ما معنى من وافق تأمينه تأمين الملائكة.. وما حقيقة أنها لا تدخل بيت الجنب؟
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
ما معنى من وافق تأمينه تأمين الملائكة ؟ سؤال أجابته دار الإفتاء المصرية، من خلال جواب سائل يقول: ما الذي يفيده قول النبي عليه السلام: «إِذَا قَالَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ: آمِينَ. وَالْمَلَائِكَةُ فِي السَّمَاءِ: آمِينَ، فَوَافَقَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»؟
ما معنى من وافق تأمينه تأمين الملائكة ؟روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا قَالَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ: آمِينَ، وَالْمَلَائِكَةُ فِي السَّمَاءِ: آمِينَ، فَوَافَقَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى.
قال القاضي عياض في "إكمال المعلم" (2/ 308-309، ط. دار الوفاء): [معنى قوله: «مَنْ وَافَقَ قَولُهُ قَولَ المَلَائِكَةِ»: قيل: يعني في وقت تأمينهم ومشاركتهم في الدعاء والتأمين، ويفسره قوله..: «وَقَالَتِ المَلَائِكَةُ فِي السَّمَاءِ: آمِينَ»، وإليه ذهب الداودي والباجي، وعلى هذا يظهر قول الخطابي: أن الفاء هنا ليست للتعقيب وأنها للمشاركة؛ إذْ علق الغفران بالموافقة في القول على هذا التأويل، وقيل: من وافق تأمينه تأمين الملائكة في الصفة والخشوع والإخلاص] اهـ.
وقالت الإفتاء إن التأمين في الدعاء: أن يقول السامع "آمين"، بمعنى: اللهم افعل بنا ذلك، فهو طلب المؤمِّنِ من الله أن يستجيب الدعاء. ينظر: "العين" للخليل بن أحمد (8/ 389، ط. مكتبة الهلال)، و"حلية الفقهاء" لابن فارس (ص: 77، ط. الشركة المتحدة)، و"شمس العلوم" للحميري اليمني (1/ 329، ط. دار الفكر).
واستعمله الفقهاء بمعنى طلب استجابة الدعاء من رب العالمين؛ فقالوا: آمين، معناه: اللهم استجب لنا. ينظر: "تبيين الحقائق" للزيلعي (1/ 114، ط. المطبعة الكبرى)، و"المحيط البرهاني" لابن مازه (1/ 331، ط. دار الكتب العلمية) و"شرح مختصر خليل" للخرشي (1/ 282، ط. دار الفكر).
حكم التأمين في الصلاةالتأمين في الصلاة مستحب بعد قراءة الفاتحة؛ قال العلامة المناوي في "فيض القدير" (5/ 117، ط. المكتبة التجارية): [وفيه: أنَّه يسن للإمام بعد الفاتحة في الصلاة آمين، وأنَّه يجهر بها في الجهرية، ويقارن المأموم تأمين إمامه] اهـ. وممَّا ذُكِر يُعلَم الجواب عما جاء بالسؤال.
هل الملائكة لا تدخل بيت الجنب؟جاء عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ وَلَا كَلْبٌ وَلَا جُنُبٌ» أخرجه أبو داود والنسائي في "سننيهما".
وقالت الإفتاء إن المقصود بالجنب في الحديث هو من يتهاون في أمر الغسل ويتخذ تركه عادة بحيث يؤخر الصلاة عن وقتها؛ قال العلامة السندي في "حاشيته على سنن النسائي" (1/ 141): [قَوْله: (لَا تدخل الْمَلَائِكَة) حملت على مَلَائِكَة الرَّحْمَة وَالْبَرَكَةِ لَا الْحَفَظَةُ، فَإِنَّهُمْ لَا يُفَارِقُونَ الْجُنُبَ وَلَا غَيره، وَحمل الْجنب على من يتهاون بِالْغسْلِ ويتخذ تَركه عَادَة لَا من يُؤَخر الِاغْتِسَال إِلَى حُضُور الصَّلَاة] اهـ.
وشددت عليه: فتأخير الغسل بحيث يترتب عليه تأخير الصلاة عن وقتها حرام شرعًا، وينبغي على المسلم الإسراع بالغسل من الجنابة حتى لا يؤدي عدم اغتساله إلى نفور ملائكة الرحمة والبركة من المكان الذي يكون فيه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: تأمين الملائكة فی الصلاة
إقرأ أيضاً:
أسرار استجابة الدعاء في العشر الأواخر من رمضان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تُعد العشر الأواخر من رمضان من أعظم الأيام التي يتقرب فيها العبد إلى الله، وهي فرصة ذهبية لنيل المغفرة والرحمة والعتق من النار، ومن أهم العبادات التي يحرص عليها المسلم في هذه الأيام المباركة "الدعاء"، فهو الصلة المباشرة بين العبد وربه، وهو وسيلة لتحقيق الأمنيات، وتفريج الكربات، ونيل رضا الله، والدعاء في هذه الليالي له فضل عظيم، خاصة إذا صادف ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر.
أهمية الدعاء في العشر الأواخرالدعاء عبادة عظيمة يحبها الله، وهو سلاح المؤمن في كل الأوقات، لكنه يزداد أهمية في رمضان، خاصة في العشر الأواخر، حيث تكثر الرحمات وتُفتح أبواب القبول، فقد قال الله تعالى: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون" (البقرة: 186).
وكان النبي ﷺ يحرص على الدعاء في العشر الأواخر ويحث أصحابه عليه، فقد سألت السيدة عائشة رضي الله عنها النبي ﷺ: يا رسول الله، إن وافقت ليلة القدر، فماذا أقول؟ قال: "قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني" (رواه الترمذي).
أعظم الأدعية المستجابة في العشر الأواخريمكن للمسلم أن يدعو بما شاء، لكن هناك أدعية جامعة وردت عن النبي ﷺ يستحب الإكثار منها، ومنها:
دعاء العفو والمغفرة: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني".طلب الرحمة والهداية: "اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت".الدعاء بالرزق والبركة: "اللهم ارزقني رزقًا حلالًا طيبًا، وبارك لي فيما أعطيتني".الدعاء بصلاح الحال: "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي".الدعاء بتفريج الهموم: "اللهم اكشف عني كل كرب، وابعد عني كل ضيق، وارزقني من حيث لا أحتسب".أفضل أوقات الدعاء في العشر الأواخرلتحقيق الاستجابة، يُفضل تحري أوقات معينة يكون فيها الدعاء أقرب للقبول، مثل:
أثناء السجود: فقد قال النبي ﷺ: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء" (رواه مسلم).في الثلث الأخير من الليل: حيث قال النبي ﷺ: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل فيقول: هل من داع فأستجيب له؟" (متفق عليه).عند الإفطار: فقد ورد أن دعاء الصائم عند فطره لا يُرد.في ليلة القدر: وهي ليلة تستجاب فيها الدعوات وتتنزل فيها البركات.كيف نحقق استجابة الدعاء؟الإخلاص لله في الدعاء، وأن يكون القلب حاضرًا.اليقين بالإجابة، فقد قال النبي ﷺ: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة" (رواه الترمذي).البدء بحمد الله والصلاة على النبي، فهي من أسباب قبول الدعاء.تكرار الدعاء والإلحاح فيه، وعدم استعجال الإجابة.