WP: من يحكم غزة بعد الحرب..إدارة بايدن تبحث في خيارت سيئة
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا أعده مايكل بيرنباوم وويليام بوث وحازم بعلوشة يتحدث عن خيارات واشنطن لما بعد الحرب على غزة.
وقالت صحيفة واشنطن بوست إن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تواجه أسئلة بلا إجابات واضحة بشأن مستقبل قطاع غزة بعد الحرب، فبينما تبدأ إدارة بايدن في التخطيط لليوم التالي في غزة، تواجه الأطراف المعنية مجموعة من "الخيارات غير الجذابة".
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21”, “يقول الإسرائيليون إنهم لا يريدون الوظيفة، وتقاوم الدول العربية وربما تطوعت السلطة الوطنية الفلسطينية بزعامة محمود عباس، لكن الشعب الفلسطيني لا يريده".
وقالت الصحيفة إن واشنطن تواجه معضلة كبيرة بعد الحرب، كيف ستبنى غزة وكيف ستصبح في النهاية جزءا من الدولة الفلسطينية علاوة عمن سيديرها بعد الحرب.
وتابعت، "واشنطن تواجه خيارات غير جذابة، ففي رحلة إلى إسرائيل والضفة الغربية حاول وزير الخارجية، أنطوني بلينكن البحث وتوسيع النقاشات ولم يحصل على أجوبة سهلة".
وتدفع إدارة بايدن لإنعاش السلطة الفلسطينية لتدير غزة، وهذه لا تحظى بشعبية من الحكومة الإسرائيلية وحتى بين الكثير من الفلسطينيين، وتعترف الإدارة الأمريكية بحجم المشكلة ولكنها ترى أن السلطة هي الجهة المهياة لإدارة القطاع بين مجموعة من الخيارات السيئة ومنها العودة لاحتلال إسرائيلي مباشر.
وأخبر بلينكن الصحافيين "ليس لدينا أي وهم بأن هذا سيكون سهلا، وستكون هناك خلافات في الطريق"، ولكنه قال إن "الخيارات هجمات إرهابية ومزيدا من العنف ومزيدا من معاناة الأبرياء، وهذا غير مقبول".
وبينت الصحيفة، "أن إسرائيل توعدت بتدمير حماس لكن الحركة متغلغلة بشكل كبير في القطاع، كما تحظى حاليا بدعم شعبي، إذ عززت الهدنة التي استمرت لمدة أسبوع شعبية حماس، حيث استقبلت العائلات الفلسطينية الزوجات والأخوات والأطفال الذي حرروا بموجب صفقة تبادل الأسرى.
ويلوم المسؤولون الأمريكيون حماس على المعاناة الإنسانية في غزة وأنها كاتت ستوفر عليهم الإنتقام الإسرائيلي لو لم تقم بالهجوم، لكنهم يعترفون أن القوة المفرطة التي استخدمتها إسرائيل زادت من غضب الفلسطينيين وأوقفت الطريق نحو سلام دائم.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن الفشل بحماية المدنيين "يدفعهم إلى حضن العدو".
وتقول إسرائيل إنها لا تريد العودة لاحتلال غزة، ولكنها قد تعزز من المنطقة العازلة لغزة والحفاظ على ممر أمني أثناء المرحلة الإنتقالية، مما سيلغي عناصر من الإستقلالية ويغضب السكان.
"وتعارض إدارة بايدن أي قيود على الطريقة التي يستخدم فيها الغزيون أرضهم وراغبة بتسليم القوات الإسرائيلية المسؤولية إلى قوة دولية، بقيادة عربية على الأرجح لتأمين المنطقة. ولكن أي خطط لما بعد الحرب سيكون معقدا وسط استمرار المواجهات"، وفقا للصحيفة.
ويقول بريان كاتوليس، نائب مدير السياسة بمعهد الشرق الأوسط، "الطريقة التي تنف فيها الحرب ستحدد عددا من الخيارات" و كل قنبلة أسقطت وكل يوم تقف فيه حماس سيزيد من ثمن إعادة الإعمار".
ويقول الخبراء إن السؤال معقد عمن سيقوم بمراقبة النظام والقانون بعد الحرب.
ويقول المسؤولون الامريكيون الذين التقوا مسؤولين إسرائيليين الأسبوع الماضي إن هؤلاء يعترفون بضرورة التخطيط، لكن ليس لديهم خطة متماسكة ويتوقعون الآخرين اتخاذ القرار نيابة عنهم.
ويقول المفاوض السابق دينس روس "إنه بعد انتهاء الحرب يحب ان تكون مرحلة انتقالية تسمح بنزع الأسلحة مع آلية تمنع إعادة تسلح أحد"، مضيفا "أن السلطة الوطنية يجب أن تتغير لو أرادت إدارة غزة ليس الأمر أنهم لا يستطيعون العودة على الدبابات الإسرائيلية و الحقيقة هي أنهم لا يستطيعون إدارة أنفسهم في الوقت الحالي".
