حماس لم تقطع رؤوس الأطفال ونتنياهو كاذب
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
سرايا - فنّدت صحيفة هآرتس العبرية ما روّجته تل أبيب عن مزاعم قطع رؤوس أطفال "إسرائيليين" وحرق جثثهم في هجوم حركة حماس على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مؤكدةً أن تلك الرواية غير صحيحة ولا أساس لها في الواقع.
وجاء في التحقيق أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو روّج لهذه الأكاذيب في لقاءاته مع الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن
وتناول تحقيق الصحيفة الروايات التي روجتها مؤسسات حكومية ومسؤولون كبار في إسرائيل منذ 7 أكتوبر.
واستندت "إسرائيل" إلى حد كبير في تبرير حربها المدمرة على قطاع غزة إلى هذه المزاعم التي كشف التحقيق الاستقصائي عدم صحتها
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي يشن الجيش "الإسرائيلي "حربا مدمرة على غزة، خلّفت نحو 16 ألف شهيد مدني معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب 42 ألف جريح، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.
وقالت الصحيفة إن عناصر المقاومة الفلسطينية "قتلوا بوحشية حوالي 1200 شخص، معظمهم من المدنيين العزل واختطفوا نحو 240 مدنيا وجنديا، بينهم بالغون وأطفال ونساء"، على حد تعبيرها.
لكنها فندت شائعات روّجتها الحكومة "الإسرائيلية" عن العثور على عشرات من جثث الأطفال مقطوعة الرأس
وأشارت إلى أن مثل هذا الوصف ظهر في تقرير لشبكة "إسرائيل 24 "حيث تقول إحدى المراسلات إن أحد القادة الميدانيين أخبرها أن ما لا يقل عن 40 طفلاً قتلوا، وأن الإرهابيين قطعوا رؤوس بعضهم"، وفق مزاعم التقرير
وأضافت "أفادت "إسرائيل 24" بأن تقارير الفظائع وتقدير الأعداد استندت إلى شهادات الضباط الذين نقلوا الجثث في المستوطنات المحيطة، وتم جمعها خلال جولة للصحفيين الأجانب أجراها متحدث الجيش "الإسرائيلي"بعد 4 أيام من اندلاع الحرب"
وتابعت "كما تكررت أرقام مماثلة في شهادات أعضاء فرق الإنقاذ "الإسرائيلية "(زكا)، وقد نُقل هذا الوصف لاحقًا على وسائل التواصل الاجتماعي"
الصحيفة العبرية أشارت أيضا إلى أنه في بعض الأحيان يتم تغيير القصة إلى جثث الأطفال المحروقين أو جثث الأطفال المعلقين على الحبل
وقالت "على سبيل المثال، نشرت القناة الرسمية لوزارة الخارجية شهادة المقدم جولان فاش من قيادة الجبهة الداخلية، والتي جاء فيها أنه عثر على جثث 8 أطفال محترقة في أحد المنازل"
وأضافت "كما أشار الحساب التابع لمكتب رئيس الوزراء على منصة إكس إلى مقتل أطفال رضع، عندما نشر صورا شديدة الخطورة وكتب: هذه صور مرعبة لأطفال قتلوا وأحرقوا على يد وحوش حماس، كما جاء في التغريدة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عرض الصور على وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن"
لكن هآرتس خلصت إلى أن هذه الأوصاف غير صحيحة في الواقع.
وأوضحت في هذا السياق أن أرقام القتلى من مؤسسة التأمين الوطني والمعلومات التي تم جمعها من مسرح القتل، من قادة المستوطنات والشرطة، تظهر عمليات قتل مختلفة
وأكدت الصحيفة أنه "حتى يومنا هذا، لا يوجد مشهد معروف تم فيه اكتشاف أطفال من عدة عائلات قتلوا معًا. وهذا يدل على أن وصف نتنياهو في حديثه مع الرئيس الأميركي جو بايدن بأن إرهابيي حماس أخذوا عشرات الأطفال وقيدوهم وأحرقوهم وأعدموهم، لا يطابق تماما الصورة الواقعية"
وأضافت "تم تداول مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يُزعم أنه يصور جريمة قتل امرأة حامل، بينما الحقيقة أنه لم يتم تصويره في "إسرائيل" على الإطلاق.
ويرجع العديد من الشائعات المرعبة إلى معلومات أعلنت عنها منظمة زاكا، وبعد التحقق من زيف هذه المعلومات، ردت بأن متطوعيها ليسوا خبراء وليست لديهم أدوات مهنية للتعرف على القتيل وعمره، أو طريقة قتله. وقالت المنظمة إنها اعتمدت على معلومات من شهود عيان.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
أملا بتدخل الرب.. إدانة أعضاء من طائفة دينية في أستراليا قتلوا طفلة ومنعوا إنقاذها
أدانت المحكمة العليا في ولاية كوينزلاند الأسترالية، الأربعاء، 14 عضوا من طائفة دينية صغيرة بتهمة القتل غير العمد، بعد أن تسببوا في وفاة طفلة مصابة بالسكري بمنعها من تلقي العلاج الطبي اللازم، اعتقادا منهم أن الرب سيشفيها.
وكانت الطفلة إليزابيث ستروهس، البالغة من العمر 8 سنوات، توفيت في كانون الثاني /يناير 2022، نتيجة مضاعفات الحماض الكيتوني السكري بعد حرمانها من الأنسولين لمدة ستة أيام، بينما لجأ أفراد الطائفة إلى الصلاة والترنيم بدلاً من طلب المساعدة الطبية.
وأدانت المحكمة والد الطفلة، جيسون ستروهس، وزعيم الطائفة بريندان ستيفنز، بتهمة القتل غير العمد بعد أن فشلت النيابة في إثبات أنهما كانا يعلمان يقينا أن حرمانها من العلاج سيؤدي إلى وفاتها.
كما أدينت والدة إليزابيث، كيري ستروهس، وشقيقها، إلى جانب 11 فردًا آخرين من الطائفة، بالتهمة ذاتها.
وأفاد القاضي مارتن بيرنز، الذي أصدر حكما من 500 صفحة، أن الطفلة حُرمت من الشيء الوحيد الذي كان سيبقيها على قيد الحياة بسبب إيمان الطائفة بقوة الشفاء الإلهي. وأوضح أن جميع المتهمين كانوا محبين لإليزابيث، لكنهم اتخذوا قرارًا جماعيًا تسبب في وفاتها.
وكشفت المحكمة أن الطائفة، المعروفة باسم "القديسين"، تعارض الرعاية الطبية وترفض التدخل الطبي، حيث لم يتم إبلاغ السلطات بوفاة إليزابيث إلا بعد 36 ساعة، إذ كان أتباع الطائفة يؤمنون بإمكانية إعادتها إلى الحياة من خلال الصلاة.
وشهدت المحاكمة، التي استمرت تسعة أسابيع، تقديم 60 شاهدا وعشرات المستندات التي أظهرت أن إليزابيث عانت بشدة في أيامها الأخيرة، إذ أصبحت غير قادرة على المشي أو الكلام بشكل طبيعي، بينما اكتفى والداها والمجموعة الدينية بالصلاة بدلاً من طلب العلاج.
وكانت الطفلة نُقلت إلى المستشفى عام 2019، بعد دخولها في غيبوبة بسبب مضاعفات السكري، وأُبلغت عائلتها بضرورة تلقيها جرعات يومية من الأنسولين للبقاء على قيد الحياة. لكن بعد أن اعتنق والدها معتقدات الطائفة، توقف عن إعطائها الدواء استجابةً لضغوط المجموعة.