تواصلت العمليات الحربية والمعارك بين الجيش وقوات "الدعم السريع" بالعاصمة السودانية الخرطوم على الوتيرة العنيفة ذاتها، وبينما تابعت المقاتلات الحربية للجيش ترصدها وقصفها المكثف للأهداف التابعة لـ"الدعم السريع"، شهدت مناطق عدة من العاصمة مواجهات وقصفاً مدفعياً عنيفاً بين الطرفين وسط وشرق الخرطوم وفي محيط سلاح المدرعات جنوباً، وكذلك جنوب وغرب أم درمان وشمال الخرطوم بحري.

تكثيف جوي وواصل سلاح الجو والطيران المسير غاراته واستهدافه مواقع ونقاط تمركز قوات "الدعم السريع" شمال مدينة بحري وحي الأزهري جنوب شرقي العاصمة، وسمع المواطنون دوي انفجارات قوية، فضلاً عن تصاعد سحب وأعمدة الدخان في سماء المنطقة.

وأوضحت مصادر ميدانية أن المقاتلات الحربية التابعة للجيش قصفت أهدافاً لـ"الدعم السريع" في محيط الإذاعة والتلفزيون بأم درمان، كما هاجمت رتلاً من العربات المقاتلة على طريق بارا الأبيض دمر عدد كبير منها إلى جانب خسائر بشرية كبيرة وسط "الدعم السريع".

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن قوات العمل الخاص دهمت عدداً من أماكن سكن "الدعم السريع" بالخرطوم وبحري جنوب الصافية حيث قتلت وأسرت عدداً منهم، وتمكنت من إلقاء القبض على قناصة في منطقة ودنوباوي بأم درمان القديمة، كما أغرقت مركباً كان تستخدمه هذه القوات لعبور النيل الأبيض بمنطقة خزان جبل أولياء.

وأفاد شهود بتعرض حي شمبات الأراضي بالخرطوم بحري إلى قصف عشوائي من قبل قوات "الدعم السريع" تسبب في مقتل شخصين في الأقل وإصابة عدد آخر بجروح مختلفة.

واتهمت لجان مقاومة منطقة دردوق ونبتة شمال الخرطوم "الدعم السريع" بممارسة الترهيب والترويع ونهب المتاجر والمخابز بالمنطقة تحت تهديد السلاح، وقالت في بيان إن عدداً كبيراً من المخابز توقف عن العمل بسبب نهب هذه القوات الدقيق من معظم مخابز المنطقة تحت تهديد السلاح.

وكشف بيان لهيئة "محامو الطوارئ" عن مقتل 15 مدنياً بينهم أطفال وإصابة آخرين نتيجة قصف الطيران الحربي، خلال اليومين الماضيين، مناطق مأهولة بالمدنيين في الكوكيتي بولاية شمال كردفان والفتيحاب بمدينة أم درمان، مطالباً طرفي القتال بالابتعاد عن مناطق المدنيين ووقف شن الهجمات العشوائية والتزام القانون الدولي الإنساني.

استعدادات ومناورات وكشف مفوض العون الإنساني بشمال كردفان طارق أبو البشر عن تزايد مراكز ومعسكرات إيواء المتأثرين بالحرب بالولاية تزايداً ملحوظاً، إذ تجاوز 100 مركز من بينها 80 معسكراً في العاصمة الأبيض.

وأعلن أبو البشر أن تدخل عدد من المنظمات وجهوداً مشتركة مع وزارة الصحة الولائية أديا إلى انفراج في تقديم الخدمات واستقرار الوضع الصحي في تلك المراكز مقارنة بما كان عليه الوضع سابقاً.

وفي دارفور، بدأت القوة المشتركة للحركات عمليات توسيع نطاق انتشارها فعلياً في ولاية شمال دارفور. وأكد بيان سابق للمتحدث باسم القوة المشتركة الرائد أحمد حسين أنها باتت جاهزة للتصدي لأي انتهاكات أو اعتداءات يتعرض لها المواطنون.

 وكانت منطقة أم مراحيك شمال الفاشر قد استقبلت أعداداً كبيرة من مقاتلي الحركات القادمين من الصحراء تحسباً لهجوم محتمل من قوات "الدعم السريع" التي ما زالت تتمركز شرق المدينة.

وكشفت مصادر ولائية عن أن الأخيرة بدأت تناور بتحريك بعض قواتها هناك باتجاه الشرق بغرض إعادة تموضعها في مناطق شمال وغرب كردفان على رغم الضربات الجوية التي تعرضت لها، الأسبوع الماضي، محذرة من أن سيطرتها على مدينة أم كدادة تضعها على تخوم ولاية شمال كردفان.

