الدكتور بهيج سكاكيني إدارة بايدن مصرة على تزويد النظام الذي يشارك فيه النازيين الجدد في الحكومة والتي يرأسها الدمية زيلنسكي بالقنابل العنقودية. وبهذا يكون قد ادخل عاملا جديدا لتصعيد الحرب الأوكرانية وإدامتها على أمل انهيار روسيا الذي وبحسب كل المحللين أن حلم اليقظة هذا لم ولن يتحقق. فالاقتصاد الروسي وبالرغم من كل العقوبات التي فرضت على روسيا ما يزال بصحة جيدة نسبيا حيث استطاعت روسيا ان تعوض خساراتها من خلال رفع مستوى العلاقات الاقتصادية مع كل من الصين والهند وإيران وخاصة في مجال الطاقة الى جانب باكستان.

وفشلت المحاولات الامريكية في عزل روسيا سياسيا ودبلوماسيا على الساحة العالمية وذلك أن الدول وحتى تلك المعروفة بعلاقات التبعية للولايات المتحدة بدأت تشعر من خلال السياسة الخارجية الامريكية وخاصة في السنوات الأخيرة انها لن تكون في مأمن من العقوبات الاقتصادية وتجميد أموالها المودعة في البنوك الامريكية أو الغربية بشكل عام أو مصادرتها كلية. اما بالنسبة للحرب الأوكرانية وبالرغم من الكم الهائل من الأسلحة المتطورة ولإقامة معسكرات لتدريب عناصر من الجيش الاوكراني على أراضي دول الاتحاد الأوروبي وإنفاق ما يزيد ربما عن مئة مليار دولار من مساعدات اقتصادية وغيرها لم تفلح اوكرانيا من تحقيق أي انتصار أو تقدم ملموس على الجبهات فيما أطلقت عليه الهجوم المضاد لغاية الان ومن غير المتوقع ان تحقق ذلك بحسب العديد من المحللين العسكريين الغربيين. الى جانب ذلك تبخر حلم أن تنزلق الأمور الى حرب أهلية روسية على أثر العصيان الذي قاده رئيس مجموعة فاغنر والذي طنطنت وطبلت له وسائل الاعلام الغربية والساسة الغربيين بأن هذا بداية “الغيث” وأن روسيا في طريقها الى حرب أهلية وهزيمة محققة على جبهات القتال مع أوكرانيا. أمام هذه الصورة المتكاملة من الفشل الغربي في لي الذراع الروسية وإخضاع القيادة السياسية الروسية قررت الإدارة الامريكية منفردة تزويد الجيش الاوكراني بالقنابل العنقودية المحرمة دوليا على وعسى أن تحقق ما لم تحققه كل الأسلحة المتطورة التي قدمت “لإسرائيل أوروبا” (أوكرانيا). وقد قوبل قرار الولايات المتحدة هذا بحملة واسعة من الادانات والاعتراضات حتى من أقرب المقربين للولايات المتحدة وحلفائها التاريخيين أي الدول الأوروبية الفاعلة مثل المانيا وفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة اعتراضه على هذا القرار الى جانب كل المنظمات الدولية التي تدافع عن حقوق الانسان وتقف ضد الحروب.  ولكن كل هذا لم ولن يردع الولايات المتحدة والتي ما زالت ليومنا هذا تتصرف بشكل أحادي ضاربة بعرض الحائط كل المحرمات والقرارات الدولية. هذا السلوك المشين واللاإنساني واللاأخلاقي الذي لا يقيم وزنا لحياة المدنيين على وجه التحديد هو سمة تطبع كل التصرفات الامريكية ومنذ عقود وليس أمرا مستحدثا. فلقد استخدمت كل الأسلحة المحرمة دوليا على سبيل المثال في فيتنام من قنابل النابالم الفسفورية والقنابل العنقودية والغازات السامة على أنواعها والذي تضرر من استخدامه الكثير من الجيش الأمريكي أيضا وليس فقط الشعب الفيتنامي وما زالت وفي انحاء فيتنام تربة لا تصلح للزراعة نتيجة تلوثها بالكيماويات السامة التي استخدمها الجيش الأمريكي في ستينات وسبعينات القرن الماضي. تدعي الولايات المتحدة على انها اخذت تعهدات خطية من النظام الاوكراني بعدم استخدام القنابل العنقودية ضد المدنيين وقد يكون ذلك. ولكن كل التعهدات “الخطية” التي أخذتها أمريكا من دول أخرى حليفة أو صديقة او أداة مذعنة والتي تنص على عدم استخدام هذه الأسلحة المحرمة دوليا ضد المدنيين لم نشاهد أي تطبيق لها على أرض الواقع.  فلم يلتزم الكيان الصهيوني بها في عدوانه على لبنان والشعب اللبناني او في العدوان والحرب التي شنتها السعودية على اليمن وفي كلتا الحالتين أدت القنابل العنقودية التي لم تنفجر الى إحداث أصابات في صفوف المدنيين وخاصة الأطفال منهم. فمن المعروف علميا انه بعد انفجار القنبلة الام يخرج منها مئات القنابل الصغيرة وفي أفضل الأحوال بنفجر منها ما يقارب 60% أما ما تبقى أي 40% يبقى على الأرض ينفجر لحظة مرور أي انسان إذا عبث بها او لامسها بشكل او بآخر واغلب ضحاياها هم الأطفال. ولم يتم إزالة بقايا هذه القنابل في الجنوب الليناني او في الأراضي اليمنية واعداد كبيرة من الأطفال فقدوا بعض اطرافهم نتيجة انفجار هذه القنابل وبالتالي فإن كل هذه الضمانات التي تعطى ما هي الا حبر على ورق والضحك على اللحى والتقليل من الانتقادات الدولية لمثل هذه الأسلحة الفتاكة المحرم استخدامها أصلا والتزمت بذلك أكثر من 130 دولة وتمنعت الولايات المتحدة عن الانضمام لهذه الاتفاقية.  وربما يجدر الإشارة الى أن تصنيع الأطراف الصناعية في لبنان قد أصبحت من أفضل الصناعات العالمية في هذا المجال نتيجة الخبرات التي اكتسبت للتعامل وتصنيع هذه الأطراف لأعداد هائلة من سكان المنطقة الجنوبية في لبنان جلهم من الأطفال. والحال في اليمن وأفغانستان ليس بأفضل حال من لبنان. كاتب وباحث أكاديمي فلسطيني

