"إسرائيل تراهن على ما قد ينجم عن عملية خان يونس المخططة على عجل وغير المدروسة، وربما حان الوقت للاعتراف بأن النصر الكامل ليس في الأفق، ومن الأفضل، والحالة هذه، أن نسخر طاقتنا من أجل استعادة جميع المحتجزين وتضميد جراحنا الجماعية العميقة".

بهذه المقدمة افتتحت صحيفة يديعوت أحرنوت مقالا للصحفي ناحوم برنيع بدأه من حيث توقفت الهدنة -حسب رأيه- برغبة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالتخلي عن مناقشة قضية 15 امرأة وطفلين لا تزال تحتجزهم، والتوصل إلى اتفاق بشأن المرضى وكبار السن من الجانبين، ليبدأ الجانب الإسرائيلي من حيث توقف في القصف، مما يجسد تصميمه الذي لا يتزعزع آملا ألا يكون ذلك مدفوعا بالأنا.

ورأى الكاتب أن إعادة المحتجزين الذين ما زالوا في قطاع غزة، وإعادة جثث من ماتوا منهم إلى إسرائيل، أولى من الدخول المبكر في هجوم بري على جنوب القطاع، لأن الأمر الذي يستلزم توغل الجيش الإسرائيلي في عمق خان يونس، قد يؤدي إلى حدوث فوضى جيوسياسية ضخمة، وبالتالي سيكون من الحكمة خفض التوقعات قليلا، ما دام النصر الكامل غير مرجح في الظروف الحالية.

واعتبر الكاتب أن دخول الجيش الإسرائيلي إلى خان يونس دون خطة "لليوم التالي" خطوة غير سليمة من الناحية الإستراتيجية، مشيرا إلى أن عقارب الساعة لا تتوقف، وحالة السكان الفلسطينيين في تدهور والضغوط التي تمارسها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تتزايد، مما يعني أن إسرائيل لم يعد لديها أكثر من أسبوعين، وهو وقت غير كاف لتحقيق الأهداف المعلنة في ذروة الغضب والصدمة الإسرائيلية الناجمة عن هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول في إشارة إلى "طوفان الأقصى".


حزب الله والحوثيون

في الجبهة الشمالية -يقول الكاتب- هناك تفاؤل يلوح في الأفق، وذلك بقيام الأميركيين والفرنسيين برشوة الحكومة اللبنانية، وموافقة حزب الله على نوع من الترتيبات التي من شأنها إنهاء الأعمال "العدائية" في المستقبل المنظور، مما يتيح لسكان المجتمعات الشمالية التي تم إجلاؤها من العودة إلى ديارهم.

أما في اليمن، فقد أطلق الحوثيون "بطلب من أسيادهم الإيرانيين" -على حد تعبيره- صواريخ باليستية متعددة باتجاه جنوب إسرائيل، منذ بدء الهجوم البري للجيش الإسرائيلي، وبدؤوا مؤخرا مهاجمة السفن الضخمة في البحر الأحمر.

وقبل عدة أيام، يقول الكاتب: سُمع دوي انفجارات قرب مصانع ذخيرة تابعة لهم بجوار العاصمة صنعاء، ولا أحد يستطيع أن يخمن هل ذلك من فعل الجيش الإسرائيلي، ولكن إذا كان الأمر كذلك، فمن المؤكد أنه مصمم ليكون بمثابة إشارة إسرائيلية من نوع ما.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

يديعوت: زامير يصعد إلى قيادة الجيش في فترة بالغة الصعوبة.. بين حربين

مع صعوده لقيادة جيش الاحتلال، من الواضح أن آيال زامير يتولى منصبه في ظل فترة مضطربة، ما سيدفعه للتركيز على إعادة بناء الجيش بعد العدوان، وتنفيذ خطة جديدة متعددة السنوات، مع مراعاة ميزانيات الدولة.

يوآف زيتون، المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت، أكد أن "زامير بصفته الأخيرة مديرا عاما لوزارة الحرب، عمل طيلة حرب "السيوف الحديدية" خلال خمسة عشر شهرا، على قيادة قطار جوي وبحري يضم مئات الطائرات والسفن لدولة الاحتلال، بهدف تزويد الجيش بأسلحة من جميع أنحاء العالم، والتعامل مع نقص الذخيرة الذي زاد مع تقدم القتال، وإدانة الاحتلال من الدول الغربية، التي فرض بعضها حظرا عليه".

