غزة.. القصف الإسرائيلي يستهدف النخب الفلسطينية
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
غزة- في حربه الدموية المدمرة التي يشنها على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قتل ودمر جيش الاحتلال الإسرائيلي كوادر بشرية ومعالم علمية وتعليمية، تمثل أعمدة ومقومات أساسية للحياة في القطاع الساحلي الصغير.
ويتفق أهل غزة مع منظمات أهلية ودولية على أن هذه الحرب هي الأعنف من حيث جرائم القتل والتدمير، من بين 5 حروب شنتها إسرائيل على قطاع غزة منذ الحرب الأولى في نهاية العام 2008، مرورا بحروب أعوام 2012 و2014 و2021، فضلا عن جولات التصعيد، وصولا إلى الحرب المستعرة حاليا، وبلا "خطوط حمراء"، وقد استباح خلالها جيش الاحتلال البشر والشجر والحجر.
ويبرز من بين أكثر من 15500 شهيد -ارتقى غالبيتهم نتيجة غارات جوية إسرائيلية استهدفت على نحو مركز منازل سكنية- رموز وشخصيات علمية وأكاديمية، يمثل غيابهم -مع الدمار الهائل في المنشآت التعليمية من معاهد وجامعات- خسارة فادحة للحياة العلمية والتعليمية في غزة.
وأجرت الجزيرة نت بحثا سريعا في قوائم الشهداء، ورصدت في التقرير التالي أبرز الشهداء من رموز العلم والتعليم الجامعي:
سفيان تايهاستشهد رئيس الجامعة الإسلامية في غزة الدكتور سفيان تايه وأسرته، وارتقى معهم عشرات الشهداء ومئات الجرحى، جراء غارات جوية عنيفة ومكثفة شنتها مقاتلات حربية إسرائيلية في الثاني من الشهر الجاري على منازل سكنية مأهولة في منطقة الفالوجا بمخيم جباليا شمال القطاع.
وتداول نشطاء ومنظمات تعليمية على نطاق واسع محطات بارزة من المسيرة التعليمية المميزة للدكتور الشهيد تايه (52 عاما)، الحاصل على درجة الأستاذية في تخصص الفيزياء النظرية والرياضيات التطبيقية، وحاز على "جائزة عبد الحميد شومان" للعلماء العرب الشبان، فضلا عن تعيينه حاملا لكرسي اليونسكو لعلوم الفيزياء الفلكية وعلوم الفضاء في فلسطين.
استشهد وزير التربية والتعليم في حكومة شكلتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الدكتور أسامة المزيني، نتيجة قصف جوي إسرائيلي في 16 أكتوبر/تشرين الأول على مدينة غزة، ونعته الحركة بوصفه كذلك رئيس مجلس الشورى منذ أبريل/نيسان 2021.
ويحمل المزيني وهو من مواليد 1966 شهادة الدكتوراه في الإرشاد والصحة النفسية، وعمل محاضرا بالجامعة الإسلامية في غزة، ومن ثم عينته حماس وزيرا للتربية والتعليم بين عامي 2011 و2014، وهو صهر مؤسس حركة حماس الشيخ الشهيد أحمد ياسين، الذي اغتالته إسرائيل في غارة جوية استهدفته إثر خروجه من المسجد بعد صلاة الفجر في 22 مارس/آذار عام 2003.
استشهدت الأستاذة الجامعية والسياسية الفلسطينية الدكتورة جميلة الشنطي من مواليد 1957، جراء قصف جوي إسرائيلي على شمال قطاع غزة في 19 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وكانت الشنطي فازت بعضوية المجلس التشريعي عن حركة حماس في الانتخابات التي جرت عام 2006، وتولت منصب وزيرة شؤون المرأة في حكومة شكلتها الحركة عام 2013، وأصبحت في العام 2021 أول امرأة تصل إلى عضوية المكتب السياسي للحركة، وتولّت مسؤولية ملف الجامعات ودور القرآن الكريم.
وتحمل الشنطي درجة الدكتوراه في العلوم التربوية، وعملت بعد حصولها على البكالوريوس معلمة في دول عربية لنحو 10 أعوام، ثم عادت إلى غزة، وتولت مناصب قيادية في حركة حماس، وتعرض منزلها للتدمير في الحرب الإسرائيلية عام 2014.
محمد عيد شبيراستشهد البروفيسور محمد عيد شبير برفقة أفراد من أسرته في غارة جوية إسرائيلية على مدينة غزة في 14 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وهو أستاذ جامعي، وأحد أشهر رؤساء الجامعة الإسلامية في غزة على مدار تاريخها الممتد منذ 1979.
ولد الدكتور الشهيد شبير في مدينة خان يونس عام 1946، ويحمل درجة الدكتوراه في علم الأحياء الدقيقة من جامعة "مارشال" الأميركية، وتقاعد من رئاسة الجامعة الإسلامية عام 2005 بعد نحو 15 عاما تصفها أوساط أكاديمية وإدارية بالمسيرة الناجحة.
استشهاد الدكتور محمود أبو دف وزوجته الدكتورة ختام الوصيفي في قصف الاحتلال علـى قطاع غزة. pic.twitter.com/ZgTePSVMOS
— فلسطين بوست (@PalpostN) December 1, 2023
محمود أبو دف وزوجته ختام الوصيفياستشهد عميد كلية التربية الأسبق في الجامعة الإسلامية الدكتور محمود أبو دف، وزوجته الدكتورة ختام الوصيفي وأفراد من أسرتيهما في غارات جوية إسرائيلية مكثفة وعنيفة شنتها مقاتلات حربية فور انتهاء اتفاق الهدنة المؤقتة صباح الجمعة الأول من الشهر الجاري.
