بقلم: كمال فتاح حيدر ..
كان من المتوقع ان يوجهوا اتهاماتهم بانتهاك القانون الدولي لسلامة البحار والمحيطات. لكنها تبقى بمنأى عن الاتهامات والخروقات الناجمة عن مشاركتهم في ارتكاب ابشع الانتهاكات الانسانية في غزة. فالقوانين والقواعد والأعراف والسنن لا تسري عليهم، وهم غير معنيين بها. .
جاءت اتهاماتهم لليمن بعدما استولت مجموعة مجهولة من المهاجمين على ناقلة تابعة لإسرائيل قبالة سواحل اليمن.
وصفت Zodiac السفينة بأنها مملوكة لشركة Clumvez Shipping Inc. على الرغم من أن السجلات الأخرى أشارت بشكل مباشر إلى شركة Zodiac باعتبارها المالك. .
تعد شركة Zodiac Maritime ومقرها لندن جزءًا من مجموعة Zodiac Group التابعة للملياردير الإسرائيلي عيّال عوفر. وأدرجت سجلات الشركات البريطانية رجلين يحملان الاسم الأخير (عوفر) كمدير حالي وسابق لشركة Clumvez Shipping، بما في ذلك (دانييل جاي عوفر)، وهو أيضاً مدير في Zodiac Maritime. ولم يتضح على الفور من يقف وراء الهجوم. .
جاء الاستيلاء على السفينة سنترال بارك بعد أن تعرضت سفينة الحاويات CMA CGM Symi المملوكة لملياردير إسرائيلي آخر لهجوم سابق من قبل طائرة بدون طيار في المحيط الهندي. .
تسيطر على مدينة عدن الآن قوات متحالفة مع الحكومة اليمنية المعترف بها من التحالف الذي تقوده السعودية، والذي يقاتل الحوثيين منذ سنوات. ومن الناحية النظرية، فإن هذا الجزء من خليج عدن يخضع لسيطرة تلك القوات وهو بعيد نسبياً عن الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون. ومن غير المعروف أيضاً أن القراصنة الصوماليين يعملون في تلك المنطقة. .
يبدو أن عددا غير معروف من الأفراد المسلحين المجهولين استولوا على السفينة. وقد قدمت مدمرة يابانية مساعدتها للسفن البحرية الأمريكية بينما لم تقدم سفينتان حربيتان تابعتان للبحرية الصينية في المنطقة المجاورة المساعدة. .
اللافت للنظر. ان السفن المخطوفة قامت بإيقاف تشغيل أجهزة التعقب لنظام التعريف التلقائي الخاصة بها، وفقاً لبيانات من موقع MarineTraffic. وكان من المفترض تشغيل نظام التعرف الآلي الخاص بها، وان تبقيه نشطاً لأسباب تتعلق بسلامتها. نعيد إلى الأذهان ان سفن شركة Zodiac Maritime تعرضت عام 2021 لهجوم مماثل في بحر العرب. .
تأتي هذه الهجمات على السفن في الوقت الذي يجد فيه الشحن العالمي نفسه مستهدفاً بشكل متزايد منذ اندلاع الحرب على غزة، والتي توحي باحتمالات التحول إلى صراع إقليمي أوسع حتى مع سريان الهدنة، وتبادل حماس الرهائن مع السجناء الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل. .
ختاماً: تحركت المدمرة الأمريكية (إنديانابوليس)، وتوجهت إلى خليج عدن حتى تجيب السبع من ذيله. وربما ستتحول عما قريب إلى فريسة للطائرات المسيرة. حالها حال المدمرة الأمريكية USS MASON DDG 87 التي تعرضت الى استهداف بصاروخين سقطا بقربها أثناء إبحارها في خليج عدن. .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات خلیج عدن
إقرأ أيضاً:
المدينة التي تبكي بأكملها.! (2)
صادق سريع
هذه الرواية تصف الحال بدقة: “تسقط قطرات المطر كدموع أهل غزة، الأطفال تصرخ من شدة البرد، والبطون تتألم من الجوع، والخيام تتطاير من عواصف الريح، وهكذا وضع كل من في غزة خائفا، جائعا، بردانا، متعبا، ومنهكا”.
ما يريد القائل قوله: “إن غزة تقاتل المستعمرين القدامى والجدد نيابة عن العرب والمسلمين المتفرجين، بينما عجز العالم عن تدفئة طفل رضيع يرتجف من البرد تحت خيام غزة!”.
وهكذا قالت نازحة – في حالة غضب: “إن رجفة الطفل برداً في غــزّة، أشرف وأكرم من رجفة عبداً متخاذل أمام سيّده!”.
في الخيمة المقابلة، لم تتمكن طفلة من إيجاد رغيف تسد به رمق الجوع، فرسمت قرص الخبز، لكن هل الرسم يُشبع!؟ يا الله ما هذا البلاء.
طفلة أخرى طلبت من أمها حبة فاكهة تأكلها، فردت الأم بحسرة – حاولت أن تخفي ملامحها عن الأبنة الصغيرة: “سنأكلها فى الجنة”، فأخرجت طفلتها قلما مكسورا، وقالت لأمها بلهجة براءة الطفولة: “بدي أكتب على الورقة كل الفواكه، وأطلبها من ربنا لمن نروح الجنة”، لا حول ولا قوة إلا بالله..
في غزة فقط، الناس تنصح أولادها: “يا بابا متلعبوش، وتجروا كثير، عشان ما تجوعوا”.. وتباع وتشترى الخضروات والطحين بالجرام، وينام الناس بالشوارع في برد الشتاء، وتحت سعير نيران القذائف التي تسقط في كل مكان، وتقام ولائم العزاء بلا توقف بكل الأوقات في كل البيوت المدمرة والخيام الممزقة ونحيب بكاء المدينة بأكملها، كأنها تعيش أكبر مآتم التاريخ.
كل شيء في غزة يدعوك للبكاء، نازحة في شمال غزة حصلت على كيس خبز ؛ يا الله ما هذه الفرحة التي غيرت ملامح وجهها العابس مُنذ سنة !؟ كأنها حصلت على كنز ثمين بعد عام كامل!!
يقول قائل من غزة، عن قول أمه (وأمه امرأة لا تكذب) إنها قالت له: “ستفرج ذات يوم”.
وهكذا يستغيث أهل غزة، أيها العالم الأصم : “تجمدنا في الخيام؛ هل تسمعون صرخات الأطفال والنساء؟”.
ويخاطبون أمة محمد – عليه الصلاة والسلام: “من يحمل الهم عنا، ومن يقاسمنا الثِقل؟ سامحونا -يا معشر المسلمين- فلن نسامحكم ولن نغفر خذلناك وخيانتكم وصمتكم يوم الحساب”.
وأنا أقول: “تحدثوا – يا أمة الإسلام – أن غزْة تُباد، تحدثوا ليكون كلامكم شاهداً لكم لا عليكم يوم الحساب”.
سلاماً على غزة حتى يطمئن أهلها، وتبرد نارها، ويدفأ بردها، وتطيب جراحها، وينتصر رجالها، ويخرج غزاتها.
* المقال يعبِّر عن رأي الكاتب