وبينت الصحيفة، "لا تريد إسرائيل قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة لانها لا تثق بإمكانية تقبلها لمظاهر قلقهم، أمام الدول العربية فلديها شكوك عميقة بشأن إرسال قوات أمنها، وتخشى من صورتها كقوة تفرض حضورها على الفلسطينيين".
وقال الزميل في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى غيث العمري "أخبرني مسؤول عربي، (تخيل اللقطات لجنودنا وهم يطلقون النار على الفلسطينيين او أطلق عليهم الفلسطينيون النار)".
وأضاف أن تركيز إدارة بايدن على تقوية السلطة الوطنية ودولة فلسطينية بعد ذلك هي الطريقة لإقناع الدول العربية للمشاركة في النقاش المعقد حول العملية الإنتقالية والمشاركة في النهاية.
وقال "إن إطار حل الدولتين وإطار الإنتقال مهم لدفع الدول العربية التواصل مع الولايات المتحدة ولأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي تدفعهم للزعم: نعمل هذا دعما للفلسطينيين".
ويقول كاتوليس "إن السلطة الوطنية هي أفضل خيار من بين الخيارات السيئة جدا، فمصداقيتها داخل الضفة الغربية تأثرت ليس لأن قوات أمنها لا تحمي الفلسطينيين بل وينظر إليها كامتداد للإحتلال العسكري الإسرائيلي".
ويقول شوقي عيسى، وهو ناشط حقوق الإنسان من بيت لحم والوزير السابق في السلطة "ينظر للسلطة على أنها فاسدة وبدون دعم بين السكان الفلسطينيين".
وترى إدارة بايدن أن أحسن أيام السلطة هي ما بين 2007- 2013 عندما كان سلام فياض رئيسا للوزراء حيث حسن من الخدمات الأساسية، ولا تدعو إدارة بايدن علنا لخروج عباس أو تبحث في خيارات من سيحل محله، لكنها ترى أن الفلسطينيين وداعميهم هم من يجب عليهم القيام بالحوارات.
ولكنهم يريدون إصلاحات لم تتحقق منذ 2006، وبعد لقائه عباس في رام الله، أكد بلينكن على الإصلاحات التي ستخدم الفلسطينيين.
وقال إن على السلطة مكافحة الفساد والتواصل مع المجتمع المدني وتحسين الخدمات ومواجهة الناخبين في النهاية، مع أن الانتخابات لا تبدو أولوية للإدارة حاليا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة بعد الحرب غزة غزة الاحتلال العدوان ادارة بايدن بعد الحرب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطة الوطنیة الدول العربیة إدارة بایدن بعد الحرب
إقرأ أيضاً:
تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
قالت صحيفة عبرية إنه مع تراجع الصراعات مع حماس وحزب الله تدريجيا، تتجه إسرائيل الآن إلى التعامل مع الهجمات المستمرة من الحوثيين في اليمن.
وذكرت صحيفة "جيرزواليم بوست" في تحليل لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إنه مع تدهور حزب الله بشكل كبير، وإضعاف حماس إلى حد كبير، وقطع رأس سوريا، يتصارع القادة الإسرائيليون الآن مع الحوثيين، الذين يواصلون إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار على إسرائيل.
وأورد التحليل الإسرائيلي عدة مسارات لردع الحوثيين في اليمن.
وقال "قد تكون إحدى الطرق هي تكثيف الهجمات على أصولهم، كما فعلت إسرائيل بالفعل في عدة مناسبات، وقد يكون المسار الآخر هو ضرب إيران، الراعية لهذا الكيان الإرهابي الشيعي المتعصب. والمسار الثالث هو بناء تحالف عالمي - بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة - لمواجهتهم، لأن الحوثيين الذين يستهدفون الشحن في البحر الأحمر منذ السابع من أكتوبر لا يشكل تهديدًا لإسرائيل فحسب، بل للعالم أيضًا.
وأضاف "لا توجد رصاصة فضية واحدة يمكنها أن تنهي تهديد الحوثيين، الذين أظهروا قدرة عالية على تحمل الألم وأثبتوا قدرتهم على الصمود منذ ظهورهم على الساحة كلاعب رئيسي في منتصف العقد الماضي ومنذ استيلائهم على جزء كبير من اليمن".
وأكد التحليل أن ردع الحوثيين يتطلب نهجًا متعدد الجوانب.
وأوضح وزير الخارجية جدعون ساعر يوم الثلاثاء أن أحد الجوانب هو جعل المزيد من الدول في العالم تعترف بالحوثيين كمنظمة إرهابية دولية.
دولة، وليس قطاعاً غير حكومي
وحسب التحليل فإن خطوة ساعر مثيرة للاهتمام، بالنظر إلى وجود مدرسة فكرية أخرى فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الحوثيين، وهي مدرسة يدعو إليها رئيس مجلس الأمن القومي السابق جيورا إيلاند: التعامل معهم كدولة، وليس كجهة فاعلة غير حكومية.
