشوار الشارقة غريباً في هذه النسخة، حيث استطاع في مباريات الذهاب أن يجمع 7 نقاط في أول 3 مباريات، بالتعادل مع السد سلباً، ثم الفوز على الفيصلي بهدف وبنفس النتيجة على ناساف، لكنه انهار تماماً في الإياب ليحصل على نقطة واحد من 3 مباريات بالتعادل مع ناساف سلباً، ليخسر على ملعبه بالإمارة الباسمة من السد بهدفين، قبل أن تأتي الضربة الموجعة من الفيصلي في الجولة السادسة والأخيرة والهزيمة بهدفين لهدف.
وباتت النتائج المحلية للفريق تُلقي بظلالها السلبية على مستوى الفريق قارياً، ومن مباراة لأخرى يتراجع الفريق لتأتي مباراة الفيصلي ليصل عدد المباريات التي يفشل فيها الشارقة في تحقيق الانتصار إلى الرقم (6) محلياً وآسيوياً، وهذا مؤشر بأن هناك إشكاليات كبيرة تحيط بالفريق جعلته يصل إلى هذه الدرجة والتراجع المريب.
كانت أزمات الفريق قد بدأت قبل إقامة معسكر الإعداد للموسم الجديد بوضع المدافع اليوناني مانولاس على قائمة البيع والانتقال، وفجأة تم استدعاء اللاعب للمعسكر الخارجي، وكأن شيئاً لم يحدث، لكن مانولاس كان بعيداً عن مستواه واهتزت دفاعات «الملك»، خاصة بعد إصابة شاهين عبدالرحمن وغيابه عن الموسم، وكذلك فشلت إدارة الكرة في جلب مهاجم «رأس حربة» صريح، مكتفية بالتعاقد مع المالي موسى ماريجا، ورغم قناعتنا بأن يجيد ويتألق في طرف الملعب الأيمن، لكن إدارة الشارقة مع المدرب كوزمين أرادوا إقناع الجميع بأنه رأس حربة، ليفشل اللاعب تماماً في الاختبار رغم الجهد الكبير الذي يبذله، ولكنه في النهاية من دون ثمار إيجابية. أخبار ذات صلة «بيئة» تُدشِّن أول محطة لتحويل النفايات إلى هيدروجين أخضر في الشارقة «الزعيم» يبحث عن «مسك الختام» في تركمانستان
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الشارقة الفيصلي الأردني دوري أبطال آسيا ناساف
إقرأ أيضاً:
بين إيطاليا وإسطنبول.. وداع حزين وتأبين مؤثر ليوسف ندا (شاهد)
أقامت جماعة الإخوان المسلمين مجلس عزاء وتأبين في مدينة إسطنبول التركية لمفوض العلاقات الخارجية السابق للجماعة، يوسف ندا، الذي وافته المنية الاثنين الماضي عن عمر ناهز 93 عامًا.
وحضر المجلس عدد من قيادات بارزة من الجماعة، وعدد من الشخصيات الإسلامية من مختلف الدول، إلى جانب جموع من محبيه الذين استذكروا مسيرته التي جمعت بين العمل السياسي والدعوي، فضلًا عن دوره البارز في المجال الاقتصادي.
وشهدت المراسم كلمات مؤثرة من قيادات الإخوان المسلمين والحاضرين، الذين أشادوا بحكمة ندا وحنكته السياسية التي جعلته واحدًا من أبرز قادة الجماعة.
وأكد المتحدثون أن مسيرته كانت نموذجًا للإصرار على المبادئ والالتزام بالقيم الإسلامية في كل المجالات التي خاضها، سواء في العلاقات الدولية أو النشاط الاقتصادي.
دفن في إيطاليا ومسيرة مليئة بالعطاء
ودفن يوسف ندا، الثلاثاء في إيطاليا حيث أمضى هناك معظم سنوات حياته.
وُلد في الإسكندرية عام 1931، وانضم إلى جماعة الإخوان المسلمين في شبابه، وبرز سريعًا كأحد الأسماء القيادية فيها، ليصبح مفوض العلاقات الخارجية للجماعة.
