رأي اليوم:
2024-10-03@09:47:22 GMT

النوي قحدون: جدار الدفاع الأمريكي… غزو العالم!

تاريخ النشر: 12th, July 2023 GMT

النوي قحدون: جدار الدفاع الأمريكي… غزو العالم!

النوي قحدون لن نخوض كثيرا في عقيدة راسخة لدى العقل الأمريكي المؤمن بمحو الآخر حتى يتسنى له البقاء ولن نتوقف عند إنجازات هذا العقل والتي يقدمها للعالم يوميا لتسعد شعوب أخرى بما يقدمه الحلم الأمريكي لكن المحير في الامر ان تلتقي عقيدة الشر في ابلغ صورها مع عقيدة الحرية والانطلاق والنجاح كواقع يومي امريكي.

لطالما سألت نفسي هذا السؤال ولطالما تابعت نخبا أمريكية في السياسة وفي الاقتصاد وفي التكنولوجيا  وفي جميع العلوم وهي نماذج مبهرة حقا ومثالا يحتذى به لكنني عندما التفت الى تصرفات راعي البقر اقف مندهشا امام هذا الكم من الحقد ومن الشر الذي يسود نفسية صانع القرار هناك فعطفا على دخول الولايات المتحدة الامريكية متأخرة الحرب العالمية الثانية ومن اليوم الذي قررت فيه إعادة إعمار أوروبا من بوابة مشروع مارشال سيطرت أمريكا على تلك البقعة من العالم واقنعتهم ان هتلر سيبقى واقفا على كل بوابات أوروبا مالم تظل أوروبا تحت راية الولايات المتحدة الامريكية ومن فزاعة الى فزاعة ظلت تلك البلدان لا تشق عصا الطاعة وتتبع أوامر العم سام وحتى تلك الدول المجهرية بدأت تتخلى عن حيادها الإيجابي وتتوسل الانضمام الى مظلة الحماية الامريكية. من عملية الغضب العاجل بعد يومين فقط من تفجير ثكنات قوات المارينز الأمريكي في بيروت وذلك في  الخامس والعشرين من أكتوبر سنة الف وتسعمئة وثلاث وثمانون حين ذهبت أمريكا  وغزت غرينادا وأطاحت بموريس بيشوب ذو التوجه القومي وفي المفهوم الأمريكي شيوعي الى القضية العادلة بين ديسمبر الف وتسعمئة وتسع وثمانين ويناير الف وتسعمئة وتسعين في بنما حيث اطيح بنورييغا الحليف السابق لها والذي جيئ به مكبلا وهو رئيس دولة مستقلة الى أمريكا امام اعين بوش والعدالة الامريكية ومنها الى عملية مقديشو او سقوط الصقر الأسود في الثالث من أكتوبر الف وتسعمئة وثلاثة وتسعين حيث غامرت بالدخول الى الصومال للإطاحة بفرح عيديد قائد المعارضة وزعيم قبلي ثم تلت صدمة الحادي عشر من سبتمبر عملية الحرية الدائمة في السابع من أكتوبر سنة الفين وواحد للبحث عن أسامة بن لادن في جبال تورابورا والإطاحة بحكم طالبان ثم اتجهت الى العراق في حرب الخليج الثالثة بتاريخ التاسع من مارس سنة الفين وثلاثة وتورطت بعد ذلك فيما حدث من هدم في ليبيا وسوريا . وفي كل ذلك