مجلة أمريكية: القدرات البحرية لـ”الحوثيين” تفوق قدرات معظم الدول
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
الجديد برس:
قالت مجلة “نيوز ويك” الأمريكية، إن البحرية الأمريكية تواجه تهديداً صاروخياً مضاداً للسفن من قبل قوات صنعاء، وهو تهديد بقدرات تتفوق على قدرات معظم الدول.
ونقلت المجلة عن فابيان هينز، باحث متخصص في التحليل الدفاعي والعسكري في الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، قوله إن “ترسانة الصواريخ المضادة للسفن لدى الحوثيين ليست قابلة للمقارنة فحسب، بل إنها تتفوق على الأرجح على معظم الجهات الحكومية”.
وبحسب هينز، فإن الصواريخ المضادة للسفن والصواريخ الباليستية هي “قدرة متخصصة للغاية لا يمتلكها سوى عدد قليل جداً من الدول”.
ونقلت المجلة عن سيدهارث كوشال، وهو زميل باحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في المملكة المتحدة استغرابه عن امتلاك صنعاء مثل هذه القدرات التي وصفها بالقدرات غير العادية إلى حد كبير.
ولم يخف الخبراء الذين استند إلى تصريحاتهم تقرير المجلة، القلق من هذه الترسانة التي تملكها صنعاء، حيث استعرضوا جانباً من الصواريخ الباليستية والمجنحة والمضادة للسفن بناء على العرض العسكري الذي نفذته صنعاء في سبتمبر الماضي.
وقال ويليام فرير، زميل باحث في الأمن القومي في مجلس الجيوستراتيجية ومقره لندن، إن “الأمر المهم هو عدد الصواريخ والطائرات المسيرة التي يمتلكها الحوثيون ومدى سرعة تجديد المخزونات”، لكن خبراء آخرين قالوا إن التوصل إلى هذا الأمر لا يمكن أن يكون سوى لعبة تخمين، حيث أظهرت قوات صنعاء قدرتها على شن آلاف الضربات على المملكة العربية السعودية على مر السنين.
وعن قدرة صنعاء على التهديد البحري أكد التقرير إن قوة صنعاء وإن كانت غير متكافئة مع القوات الأمريكية إلا أن هذه القدرات كبيرة للغاية وفي حين أنها قد تواجه عوائق بالهجمات البرية إلا أنها تشكل خطراً جدياً للغاية في البحر، ويمكن أن تؤدي حتى إلى إغراق السفن، اعتماداً على حجم الرأس الحربي” كما أن “من المهم أيضاً أن ندرك أنه حتى أفضل سفينة حربية في العالم يمكن أن تتعرض لضربة محظوظة.”
وأظهر التقرير أن البحر الأحمر كان منطقة انتشار خالية من المخاطر لمعظم القوات البحرية لكن وجود قوات صنعاء يجعل هذا الانتشار في خطر.
وقال هينز، إن حماية كل سفينة تجارية تتحرك عبر مضيق باب المندب الاستراتيجي داخل وخارج البحر الأحمر قد يكون بمثابة كابوس، ولكن إذا تعرضت المزيد من السفن المدنية للهجوم، فقد تجد واشنطن صعوبة متزايدة في مقاومة الضغوط للتحرك.
وأضاف هينز: “من الممكن، وربما من المحتمل، أن نشهد استمراراً أو زيادة في هذا النوع من الهجمات لأن الحوثيين مجرد جهة فاعلة من الصعب جداً ردعها”.
وقال فرير، إنه في هذا السيناريو، من المرجح أن يكون أمام الولايات المتحدة خياران. ويمكنها جلب المزيد من السفن الحربية لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن وتعزيز وجودها في المنطقة.
ويحاول التقرير القفز على حقيقة أن قوات صنعاء هددت السفن الإسرائيلية فقط، ضمن حملة إعلامية تم رصدها على مستوى مختلف وسائل الإعلام الأجنبي تقدم هجمات صنعاء كتهديد للملاحة الدولية وهي الرواية التي يروجها العدو الإسرائيلي حيث قال ناطق جيش العدو دانيال هاغاري مساء الأحد، إنها مشكلة دولية وليست إسرائيلية.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: قوات صنعاء
إقرأ أيضاً:
سفن تختفي بلا أثر: البحرية الأمريكية تمحو تاريخ المدمرات المتضررة في صمت
يمانيون../
في سلوك يفتح أبوابًا واسعة للتساؤل، كشف موقع “SlashGear” المتخصص في الشؤون التكنولوجية والعسكرية عن آلية دقيقة تنتهجها البحرية الأمريكية للتعامل مع السفن التي تتعرض لهجوم أو تخرج من الخدمة بشكل غير معتاد، مشيرًا إلى ما وصفه بـ”المحو الكامل”، الذي لا يترك أثرًا للسفينة حتى في السجلات الرسمية.
