استأنف حرب الإبادة الجماعية بشكل هستيري مخلفا أكثر من 700 شهيد في ثلاثة أيام
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
مراقبون: واشنطن أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل للتركيز حاليا على جنوب غزة واستكمال تحقيق الأهداف الصهيونية المرصد الأورومتوسطي : “إسرائيل” سحقت كل أشكال الحياة في غزة مصحوبة بخطط تهجير قسري للسكان
الثورة / عبد الملك الشرعبي
عاد كيان العدو الصهيوني لاستكمال حرب الإبادة الجماعية في غزة فور انتهاء الهدنة المؤقتة، بشكل هستيري ووحشي اكثر من ذي قبل، وارتكب خلال ثلاثة أيام فقط من استئناف عدوانه الإجرامي عشرات المجازر المروعة بحق المواطنين الفلسطينيين بعد تدمير منازلهم ونسفها على رؤوس قاطنيها وتسوية مربعات سكنية بكاملها بالأرض، راح ضحيتها اكثر من 700 شهيد وآلاف الجرحى، إضافة إلى ملاحقة النازحين واستهدافهم في المدارس والمستشفيات وفي كل مكان نزحوا اليه، وخصوصا في شمال ووسط قطاع غزة لإجبارهم على النزوح مجددا وبشكل قسري نحو جنوب القطاع الذي لم يسلم من القصف المستمر وارتكاب المزيد من جرائم الإبادة الجماعية، في مخطط صهيوني أمريكي يجري تنفيذه على الواقع بشكل واضح، لتهجير أبناء غزة من شمال القطاع ووسطه إلى الجنوب في المرحلة الأولى بعد مجازر الإبادة الجماعية التي ارتكبها بحق السكان هناك وتدمير كل مقومات الحياه فيه، وإقامة منطقة عازلة تفصل شمال القطاع عن جنوبه، تتبعه المرحلة الثانية من التهجير القسري في الجنوب، وهو ما يجري حاليا بعد استئناف العدوان الصهيوني على غزة عقب أسبوع من هدنة مؤقتة، حيث سيقوم العدو الصهيوني خلال هذه المرحلة التي بدأت منذ ثلاثة أيام بتكثيف قصفه على كل مكان في وسط وجنوب القطاع جوا وبحرا وبرا وفق المراقبين، وارتكاب مئات المجازر الوحشية لإجبار سكان الجنوب والنازحين اليه إلى الهجرة من أرضهم خارج القطاع نحو مصر ودول أخرى .
ويُجمع محللون وخبراء أن عودة كيان العدو لشن الحرب على قطاع غزة جاءت بضوء أخضر أميركي، لتحويل غزة إلى مكان غير صالح للحياة، وان كان البعض يستبعد أن تتحقق أهداف العدو بتهجير سكان غزة أو تخفيف الكثافة السكانية في القطاع، كما يتم التخطيط لذلك.
وأشاروا إلى ان زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى تل أبيب قبل استئناف الحرب، كان بهدف التنسيق مع كيان العدو بشأن التركيز هذه المرة على جنوب قطاع غزة، من أجل تحقيق الأهداف الصهيونية والتي قال إن الأميركيين يتبنونها.
وفي هذا الصدد قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ان كيان الاحتلال الصهيوني استأنف قصفه بشكل أعنف على قطاع غزة خلال الساعات الـ48 التي تلت انتهاء الهدنة المؤقتة، مصحوبة بالإعلان عن خطط تهجير قسري من مناطق جديدة في جنوبي القطاع.
وذكر المرصد الأورومتوسطي أن جيش الاحتلال سحق كل أشكال الحياة المدنية في غزة وأعاد السكان إلى مرحلة ما قبل النهضة الصناعية، وأحال المنازل والمصانع والشركات والبنى التحتية إلى أكوام من الركام.
وفي تقريره، وثق المرصد ارتكاب جيش الاحتلال السبت “مجازر قتل جماعي باستهداف مربعات سكنية كاملة تجاوز ضحاياها ألف شخص بين قتيل وجريح ومفقود ما يثير مخاوف من نهج أكثر وحشية لفرض رغبات سياسية وميدانية على حساب دماء المدنيين وممتلكاتهم”.
وشمل ذلك قصفا جويا بأحزمة نارية مكثفة شنتها “إسرائيل” على مناطق الشجاعية وجباليا وبيت لاهيا، باستهداف مبان ومربعات سكنية مأهولة من دون سابق إنذار وتدميرها فوق رؤوس قاطنيها ودفن العشرات تحت الأنقاض.
