اليوم العالمي للعمل التطوّعي: إيجابيّة على كلّ المستويات
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
ليست صور الجرحى والدمار وحدها من جابت العالم من غزّة، فمشاهد ولوج المسعفين والمتطوعين، في الهلال الأحمر والصليب الأحمر والدفاع المدني، الى قلب المناطق المنكوبة والمدمّرة طبعت في أذهاننا أيضاً. متطوّعون حلّوا أبطالاً ومنهم من ارتقى شهيداً في سبيل الرسالة الأسمى.. الإنسانية. العالم كله شهد على تضحيات ومساعي المتطوعين في منظمات المجتمع المدني الغزاوي، الذين كانوا في الصفوف الأمامية، لإنقاذ ما تمكّن من همجية القصف الإسرائيلي، في وقت عجزت فيه دول العالم عن إيقاف الحرب الأشرس والأكثر ضراوة في تاريخنا المعاصر.
ولأن العالم لم يغفل يوماً عن أهميّة العمل التطوعي، خصصت الأمم المتحدة الخامس من كانون الأول من كل عام للاحتفال بيوم التطوّع العالمي منذ عام 1985، عربون شكر وامتنان لأولئك الذين يقدمون مجهودهم ووقتهم بلا مقابل لمساعدة وخدمة المجتمع.
العمل التطوّعي.. إيجابيّة على كلّ المستويات
تشددّ الاختصاصية بعلم النفس، كاندي أبو سرحال، في حديثها الى "لبنان 24" على أهميّة انخراط الأفراد في العمل التطوعي لما له من فوائد على المستوى المجتمعي والشخصي على حدّ سواء. فالمشقة والجهد اللذان يبذلهما المتطوّع في تقديم خدمة لمن يحتاجها وتحسين واقع مأسوي يعيشه الآخر، يمنحانه شعوراً بالنجاح والرضى لتحقيقه أهدافاً سامية وتخفيفه الأعباء عن كاهل الآخرين.
كذلك، يمنح العمل التطوعي الأفراد شعوراً بالثقة والفخر والاعتزاز بما يقدّمونه لمجتمعهم. فوفقاً لأبو سرحال، يكسب المتطوّع حب واحترام من حوله، ما يمنحه ثقة بنفسه ويحفّزه على تقديم المزيد وبالتالي على العمل لتحسين قدراته. كما أن تشجيع وتقدير الآخرين يعزّز إحساس المنخرط في العمل المجتمعي بالفخر والاعتزاز ويرفع منسوب الطاقة الإيجابية لديه.
هذا تذكر أبو سرحال أن "دراسات عدة أظهرت أنه بالرغم من الضغوط التي يمرون بها، الا أن العمل التطوعي يعطي شعوراً بالرضى والسكنية وتقدير الذات، كما يكسب نظرة إيجابية للنفس".
أيضاً، يكبر المتطوّع وينمو ويتطوّر من خلال ما يقوم به، فالاحتكاك مع المتطوعين الآخرين يكسبه خبرة وينمّي مهاراته الجسدية والذهنية نتيجة تبادل الخبرات والتجارب. وتقول أبو سرحال: "يعتبر المتطوّع الناشط مسؤولاً أمام الآخرين وأي تصرف محسوب عليه لأنه بمثابة قدوة لمن حوله"، مضيفة: "القدرة القيادية تطوّر لدى المتطوع مهارات الحوار والتفاوض".
ما سبب الاحتفال باليوم العالمي للمتطوعين؟
بتكليف من الجمعية العامة للأمم المتحدة، يحتفل العالم اليوم باليوم العالمي للمتطوعين من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية. هذا المهرجان الدولي الذي تقوم بتنظيمه المنظمات الأهلية غير الحكومية يوفّر فرصة لهذه المنظمات لتعزيز العمل التطوعي عبر تحفيز المزيد من الناس لتقديم خدماتهم كمتطوعين سواء في الداخل أو في الخارج، تشجيع الحكومات على دعم جهود التطوع والاعتراف بمساهمات المتطوعين في تحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستويات المحلية والوطنية والدولية.
ويعدّ اليوم العالمي للتطوع أيضاً، فرصة لتعزيز مساهمة المتطوعين والمنظمات غير المدنية في التنمية على المستويات المحلية والوطنية والدولية، وذلك من خلال الجمع بين دعم الأمم المتحدة والتفويض على مستوى القاعدة. كما يمثل هذا اليوم فرصة فريدة للمنظمات التي يشارك فيها المتطوعون للعمل مع الوكالات الحكومية والمؤسسات غير الربحية والجماعات المجتمعية الأخرى والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص.
واقع التطوع حول العالم بالأرقام
وفقاً لأحدث تقرير للأمم المتحدة عن حالة التطوّع في العالم، يشارك 14.3 في المئة من سكان العالم في الأعمال التطوعية بشكل غير رسمي، بينما يشارك 6.5 في المئة من الأشخاص في سن العمل في كل أنحاء العالم في التطوع الرسمي عبر منظمة أو جمعية.
وفي حين يشير التقرير الى أن المتطوعين الرسميين هم في الغالب من الرجال، يرجّح أن يكون المتطوعون غير الرسميين من النساء.