 وفي محاولات لتطبيع الحياة بالولايات التي تقع تحت سيطرتها بإقليم دارفور، أعادت قوات "الدعم السريع" افتتاح مستشفى مدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور إلى الخدمة.

ونشرت مقاطع فيديو على صفحتها بمنصة "إكس" يظهر في أحدها اللواء علي يعقوب جبريل القائد المكلف للفرقة بزالنجي، وهو يعد المواطنين بتوفر الخدمات الطبية، بينما خاطب العقيد صالح الفوتي القائد المكلف في مدينة نيالا بجنوب دارفور نفير الفعاليات الشعبية لنظافة الولاية، وتفقد قائد فرقة الجنينة سوق المدينة مطالباً الغرفة التجارية بتنظيم السوق وتوفير السلع والمنتجات.

تعليق التفاوض في غضون ذلك، كشف مصدر دبلوماسي عن تعليق مفاوضات منبر جدة مساء أمس الأحد، بعد انسداد أفق التفاوض واصطدامه من جديد بعقبة التعهدات غير الملتزم بها من قبل الجانبين في الاتفاقات السابقة، مما دفع الوساطة المشتركة إلى رفع جولة التفاوض وعودة الوفدين للتشاور مع قياداتهما.

وأوضح المصدر أنه بينما يتمسك وفد الجيش المفاوض بخروج قوات "الدعم السريع" من الأعيان المدنية والمؤسسات الخدمية ومنازل المواطنين وفقاً لما جاء في اتفاق "جدة 1"، يتشدد الطرف الآخر على ضرورة وفاء الجيش بتعهداته في إعلان جدة الأخير في ما يخص إجراءات بناء الثقة، بالقبض على قائمة المطلوبين من قادة نظام عمر البشير الإسلاميين لمواصلة التفاوض

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يُعلن السيطرة على قاعدة"الزرق" شمال دارفور

أعلن الجيش السوداني والقوة المشتركة من حركات "سلام جوبا"، اليوم السبت، عن بسط سيطرتهم على قاعدة "الزرق" بولاية شمال دارفور.

ماكرون يدعو طرفي النزاع في السودان إلى إلقاء السلاح برنامج الغذاء العالمي: مقرا للأمم المتحدة بجنوب شرق السودان تعرض لقصف جوي


وبحسب"سبوتنيك"، أضاف الجيش السوداني، في بيان، أنه تمكن كذلك من "السيطرة على عدد مقدر من المركبات القتالية في "الزرق"، فضلا عن كمية من مواد تموين القتال، وقتل العشرات ومطاردة عناصر قوات الدعم السريع بعد هروبهم منها.
وتتخذ قوات الدعم السريع من بلدة "الزرق" الواقعة في شمال دارفور، قاعدة عسكرية استرتيجية، إذ بدأت منذ عام 2017، في إنشاء مشاريع بنى تحتية ضخمة في المنطقة، شملت مستشفيات ومدارس، فضلا عن معسكرات ضخمة لقواتها، كما أنها شرعت في إنشاء مطار في البلدة.
و"الزرق" هي منطقة نائية بولاية شمال دارفور، وتقع عند الحدود الثلاثية الرابطة بين السودان وتشاد وليبيا.
فيما قال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، عن السيطرة على قاعدة "الزُرق" بعد أن كانت لقوات الدعم السريع: "(We got it)، أي لقد حصلنا عليها"، وذلك عبر منشور له على "فيسيوك" (أنشطة شركة "ميتا"، التي تضم شبكتي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"إنستغرام"، محظورة في روسيا، باعتبارها متطرفة).

مقالات مشابهة

  • الدعم السريع في دارفور يفقد حاضنته السياسية والاجتماعية ويتفكك إلى عناصره الأولية
  • ماذا تعني سيطرة الجيش على أكبر قواعد الدعم السريع بدارفور؟
  • قوات الدعم السريع السوداني يسيطر على قاعدة عسكرية شمال دارفور
  • الدعم السريع تستعيد السيطرة على قاعدة في دارفور
  • قوات الدعم السريع تؤكد استعادة منطقة الزرق.. والمشتركة تنفي
  • الجيش والقوة المشتركة يسيطران على قاعدة الزرق في شمال دارفور
  • القوة المشتركة تسيطر على أكبر قاعدة عسكرية لقوات “آل دقلو” وتستولي على مركبات وفرار قائد للدعم السريع والجيش السوداني يعلق” فيديو”
  • الجيش السوداني يُعلن السيطرة على قاعدة"الزرق" شمال دارفور
  • السودان...إصابات بقصف مدفعي للدعم السريع على أم درمان
  • أطباء بلا حدود: قوات الدعم السريع هاجمت مستشفى بالعاصمة السودانية