الثورة نت:
2024-09-19@22:27:28 GMT

من مبادئ المسؤولية في الحروب والأزمات

تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT

من عجائب ما وصلت إليه حالة تغييب وعي كثير من الشعوب العربية والإسلامية والمتخلفة عموما باستخدام إمكاناتها أن أصبحت مظلومية الشعب الفلسطيني محل نقاش، وهذا في الغالب ناتج عن الخلط بين عدالة القضية الفلسطينية وبين السياسات التي تفصل الأقوال والأفعال وبين العلم والإعلام وكأن من هم في موقع القرار سواء تعلق بتسيير شؤون ما يسمى السلطة أو المقاومة جميعهم وصلوا إلى حالة من الاستهتار بالشأن العام لدرجة يخال معها المرء كما لو أنه أمام شأن خاص بمتخذ القرار ما غذى نزعة الاستبداد عند بعض رموز السلطة ومنافسيهم وهذا السلوك يؤكد أن حكام الدول ومنظمات المقاومة لم تستفد من سلوك العدو سوى في مزيد من الفصل بين الأخلاق والسياسة، وتجاهلوا تماماً اهتمام العدو الصهيوني بالعلم في ما يرتكبه من جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، مع أن المقاومة هي الأجدر باتباع المنهج العلمي في مقاومة الظلم الظالمين.


ومن البديهي القول بأن أي دولة أو أمة لا تحترم العلم ومبدأ سيادة القانون ولا تجعل لهما المكانة المستحقة لن تقوم لها قائمة، والمقصود بالعلم هنا العلم بمعناه الشامل وعلى الخصوص العلم التطبيقي العملي لقيامه على اليقين ولو كان نسبياً وعلى التجربة العملية ودراسة الظواهر والفرضيات مثل علم الطب والهندسة والأحياء والفيزياء والكيمياء والفلك والجيولوجيا وكل فروع العلم الذي يُعد التطبيق العملي فيه معيار صحة النظرية، ولا غنى عن إعمال العقل والمنطق في مختلف العلوم بما فيها العلوم النظرية كالفلسفة وعلم الآثار والتاريخ والمعارف المتعلقة بالعقائد والأديان أو ما يطلق عليه مجازاً علم اللاهوت ومن ذلك فقه الشريعة الإسلامية بفرعيه العبادات والمعاملات المستمدة من مصادر الشريعة (الكتاب والسنة) والإجماع والقياس والمصالح المرسلة وشرع من قبلنا والشروح والتفاسير والروايات والسير وجميعها يغلب عليه الظن، ولهذا يجب التأكيد على أن جميع العلوم والمعارف تستوجب تمتع الدارس بحرية البحث العلمي ليكون قادراً على الإبداع والاستنباط فالحرية بوابة الانطلاق نحو الإبداع، وهي كذلك ضرورية للحصول على الآراء الموصلة إلى القرار السليم سواء في حالة السلم أو الحرب وغياب الحرية أهم أسباب ضعف الأمم والشعوب المتخلفة المحكومة بالاستبداد ومنها غالبية الدول العربية والإسلامية لميلها إلى الدعة ومنافقة حكامها كنوع من محاولة الهروب من المسؤولية في اتخاذ القرار وعدم الجدية في المشاركة، لذا فإن غالبية القرارات الاستراتيجية تكون خاطئة ونتائجها على المجتمع بل وعلى الحكام كارثية وهذا الهروب لا يعفي الشعوب من المسؤولية ولا يجديها نفعاً وإن كان الحكام هم من اتخذوا القرار رغم أن القسط الأكبر تاريخياً وقانونياً وأخلاقياً يقع على متخذه، وأي أمة لا تراجع تاريخها بجدية وأمانة ومسؤولية لتتعرف على مواطن الأخطاء والهزائم والنكسات وتراجع أسبابها على الأقل لتجنب تكرارها وتواجه نفسها وقادتها بالحقائق وتحاسبهم على القرارات غير المدروسة حتماً تكرر الهزائم والنكسات وأخطر من ذلك ميل الشعوب والقيادات غير الواعية إلى المكابرة وعدم تسمية الحقائق بأسمائها إذ ليس من العيب أن تنهزم ولكن العيب كل العيب أن لا تعترف بالهزائم المتكررة ولا تمعن النظر في أسبابها لتجنبها مستقبلاً، وهذا ما أدى إلى إضعاف أوطانهم فسهَّل للمعتدي التدخل في شؤونها واحتلال أجزاء منها أو كلها، وغابت عنها روح المسؤولية والمبادرة في اتخاذ القرار المناسب للمحاسبة القانونية والأخلاقية.
نعم لقد أدى إهمال المراجعة والمحاسبة المبنية على الوقائع والأدلة الواضحة إلى تكرار الأزمات والحروب واستمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية والعسكرية وكل مجالات الحياة.
إن عدالة أي قضية لا تكفي لكي يقوم أي فرد أو حزب أو جماعة أو حركة باتخاذ قرار الحرب أو السلم أو أي قرار اقتصادي أو عسكري أو غيره متعلق بالقضية أو يمس كيان الدولة ومستقبلها وأمنها واستقرارها ثم يدعو الناس للاعتصام بالدعاء رغم أهميته ويتهرب عن مسؤولية اتخاذ القرار ، وأي قرار من هذا النوع يوجب على الجميع إذا ما اتخذ كل من موقعه أن لا يكتفوا بإطلاق اللوم على من اتخذه وتحميله المسؤولية بل لا بد من تأجيل الخلاف حول ذلك وتكاتف الجميع وقت الأزمات والحروب ما دامت قد وقعت الواقعة واستشعار المسؤولية الوطنية للقيام بما يمكن القيام به وتلافي ما يمكن تلافيه من تداعيات والتركيز على ذلك، وحينما ينجلي الهم وتستقر الأوضاع يفتح باب التحقيق والمحاسبة لمعرفة المسؤول وحجم المسؤولية، ومن المعلوم أن كل القرارات والممارسات المتعلقة بالشأن العام من القضايا والمسائل التي لا تنتهي بالتقادم مهما زين المنافقون للحكام لأن الصفة والمصلحة معاً متوفرة لكل مواطن في هذه القضايا وفق كل القيم والمبادئ القائمة على العدالة سواء كان مصدرها الدين أو أي مبادئ أو فلسفات أخرى!.
قد تغيب الشعوب عن الوعي
لكنها لن تموت
وإن حاصرتها جيوش الطغاة
قادم فجرها المنتظر
كي يواري مواكبهم.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