وحسب المرصد الحقوقي، يكافح نحو 2.2 مليون نازح في قطاع غزة من أجل البقاء كل يوم، ويواجهون في سبيل ذلك واقعا مؤلما. وعلى سبيل المثال، يصطف الآلاف يوميا لتعبئة مياه بالكاد تكون صالحة للشرب.
يأتي ذلك مع دخول فصل الشتاء، بينما يتكدس الناس في مراكز اللجوء والمدارس بمئات الآلاف، وسط شح الغذاء ودون توفر وسائل النظافة العامة والشخصية، ومع انعدام خدمات الرعاية الصحية.
ومنذ استئناف القصف الصهيوني في الأول من ديسمبر الجاري، لم تقع سوى عمليات إنسانية محدودة داخل غزة، وفي المقام الأول توفير الخدمات في الملاجئ وتوزيع الدقيق في المناطق الواقعة وسط وجنوب القطاع.
إلى جانب ذلك، تثار مخاوف بشأن حياة الفئات الضعيفة من السكان الذين يعانون من ظروف المأوى الصعبة، مثل الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والنساء الحوامل أو اللاتي أنجبن حديثا أو المرضعات، والأشخاص الذين يتعافون من الإصابات أو العمليات الجراحية، والذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
وخلص المرصد الحقوقي إلى أن أيام الهدنة السبعة أظهرت بوضوح حدة الدمار الذي مارسته “إسرائيل” وخلفت أكثر من 60 ألف ضحية فلسطينية بين شهيد وجريح وفقيد حتى الآن، في حين دمرت خلال 50 يوما نحو 60% من البنية التحتية في القطاع.
وبموازاة ذلك، تتوارد تقارير مقلقة عن فرض كيان الاحتلال منطقة عازلة في القطاع، وهو مايسعى إليه وأكده كيان العدو مرات عديدة، منذ بدء عدوانه الوحشي على القطاع، وبالتالي قضم أجزاء جديدة من أراضيه، في حين يترجم ذلك بإجبار المدنيين على النزوح المتدرج قرب الحدود مع مصر.
ونشر جيش الاحتلال على الإنترنت خريطة يقسم فيها القطاع إلى مئات المناطق الصغيرة، لإجبار السكان على الإخلاء القسري بما يشمل حوالي 25% من القطاع.
وتشمل إحدى المناطق المخصصة للإخلاء عدة بلدات في شرق خان يونس (القرارة وخزاعة وعبسان وبني سهيلة) التي صدرت الأوامر لسكانها بالتحرك جنوبا إلى رفح، وتمثل هذه المناطق 19% من مساحة قطاع غزة (69 كيلومترا مربعا) وكانت موطنا لحوالي 350 ألف نسمة قبل الحرب.
كما أنذر جيش العدو سكان الأجزاء الشرقية من مدينة غزة (الشجاعية والزيتون والمدينة القديمة) وجباليا في شمال القطاع بالإخلاء، وتغطي المناطق المحددة حوالي 6% من قطاع غزة، وهي موطن لحوالي 415 ألف شخص.
وقبل عمليات الإخلاء الجديدة، سجل قطاع غزة أكثر من 1.8 مليون نازح يعانون من اكتظاظ هائل وسوء الظروف الصحية في مراكز الإيواء، بما في ذلك زيادات كبيرة في بعض الأمراض مثل التهاب الكبد، والحالات المعدية مثل الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي الحادة والحالات المرتبطة بالنظافة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
علماء بريطانيون: جيش الاحتلال ارتكب جرائم “الإبادة البيئية” في غزة
#سواليف
نقلت صحيفة /الغارديان/ البريطانية عن باحثين في منظمات بيئية تأكيدهم أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال عدوانه على قطاع غزة ما يمكن وصفه بـ”الإبادة البيئية”، وهو مصطلح يشير إلى انتهاكات جسيمة ترقى إلى مستوى جرائم الحرب.
تعريف #الإبادة_البيئية
بحسب معهد القانون الأوروبي، تُعرَّف “الإبادة البيئية” بأنها “أفعال غير قانونية متعمدة تُرتكب بشكل ممنهج عبر إجراءات عسكرية أو ميدانية تؤدي إلى فقدان النظام البيئي لخواصه الطبيعية”. ويترتب على ذلك خلل بيئي طويل الأمد يؤثر على جميع أشكال الحياة، بما في ذلك الإنسان والنبات والحيوان.
أدلة بالأقمار الصناعية على تدمير البيئة في #غزة
استندت الصحيفة البريطانية في تقريرها إلى صور أقمار صناعية حللها علماء وباحثون بيئيون، حيث وثّقت هذه الصور عمليات تدمير ممنهج نفذها جيش الاحتلال في مناطق متعددة من القطاع، مما تسبب في آثار كارثية على البيئة والسكان.