تتراوح عناوين الغزو بين الحرية والعدالة والغضب وهي كلها مفاهيم إنسانية عالمية لكنها انطوت على تدمير جزء كبير من هذا العالم وخلفت ضحايا بالملايين لا تكاد تذكر امام خسائرها في الانفس فمن يصدق بعد الآن ان هناك حريا أيديولوجية بين العالم المتقدم الذي تدعي أمريكا قيادته وعالم متخلف ينزوي تحت راية الشيوعية وما لهذه الشعوب الأوروبية تأبى رفض نمط تصرفات الأمريكيين  في كل مكان  وتترسخ في عقولهم أوهام ومخاوف المجهول فبالإضافة الى عدم شرعية كل حروبها في الخارج وتدخلها خارج نطاق مجلس الامن لا نكاد نرى شرا قضت عليه أمريكا بل اكاد اجزم ان متلازمة الحرب والفقر والتشرد هي صناعة أمريكية خالصة وما نراه اليوم في أوكرانيا خير دليل على ذلك فالحسنة الوحيدة لأمريكا هي اكتشافها لهذا الفتى الذي يجوب العالم خرابا ولا احد يستطيع مجاراته في استفزاز الأصدقاء قبل الأعداء ورويدا رويدا يكاد يقضي على جيشه وعتاده ويكتسح سوق السلاح المزدهرة هذه الأيام ووحدهم اغبياء أوروبا من يدفعون ثمن ذلك في غياب شعوبهم الرازحة تحت وطأة الدعاية الإعلامية الكاذبة ويخطئ من يزعم ان دعاية تكاد تذكر من الجانب الروسي فالذي يصدق ان بوتين زور انتخابات أمريكا وازاح انجيلا من عليائها ثم تدخل لإعادة انتخاب ماكرون يستطيع بسهولة ان يتقبل ان الروس يريدون احتلال أوكرانيا للقضاء على أوروبا ولن يلتفت احد ابدا الى تلك الأيام التي سبقت عملية أوكرانيا عندما كانت روسيا تبعث برسائل القلق وتطالب فقط بضمانات امنية هي اليوم مازالت على طاولة المفاوضات فالنسيان ومواصلة اكذب حتى يصدقوك هي الواقع اليومي لتلك الشعوب التي الفت نمط عيش لا تريد تغييره تحت أي ظرف ومعلبات حرية الرأي والتعبير والثورة بجميع اصنافها من الياسمين الى الرصاص الحي هي منتوجات يقتصر تصديرها فقط الى شعوب العالم الثالث وتعد أمريكا رائدة المصدرين لهذه المنتوجات فهو البلد الوحيد في العالم الذي ينتخب فيه الرؤساء غالبا على تحديات محلية تخص الشأن الأمريكي الداخلي ويجهل فيه غالبية مواطنيه هموم  الأمم الأخرى تصل درجة الجهل الثقافي لانهم يعتقدون انهم ينتجون كل شيء ولا يحتاجون الآخر ثم تجد رؤسائهم خلال فترة توليهم مقاليد الحكم يولون كل الاعتبار لصناعة هذا الجدار والتوسع فيه وهو جدار  مبني على الغزو وإثارة الفتن في أراضي الغير وفي التعدي على حرماتهم الثقافية والأخلاقية والاقتصادية ولم يسلم منهم حتى حلفائهم الطبيعيون ليبقى السؤال مطروحا دائما ماذا تريد أمريكا من العالم. كاتب جزائري