التقرير أشار إلى وجود أرشيف رقمي ضخم تُسجل فيه كل قطعة بحرية ضمن الأسطول الأمريكي، بدءًا من حاملات الطائرات العاملة بالطاقة النووية، وصولًا إلى الغواصات والسفن اللوجستية التي تُشغّل غالبًا بطواقم مدنية. هذا السجل، الذي يُعرف باسم “سجل السفن البحرية”، يحتوي على بيانات تفصيلية تشمل اسم السفينة، رقم الهيكل، موقعها، الميناء الرئيسي، خصائص التسليح، والمعلومات الدقيقة حول التصميم والبناء.
إلا أن المثير في هذا النظام المحكم، بحسب التقرير، هو الوجه الآخر المعتم منه: أي سفينة تُخرج من الخدمة – سواء تقاعدًا أو بيعًا أو تدميرًا – تُشطب نهائيًا من السجل، ويُمحى اسمها، ولا يُعاد استخدام رقم هيكلها مطلقًا. هذه ليست مجرد مسألة تنظيم إداري، بل عملية محو شاملة تُطبّق دون أن تترك خلفها أي أثر، بما يشبه “الدفن الرقمي” للسفينة.
ويطرح التقرير تساؤلات جدية حول الدوافع الحقيقية لهذا التعتيم. فهل تُحذف السفن التي تعرضت لهجمات مباشرة؟ وهل تُخفي البحرية الأمريكية خسائرها البحرية الفعلية خلف هذا الحاجز الرقمي الصلب؟ التقرير لا يقدّم إجابات مباشرة، لكنه يلمّح إلى أن هذا النظام مصمم ليس فقط لتوثيق الأسطول، بل أيضًا لحجب ما لا يُراد الكشف عنه.
التقرير قدّم مثالًا على التنظيم الدقيق الذي يُدار به هذا السجل، حيث تسجّل السفن الجديدة مع كافة التفاصيل منذ لحظة التدشين حتى دخولها الخدمة. حاملة الطائرات “يو إس إس إنتربرايز”، أول حاملة تعمل بالطاقة النووية، مسجلة تحت الرمز CVN-65، وتتضمن صفحتها كل ما يتعلق بتاريخها التشغيلي حتى لحظة خروجها النهائي من الخدمة.
لكن على الجانب الآخر، أشار الموقع إلى أن السفن التي تُمحى من السجل لا تختفي فقط من البحر، بل تختفي من التاريخ. وهي سياسة تبدو أكثر تعقيدًا عند النظر في سياق الصراعات المستمرة، مثل ما يحدث في البحر الأحمر حاليًا، حيث تتعرض المصالح البحرية الأمريكية لهجمات من قِبل القوات المسلحة اليمنية، في إطار الرد على العدوان الأمريكي ودعماً لغزة. وفي ظل هذه التوترات، تصبح فرضية تعرض السفن للهجوم، ثم شطبها من السجل، مسألة أكثر واقعية من كونها مجرد تكهن.
تاريخ هذا السجل يعود إلى محاولات توثيق بدأتها البحرية الأمريكية منذ القرن التاسع عشر، وتم تطويرها حتى اعتماد سجل موحد عام 1911، ثم تولى مكتب دعم بناء السفن NAVSEA مسؤولية إدارة النسخة الرقمية منذ ستينيات القرن الماضي. ولا تزال عملية التوثيق مستمرة، حيث بدأت البحرية مؤخرًا بإضافة بيانات بعض السفن القديمة التي خرجت من الخدمة قبل عام 1987 ولم تكن مسجلة رقميًا.
التقرير استعرض أيضًا ما يُعرف بـ”دورة حياة السفينة” في الأسطول الأمريكي، من لحظة بنائها، إلى خضوعها لتجارب بحرية صارمة، ثم مراسم التدشين، فالانضمام إلى المهام العملياتية. وعندما تُحال السفينة إلى التقاعد، يتم تفكيك أسلحتها وإخلاء طاقمها، ثم يُقرر مصيرها، إما بالبيع أو بالإغراق لتحويلها إلى شعاب مرجانية، كما حدث مع حاملة الطائرات “يو إس إس أوريسكاني”.
ومع ذلك، يؤكد التقرير أن ثمة سفنًا لا تُحال إلى التقاعد، ولا تُباع، ولا تُغرق ضمن برامج بيئية، بل تُمحى تمامًا. لا تُذكر في التصريحات الرسمية، ولا في بيانات الحوادث، ولا حتى في السجلات. وكأنها لم توجد قط.
في هذا السياق، يتضح أن “المحو الرقمي” للسفن قد لا يكون مجرد إجراء بيروقراطي، بل سياسة تهدف إلى إخفاء الخسائر، خصوصًا في حالات الهجمات المباشرة التي تتعرض لها البحرية الأمريكية في مناطق حساسة، مثل البحر الأحمر. وبذلك، لا تغرق بعض السفن الأمريكية فقط… بل تختفي، بكل ما تعنيه الكلمة من محو مادي وتاريخي.