لعبة Battlefield الجديدة.. مغامرة وسط أجواء الحروب الحديثة

رغم ندرة تفاصيل بلعبة Battlefield المقبلة، فإن شركة EA بدأت في مشاركة بعض المعلومات الخاصة بالجزء المنتظر من سلسلة ألعاب التصويب الشهيرة.
وبخلاف الكشف عن رسمة فنية جديدة للعبة، نكتشف مزيدًا عن بيئة الجزء الجديد.
أخبار متعلقة تحديث مرتقب يحسن الأداء بلعبة Baldur's Gate 3لعبة Son and Bone.. مغامرة مع الديناصورات والكائنات الفضائيةDemon’s Souls.. مغامرة ملحمية في أرض الظلام .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } لعبة Battlefield الجديدة.. مغامرة وسط أجواء الحروب الحديثةحروب حديثةبعد خوض أحداث الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية وحروب المستقبل القريب مع أجزاء Battlefield 1 وBattlefield 5 وBattlefield 2042 على التوالي، يُصرح "فينس زامبيلا" بأن لعبة Battlefield الجديدة ستَعود بنا إلى أجواء الحروب الحديثة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } لعبة Battlefield الجديدة.. مغامرة وسط أجواء الحروب الحديثة
وقال: إذا نظرنا إلى الوراء وخصوصًا ذروة سلسلة Battlefield وقمتها، فسنجد بأن العصر الذي قُدم بجزئي Battlefield 3 و Battlefield 4 كان عصر الحروب الحديثة، وأعتقد بأنه يتعين علينا العودة إلى جوهر Battlefield والقيام بذلك بشكل مذهل، وبعد ذلك سنرى إلى أين ستتجه الأمور من هناك.
وأوضح أن ذروة Battlefield كانت في Battlefield 3 و Battlefield 4، وأكد أن لعبة Battlefield ستَعود إلى خرائط الـ 64 لاعبًا، وأن نظام المتخصصين الذي ظهر بجزء Battlefield 2042 لن يعود بالجزء الجديد.

مقالات مشابهة

  • "صحة دبي" تطلق الدبلوم المهني للرعاية الصحية في الطوارئ والأزمات
  • البنك الأهلي المصري يصدر تقريره الثاني عن مبادئ الصيرفة المسؤولة
  • ندوة بنقابة المهندسين تبحث دور العلم والتكنولوجيا في التنمية بإفريقيا
  • "العلم والتكنولوجيا" ندوة للجنة الصناعة وريادة الأعمال
  • لعبة Battlefield الجديدة.. مغامرة وسط أجواء الحروب الحديثة
  • باحث سياسي: تطور العلم يساهم في حل لغز قضية علاء الدين نظمي
  • وزير خارجية إيرلندا: الهجمات على لبنان شكلا جديدا من الحروب
  • لبنان يستعد لسيناريوهات حرب محتملة مع إسرائيل
  • المقريف: نبدأ عامًا دراسيًا جديدًا تستأنف فيه رحلة العلم والمعرفة
  • العلم والمجتمع