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

أمريكا تكذب ولا تتجمل!!

عكس الفيلم المصرى الشهير (أنا لا أكذب ولكنى أتجمل إنتاج ١٩٨١)، بطولة الراحل احمد زكى الذى كان يكذب على خطيبته ولكنه يحاول فى نفس الوقت تجميل واقعه لكسب رضاء المحيطين به، هكذا تفعل أمريكا فهى تكذب على العالم بإقناع إسرائيل بالسلام، وتتجمل فى ذات الوقت بدعمها بالمال والسلاح، بحجة حماية أمنها وحقها فى الدفاع عن نفسها!!
أحدث الأكاذيب الأمريكية ما أعلنه البنتاجون أمس الأول بأن أمريكا لم تشارك فى عملية (ضاحية بيروت )، ولم تعرف بها الا بعد اغتيال حسن نصر الله، فى الوقت الذى أكدت فيه وسائل اعلام اسرائيلية ان تل ابيب احاطت واشنطن بتوقيت الضربة وهدف العملية قبل تنفيذها، وهذا ايضا ما حاول نفيه وزير الدفاع الامريكى (لويد اوستن) الذى كان يتحدث مع نظيره الاسرائيلى (جالانت) بينما كانت العملية يجرى تنفيذها!!
امر آخر يكشف كذب الرئيس بايدن بأنه وجه وزارة الدفاع ذاتها عقب الضربة مباشرة بضرورة تعديل وضع القوات الأمريكية فى الشرق الاوسط وتعزيزها لضمان حماية الاهداف الأمريكية، واتخاذ السفارات التدابير الوقائية لحماية امنها، ورغم ذلك تخرج تصريحات وزير الدفاع الأمريكى مشددة على ضرورة تجنب الحرب وتظل الدبلوماسية هى أفضل طريقة لتحقيق السلام الاسرائيلى اللبنانى وعودة النازحين من الجانبين إلى ديارهم!!
مرة أخرى يظهر الكذب الامريكى الصريح، حين تأتى تصريحات وزير خارجية الاتحاد الأوربي(بوريل)، بأنه لاتوجد قوة قادرة على وقف مخطط نتنياهو فى غزة ولبنان بما فى ذلك أمريكا نفسها!!
وهنا تتجه الانظار إلى إيران التى تعرضت لثلاث عمليات ارهابية بيد إسرائيل فى أقل من ستة أشهر، من تدمير للسفارة الإيرانية فى دمشق أبريل الماضى، إلى اغتيال اسماعيل هنية رئيس حماس فى يوليو الماضى داخل حصن الحرس الثورى الإيرانى، وفى الجمعة الأخيرة من سبتمبر طالت يدها حسن نصرالله اقوى اذرع إيران العسكرية خارج أرضها ودكت معقل الحزب فى الضاحية الجنوبية بخمسة وثمانين قنبلة خارقة للتحصينات زنة كل منها طن من المتفجرات!!
والآن بعد انتشال جثة الأمين العام لحزب الله من تحت الانقاض، السؤال يطرح نفسه: ماذا عن الرد الإيراني؟ وما مستقبل الحزب بعض نصر الله؟
يرى البعض ان الحزب سوف يتأثر بالطبع بغياب رئيسه الذى كان يتمتع بحضور وكاريزمة مؤثرة، ولكنه سيواصل مسيرته بعقيدته الايدلوجية بعيدا عن الأشخاص، وأن كان هشام صفى الدين المرشح لخلافة نصر الله لايقل ولاء واخلاصا بل وشراسة فى المقاومة قد تفوق سلفه.
أما الرد الإيرانى فلايزال حتى اللحظة محل تقييم ومراجعة، لأن الإقدام عليه باندفاع سوف يحمل المنطقة خسائر فادحة، فى ظل رئيس إيرانى جديد كان يسعى للانفتاح على الجميع، ولاندرى هل سيظل على موقفه، أم أن للضرورة احكام بعد اغتيال رئيس حزب الله ومتى تكشف إيران عن حساباتها فى الرد؟
باختصار: سوف تبقى الحقيقة الواحدة، وسط سحب المؤامرات والمواقف العالمية المتناقضة، ان أمريكا تحمى بلطجة إسرائيل، وتتدعى كذبا انها تحفظ امنها، فهى تكذب ولا تتجمل فهل يفيق الضمير العالمى لوقف هذا الكذب؟!

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع الأمريكي: لن نتردد في حماية قواتنا ومصالحنا بالشرق الأوسط
  • وزير الدفاع الأمريكي: لن نتردد في دعم الدفاع عن إسرائيل وشركائها بالمنطقة
  • والز: ترامب وعد الشعب الأمريكي ببناء جدار مع المكسيك.. ولم يفعل
  • المادة 51.. ما النص الذي استندت إليه إيران في ضرب إسرائيل؟
  • الجيش الأمريكي: إرسال 3 أسراب طائرات إضافية للشرق الأوسط
  • مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي: جالانت أطلع نظيره الأمريكي على الهجمات في لبنان
  • ليست ”أمريكا وبريطانيا وإيران”.. محلل سياسي: هذا الذي يمنع تحرير صنعاء!
  • “أمريكا: دعمٌ لإسرائيل بالسلاح… ودروسٌ للبقية عن حقوق الإنسان” .. كاريكاتير
  • أمريكا تكذب ولا تتجمل!!
  • وزير الخارجية الأمريكي: العالم بات أكثر "أمانا" بعد مقتل نصرالله