سلطت مجلة فرنسية الضوء على تدخلات دولة الإمارات في حرب اليمن، التي تشهدها البلاد منذ تسع سنوات، في سياسة تمزيق الوطن .

 

وقالت مجلة "ماريان" في تقرير للباحث "كوينتين مولر" وترجمه للعربية "الموقع بوست" إن المرتزقة والاغتيالات والسلب الوجه الخفي لتدخلات الإمارات في اليمن.

 

وأضافت "على المستوى الدولي، تهدف دولة الإمارات إلى إبراز سمعة إيجابية، حياة الترف في دبي، ومتحف اللوفر في أبو ظبي، واستثماراتها في كرة القدم، ومؤخراً استضافتها لمؤتمر المناخ الثامن والعشرين، يخفي سياستها الخارجية الإمبريالية، وخاصة في اليمن.

 

ونقلت المجلة عن "بدر" الذي يجلس في مقدمة قارب صغير مهجور في ميناء عدن باليمن. مع بندقية كلاشينكوف متدلية على كتفه وكيس من القات – وهو عقار منشط – في جيبه، قوله "لقد سيطرت دولة الإمارات العربية المتحدة على جزء من بلادنا. لقد حرضوا اليمنيين على بعضهم البعض، وحرضوا على حروب بين الأشقاء، وسرقوا مواردنا. اللعنة عليهم،" يقول بدر، وخده الأيمن منتفخ بفعل القات.

 

تضيف المجلة "بعد عام 2015 وغزو جزء من اليمن من قبل المتمردين الحوثيين، المتحالفين بشكل وثيق مع إيران، دعت السعودية حليفها الإماراتي لدعم حربها ضد ما اعتبرته المملكة السعودية تهديدًا لحدودها.

 

وتابعت "هكذا أرسلت الإمارات قوات النخبة والمرتزقة الأجانب إلى عدن لصد الحوثيين. ومع ذلك، من خلال التدخل في اليمن، كان لدى النظام الملكي الإماراتي النفطي الغني هدف خفي: السيطرة على الجزء الجنوبي من البلاد وموانئها الاستراتيجية المطلة على بحر العرب - مثل المكلا، بلحاف، سقطرى، مضيق باب المندب، البحر الأحمر عدن، المخا وميون".

 

ولتحقيق ذلك، تقول المجلة الفرنسية "قامت الإمارات بتدريب وتمويل العديد من الميليشيات، بما في ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي ذو التطلعات الانفصالية، أو الجماعات ذات الأيديولوجية السلفية مثل ألوية العمالقة، أو قوات الصاعقة (جزء من المجلس الانتقالي الجنوبي)، ومليشيات أبو العباس. مصنفة كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة.

 

وأردفت "وفي عام 2019، جرت أول محاولة انقلابية -بدعم من الإمارات- ضد الحكومة المعترف بها دولياً، التي أضعفتها بالفعل خسارة ثلث أراضيها. واليوم، استولت الميليشيا على كامل جنوب البلاد تقريبًا من خلال السلاح والإرهاب وحملة الاغتيالات والاعتقال المنهجي لمعارضيها.

 

"لقد قاتلت في صفوف الحكومة ضد هذه المجموعة. لقد فقدت العديد من الأصدقاء من أجل لا شيء. القتال ضد إخواني المواطنين لا معنى له. أنا أكره دولة الإمارات العربية المتحدة،" يقول بدر غاضبًا".

 

فيالق أجنبية ، كارين لو مارشان

 

وتطرقت المجلة إلى العديد من محاولات الاغتيالات التي دبرتها دولة الإمارات بينها عملية التفجير في 29 ديسمبر/كانون الأول 2015. استهداف مقر بحزب الإصلاح (الاخوان المسلمين) في مديرية كريتر في عدن، وكان المستهدف فيها البرلماني انصاف مايو.

