تخطّى ما تم تسجيله في الحرب العالمية الثانية الأكثر دموية في التاريخ:رقم قياسي “أسود” يحققه كيان الاحتلال الإسرائيلي في قتل الصحفيين
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
الثورة/إبراهيم الاشموري
كل الأرقام القياسية السوداء والسلبية فيما يتعلق بالجرائم والانتهاكات وسفك الدماء حطمها الكيان الصهيوني خلال عدوانه الوحشي المتواصل على قطاع غزة بدعم أمريكي غربي مفضوح.
وتخطى عدد قتلى الصحفيين جراء الهجمات “الإسرائيلية” على قطاع غزة في أقل من شهرين، حصيلة قتلاهم خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945) التي راح ضحيتها عشرات الملايين وتوصف بالحرب الأكثر دموية في التاريخ الحديث.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، استهداف المدنيين والصحفيين وعائلاتهم في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر رغم اعتبار الاستهداف المتعمد للصحفيين والمدنيين جريمة حرب بموجب القانون الإنساني الدولي.
منظمة مراسلون بلا حدود أعلنت، في مطلع نوفمبر المنصرم، تقدمها بطلب لدى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم الحرب المرتكبة ضد الصحفيين خلال ما أسمته العنف الإسرائيلي في فلسطين.
قوات الاحتلال الصهيوني كانت قد أكدت في بيان تناقلته وكالات الأنباء العالمية خلال الأيام الأولى لحربها على غزة، أنها “لا تستطيع ضمان سلامة الصحفيين العاملين في قطاع غزة”، علاوة على فرض الجيش “الإسرائيلي” رقابة على الأخبار المتعلقة بغزة في رسالة بعثها إلى وسائل الإعلام في 26 أكتوبر/تشرين الأول.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، فقد ارتفع عدد الصحفيين القتلى جراء الحرب العدوانية الإسرائيلية على القطاع إلى 73، حتى مساء يوم الجمعة الماضي، حيث أن صحفيا واحدا على الأقل قتل على أيدي القوات الاحتلال كل يوم في فلسطين ولبنان منذ بداية العدوان.
وجاء استهداف الجيش الصهيوني للصحفيين، رغم أنهم يتمتعون بالحصانة بموجب القوانين الدولية، ويسعون إلى إيصال جرائم الحرب وهجمات الإبادة الجماعية في غزة إلى العالم.
ويفوق عدد الصحفيين الذين قتلتهم القوات الصهيونية في قطاع غزة خلال شهرين تقريبا، عدد الإعلاميين الذين قتلوا في الحرب العالمية الثانية (1939-1945) وحرب فيتنام (1955-1975) والحرب الكورية (1950-1953).
ووفقا لمؤسسة “منتدى الحرية”، مقرها واشنطن وتدافع عن حرية الصحافة، فقد 69 صحفيا حياتهم خلال 6 سنوات خلال الحرب العالمية الثانية، التي أودت بحياة عشرات الملايين من البشر، والمعروفة بأنها الحرب “الأكثر دموية” التي يشهدها العالم الحديث.
كما فقد 63 صحفيا حياتهم في الحرب خلال الاحتلال الأمريكي لفيتنام، الذي استمر قرابة 20 عاما، كما فقد 17 صحفياً حياتهم في الحرب الكورية التي استمرت 3 سنوات، وفق “منتدى الحرية”.
وبحسب لجنة حماية الصحفيين، ومقرها نيويورك، فقد 17 صحفيا حياتهم خلال الحرب الروسية الأوكرانية منذ فبراير 2022م.
واتجهت دولة الاحتلال إلى تعمد استهداف الصحفيين منذ بدء عدوانها على قطاع غزة ولبنان في 7 أكتوبر الماضي.
كما تعرض الصحفيون لحالات كالاعتقال والرقابة وقتل أفراد عائلاتهم على يد الاحتلال خلال الفترة نفسها.
ففي 13 أكتوبر الماضي، استهدف الجيش الإسرائيلي منزل المصور الصحفي بوكالة “الأناضول” علي جادالله في غزة، فقد فيها جادالله ما لا يقل عن 8 أفراد من أسرته بمن فيهم والده وإخوته.
وفي التاريخ نفسه، فقد مصور وكالة “رويترز” عصام عبدالله في لبنان حياته، وأصيب 6 إعلاميين جراء استهدافهم من قبل القوات الصهيونية جنوبي لبنان.
إلى ذلك أكدت منظمة “مراسلون بلا حدود”، في تحقيقاتها بالحادثة، تعمد القوات “الإسرائيلية” استهداف الصحفيين رغم وضعهم إشارة “صحافة” على ملابسهم.
كما قتل عدد من أفراد أسرة مراسل قناة “الجزيرة” وائل الدحدوح جراء هجوم نفذه الجيش “الإسرائيلي” على قطاع غزة في 23 أكتوبر، فراح ضحيته زوجته وابنه وابنته وحفيده البالغ من العمر 18 شهرا.
وفي القصف الذي استهدف مدينة خان يونس في الأول من نوفمبر المنصرم قُتل مراسل التلفزيون الفلسطيني محمد أبوحطب و11 فردا من عائلته.
وفي قصف إسرائيلي يوم 5 نوفمبر فقد مصور “الأناضول” محمد العالول أبناءه الأربعة، وثلاثة من إخوته.
