الدكتور بهيج سكاكيني: القنابل العنقودية لأوكرانيا والاجرام الأمريكي
تاريخ النشر: 12th, July 2023 GMT
الدكتور بهيج سكاكيني إدارة بايدن مصرة على تزويد النظام الذي يشارك فيه النازيين الجدد في الحكومة والتي يرأسها الدمية زيلنسكي بالقنابل العنقودية. وبهذا يكون قد ادخل عاملا جديدا لتصعيد الحرب الأوكرانية وإدامتها على أمل انهيار روسيا الذي وبحسب كل المحللين أن حلم اليقظة هذا لم ولن يتحقق. فالاقتصاد الروسي وبالرغم من كل العقوبات التي فرضت على روسيا ما يزال بصحة جيدة نسبيا حيث استطاعت روسيا ان تعوض خساراتها من خلال رفع مستوى العلاقات الاقتصادية مع كل من الصين والهند وإيران وخاصة في مجال الطاقة الى جانب باكستان.
وفشلت المحاولات الامريكية في عزل روسيا سياسيا ودبلوماسيا على الساحة العالمية وذلك أن الدول وحتى تلك المعروفة بعلاقات التبعية للولايات المتحدة بدأت تشعر من خلال السياسة الخارجية الامريكية وخاصة في السنوات الأخيرة انها لن تكون في مأمن من العقوبات الاقتصادية وتجميد أموالها المودعة في البنوك الامريكية أو الغربية بشكل عام أو مصادرتها كلية. اما بالنسبة للحرب الأوكرانية وبالرغم من الكم الهائل من الأسلحة المتطورة ولإقامة معسكرات لتدريب عناصر من الجيش الاوكراني على أراضي دول الاتحاد الأوروبي وإنفاق ما يزيد ربما عن مئة مليار دولار من مساعدات اقتصادية وغيرها لم تفلح اوكرانيا من تحقيق أي انتصار أو تقدم ملموس على الجبهات فيما أطلقت عليه الهجوم المضاد لغاية الان ومن غير المتوقع ان تحقق ذلك بحسب العديد من المحللين العسكريين الغربيين. الى جانب ذلك تبخر حلم أن تنزلق الأمور الى حرب أهلية روسية على أثر العصيان الذي قاده رئيس مجموعة فاغنر والذي طنطنت وطبلت له وسائل الاعلام الغربية والساسة الغربيين بأن هذا بداية “الغيث” وأن روسيا في طريقها الى حرب أهلية وهزيمة محققة على جبهات القتال مع أوكرانيا. أمام هذه الصورة المتكاملة من الفشل الغربي في لي الذراع الروسية وإخضاع القيادة السياسية الروسية قررت الإدارة الامريكية منفردة تزويد الجيش الاوكراني بالقنابل العنقودية المحرمة دوليا على وعسى أن تحقق ما لم تحققه كل الأسلحة المتطورة التي قدمت “لإسرائيل أوروبا” (أوكرانيا). وقد قوبل قرار الولايات المتحدة هذا بحملة واسعة من الادانات والاعتراضات حتى من أقرب المقربين للولايات المتحدة وحلفائها التاريخيين أي الدول الأوروبية الفاعلة مثل المانيا وفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة اعتراضه على هذا القرار الى جانب كل المنظمات الدولية التي تدافع عن حقوق الانسان وتقف ضد الحروب. ولكن كل هذا لم ولن يردع الولايات المتحدة والتي ما زالت ليومنا هذا تتصرف بشكل أحادي ضاربة بعرض الحائط كل المحرمات والقرارات الدولية. هذا السلوك المشين واللاإنساني واللاأخلاقي الذي لا يقيم وزنا لحياة المدنيين على وجه التحديد هو سمة تطبع كل التصرفات الامريكية ومنذ عقود وليس أمرا مستحدثا. فلقد استخدمت كل الأسلحة المحرمة دوليا على سبيل المثال في فيتنام من قنابل النابالم الفسفورية والقنابل العنقودية والغازات السامة على أنواعها والذي تضرر من استخدامه الكثير من الجيش الأمريكي أيضا وليس فقط الشعب الفيتنامي وما زالت وفي انحاء فيتنام تربة لا تصلح للزراعة نتيجة تلوثها بالكيماويات السامة التي استخدمها الجيش الأمريكي في ستينات وسبعينات القرن الماضي. تدعي الولايات المتحدة على انها اخذت تعهدات خطية من النظام الاوكراني بعدم استخدام القنابل العنقودية ضد المدنيين وقد يكون ذلك. ولكن كل التعهدات “الخطية” التي أخذتها أمريكا من دول أخرى حليفة أو صديقة او أداة مذعنة والتي تنص على عدم استخدام هذه الأسلحة المحرمة دوليا ضد المدنيين لم نشاهد أي تطبيق لها على أرض الواقع. فلم يلتزم الكيان الصهيوني بها في عدوانه على لبنان والشعب اللبناني او في العدوان والحرب التي شنتها السعودية على اليمن وفي كلتا الحالتين أدت القنابل العنقودية التي لم تنفجر الى إحداث أصابات في صفوف المدنيين وخاصة الأطفال منهم. فمن المعروف علميا انه بعد انفجار القنبلة الام يخرج منها مئات القنابل الصغيرة وفي أفضل الأحوال بنفجر منها ما يقارب 60% أما