ووفق حسابها الرسمي على فيسبوك، تحمل البروفيسورة الوصيفي درجة الأستاذية في الفيزياء، وهي نائبة عميد كلية العلوم في الجامعة الإسلامية، وعميدة شؤون الطلبة بالجامعة، ورئيسة مجلس إدارة مؤسسة المداد للثقافة والعلوم.
عمر صالح فروانةاستشهد الدكتور عمر صالح فروانة برفقة زوجته وأبنائه وأحفاده في غارة جوية إسرائيلية على منزلهم في حي تل الهوى بمدينة غزة في 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
والدكتور الشهيد فروانة من مواليد العام 1956، حاصل على بكالوريوس في الطب من جامعة القاهرة، وشهادة الدكتوراه من جامعة ليدز في بريطانيا، وهو أحد أشهر أطباء النساء والعُقم في غزة، وعمل أستاذا مساعدا في كلية الطب البشري بالجامعة الإسلامية في غزة، وكان عميدا لها.
ينعى منتدى الأكاديميين الدولي ببالغ الحزن والأسى، استشهاد العميد السابق لكلية الشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية العالم الجليل أ.د تيسير كامل إبراهيم والدكتور سعيد طلال الدهشان وهو خبير في القانون الدولي والشأن الفلسطيني
رحم الله شهداء غزة
إنا لله وإنا إليه راجعون pic.twitter.com/XnYD8fdoLb
— منتدى الأكاديميين الدولي (@kudusforumu) October 14, 2023
تيسير إبراهيمنعت حركة حماس في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الدكتور تيسير إبراهيم، ووصفته بأنه "رئيس القضاء الحركي"، جراء غارة جوية إسرائيلية على مخيم النصيرات وسط القطاع. والدكتور إبراهيم في العقد الخامس من العمر، وهو أستاذ جامعي، وتولى منصب عميد كلية الشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية.
سعيد الدهشاناستشهد الدكتور سعيد طلال الدهشان وأسرته في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلهم في مدينة غزة في 11 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهو نائب الأمين العام للائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، وتصفه أوساط فلسطينية بأنه خبير في القانون الدولي.
مصطفى الصوافاستشهد الصحفي والكاتب السياسي المخضرم مصطفى الصواف وعدد من أفراد أسرته، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلهم في مدينة غزة يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ويعد الصواف وهو في العقد السادس من العمر، من الرعيل الأول وأحد أشهر الصحفيين والكتاب السياسيين الفلسطينيين. وعمل سابقا محاضرا للإعلام في الجامعة الإسلامية بغزة، وتولى منصب وكيل وزارة الثقافة في حكومة شكلتها حركة حماس عقب سيطرتها على قطاع غزة منتصف العام 2007.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أکتوبر تشرین الأول الماضی الجامعة الإسلامیة فی غزة فی غارة جویة إسرائیلیة فی الجامعة الإسلامیة مدینة غزة حرکة حماس قطاع غزة فی حکومة غزة فی
إقرأ أيضاً:
عيد الميلاد في غزة: صلوات وقداس هادئ وسط أصوات الطائرات واستمرار القصف الإسرائيلي
احتفلت الجالية المسيحية في مدينة غزة بعيد الميلاد في كنيسة العائلة المقدسة، التي تقع في الحي القديم للمدينة، وسط مشاعر مختلطة من الأمل والحزن. ورغم معاناة سكان غزة من ويلات الحرب المستمرة لأكثر من عام، فإن احتفالات هذا العام قد اتّسمت بطابع خاص، يعكس صمود المواطنين.
تحولت كنيسة العائلة المقدسة إلى ملاذ آمن للعائلات النازحة من مناطق مختلفة بسبب القصف والدمار. من بين هذه العائلات كانت عائلة موسى إياد، التي تقيم في الكنيسة منذ أكثر من عام بسبب الأوضاع الصعبة.
تحدث موسى، البالغ من العمر 40 عامًا، عن معاناته قائلاً: "لقد عانى العالم من ويلات الحروب، وآخرها الحرب التي يعاني منها الشعب الفلسطيني. هذه المعاناة جعلتني أتضامن مع كل شخص عاش تحت آلة الحرب."
وأضاف قائلا: "هذه صرخة من غزة، من قلب المعاناة، إلى الحكماء في العالم، ندعوهم لإعلان نهاية الحروب والدماء. يجب أن تعيش الإنسانية في سلام، وهذا ما نسعى إليه في أرض السلام."
من جانب آخر، عبر مايكل إياد، أحد الحضور في قداس عيد الميلاد، عن حزنه العميق قائلاً: "لا يمكنني أن أشعر بالفرح في هذا العيد. ابني هاجر، ومنازلي دمرت في الحرب. هذه الصلاة ليست احتفالًا، بل هي تعبير عن إيماننا."
واخـتُـتِـم الاحتفال بالقداس، حيث دعا المشاركون من الكنيسة إلى السلام، ووقفِ معاناة الشعب الفلسطيني. وتظل كنيسة العائلة المقدسة في غزة رمزًا للصمود، وتحولت هذا العام إلى رسالة أمل في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها سكان المدينة.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية حصار للمستشفيات وقتلى وجرحى بقصف على غزة وإسرائيل تتوعد الحوثيين وأردوغان يهدد أكراد سوريا أطفال غزة.. إما قصفٌ ودماء أو عيشٌ وسط الركام والنفايات من غزة إلى تشيلي.. جدارية تحكي قصص أطفال لم يعرفوا سوى الحرب والشتات قطاع غزةعيد الميلادضحاياأعياد مسيحيةاعتداء إسرائيلديانة
محمد بن زايد يبحث مع وزير الخارجية التركي تعزيز العلاقات والتطورات الإقليمية