وفي 21 من الشهر ذاته، قُتلت مراسلة قناة “الميادين” فرح عمر، والمصور ربيع المعماري، جراء غارة جوية صهيونية في بلدة طيرحرفا خلال متابعتها التطورات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
كما قتلت الصحفيتان آلاء طاهر الحسنات، وآيات خضورة جراء قصف “إسرائيلي” على غزة، فيما حفرت في الأذهان اللحظات الأخيرة للصحفية آيات خضورة مراسلة قناة “الغد”، حينما ظهرت في آخر ظهور لها وقالت: “قد يكون هذا الفيديو الأخير”.
وقُتل مدير رابطة بيت الصحافة الفلسطيني بلال جادالله، من بين أكثر الصحفيين المرموقين في غزة، جراء قصف إسرائيلي بالدبابات في حي الزيتون خلال توجهه نحو جنوب غزة.
وبعد انتهاء “الهدنة الإنسانية” واستئناف الجيش الصهيوني عدوانه على قطاع غزة في الأول من ديسمبر قتل 3 صحفيين في يوم واحد، بينهم مصور وكالة “الأناضول” منتصر الصواف، الذي كان قد فقد والدته وأباه والعديد من أقاربه في هجوم “إسرائيلي” يوم 18 نوفمبر الماضي وأصيب هو حينها بجروح.
وفي معرض استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، تدمرت مكاتب صحيفة “الأيام” و”إذاعة غزة” ووكالة “شهاب” للأنباء، ووكالة “معا” الفلسطينية، وكتب قناة “برس تي في”، وقناة “العالم” الإيرانيتين، ومكتب الوكالة الفرنسية كليا أو جزئيا.
وعلى صعيد متصل، أعلن اتحاد الصحفيين الفلسطينيين، في بيان يوم 28 نوفمبر المنصرم عن اعتقال 41 صحفيا منذ 7 أكتوبر/ ولم يطلق سراح سوى 12 منهم لاحقا بعد فترات اعتقال مختلفة.
وحسب الاتحاد، فإن 44 صحافيا فلسطينيا ما زالوا يقبعون في السجون الصهيونية.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
“الإعلامي الحكومي” يطالب بتسريع تطبيق البروتوكول الإنساني في غزة
#سواليف
طالب المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع #غزة، الأربعاء، بـ”التسريع في تطبيق #البروتوكول_الإنساني بشأن الوضع الكارثي في قطاع #غزة بما يضمن إدخال #المواد_الإغاثية و #الإيوائية بشكل عاجل ودون قيود.
وقال المكتب الإعلامي في بيان تلقته “قدس برس”، إنه “في ظل #الأوضاع_الإنسانية_الكارثية التي يعيشها قطاع غزة، نطالب جميع الأطراف والوسطاء بممارسة أقصى درجات الضّغط على الاحتلال الإسرائيلي لإلزامه بتنفيذ تعهداته والتسريع في تطبيق البروتوكول الإنساني، بما يضمن إدخال المواد الإغاثية والإيوائية دون قيود”.
وأضاف أن ” #فتح_المعابر بشكل كامل بات ضرورة مُلحّة لإدخال #الخيام و #الكرفانات لإيواء أكثر من ربع مليون أسرة فلسطينية شردها الاحتلال بفعل #حرب_الإبادة الجماعية، بعد التدمير الممنهج للقطاع الإسكاني”.
مقالات ذات صلة تنصيب أحمد الشرع رئيسا انتقاليا للجمهورية العربية السورية بشكل رسمي 2025/01/29وأكد “الإعلامي الحكومي، “الحاجة العاجلة لإدخال المركبات والمعدات الخاصة بالدفاع المدني لتمكينه من أداء مهامه الإنسانية، وانتشال آلاف جثامين الشهداء من تحت الأنقاض وركام المنازل والأحياء السكنية المدمرة”.
وشدد على “ضرورة إدخال مستلزمات صيانة البنية التحتية، بما في ذلك محطة الكهرباء وشبكات وآبار المياه، لضمان استمرارية الخدمات الأساسية ومنع انهيار القطاعات الحيوية”.
وأوضح أن “استمرار الاحتلال في عرقلة دخول هذه الاحتياجات يُفاقم الأزمة الإنسانية العميقة في قطاع غزة، ويُعرّض حياة ملايين المدنيين للخطر، مما يستوجب تدخلاً دوليًا فوريًا وجادًا لوقف هذه الجريمة الإنسانية، وتحميل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعياتها”.
وأشار المكتب الإعلامي إلى أنه “تتفاقم هذه الأزمة الإنسانية بالتزامن مع عودة نصف مليون نازحٍ من أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم خلال الـ72 ساعة الماضية من محافظات الجنوب والوسطى إلى محافظات غزة والشمال، عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين، وذلك بعد تهجيرهم قسرًا منذ بدء حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة”.
وكان المكتب الإعلامي قال في وقت سابق اليوم، إن “نسبة الدمار الذي أحدثه الاحتلال في القطاع بلغت 85% من المباني، وأن الاحتلال الإسرائيلي دمر مخيم جباليا شمالي القطاع بالكامل”.
وأضاف أن “أكثر من نصف مليون نازح عادوا من محافظات الجنوب والوسطى إلى غزة والشمال خلال 72 ساعة”.
وبدأ سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة في 19 كانون الثاني/يناير الجاري، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.
وارتكبت قوات الاحتلال بدعم أميركي بين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلّفت نحو 159 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.