"يديعوت أحرونوت": خانيونس من المحتمل أن تدفعنا ثمنا أكبر مما دفعناه بالشمال
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الثلاثاء، إن مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة من المحتمل أن تجعل إسرائيل تدفع ثمنا أكبر مما دفعته بالشمال، داعية إلى خفض التوقعات بشأن العملية العسكرية.
إقرأ المزيدوقال الكاتب الإسرائيلي ناحوم برنياع، في مقال كتبه في الصحيفة العبرية تحت عنوان: "خفضوا توقعاتكم"، وترجمه للعربية أحمد دراوشة، إن "العناوين التي ولدتها أمور قالها رئيس الأركان مضللة.
وأضاف الكاتب "إن لم نتمكن من تطهير مدينة غزة وأريافها خلال 59 يوما، لن نستطيع تطهير خانيونس وأريافها خلال فترة أقل بكثير".
واعتبر ناحوم برنياع أن "الجمع بين مليوني شخص نازحين – 1.8 مليون شخص من شمال القطاع و200 ألف شخص جدد، من خانيونس نفسها – وضغط أمريكي يملي حدود العملية. والخطر من نيران صديقة. الثمن الذي ندفعه الآن في هذا الموضوع شمالي القطاع مقلق جدا. خانيونس من المحتمل أن تدفعنا ثمنا أكبر".
وكتب برنياع: "فوق كل نقاش عن الضغط الأمريكي يخيم تهديد تراجع الدعم الأمريكي لجيش الدفاع. لم يحدث هذا حتى الآن، لكنه خيار واقعي يثقل على كل قرار للكابينيت وعلى كل خطة عملياتية. البيت الأبيض قلق جدا من تأثير صور الدمار على الناخبين الشباب وعلى الجناح التقدمي في الحزب. رغم ذلك بايدن مصر على الالتزام بوعده إعطاء إسرائيل 14 مليار دولار، وظهيرا دبلوماسيا وعسكريا. المساعدات لم تقر بعد: الجمهوريون في مجلسي الكونغرس يضعون شروطا قاسية، لا يتعلق جزء منها بإسرائيل، والآن جزء من الديمقراطيين يضع شروطا على ارتباط مباشر بسياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين".
وتابع: "في البيت الأبيض تعتبر إسرائيل متمردة ومستهترة. متمردة في كل ما يتعلق ببحث جدي حول قطاع غزة والفلسطينيين في اليوم التالي، ومستهترة بغاراتها العنيفة على مدن غزة، وبردها على التحذيرات من كارثة إنسانية. السؤال ليس من الصادق في هذا النقاش، إنما إلى أي مدى تستطيع إسرائيل مد الحبل. ارتباطنا بالولايات المتحدة أكبر مما تقدر الحكومة على الاعتراف به".
وأضاف برنياع: "وزير الدفاع الأمريكي أوستن ألقى خطابا علنيا أول من أمس احتوى جملة قاسية على حكومة إسرائيل. "عندما تدفع مجتمعا مدنيا إلى أحضان العدو، فإنك تحول نصرا تكتيكيا إلى هزيمة إستراتيجية"، قال. "أوضحت ذلك مرة تلو الأخرى لقادة إسرائيل. عليهم مسؤولية أخلاقية بحماية المدنيين في غزة، وملزمون بذلك إستراتيجيا". نائبة الرئيس كاميلا هاريس مررت رسالة مشابهة في خطاب ألقته قبل عدة أيام".
واعتبر الكاتب أن "الدخول البري إلى أرياف خانيونس جزء من المرحلة الثانية للحرب. وأصبحت متاحة بعدما تراجعت حماس عن الاتفاق وترك 15 امرأة، مدنية، في الأسر. وبدلا عن ذلك، اقترحت حماس الإفراج عن مسنات – وإسرائيل رفضت. الحجة كانت أساسية: لن نترك حماس تغير الاتفاقيات أثناء تنفيذها. وعلى ضوء هذا، طرحت في الجيش فكرة بديلة: استبدال المخطوفين المرضى بأسرى فلسطينيين مرضى. أنتم بدلتم – نحن أيضا سنبدل. الفكرة مثيرة للاهتمام؛ من المحتمل أن يضيف لنا يوما آخر من تحرير المختطفين، ربما يومين. لكن الاحتمال متدن".
