لبنان ٢٤:
2024-10-07@11:57:05 GMT

القرار 1701... كأنه لم يكن

تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT

القرار 1701... كأنه لم يكن

إذا أراد المحّللون أن يشرّحوا الوضع في جنوب لبنان منذ إعلان وقف "حرب تموز" حتى اليوم، لا يمكنهم الاستنتاج سوى أن لا أحد من طرفي النزاع التزم بمضمون القرار 1701. فالخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، جوًّا وبرًّا وبحرًا، لا تُعدّ ولا تُحصى. أمّا من جهة "حزب الله" فإن وجوده لم يغب يومًا عن جنوب نهر الليطاني، بل ازداد قوة وفعالية وحضورًا، وقد أثبتت المعارك الأخيرة بينه وبين جيش العدو على طول الشريط الأزرق مدى فعالية حضوره وانتشاره بقوة في القرى الحدودية المواجهة للمواقع الإسرائيلية.

أمّا في ما يتعلق بانتشار الجيش في المنطقة، التي كان من المفترض أن تكون منزوعة السلاح باستثناء السلاح الشرعي فإن وحداته موجودة في هذه المنطقة، ولكنها ليست لوحدها، مع أنها تتعامل مع الأمر الواقع بكثير من الحكمة والدراية.  
أمّا في ما يخصّ وقع قوات الطوارئ الدولية فإن ما شهدته جلسة التمديد الأخيرة لها في الأمم المتحدة كشفت بما لا يقبل الشك بأن ثمة تباينات في مواقف الدول، التي كان لديها بعض التحفظات على عدم السماح لهذه القوة بالقيام بالمهام المطلوبة منها من قِبل إسرائيل أولًا، ومن قِبل "حزب الله" ثانيًا، الذي يعتبرها في مكان ما "قوات لحفظ سلام إسرائيل"، وقد أثبتت الاحتكاكات المتفرقة بين وحداتها والأهالي صحة عدم ارتياح "الحزب" إلى دور هذه القوات.  
فالتقرير السنوي الأخير الصادر عن الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش، وقبل الحرب على غزة والاعتداءات على جنوب لبنان، أشار بوضوح إلى "أن الطرفين اللبناني والاسرائيلي لم ينفّذا بعد كامل التزاماتهما بموجب القرار 1701، ولم يُحرَز أي تقدم نحو التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار بين لبنان وإسرائيل".  
وبناء عليه، فإن الحديث عن إدخال بعض التعديلات على قرار لم ينّفذ أو كأنه لم يكن لا يتناسب ظرفيًا مع ما تشهده جبهة الجنوب من اهتزازات أمنية متنقلة، وإن كان الخوف من توّسع رقعة هذه المناوشات إلى مناطق لبنانية أكثر عمقًا لا يزال "سيد الموقف".    
فأي تعديل قد يطال القرار 1701 بما يضمن أمن إسرائيل الشمالي يرفضه "حزب الله"، وهو المعني أكثر من غيره بما يسعى إليه البعض من تعديلات غير واقعية، وتهدف إلى إراحة الإسرائيليين. وهذا ما كان واضحًا في كلام نائب الأمين العام لـ "الحزب" الشيخ نعيم قاسم، الذي كان يتحدّث في الذكرى السادسة والعشرين لتأسيس "السرايا اللبنانية"، فقال "إن العدو المهزوم والمأزوم يحاول ان يحقق مكاسب في هذه المرحلة على حساب السيادة اللبنانية، وهناك من يروج للمطالب والاهداف الاسرائيلية في الداخل والخارج، فيطالبون بتعديل القرار 1701، وانشاء منطقة عازلة على الحدود تهدف الى تطمين المستوطنين الذين يخافون العودة الى مستوطناتهم بسبب وجود "حزب الله" على الحدود. فـ"حزب الله" لن يسمح بأي مكسب اسرائيلي وبأي معادلة اسرائيلية جديدة على حساب السيادة اللبنانية، لان حق اللبنانيين هو في الوجود والتحرك على اي شبر من ارضنا في الجنوب، وهذا يتصل بكل السيادة والكرامة الوطنية اللبنانية". 
ضمن هذا الإطار جاءت التحذيرات الدولية للبنان من خطر توسع الحرب في جبهة الجنوب، ومنها ما حمله المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، الذي تطرق إلى  القرار 1701 داعيًا إلى تطبيقه تجنباً لتوسع الحرب. وقد سبقه في التحذير كبير مستشاري الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين الذي دعا الى تطبيق هذا القرار وعدم الانجرار إلى الحرب. 
إذًا فالمجتمع الدولي متمسك بالقرار 1701، فيما الدول المعنية ترى أن الفرصة مناسبة اليوم لتطبيقه، لكن الأمور محكومة بما ستؤول إليه حرب غزة، لكن تعديله يحتاج إلى توافق دولي على أولويات المرحلة المقبلة، التي تتطلب تخاذ إجراءات وقائية تحول دون إدخال لبنان في متاهة الحرب، تُضاف إلى هذا الحجم الهائل من المشاكل التي يعاني منها اللبنانيون.   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: القرار 1701 حزب الله

إقرأ أيضاً:

ميقاتي لــ«الاتحاد»: لبنان ليس ساحة معركة للقوى الدولية

عبدالله أبوضيف (بيروت، القاهرة)