وشغل هذا المنصب لعقود، حيث عمل على تعزيز حضور الجماعة على الساحة الدولية، من خلال بناء علاقات وثيقة مع حكومات ومنظمات وشخصيات مؤثرة حول العالم.
في المنفى، خصوصًا في أوروبا، لعب ندا دورًا حاسمًا في تمثيل الجماعة والعمل على تحسين صورتها الدولية، خاصة في وجه الحملات التي سعت لتشويهها.
ورغم الصعوبات السياسية والقضائية التي واجهها، بما في ذلك اتهامات تتعلق بالإرهاب وتجميد أمواله، تمكن ندا من إثبات براءته في النهاية، ما عزز من مكانته كرجل مبادئ يدافع عن قناعاته بحزم.
إسهامات اقتصادية وفكرية
بعيدًا عن السياسة، لمع اسم يوسف ندا كرائد في الاقتصاد الإسلامي، حيث أسس العديد من المشاريع الاقتصادية التي ساهمت في تطوير منظومة المصرفية الإسلامية، وعُرف عنه الالتزام بقيم الشفافية والعدالة في عمله، وحرصه على تقديم نموذج اقتصادي يستند إلى المبادئ الإسلامية.
دور إقليمي
وكان ليوسف ندا دور مهم في حل النزاعات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، خاصة في فترات التوتر بين الدول الكبرى في المنطقة.
وكان من أبرز محطاته دوره في الوساطة خلال أزمة الخليج الثانية في عام 1990، بعد غزو العراق للكويت، خلال تلك الفترة، سعى ندا لإيجاد حلول سلمية لتخفيف حدة التوترات بين السعودية ودول الخليج من جهة، والعراق من جهة أخرى، في محاولة للحفاظ على استقرار المنطقة.
كما كان له دور في بناء علاقات بين المملكة العربية السعودية وبعض الدول الغربية والإسلامية، حيث سعى دائمًا لتحقيق المصالحة بين الأطراف المتنازعة وتهدئة الأوضاع السياسية المتوترة في المنطقة، وكذلك دعم اليمن خلال أزمتها مع إريتريا، وأزمة الجزائر.
كان يوسف ندا أحد المدافعين عن ضرورة الحلول السلمية عبر الحوار السياسي بدلاً من المواجهات العسكرية، وكان يراهن على الدبلوماسية في تجاوز الخلافات بين الدول الكبرى في العالم العربي والإسلامي.
التنكيل وسرقة أمواله
تعرض يوسف ندا لعدة محاولات تنكيل وتشويه على مدار سنوات، بينها حملة شنها ضده الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش الابن.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2001، اتهم الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش الابن، يوسف ندا بضلوع شركاته في دعم الإرهاب وتمويل هجمات 11 سبتمبر، ونتيجة لهذه الاتهامات، جمدت الولايات المتحدة أموال ندا وفرضت عليه إقامة جبرية، حيث خضع لتحقيقات من قبل جهات استخباراتية متعددة. ورغم هذه الضغوط، ثبتت براءته في النهاية من هذه التهم.
في عام 2008، أحالت السلطات المصرية يوسف ندا إلى المحاكمة العسكرية بتهمة "تمويل الإرهاب"، وحُكم عليه غيابيًا بالسجن لمدة 10 سنوات.
لكن في تموز/ يوليو 2012، صدر قرار بالعفو عنه بعد تولي جماعة الإخوان المسلمين السلطة في مصر.
ورغم تبرئته من التهم الموجهة إليه، إلا أن هذه المحاكمات كانت جزءًا من حملات إعلامية وسياسية تهدف إلى تشويه سمعته وتقويض مكانته في المجتمع الدولي.
تعرض يوسف ندا لعدة محاولات لسرقة أمواله وممتلكاته، حيث تم تجميد أصوله المالية في العديد من الدول، مما أثر بشكل كبير على استثماراته ومشاريعه الاقتصادية، هذه الإجراءات كانت جزءًا من محاولات الضغط عليه لتقويض دوره في دعم قضايا الشرق الأوسط والإسلام، ورغم هذه التحديات، ظل يوسف ندا ثابتًا في مواقفه، وواصل دعمه لقضايا الشرق الأوسط والإسلام، مما جعله أحد الأسماء البارزة في الدبلوماسية على الصعيدين الإقليمي والدولي.