عربي21:
2024-09-19@02:15:22 GMT

في البحث عن منقذٍ لغزة

تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT

ما يمكن ملاحظته باستئناف العدوان الصهيوني على غزة، بنفس الوتيرة المتصاعدة من الهمجية والوحشية التي تمسك بها إسرائيل وتتحكم بها بطريقة انتقامية من الفلسطينيين في غزة، هو غياب الإسناد الفعلي للضحايا الفلسطينيين من جهة، والوقوف بجانبهم في التصدي لحرب الإبادة التي يتعرضون لها، ومن جهة أخرى حضور الدعم الأمريكي المستمر لهذه الجريمة ودعم مبرراتها الكاذبة، صحيح أن هناك مواقف دولية بعضها تراجع خطوة للوراء أثناء فترة الهدنة التي فرضتها المقاومة وإيقاع المواجهة وتبادل الأسرى، لكن تبقى الأهمية للموقف الأمريكي الذي وظّف كل قدراته لدعم الأهداف الإسرائيلية الرامية للقضاء على حركة "حماس" أو القضاء على البنية الاجتماعية للمقاومة في غزة من خلال فرض التدمير الهائل والتهجير.



الموقف الأمريكي من العدوان الإسرائيلي، يقوم على تمكين الاحتلال الإسرائيلي من التحرك المستمر باتجاه تنفيذ مخططات العدوان. وهذه مواقف ليست جديدة بقدر ما تشكل ركيزة أساسية في التحالف بين الولايات المتحدة والمؤسسة الصهيونية، ووضوحها بالشكل السافر الذي عبر عنه الرئيس بايدن وكل من وزراء الخارجية والدفاع للولايات المتحدة، يلغي أي بعد عربي ينظر للدبلوماسية الأمريكية كوسيط في قضية الصراع العربي الإسرائيلي، ويفسر كل المواقف المرتبطة من القضية الفلسطينية وما سمي بعملية "السلام" التي انقضّت من خلالها المؤسسة الصهيونية على ما تبقى من الأرض الفلسطينية.

ما يبدو بين حين وآخر على أنه تناقض بين السياسة الأمريكية والاحتلال، فهو ليس تباينا في الجوهر والأساس، بل تباينا مقصودا يُمكّن الإدارة الأمريكية من اتخاذ مواقف ظاهريا تبدو مرنة أمام العالم العربي
وبالتالي، فإن ما يبدو بين حين وآخر على أنه تناقض بين السياسة الأمريكية والاحتلال، فهو ليس تباينا في الجوهر والأساس، بل تباينا مقصودا يُمكّن الإدارة الأمريكية من اتخاذ مواقف ظاهريا تبدو مرنة أمام العالم العربي، وهذا ما ظهر فعليا من تصريحات الوزير أنتوني بلينكن والبيت الأبيض بالحديث عن الضغط الأمريكي على إسرائيل لتجنب وقوع ضحايا من المدنيين.

واللعب بأكبر قدر ممكن على العبارات لم يخف الحقيقة الأمريكية التي تأخذ المصلحة الإسرائيلية في المقام الأول، وهو موقف مفقود للآن بشكل موازٍ ومقترض للضحايا الفلسطينيين من أشقائهم في النظام الرسمي العربي؛ الذي يراقب بدوله وجيوشه ومنظومته العسكرية والأمنية والإعلامية، ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة من جرائم إبادة وضد الإنسانية بكل مستوياتها وصنوفها، ويقف عاجزا عن إدخال قارورة ماء واحدة تسد عطش الجرحى والمصابين والمكلومين، والعجز عن رفع مئات الجثث من الشوارع والأزقة أو من تحت ركام الأبنية لغياب الآليات والمعدات الغير مسموح للفلسطيني أن يقتنيها بموجب الالتزام المصري والعربي بالشروط الإسرائيلية لحصار غزة، ويسمع العالم العربي بالوقت نفسه أخبار تزويد واشنطن لجيش الاحتلال بمئات أو آلاف القنابل الضخمة التي تلقى على غزة، والأهم أن النظام العربي أيضا راقب الجلسة الأخيرة لمجلس الحرب الصهيوني بحضور وزير بلينكن، والتي أعطت الاحتلال الدفع باستئناف الوحشية المُدمرة على غزة مقابل انهمار بيانات الأسف العربي أمام هذا الاستئناف للعدوان دون فعل أي شيء على الإطلاق.