أخبار ذات صلة الإمارات.. جهود استثنائية سياسياً وإنسانياً لدعم الأشقاء الفلسطينيين هاريس: الوضع الإنساني للشعب اللبناني يزداد سوءاً

قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، إن بلاده ليست ساحة معركة للقوى الإقليمية والدولية، مطالباً المجتمع الدولي بتحرك عاجل وفعّال لتحقيق «هدنة شاملة» تضمن سلامة المدنيين، جاء ذلك فيما هزت غارات جوية إسرائيلية الضاحية الجنوبية لبيروت فجر أمس، فيما وصف بأنه أعنف قصف للعاصمة اللبنانية منذ أن صعَّدت إسرائيل حملتها على «حزب الله» الشهر الماضي. وطالب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، بضرورة العودة لقرارات الشرعية الدولية في ظل التوترات المتصاعدة، مشيراً إلى أن لبنان مستعد ويطالب بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701، واعتبار ذلك ليس خياراً بل هو السبيل الوحيد لحفظ سيادة لبنان وأمن سكانه.
وأضاف ميقاتي، في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، أن لبنان اليوم يمر بمرحلة حساسة ودقيقة والتحديات التي نواجهها ليست جديدة لكنها تتفاقم في ظل التوترات الإقليمية والتدخلات الخارجية، نحن نرى أن الحفاظ على أمن لبنان واستقراره لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال التزام الجميع، دون استثناء، بالشرعية الدولية.
واعتبر أن القرار 1701 كان ولا يزال محورياً في هذا السياق، فهو يمثل إطاراً دولياً للحفاظ على أمن الجنوب اللبناني ومنع الانتهاكات المتكررة.
وأشار ميقاتي إلى أن أي تصعيد عسكري لا يخدم مصالح أحد بل على العكس سيؤدي إلى مزيد من الدمار والمعاناة للمدنيين، ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك بشكل عاجل وفعّال لتحقيق «هدنة شاملة» ووقف إطلاق النار بما يضمن سلامة المدنيين، ويحول دون وقوع كارثة إنسانية.
وقال: إن «لبنان ليس طرفاً يرغب في الحرب بل هو دائماً مع الحوار والسلام، نحن ندعو كل الأطراف المعنية إلى العمل فوراً على تحقيق هدنة شاملة ووقف إطلاق النار، ويجب أن نعيد الأمور إلى طاولة المفاوضات بدل أن نسير في اتجاه التصعيد، لبنان ليس ساحة معركة للقوى الإقليمية والدولية، وأمن مواطنينا يأتي في المقام الأول».
ووجَّه ميقاتي رسالة إلى الشعب اللبناني، قائلاً: «في هذه الأوقات العصيبة، علينا جميعاً أن نتمسك بوحدتنا الوطنية وأن نثق بأن دولتنا ستبذل كل الجهود لحماية مصالحنا والحفاظ على أمننا، كما أننا لن نتوانى عن العمل مع شركائنا في المجتمع الدولي لضمان تطبيق كامل للقرارات الدولية، ولا سيما القرار 1701، الذي يشكل ضمانة أساسية لاستقرارنا».
وختم ميقاتي تصريحه بالتأكيد على التزام الحكومة اللبنانية بمواصلة التعاون مع الأمم المتحدة والقوى الدولية لتحقيق الاستقرار في لبنان. 
أمنياً، شنّت إسرائيل غارات جوية عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية، خلال الليل وصباح أمس، تسببت باندلاع حرائق متواصلة. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان بأن الضاحية الجنوبية لبيروت شهدت أعنف ليلة منذ بدء حملة القصف الإسرائيلي الكثيفة قبل أسبوعين، وأحصت أكثر من 30 غارة سمعت أصداؤها في بيروت.
بدوره، أعلن حزب الله، أمس، استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية جنوب مدينة حيفا في شمال إسرائيل بوساطة «المسيّرات».
وأنذر الجيش الإسرائيلي، أمس، سكان 26 بلدة جنوبي لبنان بإخلاء منازلهم بشكل فوري والتوجه إلى شمال نهر الأولي.​​​​​​​
وفي سياق متصل، تفقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، قواته المنتشرة عند الحدود الشمالية مع لبنان، وفق ما ذكر مكتبه في بيان.
وجاء في البيان: «زار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليوم (أمس) قاعدة الفرقة 36 في منطقة الحدود اللبنانية».

مقالات مشابهة

  • اليونيفيل: القوات الأممية مستمرة في مواقعها على الحدود اللبنانية
  • فرنسا تستعد للدعوة إلى مؤتمر دولي دعما للبنان.. ميقاتي: لتطبيق القرار 1701 كاملاً
  • ميقاتي لــ«الاتحاد»: لبنان ليس ساحة معركة للقوى الدولية
  • لتطبيق القرار 1701 كاملا لوقف الحرب.. الرئيس ميقاتي: مستعدون لتعزيز وجود الجيش في الجنوب
  • نتانياهو إلى الحدود اللبنانية.. وإسرائيل تشن غاراتها الأعنف
  • ميقاتي يطالب بالضغط على إسرائيل للالتزام بوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 فورا
  • ياسين: هدفنا تطبيق القرار 1701 بمعزل عن غزة
  • وزارة الصحة اللبنانية: 25 قتيلا في غارات إسرائيلية الجمعة
  • اليونيفيل:قواتنا باقية في الجنوب اللبناني
  • الشامي: لا نريد الحرب بل تطبيق القرار 1701