كتب نقولا ناصيف في" الاخبار":كلما اقترب موعد بتّ بقاء قائد الجيش في منصبه أو مغادرته تضاعفت العُقَد، مع أن المخارج المتاحة، القانونية والملتوية، تتقلّص يوماً بعد آخر. لا باب وزير الدفاع مفتوح، ولا أبواب في الأصل في مجلس الوزراء كي تفتح. آخر المتبقّي باب البرلمان.
لا يزال حزب الله يلتزم الصمت، ما خلا ما يتسرّب عنه أنه مع التوافق على بتّ التمديد تفادياً لمزيد من الانقسام الداخلي.

آخر ما قاله أمام الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إنه معه أو مع أيّ خيار سواه شرط انطباق هذا الإجراء أو ذاك على القوانين النافذة. مع أنه موقف حق، إلا أن شرطاً كهذا منبثق من الريبة التي يشعر بها الحزب من إفراط الولايات المتحدة والسعودية وأخيراً فرنسا في استعجال تمديد بقاء قائد الجيش على رأس المؤسسة العسكرية. لم يقل حزب الله بعد كلمته الأخيرة في التمديد له. يُستفاد من ملاحظاته أنه معه وضدّه في آن، مضفياً على موقفه هذا - دونما أن يكون متردّداً - صفة «الرمادية». لا يريد سلفاً من بتّ هذا الاستحقاق أن يعكس علاقة سلبية مع عون وهو في منصبه الآن، ولا في ما بعد سواء استمر فيه أو تقاعد. على أنّ ما يُسمع من مسؤولين في الحزب في تعريف «الرمادية» أنها «أوضح إعلان عن القرار». من ثمّ يفسّرونها بتأكيد الحزب دعمه الإجراء المطابق للأصول القانونية السارية.


كلما اقترب موعد الوصول الى بتّ استحقاق قيادة الجيش، تمديداً أو تعييناً، توسّع الشرخ من حوله. بين الأفرقاء المسيحيين بدايةً، وبين بعضهم وبكركي، وبين بعضهم وأفرقاء آخرين غير مسيحيين. باتت المفارقات من حوله مثيرة للعجب بجمعها أضداداً أصحّ ما يمكن القول فيهم إن أيّاً منهم لا يطيق الآخر، ويفرّق - أو يوحي - بين الحلفاء. لن يكون سهل الهضم على حزب الله القول إنه التحق متأخّراً بالتمديد لقائد الجيش، فيما سبقه إليه عدوّه اللدود حزب القوات اللبنانية. ليس سهلاً عليه أن يكون في صلب الانقسام المسيحي وجزءاً منه في التباعد بين البطريركية المارونية والتيار الوطني الحر، مع أن مفاضلته بينهما محسومة. ليس سهلاً أيضاً أن يفترق حزب الله في الاستحقاق نفسه عن التيار الوطني الحر في مرحلة يحرص كلاهما على إعادة تحالفهما الأطول عمراً للمرحلة المقبلة. يكمن اللغز في ما يمكن أن يُحسب، في الظاهر على الأقل، تبايناً بين برّي وحزب الله، وكلاهما منذ أولى جلسات انتخاب رئيس الجمهورية في أيلول 2022 على طرف نقيض حادّ من حزب القوات اللبنانية.
لم يقل رئيس المجلس الى الآن إنه يؤيد بقاء قائد الجيش في منصبه، بيد أن موقفه يدور من حول الاقتراح. ما يُسمع منه أنه سيعرضه في الجلسة العمومية ولتقرر الغالبية الخيار. مجرد انعقاد الجلسة يضمر تأييداً ضمنياً وتسليماً بإخراج التمديد في البرلمان بعدما رام برّي لأسابيع خلت إبعاد الكأس هذه عنه، ودفعها الى مجلس الوزراء الذي لا يملك، في الاختصاص والصلاحية المنوطة به، سوى أن يعيّن قائداً جديداً للجيش بغالبية الثلثين.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

محذراً من عواقب التفريط.. السيد القائد يدعو للخروج الجماهيري الكبير وفاءً للسيد نصر الله وتأييداً للشعبين الفلسطيني واللبناني

يمانيون/ صنعاء جدد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، التأكيد على استمرار الجبهة اليمنية في إسناد الشعب الفلسطيني يزخم عملياتي متصاعد، منوهاً إلى أن مسار التطوير العسكري اليمني سيظل مستمراً بما يواكب التحديات ويردع الأعداء وينصر المظلومين.

وفي خطابه الأسبوعي للوقوف على آخر المستجدات في فلسطين والساحة الإقليمية، لفت السيد القائد إلى أن اليمن مستمر في حمل مسؤوليته تجاه الشعب الفلسطيني مهما كان حجم الإجرام الصهيوني الأمريكي البريطاني.

