بعد استئناف القتال بغزة.. منظمات إنسانية تخشى من سيناريو أكثر رعبا
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
لم تكن المساعدات الإنسانية التي وصلت إلى غزة خلال أيام الهدنة الإنسانية كافية، بحسب عدد من المنظمات الإنسانية التي تتحدث عن ظروف إنسانية قاسية يجتازها سكان القطاع، مع استئناف إسرائيل لعمليتها العسكرية.
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، لين هاستينغز، إنه منذ استئناف القتال بين إسرائيل وحماس في الأول من ديسمبر، بعد هدنة استمرت سبعة أيام "امتدت العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى جنوب غزة".
وأضافت في بيان، أن هذا التوسع في العمليات البرية الإسرائيلية "أجبر عشرات الآلاف من الفلسطينيين الآخرين إلى اللجوء إلى مناطق تواجه ضغطا متزايدا، وحيث ينتابهم اليأس في مسعاهم للعثور على الغذاء، والماء، والمأوى والأمان".
وأوضح البيان أن "لا مكان آمنا في غزة ولم يبق مكان يمكن التوجه إليه"، مضيفا أن "سيناريو أكثر رعبا بشوط بعيد يوشك أن تتكشف فصوله، وهو سيناريو قد لا تملك العمليات الإنسانية القدرة على الاستجابة له، لو قدر له أن يتحقق".
وتابعت المسؤولة الأممية في بيانها "إن ما نشهده اليوم يتجسد في مراكز إيواء بلا إمكانيات، ونظام صحي منهار، وانعدام مياه الشرب النظيفة، وغياب الصرف الصحي الملائم، وسوء التغذية في أوساط الناس الذين ينهشهم الإنهاك العقلي والجسدي في الأصل وصيغة نجدها في الكتب المدرسية للأوبئة ولكارثة صحية عامة".
وأضافت أن "كميات الإمدادات الإغاثية والوقود التي سمح بإدخالها ليست كافية على الإطلاق"، مشددة على أن "الحيز المتاح للاستجابة الإنسانية التي يسمح بتقديمها داخل غزة آخذ بالتقلص المستمر".
وقال نازحون فلسطينيون لصحيفة "واشنطن بوست"، إنهم "لا يعرفون أي مكان آمن للجوء إليه، بسبب المعلومات المتضاربة"، كما تكشف منظمات إغاثية دولية، أن "الخرائط التي ينشرها الجيش الإسرائيلي للمناطق الآمنة، إما مكتظة أو تتعرض للهجوم أيضا في بعض الأحيان".
من جانبه، صرح مارتن غريفيث، منسق الإغاثة الطارئة الذي يشرف على المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة، الاثنين، بأن الأوضاع بغزة "تصبح أكثر فظاعة يوما تلو الآخر".
Every time we think things cannot get any more apocalyptic in #Gaza, they do. pic.twitter.com/aE8m33zYZC
— Martin Griffiths (@UNReliefChief) December 4, 2023وكشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تحديث له الأحد، بأن توزيع المساعدات في خان يونس بغزة "توقف إلى حد كبير بسبب شدة الأعمال العدائية"، حيث ظلت المنطقة الوسطى من القطاع "منفصلة إلى حد كبير عن الجنوب" بسبب "منع القوات الإسرائيلية للحركة".
وأضافت الوكالة أن المساعدات القادمة من الجنوب لم تتمكن من الوصول إلى المناطق الواقعة شمال وادي غزة الذي يقسم القطاع، منذ الجمعة.
والاثنين، حث رئيس منظمة أطباء بلا حدود، كريستوس كريستو، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على "بذل كل ما في وسعه لضمان وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة".
كتب كريستو: "نريد ويجب أن نكون قادرين على فعل المزيد"، موضحا أن "قيودا صارمة فرضت على وصول المساعدات الإنسانية إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها".
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس بعد هجوم مباغت شنته الحركة على مواقع عسكرية ومناطق سكنية محاذية لقطاع غزة، أدى إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وتم اختطاف 239 شخصا، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردت إسرائيل بقصف جوي وبحري وبري مكثف على القطاع المحاصر، أتبعته بعملية برية، توقفت مؤقتا مع بدء الهدنة، قبل انهيارها.
