تحرّك مُرتقب للموفد القطري.. ومدير المخابرات الفرنسية في بيروت
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
لا تزال الجبهة الجنوبيّة في واجهة المشهد الداخلي في ظل غياب أي جديد على صعيد الملفات السياسية الداخلية لا سيما رئاسة الجمهورية وملف قيادة الجيش، وسط ترقب التطورات الميدانية وما إذا كان تبادل القصف والنار بين حزب الله والجيش الإسرائيليّ سيخرق قواعد الاشتباك الحاكمة منذ 8 تشرين الأول الماضي ويتوسّع إلى حرب أوسع في ظل الحديث عن رسائل بالجملة وصلت الى بيروت عبر موفدين ودبلوماسيين أميركيين وأوروبيين وعرب تحمل تحذيرات من اتساع رقعة الحرب وتهديدات من نيّة حكومة الاحتلال من شنّ عدوان عسكري واسع على لبنان لتطبيق القرار 1701 وإبعاد حزب الله من منطقة جنوب الليطاني.
وفيما يرجح عودة المبعوث القطري جاسم بن فهد آل ثاني الى بيروت خلال الساعات المقبلة، لمحاولة ايجاد مخرج للمأزق الرئاسي، وايصال قيادة الجيش الى بر الامان،
كشفت مصادر بارزة ل" الاخبار"أن مدير المخابرات الفرنسية برنار إيمييه ومعه خمسة مسؤولين موجودون في بيروت في زيارة سرية، وسيغادرونها اليوم من دون أن يُعرف لماذا أتوا وهل التقوا جهازاً أمنياً أو دبلوماسياً أو جهات سياسية، مع ترجيح أن مهمة إيمييه هي استكمال لجولة الموفد الرئاسي جان ايف لودريان.
ورغم التكتّم على الزيارة، قدّرت المصادر أن الرجل جاء حاملاً الرسالة نفسها، خصوصاً أن وسائل إعلام إسرائيلية كشفت قبلَ أيام أن «تل أبيب سخّرت باريس للعمل ضد حزب الله». وأعادت المصادر التذكير بكلام لودريان في بيروت وتأكيده أمام من التقاهم أن «على السلطات اللبنانية تطبيق القرار 1701»، مهدّداً بـ «تطبيقه بالقوة من خلال تعديله في مجلس الأمن أو اللجوء إلى الفصل السابع لفرضه وإنشاء المنطقة العازلة بعمق 30 كيلومتراً».
وكشفت المصادر أن الفرنسيين تحدّثوا بالتفاصيل، لكنهم «لم يعرضوا خطة واضحة تتعلّق بنوع أو حجم انتشار حزب الله جنوب الليطاني، إنما عرضوا بعض الأفكار»، معتبرة أن «فرنسا تتولّى الجهد الدبلوماسي في ما خصّ تطبيق القرار باعتبار أنها أحد الأطراف التي صاغته عام 2006». ومن ضمن الأفكار التي جرى التداول بها في الأوساط الدبلوماسية وتولّى بعض المبعوثين الأوروبيين نقلها إلى لبنان، الحديث عن «فصل» قوات «الرضوان»، أي قوات النخبة في حزب الله عن أي قوات أخرى تابعة للمقاومة، مع طرح سحب هذه القوات بعيداً عن الحدود الجنوبية، من دون الاعتراض على وجود قوات أخرى ذات طابع دفاعي في الجنوب.
وبحسب مصادر اطّلعت على هذه المداولات فإن المبعوثين الغربيين سمعوا إجابات واضحة في بيروت بأن «كل الحزب رضوان».
ووضعت المصادر زيارة إيمييه في إطار «تعاظم الضغوط على لبنان والمقاومة لإعادة ترتيب وضع المنطقة الحدودية التي يصعب أن تعود إلى ما كانت عليه قبل 7 تشرين الأول الماضي»، لافتة إلى أن «العدو الصهيوني يرمي بالونات اختبار عبر الفرنسيين، ليراقب رد فعل المقاومة عليها ومدى تجاوب السلطات اللبنانية مع هذا المطلب، وما إذا كانت هناك أرضية سياسية تسمح بالضغط على الحزب من خلال استخدام خصومه الداخليين الذين بدأوا فعلاً حملة مواكبة للهجمة الخارجية من خلال المطالبة أيضاً بتنفيذ القرار 1701، وجعل المنطقة الواقعة جنوب الليطاني خالية من السلاح والمسلحين، فضلاً عن نشاط تقوم به قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفل) يصبّ في الهدف ذاته».
وباعتبار أن إيمييه كانَ أحد أعضاء خلية «الإليزيه» التي أُوكلت إليها مهمة حل الأزمة اللبنانية وكان الخلاف بين أعضائها أحد أسباب فشلها، توقّعت المصادر أن يتطرّق الرجل خلال اللقاءات التي سيعقدها إلى مناقشة الملفات السياسية، من بينها رئاسة الجمهورية والتمديد لقائد الجيش، تماماً كما فعل لودريان.
