دراسة: حرارة الأرض قد تبلغ عتبة الـ1.5 درجة مئوية خلال 7 سنوات
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
أفادت دراسة نشرت، الثلاثاء، بأنه "بات حتميا" لحرارة سطح الأرض أن تتجاوز "بشكل ثابت على مدى أعوام عدة" عتبة الـ1.5 درجة مئوية بالمقارنة مع ما كانت عليه قبل الثورة الصناعية، مشيرة إلى أن احتمال حصول هذا الأمر خلال سبع سنوات فقط يبلغ 50 بالمئة.
والدراسة التي أعدها علماء من "مشروع الكربون العالمي" وقُدمت إلى المجتمعين في مؤتمر الأمم المتّحدة للمناخ (كوب 28) في دبي دعت الأسرة الدولية إلى التحرك لمواجهة هذا الوضع الخطر، حسبما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وتوقعت الدراسة أن تزيد في جميع أنحاء العالم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن استخدام الفحم والغاز والنفط لأغراض التدفئة والإنارة والنقل، وأن تسجل هذه الانبعاثات "رقما قياسيا جديدا" في 2023.
وقال علماء إن من المتوقع أن تصل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية الناجمة عن حرق الوقود الأحفوري إلى مستوى قياسي هذا العام، مما سيؤدي إلى تفاقم تغير المناخ وزيادة الظواهر الجوية المتطرفة المدمرة.
ارتفاع درجة حرارة المتوسط.. تحذير من "أعاصير متوسطية" قريبة ومطالب بالاستعداد المبكر تسبب ارتفاع درجة حرارة مياه البحر المتوسط في "اشتداد قوة" العاصفة العاتية "دانيال" التي ضربت شرق ليبيا، بينما يكشف مختصون لموقع "الحرة" أسباب ذلك، ويدقون ناقوس الخطر بشأن إمكانية نشوب "أعاصير متوسطية" بالمنطقة خلال الفترة القادمة.وخلص التقرير الذي أعده علماء من أكثر من 90 مؤسسة منها جامعة إكستر إلى أنه من المتوقع أن تطلق الدول إجمالي 36.8 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون من الوقود الأحفوري في عام 2023، بزيادة 1.1 بالمئة عن العام الماضي.
وعندما نضيف انبعاثات استخدام الأراضي، فمن المتوقع أن يصل إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية إلى 40.9 مليار طن هذا العام.
وارتفعت الانبعاثات من الفحم والنفط والغاز جميعا، بقيادة الهند والصين، وفق وكالة "رويترز".
وكانت الزيادة بالصين ناجمة عن إعادة فتح اقتصادها بعد الإغلاق خلال جائحة فيروس كورونا، في حين نتجت في الهند عن نمو الطلب على الطاقة بشكل أسرع من قدرة إنتاج الطاقة المتجددة في البلاد، مما جعل الوقود الأحفوري يسد النقص.
ويؤدي مسار الانبعاثات هذا العام لدفع العالم بعيدا عن هدف منع زيادة درجة حرارة الأرض بما يتجاوز 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
وأكد عالم المناخ البريطاني، بيار فريدلينغستاين، الذي أشرف على الدراسة التي شارك فيها 150 باحثا من جميع أنحاء العالمأإنه "يتعين على القادة المجتمعين في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالتغير المناخي (كوب 28) الاتفاق على تخفيضات سريعة في انبعاثات الوقود الأحفوري حتى من أجل الحفاظ على هدف درجتين مئويتين".
وأضاف أن "لإجراءات الرامية إلى الحد من انبعاثات الكربون من الوقود الأحفوري لا تزال بطيئة للغاية و"الوقت المتبقي من الآن وحتى بلوغ عتبة الـ1.5 درجة مئوية إضافية يتقلص بأقصى سرعة، وعلينا أن نتحرك الآن".
وقال "يبدو الآن أنه لا مفر من أننا سنتجاوز هدف 1.5 درجة مئوية الخاص باتفاق باريس".