تلوث الهواء بالغبار و #المواد_السامة
منذ الأيام الأولى للعدوان، برزت الآثار الأولية لما يُعرف بالإبادة البيئية، إذ شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات مكثفة استهدفت الأبراج السكنية والأحياء المدنية، ما أدى إلى انتشار ملايين الأطنان من الغبار والمواد السامة، بما في ذلك الأسبستوس، ورذاذ الأسمنت، والرصاص المنصهر الناتج عن الذخائر المتفجرة. وحتى بعد انتهاء العدوان، لا تزال هذه المواد عالقة في طبقات الجو، مما يشكل خطراً طويل الأمد على صحة السكان.
ويقدّر خبراء بيئيون أن حجم انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون خلال الأشهر الثلاثة من العدوان يعادل إجمالي الانبعاثات السنوية لـ26 دولة. ولم تشمل هذه التقديرات كميات الغازات السامة الأخرى التي أطلقتها الطلعات الجوية المكثفة للطائرات الحربية الإسرائيلية.
#تدمير_الأراضي_الزراعية وقطع الأشجار المثمرة
وثّق الباحثون عمليات اقتلاع وتجريف ممنهج قامت بها قوات الاحتلال خلال الاجتياح البري، حيث دُمّرت مئات الآلاف من الدونمات الزراعية، بما في ذلك البيوت البلاستيكية التي كانت تُستخدم في الزراعة، إضافة إلى اقتلاع بساتين الزيتون والحمضيات والرمان والعنب، التي كانت تمثل جزءًا أساسياً من القطاع الزراعي في غزة.
كما أكدت تقارير سابقة لوكالة قدس برس أن الاحتلال تعمّد تدمير الغطاء النباتي للقطاع، خاصة في المناطق الزراعية الخصبة مثل منطقة نتساريم، التي تجاوزت مساحة السيطرة الإسرائيلية عليها 56 كيلومترًا مربعًا قبل الانسحاب منها، بالإضافة إلى مساحات واسعة على طول الشريط الحدودي شمال وشرق القطاع، والتي لا تزال خاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية.
التلوث البحري وتدهور الحياة البحرية
لم تسلم البيئة البحرية من التدمير، إذ أدى الحصار الإسرائيلي إلى منع دخول الوقود اللازم لتشغيل محطات معالجة المياه العادمة، مما تسبب في ضخ كميات هائلة من مياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى البحر. كما أدى تراكم جبال النفايات الصلبة في محيط مخيمات النازحين إلى انتشار الآفات وتفشي الأوبئة، مما شكل خطراً صحياً كبيرًا على السكان.
استخدام #أسلحة_محرمة دوليًا
رصد الخبراء أدلة على استخدام جيش الاحتلال لأسلحة محظورة دوليًا، مثل الفسفور الأبيض، الذي أدى إلى تدمير كامل للغطاء النباتي وتلوث التربة والمياه الجوفية. ويتطلب التخلص من هذه السموم عمليات بيئية معقدة وإمكانات ضخمة لا تتوفر في غزة، ما يعني أن التأثيرات البيئية لهذا العدوان ستظل قائمة لعقود قادمة.
تدهور الصحة العامة وانتشار #الأمراض
تشير الباحثة والأكاديمية الفلسطينية أميرة عكر إلى أن “تأثيرات الإبادة البيئية بدأت بالظهور من خلال الارتفاع الحاد في حالات الإسهال والأمراض المعدية، التي قد تلازم الأجيال القادمة طيلة حياتهم”.
وأضافت أن “تدمير الاحتلال لـ80 بالمئة من منازل القطاع أدى إلى تعرّض الأطفال والنساء الحوامل لمستويات خطيرة من الملوثات البيئية والجسيمات الدقيقة، التي قد يكون من الصعب على جهازهم المناعي مقاومتها”.
يأتي ذلك في وقت يعاني فيه غالبية سكان القطاع من ضعف المناعة، بسبب اضطرارهم لاستهلاك مياه ملوثة وأطعمة مملوءة بالمواد السامة والمسرطنة طيلة أشهر العدوان. وقد اعتمدت نسبة كبيرة من السكان على المساعدات الغذائية الدولية، التي لم تُراعَ فيها معايير الحفظ والتخزين المناسبة، مما أدى إلى استمرار انتشار الأمراض والتسمم الغذائي.
حصيلة العدوان البيئية والإنسانية
يُذكر أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي استمر بين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/يناير 2025، أسفر عن استشهاد وإصابة نحو 160 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.