أمّا عن الفئات العمرية، فبحسب الإحصاءات الأممية يبلغ العدد الشهري للمتطوعين الذين تبلغ أعمارهم 15 عامًا وما فوق 862.4 مليونًا في كلّ أنحاء العالم.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: العمل التطوعی الیوم العالمی العمل التطو المتطو ع التطو ع
إقرأ أيضاً:
ما هي "ديبنوفوبيا" فوبيا تناول الطعام أمام الآخرين؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
الديبنوفوبيا نوع من أنواع الفوبيا (الرهاب)، وهي الخوف غير الطبيعي والمفرط من المحادثات أو تناول الطعام في الأماكن الاجتماعية، مثل الحفلات أو التجمعات التي تشمل تناول الطعام، يعاني المصابون بها من خوف شديد وغير منطقي من تناول الطعام أمام الآخرين، ويمكن أن تسبب هذه الحالة اضطراباً كبيراً في الحياة اليومية والاجتماعية للشخص المصاب، خاصة في المناسبات التي تتطلب تناول الطعام في الأماكن العامة أو الاجتماعات العائلية.
-أسباب الديبنوفوبيا:
التجارب السابقة السلبية:
التعرض للسخرية أو الانتقاد أثناء تناول الطعام أمام الآخرين في مرحلة الطفولة أو المراهقة.
مواقف محرجة متعلقة بتناول الطعام، مثل الانسكاب أو الأكل بطريقة غير مألوفة.
الخوف من الحكم الاجتماعي:
الخوف من أن يتم الحكم على مظهر الشخص أثناء الأكل أو طريقة تناوله للطعام.
القلق من تصرفات غير مقصودة مثل الكحة أو العطس أثناء الأكل.
القلق الاجتماعي العام:
الديبنوفوبيا قد تكون جزءاً من اضطراب القلق الاجتماعي الأوسع، حيث يخشى الشخص جميع المواقف الاجتماعية التي قد يتعرض فيها للتقييم.
صورة الذات والوعي الزائد بالنفس:
الشعور بالخجل أو الإحساس بعدم الثقة بالنفس يمكن أن يزيد من حدة هذه الفوبيا.
أعراض الديبنوفوبيا:
تظهر أعراض الديبنوفوبيا عند التفكير في الأكل أمام الآخرين أو أثناء تناول الطعام معهم، وتشمل:
أعراض نفسية:
قلق شديد أو خوف غير مبرر.
رغبة في تجنب المواقف الاجتماعية التي تتطلب تناول الطعام.
أعراض جسدية:
تسارع نبضات القلب.
التعرق المفرط.
الارتعاش أو جفاف الفم.
غثيان أو اضطراب في المعدة.
أعراض سلوكية:
رفض حضور المناسبات الاجتماعية التي تتطلب تناول الطعام.
تناول الطعام بمفرده فقط، حتى لو أدى ذلك إلى الانعزال.
التعامل مع الديبنوفوبيا:
التعامل مع الديبنوفوبيا يتطلب خطوات منظمة ودعماً نفسياً لتقليل تأثيرها على الحياة اليومية. تشمل طرق العلاج:
1. العلاج السلوكي المعرفي (CBT):
يهدف إلى تغيير الأفكار السلبية والمخاوف المرتبطة بالأكل أمام الآخرين.
مساعدة الشخص على تعلم كيفية التعامل مع المواقف المسببة للقلق.
2. التعرض التدريجي:
مواجهة الخوف تدريجياً عن طريق تناول الطعام أمام أفراد مقربين أو في مواقف أقل توتراً، ثم الانتقال إلى مواقف أكثر صعوبة.
3. الدعم النفسي:
الانضمام إلى مجموعات دعم أو التحدث مع أصدقاء أو أفراد من العائلة للحصول على الدعم العاطفي.
4. تقنيات الاسترخاء:
تمارين التنفس العميق أو التأمل يمكن أن تساعد على تقليل القلق المرتبط بالمواقف الاجتماعية.
5. الاستشارة الطبية:
في الحالات الشديدة، قد ينصح الطبيب باستخدام أدوية مضادة للقلق أو مضادة للاكتئاب.
6. تحسين صورة الذات:
تعزيز الثقة بالنفس والعمل على تقبل الذات يقللان من الخوف من الحكم الاجتماعي.
نصائح للمصاب بالديبنوفوبيا:
تذكر أن الجميع يرتكب أخطاء أثناء الأكل، وأنه أمر طبيعي.
ابدأ بتناول الطعام أمام أشخاص مقربين يشعرونك بالراحة.
استخدم تقنيات التهدئة قبل المواقف الاجتماعية، مثل التنفس العميق.
حاول التركيز على المحادثة بدلاً من القلق بشأن الطعام.
نصائح للأصدقاء والعائلة لدعم المصاب
تجنب التعليقات السلبية أو النقد أثناء تناول الطعام.
كن صبوراً وداعماً إذا أظهر الشخص قلقه.
شجعه على تناول الطعام معك في بيئة مريحة وغير ضاغطة.
الديبنوفوبيا هي حالة يمكن أن تكون مرهقة للأشخاص المصابين بها، لكنها قابلة للعلاج مع الدعم المناسب واستراتيجيات التعامل الصحيحة. إذا كنت تعاني من هذه الفوبيا، تذكر أن طلب المساعدة ليس ضعفاً، بل خطوة شجاعة نحو تحسين حياتك الاجتماعية والنفسية.