 

وقالت "للقضاء على أهدافها، استأجرت أبوظبي رجلاً فرنسياً يدعى "بيرود دي غاسباري"، المعروف أيضا باسم "أبراهام جولان"، والذي يقدم نفسه على أنه إسرائيلي مجري. وبحسب تحقيق أجراه موقع "باز فيد" " BuzzFeed"، فإن الشريك السابق لـ"كارين لو مارشان" يدعي أنه تم تكليفه بتشكيل فريق من المرتزقة، بما في ذلك أعضاء سابقون في الفيلق الأجنبي الفرنسي، لاغتيال الأفراد الذين تستهدفهم الإمارات في اليمن. كان لكل هدف ملف تعريفي تفصيلي، بما في ذلك طراز سيارته وعنوانه ومهنته. وفي محاولة اغتيال أنصاف مايو الفاشلة، زودتهم الإمارات العربية المتحدة بالمعدات العسكرية. عند الاتصال ببيرود دي غاسباري، لم يستجب لطلباتنا. وفي الفترة ما بين 2015 و2018، تمت تصفية نحو ثلاثين عضواً في حزب الإصلاح.

 

زعزعة الاستقرار

 

تقول المجلة "ماريان" بالإضافة إلى الاغتيالات السياسية، شنت الإمارات حملات لزعزعة الاستقرار ضد المسؤولين المحليين الذين لم يؤيدوها.

 

في شبوة، إحدى المحافظات اليمنية الغنية بالنفط، أفادت أن أبو ظبي أنشأت عدة قواعد عسكرية، رسميًا للدفاع عن المحافظة ضد الحوثيين ولكن بشكل غير رسمي للسيطرة بشكل أفضل على منشآت تسييل النفط والغاز التي بنتها شركة توتال في عام 2006. وكشفت العديد من التحقيقات منذ ذلك الحين أن استخدمت الإمارات العربية المتحدة هذه المرافق كسجون سرية لتعذيب معارضيها سراً.

 

وذكرت أن المحافظ السابق محمد بن عديو انتقد عدة مرات الوجود العسكري الإماراتي في منطقته، ووصفهم بالأعداء، مثل الحوثيين. وحاول جهاز مكافحة الإرهاب، الذي تسلحه أبو ظبي، عدة مرات الإطاحة به من خلال شن حملات عسكرية ضد قواته الأمنية. بلا فائدة.

 

وأكدت أن الضغوط التي تمارسها دولة الإمارات على الحكومة اليمنية التي تعتمد على مساعداتها المالية، أدت في النهاية إلى إقالة المحافظ محمد بن عديو. لم يؤد تدخل الإمارات في اليمن إلى اغتيالات سياسية وحملات زعزعة الاستقرار فحسب، بل أدى أيضًا إلى إدامة معاناة الشعب اليمني العالق في مرمى نيران حرب معقدة بالوكالة.

 

سقطرى.. سفن مليئة بالمرتزقة

 

تؤكد "قد تم اتباع نفس النهج في سقطرى. تقع الجزيرة اليمنية بين بحر العرب والمحيط الهندي، وهي أكبر جزيرة في الشرق الأوسط، وتتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة. ويبدو أن الشائعات القائلة بأن الرئيس اليمني السابق، الذي كان في حالة يرثى لها بعد الانقلاب الحوثي، قد منح الأرخبيل لأبو ظبي لمدة 99 عامًا مقابل تدخلها العسكري، يبدو أن لها أساسًا من الصحة.

 

وأفادت "منذ عام 2015، نشرت الإمارات وحدات عسكرية وعربات مدرعة في سقطرى، على الرغم من أن الجزيرة تبعد أكثر من 600 كيلومتر عن الخطوط الأمامية. وتحت ضغط من المحافظ رمزي محروس والولايات المتحدة، انسحبت الدولة الخليجية الغنية في نهاية المطاف".

 

وقالت المجلة الفرنسية "مع ذلك، قام وسطاؤها الموجودون في الجزيرة بحملة مطولة لزعزعة الاستقرار ضد المحافظ محروس، منددين بانتمائه الزائف إلى جماعة الإخوان المسلمين والعديد من قضايا الفساد غير المثبتة. وفي أبريل 2020، وصل قارب من الأراضي الإماراتية يحمل مرتزقة يمنيين دربتهم الإمارات وسلحتهم، ما أدى إلى فرار رمزي محروس".

 

واستدركت "في الجزيرة، حل محله رأفت الثقلي، أحد أنصار (المجلس الانتقالي الجنوبي)، الذي لا يتمتع بخبرة سياسية، ونصبته الإمارات على العرش. يقول محروس "الإمارات العربية المتحدة كانت تلاحقني منذ فترة لأنني طالبت بالسيطرة على شحناتهم عند الوصول والمغادرة. وبدون وجودي، لا توجد ضمانات أخرى. لقد سيطروا على الأرخبيل". وتشير عدة شهادات إلى بناء سري لمطار عسكري في جزيرة عبد الكوري المجاورة".