ونوه إلى أن “عملياتنا وتصعيدنا التزام إيماني وجهاد في سبيل الله وفريضة مقدسة وضرورة فعلية”.

وتابع في حديثه “من لا يقف الموقف الصحيح مع أمته تجاه أعدائها فهو يعرض مستقبله للخطر حتما وهذا ما ستكتشفه الكثير من الشعوب والبلدان في قادم الأيام”.

وجدد السيد القائد تحذيره بقوله إن “عواقب التفريط في أداء المسؤولية المقدسة وخيمة وتشجع الأعداء وتطمعهم أكثر وأكثر”.
واردف بالقول “نحن نواجه العدو الإسرائيلي ومعه شركاؤه الأمريكيون والبريطانيون ممن هم جبهة للإجرام والطغيان وامتداد
للمسلك الإجرامي المعادي للرسالة الإلهية وقتلة الأنبياء والصالحين”.

وبشأن العمليات اليمنية، بين السيد القائد أن “جبهة الإسناد في يمن الإيمان نفذت عمليات بالقصف الصاروخي المتزامن مع عملية الوعد الصادق الثانية باتجاه يافا وأم الرشراش ومواقع في صحراء النقب”.

وأوضح أن “جبهة الإسناد في يمن الإيمان نفذت عمليات في البحر الأحمر وبحر العرب وفي المحيط الهندي وبلغ عدد السفن المستهدفة إلى 188 سفينة”.

وبين أنه “تم إسقاط المزيد من طائرات الاستطلاع المسلح الأمريكي MQ-9 ليصل إجمالي عددها إلى 11 طائرة من هذا النوع خلال هذا العام”.

وفي مقابل ذلك أكد السيد القائد أن “الأمريكي والإسرائيلي سعيا إلى التصعيد في العدوان ضد الشعب اليمني وكانت الغارات الإسرائيلية والأمريكية هذا الأسبوع 39 غارة”.

وجدد التأكيد ثبات الموقف اليمني وأن “استهداف الحديدة من قبل العدو الإسرائيلي والأمريكي لن يوقف عملياتنا وجهادنا مستمر “.

وأضاف السيد القائد “مع عملياتنا يستمر تطوير القدرات العسكرية في إطار المرحلة الخامسة من التصعيد ضد العدو الإسرائيلي ولإسناد الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء”.

وعن حجم الاستعدادات اليمانية الجهادية، أوضح السيد القائد أن “مخرجات التعبئة العامة زادت على النصف مليون متدرب”، موضحاً أن أنشطة التعبئة في المناورات والعروض العسكرية والمسير العسكري وصلت إلى 2851 نشاطا”.

وتابع السيد القائد في حديثه بهذا السياق أن “المسيرات والفعاليات والوقفات الشعبية وصلت إلى مستوى كبير جدا خلال العام حيث بلغت 739634”.

وفي ختام حديثه في هذا السياق، جدد السيد القائد دعوته “لشعبنا العزيز إلى الخروج المليوني الكبير غدا الجمعة في صنعاء والمحافظات وفاء للسيد نصر الله وللشعبين الفلسطيني واللبناني ومجاهديهم”، مؤكداً أن “الخروج المليوني الكبير غدا الجمعة للتأكيد على ثبات الموقف والاستمرار في حمل راية الجهاد”.

https://www.yamanyoon.com/wp-content/uploads/2024/10/أدعو_شعبنا_العزيز_للخروج_المليوني_استجابة_لله_ووفاء_للشعب_الفلسطيني-1.mp4

مقالات مشابهة

  • فيلتمان للحرة: يجب أن يكون اغتيال نصر الله دافعا لتوحيد اللبنانيين
  • عبر استراتيجية جديدة.. حزب الله يختار خليفة نصر الله ويملئ الفراغات القيادية
  • عبر استراتيجية جديدة.. حزب الله يختار خليفة نصر الله ويملئ الفراغات القيادية- عاجل
  • محذراً من عواقب التفريط.. السيد القائد يدعو للخروج الجماهيري الكبير وفاءً للسيد نصر الله وتأييداً للشعبين الفلسطيني واللبناني
  • تهم ثقيلة وتصريحات مثيرة لمارين لوبان أمام محكمة الجنايات بباريس
  • سبب تضارب بيانات الإخوان حول حزب الله!!
  • داليا الهواري: مراجعة ديناميكية الأعمال ترسم صورة أوضح للاقتصاد المصري
  • «مقلد» مرشحة البرلمان النمساوي تتنظر إعلان نتائج الانتخابات النهائية
  • أخشى أن يكون ماحدث للخرطوم من سنن الله الكونية في هلاك القرى عقوبة من الله تعالى
  • الجارديان: التصعيد العسكري بين حزب الله وإسرائيل أشعل الموقف في الشرق الأوسط