وإذا أخذنا ما اتفق عليه العرب في القمة العربية الاسلامية في الرياض، بتشكيل وفدٍ ليتواصل مع العالم لبحث تداعيات العدوان ووقفه، ومراقبة الأداء السياسي والدبلوماسي الذي "تكثّف" في أبو ظبي أثناء انعقاد قمة الأرض بمشاركة رئيس كيان الاحتلال، في الوقت الذي استؤنف فيه العدوان بشكله الأكثر وحشية ودموية، ليسفر عن تدمير هائل في مناطق شمال وجنوب القطاع، وارتكاب الاحتلال لمجازر عديدة.. نجد أن حلفاء الشعب الفلسطيني بالمعنى الأخلاقي غائبون بشكل مخزٍ؛ إذا ما استحضرنا مقارنات من قبيل أن الفلسطينيين لا يريدون قنابل بأوزان طن على الطريقة الأمريكية لإسرائيل أو فتح مستودعات الأسلحة لها وتجنيد كل الإدارة الأمريكية والبيت الأبيض لدعم "الحرب" التي تخوضها إسرائيل ضد الفلسطينيين، ولا يريدون قاعدة عسكرية وطائرات سو35 على الطريقة الروسية في سوريا، مع أنهما -أي الولايات المتحدة وروسيا- قدّما درسا كبيرا في كيفية دعم وإنقاذ الحليف.

البحث عن سبل إنقاذ غزة من المذابح والتدمير الممنهج وإنقاذ القضية الفلسطينية بشكل عام، بحاجة لوسائل مختلفة عن التي اعتاد عليها العرب ودبلوماسيتهم السابقة بميوعة المقاييس التي فرضها خطاب وموقف عربي رسمي، مع غياب رقعة المشاركة الشعبية العربية، ما جعل من كل السياسة العربية غير قابلة للتصديق من قبل الشارع العربي ولا تحظى أصلا باحترام المجتمع الدولي، ولا من العدو نفسه
المفترض أن هناك أولوية عربية مفترضة، تعمل على وقف إطلاق النار، أي تضغط لوقف المذبحة التي تتعرض لها غزة، والعمل على إنقاذها فورا، وهو ما لم يحصل، ولن يحصل في الأيام المقبلة، لاقتصار الدور العربي على ترتيب دخول شاحنات المساعدات إن سمحت إسرائيل بذلك، وهو السقف الذي تعمل تحته منظومة الدبلوماسية العربية، بغض النظر عن التحطيم الحاصل لهذا السقف فوق رؤوس الدبلوماسيين العرب بمناقشة اليوم التالي من انتهاء العدوان، وإحكام قفل القضية الفلسطينية بإسقاط أهلية الشعب الفلسطيني عن إدارة شؤونه وتمثيل نفسه، ومحاولة فرض معادلة أن المقاومة الفلسطينية إن كانت في الضفة أو غزة ليست طرفا يمثل تطلعات الشعب الفلسطيني، مع أنها أثبتت قدرتها في تلبية الحاجات الملحة لصد العدوان، وكانت وستبقى أداة ذات جدوى، وأرست قواعد جديدة تجعلها ركيزة من ركائز المستقبل لصون الحقوق الفلسطينية.

في مطلق الأحوال، البحث عن سبل إنقاذ غزة من المذابح والتدمير الممنهج وإنقاذ القضية الفلسطينية بشكل عام، بحاجة لوسائل مختلفة عن التي اعتاد عليها العرب ودبلوماسيتهم السابقة بميوعة المقاييس التي فرضها خطاب وموقف عربي رسمي، مع غياب رقعة المشاركة الشعبية العربية، ما جعل من كل السياسة العربية غير قابلة للتصديق من قبل الشارع العربي ولا تحظى أصلا باحترام المجتمع الدولي، ولا من العدو نفسه غير الآبه بقلق واستهجان ورفض عربي للعدوان.

twitter.com/nizar_sahli

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة إسرائيل المقاومة العالم العربي إسرائيل امريكا غزة المقاومة العالم العربي مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی غزة من

إقرأ أيضاً:

حزب الله يحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن العدوان الذي طال لبنان ويتعهد بالرد

وجه حزب الله رسميا اتهاما لدولة الاحتلال بالمسؤولية عن تداعيات الهجوم الذي استهدف أجهزة الاتصال وأدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة عدد كبير بجروح مختلفة.

وقال بيان لـ "حزب الله": "بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات الراهنة والمعلومات المتوفرة حول الاعتداء الآثم الذي جرى ‏بعد ظهر هذا اليوم فإنّنا نحمّل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي والذي ‏طال المدنيين أيضًا وأدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة".‏

وأضاف: "إنّ شهداءنا وجرحانا هم عنوان جهادنا وتضحياتنا على طريق القدس، انتصارًا ‏لأهلنا الشرفاء في ‏قطاع غزة والضفة الغربية وإسنادًا ميدانيًا متواصلًا وسيبقى موقفنا هذا بالنصرة والدعم والتأييد ‏للمقاومة الفلسطينية الباسلة محل اعتزازنا وافتخارنا ‏في الدنيا والآخرة."‏

وأكد حزب الله "أنّ هذا العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم ‏من حيث يحتسب ‏ومن حيث لا يحتسب، والله على ما نقول شهيد"، وفق البيان.