وكتبت" الديار": احتل القرار 1701 وكيفية تطبيقه «بحلة» جديدة صدارة المحادثات، وذلك بعد ساعات على مغادرة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان بيروت، حاملا «رسالة» واضحة من حزب الله الى كل من يعنيهم الامر، بان المقاومة لن تناقش في اي ملف قبل توقف العدوان على غزة، لكنها وعلى نحو قاطع ايضا، لن تمنح «اسرائيل» اي مكسب سياسي او ميداني على حساب السيادة اللبنانية، بمعنى آخر «لا» مدوية لاي اقتراح بمنطقة «عازلة» على الحدود.
ولفتت مصادر وزارية الى ان واشنطن التي جددت خلال الساعات الماضية عبر سفيرتها في بيروت التأكيد على موقفها الرافض لتوسع العمليات العسكرية تجاه لبنان، تحاول «التهويل» على الحكومة من خلال معطيين:
- الاول: خروج الامور عن السيطرة نتيجة حصول خطأ ميداني غير مقصود يؤدي الى تصعيد خطر قد يصعب السيطرة عليه.
- الثاني: الضغوط الداخلية المتصاعدة على رئيس «الحكومة الاسرائيلية» بنيامين نتانياهو، والتي قد تدفعه الى تعمد توسيع رقعة الحرب لتوريط اطراف اخرى «للهروب الى الامام»، وتحت عنوان «ساعدونا كيلا يدفع لبنان ثمنا لا نرغب به»، تحاول واشنطن الحصول على تطمينات حيال الوضع على الحدود، وضبط «قواعد الاشتباك» بما يتيح «للاسرائيليين المأزومين» تقديم انجاز، ما يبرر العودة الى الهدوء لاحقا، وفقا للوضع الذي كان سائدا قبل السابع من تشرين الاول.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: القرار 1701 حزب الله فی بیروت من خلال
إقرأ أيضاً:
وزيرا الجيوش والخارجية الفرنسيان يزوران بيروت وميقاتي يطالب واشنطن وباريس بالضغط لوقف الخروقات الاسرائيلية
لم تحمل عطلة عيد الميلاد، مع كلّ الرمزية التي ينطوي عليها، الخرق الرئاسي المنتظر، بانتظار تكثيف المشاورات في الأيام الفاصلة عن جلسة التاسع من كانون الثاني، لكنّها حملت رغم ذلك، إشارات مهمّة بضرورة إنجاز الاستحقاق في هذه الجلسة، لتبدأ معها حقبة جديدة ينتظرها جميع اللبنانيين، وهي إشارات يفترض أن يتلقّفها الأطراف، بعيدًا عن "التصلّب" الذين يستمرّون في إبدائه، ما يُخشى أن يطيح بكلّ موجات التفاؤل غير المستندة لوقائع!
وتسجل المعطيات على بعد أقلّ من أسبوعين من موعد الجلسة هامشاً كبيراً من الشكوك في حتمية انتخاب رئيس الجمهورية فيما أوضحت مصادر سياسية مطلعة أن قوى المعارضة تفضل عدم الاعلان عن مرشحها قبل الوصول إلى تفاهم كلي بين جميع مكوناتها. وقالت إن هناك اتصالات تتم من أجل اختيار التوقيت الأنسب للاعلان عن الموقف النهائي.
في المقابل، يزور وزيرا الجيوش والخارجية الفرنسيان سيباستيان لوكورنو وجان نويل بارو لبنان من الاثنين إلى الأربعاء للقاء خصوصا الجنود الفرنسيين في قوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل) لمناسبة حلول العام الجديد.
ومن المقرر أن يلتقي لوكورنو الاثنين في بيروت قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي سيقود عملية نشر الجنود في جنوب البلاد بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
ومن المقرر أن يلتقي الأربعاء الجنرال إدغار لاوندوس، قائد قطاع جنوب الليطاني والذي يمثل لبنان في لجنة مراقبة وقف إطلاق النار.
بعد ذلك سيتوجه لوكورنو وبارو إلى معسكر اليونيفيل في دير كيفا لتمضية ليلة رأس السنة مع بعض الجنود الفرنسيين البالغ عددهم 700 جندي.
وكان لافتا في سياق متابعة الوضع في الجنوب تأكيد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي انه أبلغ جميع المعنيين، وفي مقدمهم الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، وهما راعيتا تفاهم وقف اطلاق النار، بضرورة الضغط على العدو الاسرائيلي للانسحاب من الأراضي اللبنانية التي توغل فيها، ووقف خروقاته وأعماله العدائية، مشدداً على أن الجيش الذي يقوم بواجبه في مناطق انتشاره، باشر تعزيز وجوده في الجنوب طبقاً للتفاهم.
واشار بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة، الى إنَّ المواقف الإعلامية والمزايدات المجانية في هذا المجال لا تُجدي نفعاً، فالحكومة لم تقصّر في متابعة هذا الملف على كل الصعد السياسية والديبلوماسية والأمنية والاجتماعية منذ اليوم الأول للعدوان الاسرائيلي، وهي وجدت نفسها أمام واقع لا تتحمّل مسؤوليته ولكنها، وحرصا منها على المصلحة الوطنية، تقوم بواجبها بكل عزم ومثابرة من دون التوقف عند الاتهامات والمزايدات التي لا طائل منها.
المصدر: لبنان 24