ما تبقى أي 40% يبقى على الأرض ينفجر لحظة مرور أي انسان إذا عبث بها او لامسها بشكل او بآخر واغلب ضحاياها هم الأطفال. ولم يتم إزالة بقايا هذه القنابل في الجنوب الليناني او في الأراضي اليمنية واعداد كبيرة من الأطفال فقدوا بعض اطرافهم نتيجة انفجار هذه القنابل وبالتالي فإن كل هذه الضمانات التي تعطى ما هي الا حبر على ورق والضحك على اللحى والتقليل من الانتقادات الدولية لمثل هذه الأسلحة الفتاكة المحرم استخدامها أصلا والتزمت بذلك أكثر من 130 دولة وتمنعت الولايات المتحدة عن الانضمام لهذه الاتفاقية. وربما يجدر الإشارة الى أن تصنيع الأطراف الصناعية في لبنان قد أصبحت من أفضل الصناعات العالمية في هذا المجال نتيجة الخبرات التي اكتسبت للتعامل وتصنيع هذه الأطراف لأعداد هائلة من سكان المنطقة الجنوبية في لبنان جلهم من الأطفال. والحال في اليمن وأفغانستان ليس بأفضل حال من لبنان. كاتب وباحث أكاديمي فلسطيني
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
اليمن تثمن دور واشنطن في منع تهريب الأسلحة للحوثيين
عبدالله أبوضيف (عدن، القاهرة)
أخبار ذات صلةثمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي جهود الولايات المتحدة الأميركية في اعتراض شحنات الأسلحة المهربة لجماعة الحوثي، ونوه بقرار الإدارة الأميركية إعادة تصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية أجنبية، مجدداً التزام الحكومة اليمنية بالتعاون الوثيق مع المجتمع الدولي لتنفيذ القرار، والحد من تداعياته الإنسانية المحتملة على الفئات الاجتماعية الضعيفة.
جاء ذلك لدى استقبال العليمي، السفير الأميركي باليمن ستيفن فاجن لمناقشة مستجدات الوضع اليمني، وتبادل وجهات النظر إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها خطر جماعة الحوثي وانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان، حسبما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية الحكومية «سبأ».
وأعرب العليمي عن تطلعه لشراكة ثنائية أوسع مع الولايات المتحدة لمواجهة التحديات وردع التهديدات المزعزعة لأمن واستقرار اليمن والمنطقة. وأكد أن هناك حاجة ملحة لنهج عالمي جماعي لدعم الحكومة على مواجهة التحديات الاقتصادية والخدمية والإنسانية، وتعزيز قدراتها في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وتأمين مياهها الإقليمية كشريك وثيق لحماية الأمن والسلم الدوليين.
في غضون ذلك، قالت المتحدثة باسم المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، إزميني بالا، إنه من المبكر تحديد تأثير العقوبات الأميركية المفروضة حديثاً على جماعة الحوثي فيما يخص المساعدات الإنسانية، ومدى وصولها إلى المستحقين. وأوضحت إزميني بالا في تصريحات لـ«الاتحاد» أن المبعوث الخاص لليمن هانس غروندبرغ ملتزم بمواصلة جهوده في الوساطة وفقاً للتفويض الممنوح له من قبل مجلس الأمن؛ بهدف تعزيز الحوار نحو تسوية سلمية وشاملة للنزاع في اليمن.
وتتزايد الضغوط الدولية على جماعة الحوثي عقب ممارساتها في تعطيل الملاحة البحرية، ما أدى إلى خسائر كبيرة في القطاع التجاري، فيما تواصل الولايات المتحدة فرض عقوبات على قادة الجماعة بعد تصنيفها منظمة إرهابية.
وتستغل الجماعة المنافذ الاقتصادية المهمة في مناطق سيطرتها ما يعزز قدرتها على الاستحواذ على المساعدات الإنسانية الأممية وطريقة توزيعها.
وفي سياق متصل، قال وكيل محافظة الحديدة وليد القديمي إن جماعة الحوثي تسببت في قطع أرزاق آلاف الصيادين اليمنيين، ووقف حركة الملاحة في الموانئ الرئيسة، بسبب الأعمال الإرهابية في منطقة البحر الأحمر على مدار عام ونصف العام. وأضاف المسؤول اليمني، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن قرار تصنيف الجماعة منظمة إرهابية، ضروري مع حجم الأزمة التي تسببت فيها على مدار سنوات، وتواصل القبض على الموظفين الأمميين، وتمنع الصيد وتتسبب في تلوث المياه والبيئة البحرية في اليمن.
وطالب بتكاتف المجتمع الدولي لوقف الأعمال الإرهابية لجماعة الحوثي وممارساتها المخالفة للقانون الدولي والتي أدت إلى وقف الأرزاق وتهجير قسري للسكان في المناطق التي تسيطر عليها وحبس المعارضين وقتلهم.