 

واستطردت المجلة "تم قطع الاجتماع السلمي غير المسلح الذي كان يهدف إلى إدانة التدخل الإماراتي بعنف بسبب تدفق الجنود الذين أرسلهم المحافظ الجديد. تم تمزيق العلم اليمني الموحد، وتعرض الرجال للضرب بأعقاب بنادق الكلاشينكوف. عندما يوجه جندي سلاحه نحو أحد المتظاهرين، يصرخ الأخير: "إذن، هل ستطلق النار على أخيك السقطري؟"

 

فصل الشمال عن الجنوب

 

وقالت "ماريان" لتقسيم المجتمع اليمني والتحالف مع عملاء من الداخل، لم تدفع الإمارات الأموال وتسلّح اليمنيين فحسب، بل لعبت أبوظبي أيضًا على وتر استياء جزء من سكان الجنوب ضد الحكومة المركزية، التي كان يُنظر إليها على أنها قادمة حصريًا من الشمال.

 

وزادت "من منطلق البراغماتية، دعمت الإمارات الرغبة في الاستقلال التي يقودها المجلس الانتقالي الجنوبي الذي لا يرحم. ومع ذلك، حتى الآن، لم يتمكن ممثلو أبو ظبي من تلبية احتياجات الخدمات العامة والسكان، ويبدو أنهم يطيعون الذين يمولونهم".

 

وذكرت أن الناشط السياسي عبد الفتاح صالح حاول خلق قوة مضادة ضد الإمارات ورغبة المجلس الانتقالي في الاستقلال من خلال مساعدة الشخصية السياسية حسن أحمد باعوم في العودة إلى الواجهة. ويدعو باعوم، الذي يحظى بشعبية كبيرة، إلى استقلال الجنوب لكنه يرفض التدخل الإماراتي. ولهذا، تعرض عبد الفتاح صالح لعدة اعتقالات في السجون التي يسيطر عليها الإماراتيون.

 

ونقلت عن صالح قوله "لقد عصبوا عيني ثم أزالوا العصابة أمام السجناء الملطخين بالدماء. وقال لي الإماراتيون: "سوف تعذب مثلهم إذا واصلت ذلك". كما طلبوا مني أن أقدم لهم أسماء الأشخاص الذين دعموني والذين كانوا ضدهم".

 

*يمكن الرجوع للمادة الأصل : هنا

 

*ترجمة خاصة بالموقع بوست

 

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن الامارات مرتزقة اغتيالات المجلس الانتقالی الجنوبی الإمارات العربیة المتحدة الإمارات فی الیمن دولة الإمارات العدید من من خلال أبو ظبی جزء من

إقرأ أيضاً:

مجلة العربي الأفريقي (مارس 1979): عام كنت رئيس تحرير صحيفة لعدد واحد

(إلى روح الحبيب عبد الرحمن السلاوي، باسطة سلا، قبلني على علاتي وأحسن)
تمر بنا بشهر مارس هذا الذكرى الثلاثين لصدور مجلة "العربي الأفريقي" (مارس 1979) الشهرية التي لم يصدر منا سوى عدد بهي واحد وأغلقها نظام نميري بالضبة والمفتاح. وكان صاحب امتيازها هو الأستاذ عبد الرحمن السلاوي رجل الأعمال المعروف وقدت أنا هيئة تحريرها من وراء ستار.
جئت إلى رئاسة تحرير المجلة خلواً من خبرة مؤكدة في صالة التحرير. ولكنني التقطت بعض مفاهيم في التحرير انتهزت سانحة المجلة لتطبيقها. ومن تلك المفاهيم وجوب أن يكون للمجلة مركز معلومات. وبدأت بقص ما يرد في الصحف والمجلات في موضوعات بعينها لحفظها في فايلات ثم موالاتها بقص وإضافة ما يستجد في الأمر. وما زلت أعتقد أن غياب مثل هذا الأرشيف منقصة كبيرة في صحافتنا اليوم. فصحافيونا يهجمون على المسألة حارة من نارها لا يلطفها تاريخ لها أو منطق في ذلك التاريخ. ولذا كثيراً ما اتسمت تلك الكتابات ب "القطع الأخضر" المهوش. فيأتي الرأي فطيراً لا ينعدل به رأس البلد بحكمة النظر المحيط. ولا تستعين هذه الصحف حتى بأرشيف وكالة سونا الذي جمعت فيه مثل هذه الفايلات وأوعت. وبلغ بي اليأس من جفاء الصحف لإنشاء مراكز معلومات أن اقترحت على الحكومة أن تنشئ مركزاً تجري عليه من رسوم تفرضها على الصحف.
كان من بين أفكاري التحريرية الأخرى أن أسوى لغة المجلة. وأعني بذلك مسألتين. أن نتفق على طريق رسم كلمات خلافية حتى نكتبها بصورة موحدة في الجريدة. فكلمة مثل "مسئول" تعددت صور كتابتها. ولا يصح أن ترد في نفس المجلة برسوم مختلفة. هذه واحدة. أما الفكرة الأجرأ فكانت إعمال قلم التحرير فيما يرد من مقالات حتى نسوى الكتابة في المجلة على وتيرة واحدة تلتزم الديباجة العربية. وتذكرت تجربتي مع المجلة قبل أسابيع حين جمعتني بالدكتور عبد الله حمدنا الله مجلس امتحان لطالب دراسات عليا. فأحصى له عبد الله أخطاء في الأسلوب أخرجت البحث من مدار الديباجة العربية إلى سواها. وساقني هذا الحرص على هذه الديباجة لإخضاع مقالات لكتاب كبار لهذه السوية الأسلوبية. وخرجت من التجربة بأن أميز مثقفينا يحسنون التعبير عن أفكارهم باللغة الإنجليزية لأنهم تدربوا مدرسياً على ذلك. فإما العربية فهم يكتبون بها كفاحاً أو احتساباً.
ومن بين ذكريات تحرير العربي الأفريقي التي تمكنت مني هو نجاحنا في استدراج المرحوم إبراهيم حسن علام المراجع العام آنذاك للكتابة للمجلة بعد نزوله المعاش. فقد كنت قرأت له كلمة من أطرف ما عرفت أيامها مزج فيها بين اسمه (إبراهيم) وإطلاق "حاج إبراهيم" على (الكلب) عندنا. وراوح بين المعنيين خلال ملابسات في حياته ضحكت لها كثيراً. ولما فكرنا في كاتب لبابنا الأخير الخفيف "عن الزمان وأهله" اقترحت علاماً على السلاوي. وركبنا سيارته ساب وطفقنا ندور شوارع الامتداد الجديد بحثاً عنه. فوجدناه وأكرم وفادتنا وقبل بلطف أن يكتب لنا مرادنا. وكتب قطعة جميلة لعددنا الأول عنوانها "زواج عجوز فان". وربما كان العنوان من اختياري. وهي عن عوائد الزواج بين شعب الجوامعة الذي نشأ هو بينه في بلدة أم روابة. فحدثنا عن الزواج بالمنيحة أو المنحة وهي الإمهال في الدفع. وعرض لدور النسيبة المبغوض بينهم. ولذا سموا شوكة الحسكنيت السوداء الفتاكة ب "خشم النسيبة". وزواج العجوز من شابة من أبغض الحلال عندهم. فهم يأخذون الشاب "ساكت على حنجوره (الحنجرة)" بينما يلعنون الشائب ب "الملة الفوق صنقوره". وحكي عن حفر الآبار وحيل ذلك كما تحدث عن إحسان الجوامعة لقص الأثر أو القيافة.
لم يحتمل نظام نميري العربي الأفريقي فأهلكها. مع أننا لم ندخر وسعاً في "ترقيد شعرة جلده". فما كان خافياً علينا أنه نظام لا صبر له على التعبيرات المستقلة. واتخذ من ذريعة تحالف قوى الشعب العاملة سبباً ليطوي كل شيء تحت مظلته: الاتحاد الاشتراكي الفرد كما كان يقال بفخر مستبد. وفاتحت السلاوي، صاحب الامتياز، في ضرورة تأمين المجلة من القيل والقال وكيد النظام وشماتة المعارضين الذين لا يؤمنون أنه بوسع أحد أن يؤدي خدمة متجردة للوطن في شرط استبداد نميري. وهم سينتظرون إلى يوم الخلاص منه ليأذنوا بالصحافة. واقترحت عليه أن يجعل الغلاف كله لنميري. ولم يعجب السلاوي الاقتراح لأنه خشي ألسنة المعارضين الحداد. وراجعته فقبل على مضض. وما قبل حتى أبدع في اختياره صورة من أرشيف وزارة الثقافة والإعلام ظهر فيها نميري ينظر إلى مجسم للكرة الأرضية مركزاً على خارطة أفريقيا والشرق الأوسط. واقتطفنا عبارة له تقول: "لقد توحد السودان محققاً للأمة العربية صيغة جديدة لا تتعارض فيها أفريقيته مع عروبته". وظننا أنّا ألقينا للوحش الهائج قطعة من اللحم النيء كما يقول اهل الإنجليزية عن ملاطفة الشرير. ولم تسلم المجلة من بطش نميري. فأوقفها.
ولا نعرف حتى الآن بالتحديد سبب تعطيلها للأبد. ولم يتفضل النظام علينا بوجهة وسمعنا بدلاً عن ذلك تكهنات. فسمعنا أن الصورة السخية التي ظهرت بها المجلة: مادة غنية ألوانها مفروزة تسر الناظر، وسوست للنظام. فظن أن ليبيا، عدوه اللدود آنذاك، هي التي انفقت عليها. وقيل لنا أن المؤسسة الصحفية الرسمية هي التي كانت وراء هذه الوسوسة لأنها فشلت بصورة ذريعة في إخراج أي من مجلاتها بما يشبه العربي الأفريقي من قريب أو بعيد. ولكن وجدت من رد التوقيف إلى نشرنا للدكتور عبد لله النعيم كلمة بعنوان "عودة الدين في الغرابة: الدين غائب، الدين عائد، وهو عائد في غرابة". وهي كلمة خصصنا لها باباً عنوانه "رؤية إسلامية" ننشر فيه عقيدة الفرق الإسلامية السودانية في مناسبة بدء القرن الهجري الخامس عشر. وربما لم نوفق في البدء لرؤية الجمهوريين. فقد اتضح لي لاحقاً أن النصف الثاني من عقد السبعينات كان مسرحاً لصراع شديد بين الجمهوريين والعلماء الدينية. فقد تعقب العلماء الجمهوريين وأستاذهم محرضين المصلين عليهم في كل جامع وفوق كل منتدى لحمل الحكومة على تنفيذ حكم الردة في الأستاذ وفض تلاميذه عنه ومنعهم من الدعوة لفكرتهم. وأرادوا من ذلك تنفيذاً قرار محكمة الردة الأولى ضد الأستاذ محمود في 1968. وبدا لي من بحثي المتأخر أن جهلنا بخفايا صراع محمود والعلماء رمانا في نشر مقال ربما استفز العلماء المتنفذين لسد كل فرجة يتسرب منها فكر خصمهم الألد. ولم يمنع تحوطنا لكبر نفس نميري برسم صورته على الغلاف من التوقيف. فقد غابت عنا أشياء أخرى.
لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما رضيت من تجربة العربي الأفريقي بديلاً. كلها: باسطة سلا. رفقة عبد الرحمن وأخوته والمحررين والمصممين والمعينين كلهم. كنت رئيس تحرير لعدد واحد. ولكنه عدد ولا كل الأعداد.