"غليان عالمي" و"مرحلة اللاعودة".. متى تنتهي الموجة الحارة؟ شهدت الفترة الماضية "موجة حارة" أثرت على غالبية دول العالم وامتد أثرها للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بينما يكشف خبراء لموقع "الحرة" عن مدى إمكانية انحسار تلك الموجة قريبا، وتوقعاتهم لأنماط "التغيرات المناخية" التي قد يشهدها العالم في المستقبل القريب.ويهدف اتفاق باريس للمناخ لعام 2015 على إبقاء الاحترار العالمي أقل بكثير من درجتين مئويتين واستهداف 1.5 درجة مئوية.
وقال العلماء إن تجاوزه 1.5 درجة مئوية سيطلق العنان لتأثيرات أكثر خطورة ولا رجعة فيها، مثل الحرارة المميتة والفيضانات الكارثية وموت الشعاب المرجانية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: ثانی أکسید الکربون الوقود الأحفوری درجة مئویة
إقرأ أيضاً:
دراسة: تباطؤ حاد في شيخوخة الدماغ خلال العقود القليلة الماضية
جنيف – اكتشف خبراء منظمة الصحة العالمية وفريق دولي من الأطباء أدلة على أن سرعة الشيخوخة المعرفية لدى الناس قد انخفضت بشكل ملحوظ منذ بداية القرن العشرين.
ويشير المكتب الإعلامي لجامعة كولومبيا الأمريكية إلى أن هذا مرتبط بتحسن التعليم وجودة الطب، وكذلك تحسن النظام الغذائي للإنسان.
ويقول البروفيسور جون بيرد: “لقد اندهشنا من مدى جدية هذه التحسينات، خاصة عند مقارنة الأشخاص الذين ولدوا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بالأجيال السابقة من الناس. وللأسف، لا يمكننا القول إن هذه التحسينات ستستمر، لأن انتشار السمنة والأمراض المزمنة الأخرى قد يؤدي إلى عكس هذا الاتجاه”.
وقد توصل البروفيسور وفريقه العلمي إلى هذا الاستنتاج من تحليل بيانات جمعت في بريطانيا والصين ضمن مشروعي ELSA و CHARLS اللذين يهدفان إلى دراسة طويلة الأمد وشاملة لعملية الشيخوخة، بما فيها تراجع القدرات المعرفية. وقد شارك فيهما أكثر من 26 ألفا من كبار السن الصينيين والبريطانيين الذين تبلغ أعمارهم 60 عاما وأكثر، كان العلماء يتابعون حالتهم الصحية منذ عدة عقود.
وكان الباحثون يتابعون بالإضافة إلى المؤشرات الفسيولوجية الرئيسية، كيفية تغير الخصائص المعرفية الرئيسية لكبار السن، بما فيها ما يسمى بالاحتياطي المعرفي الذي يسميه العلماء قدرة الدماغ على مواجهة الأضرار والمشكلات المختلفة في عمله المرتبطة بالجلطات الدماغية والإصابات والشيخوخة وغيرها من العوامل التي تساهم في ظهور اختلال في عمل الخلايا العصبية.
وقد اهتم البروفيسور وفريقه، بما إذا كان هذا المؤشر يتفاوت بين الأجيال المختلفة من كبار السن البريطانيين والصينيين. وأظهرت حساباتهم أن مستوى الاحتياطي المعرفي لدى هذه الفئة العمرية من الناس ارتفع بشكل ملحوظ خلال العقود القليلة الماضية، ما جعل أدمغة كبار السن المولودين في عام 1950 تبدو أصغر بنحو ست سنوات من أدمغة جيل 1940.
ووفقا للباحثين، كانت هذه الاختلافات أكثر وضوحا عند مقارنة مقدار الاحتياطي المعرفي بين البريطانيين والصينيين في فترة ما بعد الحرب وما قبلها، ما يشير إلى تباطؤ حاد في شيخوخة الدماغ في العقود القليلة الماضية. ويعكس هذا الاتجاه الإيجابي، التقدم السريع في تطور الرعاية الصحية وتحسن الوضع مع العادات السيئة والأمراض المزمنة في النصف الثاني من القرن العشرين، ما يؤكد أهمية الاستمرار في تطوير الطب.
المصدر: تاس