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

صحيفة أمريكية: الدول الأوروبية غير قادرة على فرض عقوبات على روسيا

قالت صحيفة أمريكية، أن الدول الأوروبية غير قادرة أو غير راغبة في فرض عقوبات صارمة على روسيا، كما أن شركاء الولايات المتحدة مثل الهند يزيدون وارداتهم من النفط الروسي إلى أحجام قياسية، مما يجلب عائدات مالية كبيرة لموسكو.

كازاخستان تعلق على تقارير "إسقاط روسيا للطائرة الآذرية" لافروف يكشف موقف الشرع من العلاقات مع روسيا


ووفقًا للصحيفة، أن "أكبر الديمقراطيات في أوروبا لم تكن قادرة على زيادة إنتاج الأسلحة إلى مستوى يمكن أن يعوض عن التخفيض المحتمل في المساعدة العسكرية الأمريكية لأوكرانيا.
وأضافت، إلى أن "هذا يمثل مشكلة خاصة بالنظر إلى أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وبعض أقرب حلفائه أعربوا عن شكوكهم العميقة بشأن إمدادات الأسلحة الأمريكية إلى أوكرانيا".
تنتقد الصحيفة إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن لعدم تعاملها بالصرامة الكافية في علاقاتها مع الحلفاء.
وقالت الصحيفة إلى أنه على الرغم من جهود إدارة بايدن لتصوير التحالفات الأمريكية على أنها قوية وفعالة، فإن العلاقة "لا تزال هشة وقد تواجه تحديات جديدة".

مقالات مشابهة

  • الدين الوطني الأمريكي تزايد خلال العام بمقدار يتجاوز دين روسيا الخارجي بـ 8 مرات
  • الإعلام الأمريكي: الولايات المتحدة تهدد المنظمات التي تحذر من المجاعة الوخيمة في غزة
  • مساعدات أمريكية جديدة تتضمن معدات دفاع جوي لأوكرانيا
  • يونيفيل: بلدة الخيام الوحيدة التي أخلتها إسرائيل وانتشر فيها الجيش اللبناني
  • نسبة كبيرة من الأوروبيين تعتقد أن ترامب سيوقف المساعدات الأمريكية لأوكرانيا
  • روسيا تحذر من خطورة مواقف "ترامب" بشأن التجارب النووية
  • صحيفة أمريكية: الدول الأوروبية غير قادرة على فرض عقوبات على روسيا
  • نيويورك تايمز: أوروبا غير قادرة على فرض عقوبات صارمة على روسيا
  • بايدن يعلن مواصلة أمريكا إرسال الأسلحة لأوكرانيا
  • عقب هجوم عيد الميلاد.. بايدن يتعهد بمواصلة إرسال الأسلحة لأوكرانيا