وتابع في المقال: "إن افترضنا أن عملية برية ستنطلق في خانيونس، فهي ستكون، على الأغلب، العملية الأخيرة. لا يمكن أن نوسعها إلى رفح: للنازحين لا مكان ليذهبوا إليه. المرحلة الثانية في الحرب، التي بدأت مع الاجتياح البري للشمال، سينتهي على الأغلب في خانيونس. بالأمس تجمهرت حشود في مشفى ناصر في خانيونس، أكبر مشافي جنوبي قطاع غزة (بحسب تقرير للأمم المتحدة، عاد مشفى الشفاء العمل جزئيا). الشفاء كان نوعا ما مركز إدارة لقيادة كتائب حماس شمالي القطاع. هل مشفى ناصر يقوم بنفس الوظيفة في الجنوب؟ سؤال كبير ومعضلة أكبر: هل بالإمكان قصف المشفى وفتح جبهة أخرى أمام البيت الأبيض والإعلام الغربي؟".
وأضاف: "بعد الانتهاء من مرحلة خانيونس ستبدأ مرحلة العزل – بناء قطاع أمني بين غزة وغلافها. لن تزودنا هذا القطاع الأمني بكثير من الأمن – المساحة ضيقة ومأهولة جدا. إسرائيل كانت ترغب برؤية مساهمة مصرية وسعودية من دول سنية أخرى، إلى جانب الولايات المتحدة، في إدارة غزة وإعادة تأهيلها. احتمال ذلك ليس مرتفعا بسبب إصرار إسرائيل على استمرار عمليات الجيش في غزة. في الجيش يتحدثون عن غزة في المستقبل كما هي مدن الضفة بعد السور الواقي – منطقة يديرها آخرون لكن الجيش يعمل فيها بشكل حر. صعب الاعتقاد أن دولا أجنبية ستقبل أن تضع جنودها في خطر النيران المتقاطعة".
وختم الكاتب الإسرائيلي مقاله ف ي"يديعوت أحرونوت بالإشارة إلى أنه "في مجلس الأمن القومي كما في الجيش يكثرون من الحديث عن اليوم التالي – لكن الاستنتاجات لا تعرض أمام الكابينيت: نتنياهو يرفض ذلك. السياسة الداخلية تنتصر على الحاجة الأمنية. الحكومة، وربما أيضا مزاج معظم الإسرائيليين بعد رعب السابع من أكتوبر، لا يتلاءمان مع ما يتطلبه الواقع".
المصدر: يديعوت أحرونوت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة طوفان الأقصى قطاع غزة واشنطن یدیعوت أحرونوت من المحتمل أن فی خانیونس
إقرأ أيضاً:
ماذا نفهم من تطورات غزة عن استراتيجية إسرائيل ومستقبل القطاع؟
(CNN)-- يُوسّع الجيش الإسرائيلي نطاق عملياته البرية في عمق غزة، مُنشئًا منطقة عازلة واسعة بين القطاع والأراضي الإسرائيلية، دافعًا مئات الآلاف من المدنيين إلى منطقة تتقلص باستمرار على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
ووفقًا لإحصاء شبكة CNN، أصدر الجيش الإسرائيلي 20 أمرًا بالإخلاء منذ 18 مارس/ آذار، شملت أجزاءً واسعة من غزة، بما في ذلك كامل مدينة رفح في الجنوب، ووفقًا للأمم المتحدة، طُلب من حوالي 400 ألف شخص المغادرة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، في ظل تكثيف الجيش جهوده لإجبار حماس على إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين. وفي هذه الأثناء، أصبح جزء كبير من غزة غير صالح للسكن أو محظورًا.
واكتظت شوارع مدينة غزة بموجات من المدنيين الفارين، الجمعة، حاملين ما في وسعهم أثناء مغادرتهم أجزاء أخرى من وسط وشمال غزة، وشاهد أحد النازحين، رائد رضوان، مئات الأشخاص يدخلون حي الشيخ رضوان، واصفًا إياه بأنه "ممتلئ تمامًا بالخيام والعائلات النازحة".