وأشار في مقال ترجمته "عربي21" أن "بناء قوة الجيش تحت قيادة زامير سيشمل عمليات شراء إضافية تهدف لتعزيز غير مسبوق، بما في ذلك سفن جديدة للبحرية؛ وإنشاء فرقة شرقية لإغلاق الحدود الهشة مع الأردن؛ والإصرار على قبول مطالب الجيش الخاصة بالميزانية".


على الساحة الأمنية المباشرة، يقول الكاتب إن "زامير سينتقل مباشرة لمتابعة وقف إطلاق النار الهش في الشمال والجنوب، فقد تم تمديد وقف إطلاق النار مع حزب الله بمبادرة من الولايات المتحدة، لكنه قد ينفجر مرة أخرى مع قوات الحزب التي تحاول إعادة تأهيل نفسها، كما أنه سيتم اختبار الاتفاق مع حماس قريبا، وإذا استؤنف القتال في غزة، فسيتعين على زامير تنفيذ الخطوط الحمر، ومهاجمة الحركة التي تحاول إعادة تأهيل نفسها بقوة، وفي الوقت نفسه ملء المنطقة العازلة الموسعة التي تم إنشاؤها على حدود غزة".

واعترف الكاتب بأن "زامير سيواجه واقعا صعبا في غزة، بعد أن فشل المستوى السياسي في توفير بديل حاكم لحماس، التي لا تزال مسؤولة مدنيا عن الفلسطينيين، ما يجعل الإنجازات العسكرية التي حققها الجيش خلال أشهر العمليات البرية تتآكل كل يوم، وربما يتعين عليه العودة لذات السياسة التي انتهجها كقائد للمنطقة الجنوبية في العقد الماضي من خلال جولات متكررة من المناوشات ضد حماس، لكن هذه المرة بدفاع أقوى من شأنه أن يمنع تكرار سيناريو السابع من أكتوبر".

وأوضح أن "زامير لن يخفي أمام المستوى السياسي والجمهور تحديات استنزاف الجنود، النظاميين والاحتياط، في مواجهة الحرب المستمرة في ظل غياب بديل يحلّ محلّ حماس، لاسيما عقب احتجاجات جنود الاحتياط الذين يستجيبون لطلبات الاستدعاء بنسب منخفضة نسبيا، 60 بالمئة إلى 70 بالمئة، بعد أن خدم بعضهم ما بين ستة أشهر إلى عام بالزي الرسمي في الميدان طوال الحرب".

وأكد أنه "سيضطر لإعلان موقفه الرافض لقانون التهرب من الخدمة العسكرية الخاصة بالحريديم، لأن الوحدات القتالية بحاجة ماسة للمزيد من الجنود، وعدد جنود الاحتياط آخذ في الانخفاض".

وشدد بالقول: "في مثل هذا الوضع، سيطالب زامير المستوى السياسي بتحديد الأولويات، حيث قرر إبقاء القوات على الأرض في لبنان وسوريا مؤقتا بعد سقوط الأسد، صحيح أنه أصدر تعليمات للجيش بالتركيز الآن على ساحة الضفة الغربية، لكن الغطاء القصير سيدفع رئيس الأركان القادم لاتخاذ قرارات بشأن الأولويات، وتوزيع الحمل داخل الجيش، الذي يعاني نقصا في الجنود، ومن الواضح بالفعل أن وحداته القتالية ستزداد".

https://www.ynet.co.il/news/article/hygakb300kl

مقالات مشابهة

  • عاجل | يديعوت أحرونوت: الشاباك سينشر الليلة نتائج تحقيقه في هجوم 7 أكتوبر
  • وزير الدفاع الإسرائيلي : مصر أكبر وأقوى دولة عربية ولن نسمح لها بخرق اتفاقية السلام
  • يديعوت احرونوت: استقالة رئيس شعبة العمليات بالجيش الإسرائيلي
  • الجيش الإسرائيلي يقصف زورقاً قبالة سواحل خان يونس
  • يديعوت أحرونوت: ترامب يقود تحالفا للبلطجية وإسرائيل قد تتعرض للخيانة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن قصف زورق قبالة سواحل خان يونس
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل القصف على خان يونس ويمنع دخول المساعدات
  • يديعوت أحرونوت: هل يواجه نتنياهو مصير زيلينسكي أمام ترامب؟
  • يديعوت: زامير يصعد إلى قيادة الجيش في فترة بالغة الصعوبة.. بين حربين
  • يديعوت أحرونوت: نتنياهو يريد بقاء روسيا في سوريا لمواجهة تركيا