وقال إيلاند في مقابلة على كان بيت إن إسرائيل يجب أن تقول إنها في حالة حرب مع دولة اليمن، وليس "مجرد" منظمة إرهابية. ووفقاً لإيلاند، على الرغم من أن الحوثيين لا يسيطرون على كل اليمن، إلا أنهم يسيطرون على جزء كبير منه، بما في ذلك العاصمة صنعاء والميناء الرئيسي للبلاد، لاعتباره دولة اليمن.
"ولكن لماذا تهم الدلالات هنا؟ لأن شن الحرب ضد منظمة إرهابية أو جهات فاعلة غير حكومية يعني أن الدولة محدودة في أهدافها. ولكن شن الحرب ضد دولة من شأنه أن يسمح لإسرائيل باستدعاء قوانين الحرب التقليدية، الأمر الذي قد يضفي الشرعية على الإجراءات العسكرية الأوسع نطاقا مثل الحصار أو الضربات على البنية الأساسية للدولة، بدلا من تدابير مكافحة الإرهاب المحدودة"، وفق التحليل.
وتابع "ومن شأن هذا الإطار أن يؤثر على الاستراتيجية العسكرية للبلاد من خلال التحول من عمليات مكافحة الإرهاب إلى حرب أوسع نطاقا على مستوى الدولة، بما في ذلك مهاجمة سلاسل الإمداد في اليمن".
ويرى التحليل أن هذه الإجراءات تهدف إلى تدهور قدرات اليمن على مستوى الدولة بدلاً من التركيز فقط على قيادة الحوثيين - وهو ما لم تفعله إسرائيل بعد - أو أنظمة الأسلحة الخاصة بها. ومع ذلك، هناك خطر متضمن: تصعيد الصراع وجذب لاعبين آخرين - مثل إيران. وهذا ما يجعل اختيار صياغة القرار مهمًا.
وأشار إلى أن هناك أيضًا آثار إقليمية عميقة. إن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية من شأنه أن يناسب مصالح دول الخليج مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، التي تنظر إلى الحوثيين باعتبارهم تهديدًا مباشرًا والتي قاتلتهم بنفسها.
إعلان الحرب على اليمن يعقد الأمور
أكد أن إعلان الحرب على اليمن من شأنه أن يعقد الأمور، حيث من المرجح أن تجد الإمارات العربية المتحدة والسعوديون صعوبة أكبر في دعم حرب صريحة ضد دولة عربية مجاورة.
وقال إن الحرب ضد منظمة إرهابية تغذيها أيديولوجية شيعية متطرفة ومدعومة من إيران شيء واحد، ولكن محاربة دولة عربية ذات سيادة سيكون شيئًا مختلفًا تمامًا.
وطبقا للتحليل فإن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية يتماشى مع الرواية الإسرائيلية الأوسع لمكافحة وكلاء إيران، ومن المرجح أن يتردد صداها لدى الجماهير الدولية الأكثر انسجاما مع التهديد العالمي الذي يشكله الإرهاب. ومع ذلك، فإن تصنيفهم كدولة يخاطر بتنفير الحلفاء الذين يترددون في الانجرار إلى حرب مع اليمن.
بالإضافة إلى ذلك حسب التحليل فإن القول بأن هذه حرب ضد منظمة إرهابية من الممكن أن يعزز موقف الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في حربها ضد الحوثيين، في حين أن القول بأنها حرب ضد اليمن من الممكن أن يضفي الشرعية عن غير قصد على سيطرة الحوثيين على أجزاء أكبر من اليمن.
وأكد أن ترقية الحوثيين من جماعة إرهابية إلى دولة اليمن من الممكن أن يمنحهم المزيد من السلطة في مفاوضات السلام والمنتديات الدولية. كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع دول أخرى، وتغيير طبيعة التعامل الدولي مع اليمن.
يضيف "قد يؤدي هذا الاعتراف إلى تقويض سلطة الحكومة المعترف بها دوليا في العاصمة المؤقتة عدن ومنح الحوثيين المزيد من النفوذ في مفاوضات السلام لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن بشكل دائم".
ولفت إلى أن هناك إيجابيات وسلبيات في تأطير معركة إسرائيل على أنها ضد الحوثيين على وجه التحديد أو ضد دولة الأمر الواقع في اليمن.
وتشير توجيهات ساعر للدبلوماسيين الإسرائيليين في أوروبا بالضغط على الدول المضيفة لتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية إلى أن القدس اتخذت قرارها.
وخلص التحليل إلى القول إن هذا القرار هو أكثر من مجرد مسألة دلالية؛ فهو حساب استراتيجي له آثار عسكرية ودبلوماسية وإقليمية كبيرة.