المشرف على رواق الأزهر: الإمام الأكبر بصحة جيدة ويمارس عمله بشكل طبيعي
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
لا يزال الحديث عن الحالة الصحية للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف منتشرا بين الكثيرين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما ادعى الكثيرون خلال الساعات الماضية بأن شيخ الأزهر تعرض لوعكة صحية، ويعاني بشدة مطالبين بالدعاء له عبر السوشيال ميديا، وهو ما نفاه الكثيرون من قيادات الأزهر الشريف.
كشف الدكتور عبدالمنعم فؤاد، المشرف على رواق الأزهر الشريف، حقيقة المعلومات المتداولة، نافيا كان ما روجه رواد مواقع التواصل خلال الساعات الماضية، وأن الإمام بحالة جيدة ويمارس عمله بشكل طبيعي، قائلا:«من يٌروجون لمثل هذه الأخبار يبحثون عن زيادة عدد من اللايكات على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي».
تفاصيل الحالة الصحية لشيخ الأزهرأما عن آخر مقابله جمعته بشيخ الأزهر الأحد الماضي، أوضح عبدالمنعم فؤاد قائلا:« أنا كنت مع شيخ الأزهر في مكتبه، وهو بخير ويستقبل الزيارات والوفود المختلفة، وصحته جيدة ويمارس عمله بشكله طبيعي للغاية بداية من الصباح الباكر حتى الساعة السادسة مساءً».
شقيق شيخ الأزهر: الإمام الأكبر بخير ولا صحة لشائعات مرضهوكانت «الوطن» تواصلت مع الشيخ محمد الطيب شقيق الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، والذي أكد أن الإمام الأكبر بحالة صحية جيدة ولا صحة لما تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشأن مرضه، مشددا على أن شائعة مرضه تظهر كل عام عند عدم سفره إلى المؤتمرات الدينية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: شيخ الأزهر أحمد الطيب مرض شيخ الأزهر الإمام الأکبر مواقع التواصل شیخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
"جبر بخاطره".. حكاية إنسانية خلف صورة شيخ الأزهر وتلميذ معهد الأقصر
في صباح هادئ مليء بالترقب والحماس، وقف التلاميذ في معهد محمد عطيتو النموذجي لغات بالأقصر، ينتظرون وصول الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف. كان اليوم مشحونًا بالمراسم الرسمية والكلمات الترحيبية، والكل يحاول الظهور بأفضل صورة أمام هذه الشخصية التي تحمل في ملامحها هيبة العلم ووقار المكانة.
من بين الحضور، كان هناك طفل صغير في ثوب أزهري ناصع البياض، يقف في زاوية منزوٍ بها، يحمل بين يديه ورقة صغيرة، مكتوبة عليها قصيدة شعرية. هذا الطفل لم ينم جيدًا الليلة الماضية، فقد كان يحفظ أبياته ويرددها مرارًا وتكرارًا أمام المرآة، يحلم بلحظة وقوفه أمام شيخ الأزهر ليُسمعه صوته الذي كان ينبض بحب واحترام لأهل الصعيد وكرامتهم.
لكن الوقت كان ضيقًا، والإجراءات البروتوكولية كانت كثيرة. أُلغيت فقرة الطفل، وأُعلن أن الوقت لم يعد يسمح بإلقاء القصيدة. عندها، انكمشت ملامح الطفل، واغرورقت عيناه بالدموع التي حاول إخفاءها خلف الورقة التي كانت أمس مصدر فخره، واليوم أصبحت مجرد ذكرى مؤلمة.
اللحظة الفارقةكان الإمام الأكبر شيخ الأزهر يُنهي كلمته حين لمح عيون الطفل الباكية ووقفته التي امتلأت بالحزن. التفت الإمام نحو الطفل، وسأل أحد المرافقين: "لماذا يبكي هذا الصغير؟" جاءه الرد سريعًا: "كانت له فقرة لإلقاء قصيدة، لكن الوقت لم يسمح يا مولانا".
في تلك اللحظة، أشار الإمام الأكبر بيده لوقف المراسم الرسمية، والتفت إلى الطفل قائلًا: "تعال يا بني، أريد أن أسمع قصيدتك".
تقدم الطفل بخطوات مترددة، ثم وقف أمام شيخ الأزهر، وبدأ في إلقاء قصيدته عن أدب أهل الصعيد وشهامتهم. كانت كلماته نقية وصوته يرتجف قليلًا من رهبة الموقف، لكن عيناه كانتا تتألقان بالفخر والسعادة.
ابتسامة ولقطة خالدةبعد أن انتهى الطفل من إلقاء قصيدته، ابتسم شيخ الأزهر وربّت على كتفه قائلًا: "أحسنت يا بني، صوتك جميل وكلماتك أروع. استمر وتعلم أكثر." ثم دعا شيخ الأزهر المصور لالتقاط صورة تذكارية معه، صورة تحمل في تفاصيلها لحظة إنسانية لن تُنسى.
رسالة مهمة من الإمام الأكبرفي كلماته الختامية، شدد الدكتور أحمد الطيب على أمر هام أمام جميع القيادات والمسؤولين قائلًا: "لا تستهينوا أبدًا بمشاعر التلاميذ، هؤلاء الأطفال هم المستقبل. كل طفل يمتلك موهبة تستحق الاهتمام والتشجيع. امنحوهم الفرصة دائمًا للتعبير عن أنفسهم، فهم أمانة في أعناقنا."
عاد الطفل إلى مكانه وسط تصفيق حار من الجميع، بينما كان يحتضن ورقته الصغيرة بفخر، وكأنها أصبحت كنزًا ثمينًا يحمل معه ذكرى لن تُنسى.
إنسانية تتجاوز البروتوكولهذا الموقف لم يكن مجرد لحظة عابرة، بل كان درسًا في الإنسانية والقيادة الحقيقية. ففي وقت كانت فيه المراسم الرسمية تضغط على الجميع للالتزام بالجدول الزمني، أصر شيخ الأزهر على منح طفل صغير لحظة ستظل محفورة في ذاكرته مدى الحياة.
إنه مشهد يُذكرنا بأن القيادة ليست مجرد أوامر وتوجيهات، بل هي لمسة إنسانية تجعل القلوب تتفتح والأرواح تزدهر.