وقال حاتم عبد السلام، وهو أيضًا من سكان مدينة غزة، لشبكة CNN إنه يعجز عن وصف المعاناة من القمامة والذباب والبعوض والحشرات الغريبة، فهي منتشرة في كل مكان بسبب تراكم النفايات في الشوارع، قائلا: "ترى خيامًا للنازحين في كل مكان، حتى بين أكوام القمامة، بسبب ضيق المساحة".
وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، الجمعة، أن أكثر من ثلثي غزة الآن إما تحت أوامر تهجير نشطة أو مُصنّفة كمناطق "محظورة" - وهي مناطق يُطلب فيها من الفرق الإنسانية تنسيق تحركاتها مع السلطات الإسرائيلية.
تتمثل الاستراتيجية الإسرائيلية، التي وضعها وزير الدفاع، إسرائيل كاتس، في إخلاء أجزاء كبيرة من غزة ومعاملة أي شخص يبقى فيها كمقاتل. وقد تحدث مسؤولون إسرائيليون عن تصعيد الضغط على حماس لإجبارها على تقديم تنازلات بشأن إطلاق سراح الرهائن المتبقين.
وقال كاتس خلال زيارة له إلى غزة الأسبوع الماضي: "يتم الاستيلاء على العديد من المناطق وإضافتها إلى المناطق الأمنية لدولة إسرائيل، مما يجعل غزة أصغر وأكثر عزلة".
وتحدث كاتس عن "تقسيم غزة إلى أجزاء، حتى في أماكن مثل طريق موراغ، حيث لم نقم بعمليات حتى الآن".
ويشير ممر موراغ إلى مستوطنة موراغ اليهودية التي تم تفكيكها في جنوب غزة والتي كانت قائمة بين خان يونس ورفح. وصرح جيش الدفاع الإسرائيلي، الجمعة، بأنه باحتلال الممر، "اكتمل تطويق رفح".
وأفاد مصدر مطلع على الأمر لشبكة CNN أن إسرائيل تخطط للسيطرة على جزء كبير من غزة لفترة "غير محددة".
ومع ذلك، وبعد 18 شهراً من الحرب، لا تزال إسرائيل تواجه عدواً عنيداً، ففي أغسطس/ آب من العام الماضي، أعلنت إسرائيل هزيمة لواء رفح التابع لحماس بعد أن سيطر على محور فيلادلفيا على طول الحدود بين مصر وغزة. لكن في وقت سابق من هذا الأسبوع، خاطب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد، الفريق إيال زامير، القوات الإسرائيلية في غزة قائلاً: "أتوقع منكم هزيمة لواء رفح التابع لحماس وتحقيق النصر أينما تعملون".
ويوم السبت، أُطلقت ثلاثة صواريخ من جنوب غزة باتجاه إسرائيل، رغم سيطرة الجيش الإسرائيلي على جزء كبير من المنطقة.
وقد يكون لاستراتيجية إسرائيل هدف آخر؛ جعل حياة سكان غزة المكدسين في جيب أرضي متضائل باستمرار دون مأوى ملائم لا تُطاق، لدرجة أنهم يبدأون في التوجه نحو الخروج.
وقد أشار كاتس إلى ذلك عندما قال: "نحن نعمل على المضي قدمًا في خطة الهجرة الطوعية لسكان غزة، وفقًا لرؤية الرئيس الأمريكي"، في إشارة إلى خطة دونالد ترامب المثيرة للجدل لنقل الفلسطينيين في غزة وإعادة تطوير القطاع.
وفي البيت الأبيض، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأسبوع الماضي، إن إسرائيل "تمكّن سكان غزة من اتخاذ قرار حر بالذهاب إلى أي مكان يريدونه"، مضيفا أن ترامب "طرح رؤية جريئة، ناقشناها أيضًا، بما في ذلك الدول التي قد تكون مستعدة لقبول الفلسطينيين".