ibrahima@missouri.edu

   

مقالات مشابهة

  • مجلة “ميليتري كرونيكل” : اليمن فخ للولايات المتحدة الأمريكية
  • مجلة أمريكية: علينا ان نستذكر “المرة الوحيدة” التي أوقف فيها “الحوثيون” هجماتهم في البحر 
  • مجلة أمريكية: حرب ترامب للحوثيين بلا استراتيجية قد تتحول في نهاية المطاف إلى فضيحة (ترجمة خاصة)
  • ‏مجلة “ذا أتلانتك”: الحرب الأمريكية على اليمن قد تتحول إلى فضيحة كبرى
  • النحل في اليمن.. بين صراع البقاء والاستقرار في ظل الحرب وتغير المناخ (ترجمة خاصة)
  • جامعة محمد بن زايد تسلط الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في إدارة الأزمات
  • معهد دولي: الذهب جزء أساسي من مشاركة الإمارات في حرب اليمن (ترجمة خاصة)
  • تحليل أمريكي: ما أبرز التحديات التي ستواجه ترامب بشأن القضاء على الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)
  • النائبة ميرفت عبد العظيم: منظمة الصحة العالمية تسلط الضوء هذا العام على بداية صحية لمستقبل بعيد
  • مجلة العربي الأفريقي (مارس 1979): عام كنت رئيس تحرير صحيفة لعدد واحد