وبلغت حصيلة القتلى في غزة 15899 شخصا، 70 في المئة منهم من النساء والأطفال، فضلا عن إصابة نحو 42 ألف شخص، فيما بلغ عدد المفقودين قرابة 7 آلاف مفقود، بحسب السلطات التابعة لحماس.
وأطلق سراح أكثر من 100 من الرهائن خلال هدنة استمرت سبعة أيام الشهر الماضي. وتقول السلطات الإسرائيلية إن سبعة مدنيين وضابطا في الجيش برتبة لواء قتلوا وهم رهن الاحتجاز، بينما لا يزال هناك 137 رهينة في غزة.
وأعلنت الولايات المتحدة، الاثنين، أنها تطلب من إسرائيل السماح بإدخال مزيد من الوقود إلى قطاع غزة بعد انتهاء الهدنة مع حركة حماس.
وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر: "الحكومة الإسرائيلية لم تكن تسمح، في وقت مبكر من يوم الجمعة، بدخول الوقود"، في إشارة الى يوم انتهاء الهدنة التي استمرت أسبوعا بين إسرائيل وحماس.
وأضاف "أجرينا محادثات صريحة معهم بشأن الحاجة لدخول الوقود ورأينا بعض الوقود يدخل الجمعة. رأينا مزيدًا من الوقود يدخل السبت لكن بمستوى الوقود الذي كنّا عليه قبل بدء الهدنة".
وتابع "أوضحنا أننا نريد أن نرى مستوى الوقود يعود ليس فقط الى ما تمّ إدخاله خلال الهدنة، بل الى أعلى من ذلك".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
حملة إنسانية يمنية لدعم الشعب اللبناني تتجاوز حاجز المليوني دولار
يمانيون../
تحت شعار “ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة” وفي خطوة إنسانية وتضامنية لافتة، يواصل اليمن تقديم الدعم إلى لبنان، وذلك في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشعب اليمني جراء حصارٍ دام لأكثر من عشر سنوات.
الحملة التي أُطلقت في اليمن لدعم الشعب اللبناني، تأتي ضمن مسار يهدف إلى تقديم مساعدات إغاثية وإنسانية للمجتمع اللبناني، الذي يعاني جراء العدوان والصراعات المستمرة في المنطقة.
وقد انطلقت حملة الدعم اليمنية منذ عشرة أيام، وجرى تمديدها حتّى يوم الجمعة المقبل بحسب القيمين. وتجاوز حجم المساعدات التي تم جمعها حتّى الآن أكثر من مليوني دولار، ويستمر العمل على تجميع المزيد من التبرعات، التي سيتم استخدامها لشراء مواد إغاثية وإنسانية لتوزيعها على المتضررين من الأزمة في لبنان.
وأوضح القيمون على الحملة أن هذه المساعدات تأتي في إطار الواجب الإنساني والأخوي تجاه الشعب اللبناني والفلسطيني، مؤكّدين أن الشعب اليمني يعي تمامًا حجم المعاناة التي يعيشها أبناء لبنان وفلسطين، ويتحمل مسؤولية تقديم الدعم في هذه اللحظات الصعبة، امتثالًا للقول الكريم: “ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة”، مؤكّدين أن هذا الإسناد جزء من المعركة الكبرى التي يتشارك فيها الجميع في المنطقة ضدّ القوى الاستعمارية.
وأضاف القيمون على الحملة أن اليمن، الذي يعاني من الحصار والتدمير جراء العدوان المستمر، ما زال مستمرًا في تقديم الدعم بكلّ السبل المتاحة، ويقوم بتوزيع المساعدات عبر ثلاثة مستودعات رئيسية في بيروت.
وتشمل هذه المساعدات مواد غذائية وإغاثية لصالح النازحين في لبنان، وقد تم تجهيز المستودعات لتوزيع المساعدات بشكل دوري على المناطق الأكثر تضررًا.
وكان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قد أطلق هذه الحملة في سياق التزامه بمبدأ “لستم وحدكم، ومعكم حتّى النصر”، وهي رسالة واضحة تؤكد الدعم المستمر من الشعب اليمني لشعوب المقاومة في لبنان وفلسطين.
موقع العهد الاخباري – مصطفى عواضة