واستشهد  8 أشخاص وأصيب 2800 آخرين بجروح، اليوم، إثر انفجار أجهزة محمول محمولة من نوع "بيجر" (pager) في أيدي من يحملونها.

وكان حزب الله اللبناني، الثلاثاء، قد علق في وقت سابق على موجة  الانفجارات التي طالت أجهزة الاتصالات اللاسلكية المعروفة باسم "بيجر"، وأشار إلى أنه يجري تحقيق واسع النطاق لمعرفة أسباب "الانفجارات الغامضة"، التي خلفت شهداء وأعدادا كبيرة من المصابين.

وقال الحزب في بيان عبر "تلغرام"، "قرابة الساعة 03:30 من بعد ظهر يوم الثلاثاء انفجرت عدد ‏من أجهزة تلقي ‏الرسائل المعروفة بالبيجر والموجودة لدى عدد من العاملين في وحدات ومؤسسات حزب الله ‏المختلفة".

وأضاف أن "هذه الانفجارات الغامضة الأسباب حتى ‏الآن، أدت إلى استشهاد طفلة واثنين من الأخوة ‏وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة".


وأشار البيان، إلى أن "الأجهزة المختصة في حزب الله، تقوم حاليًا بإجراء تحقيق واسع النطاق ‏أمنيًا وعلميًا لمعرفة الأسباب ‏التي أدّت إلى تلك الانفجارات المتزامنة، ‏وكذلك تقوم الأجهزة الطبية والصحية بمعالجة الجرحى ‌‏والمصابين في عدد من المستشفيات في مختلف المناطق اللبنانية".

ودعا الحزب إلى "الانتباه من ‏الشائعات والمعلومات الخاطئة والمضلّلة التي تقوم بها ‏بعض الجهات بما ‏يخدم الحرب النفسية لمصلحة العدو الصهيوني، لا سيما أن ذلك يترافق ‏مع خطابات ‏التهويل والتهديد للعدو الصهيوني وما يُسمّيه بتغيير الوضع ‏في الشمال".

وشدد حزب الله في ختام بيانه، على أن "المقاومة بكافة مستوياتها ومختلف وحداتها في أعلى جهوزية ‏للدفاع عن لبنان وشعبه ‏الصامد".


وفي وقت سابق الثلاثاء، سقط 8 شهداء وأصيب المئات من أعضاء حزب الله اللبناني ومن المدنيين، جراء تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي التي بحوزتهم في لبنان.

وقال وزير الصحة اللبناني، إن هناك 8 شهداء بينهم طفلة ونحو 2750 جريح حتى الآن، وذلك جراء انفجار أجهزة لاسلكية في مناطق مختلفة بالبلاد.

وتوافدت أعداد كبيرة من المصابين إلى المستشفيات والإصابات ناتجة عن انفجار أجهزة الاتصالات، في حين ناشدت الصحة اللبنانية المواطنين التوجه إلى المستشفيات للتبرع بالدم للمصابين.

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس"، عن مسؤول لبناني قوله إنه "من المعتقد أن استهداف أجهزة الاتصال هو نتيجة هجوم إسرائيلي"، في حين ذكر إعلام إيراني أن "سفير إيران في لبنان أصيب جراء هجوم  إسرائيلي سيبراني استهدف لبنان وسوريا".

مقالات مشابهة

  • حزب الله: عملياتنا الداعمة لغزة ستتواصل كالمعتاد.. ولمجزرة الاحتلال بحق لبنان حساب عسير وآت
  • مجلس الشورى يدين العدوان السيبراني الذي نفذه الكيان الصهيوني على لبنان
  • «الصحة الفلسطينية»: ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة لأكثر من 41 ألف شهيد
  • انطلاق الدورة السادسة لجائزة الألكسو للإبداع للباحثين في الوطن العربي
  • حزب الله يحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن العدوان الذي طال لبنان ويتعهد بالرد
  • ندوة «المعجم التاريخي للغة العربية» توصي بتطوير البحث اللغوي
  • الجامعة الأمريكية بالقاهرة تستضيف مؤتمر الجامعات الرقمية في العالم العربي 2024
  • وزيرة الصحة الفلسطينية السابقة: مصر حريصة على إدخال المساعدات لغزة.. والعائق الحقيقي إسرائيل
  • رأسه يحمل ألوان الكوفية الفلسطينية.. الحوثيون ينشرون فيديو للصاروخ الذي أُطلق نحو إسرائيل
  • رئيس المجلس العربي للمياه: ‏التحديات التي نواجهها هائلة ولكنها ليست مستعصية على الحل