نفت السلطات البريطانية أن يكون مجمع "سيلافيلد" النووي قد تعرض للاختراق من قبل قراصنة يُزعم أنهم مرتبطون بروسيا والصين، كما ذكرت صحيفة "الغارديان" في مقال مبني على تحقيق أجرته.

وقال الحكومة البريطانية في بيان: "ليس لدينا أي بيانات أو أدلة تشير إلى أن شبكة "سيلافيلد" تعرضت لهجوم ناجح من قبل جهات حكومية كما وصفت صحيفة "الغارديان" أنظمة المراقبة لدينا قوية ولدينا درجة عالية من الثقة في عدم وجود مثل هذه البرامج الضارة على نظامنا".

وأكدت الحكومة أن صحيفة "الغارديان" تلقت التعليق المناسب من السلطات قبل نشر المقال، والذي دحض أيضا عددا من الأخطاء في تحقيقاتها.

وشددت على أن الصحيفة لم تقدم أي دليل يثبت صحة الهجمات.

ونشرت صحيفة "الغارديان" في وقت سابق مقالا يستند إلى نتائج تحقيقها الخاص، حيث ذكرت أن المخترقين الذين يُزعم أنهم مرتبطون بروسيا والصين هاجموا بشكل متكرر مجمع "سيلافيلد" أحد أكبر المجمعات النووية في بريطانيا.

ويقع مجمع "سيلافيلد" النووي شمال إنكلترا على ساحل البحر الأيرلندي، ويغطي مساحة قدرها 6 كيلومترات مربعة.

وذكرت صحيفة "الغارديان"، أن المجمع يضم أكبر منشأة لتخزين "البلوتونيوم" في العالم، ويخزن أيضا النفايات النووية المتراكمة على مدى عقود من تطوير الأسلحة النووية والمستوردة من بلدان أخرى.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الحكومة البريطانية الغارديان بريطانيا جهات حكومية روسيا والصين

إقرأ أيضاً:

اغتيال هنية اختراق إسرائيلي لإيران وعجز طهران حماية ضيوف المرشد والرئيس

سرايا - رصد خاص - يوسف الطورة - شكلت حادثة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، ضربة موجعة للجمهورية الإسلامية، وتطورا مزعجا، خصيصا وأنها تتزامن في وقت يتوجب فرض إجراءات أمنية تضمن حفل تنصيب رئاسي.

الحركة الفلسطينية التي حملت سلطات الاحتلال مسؤوليتها لاغتيال رئيسها، لم تترك مجالا للشك مدى الاختراق الإسرائيلي لطهران، وهو ما يجمع عليه محللون، في سياق رصد سلسلة أحداث لطالما شكلت حرجا للجمهورية الإسلامية التي تقدم نفسها بمثابة قوة إقليمية عظمى في المنطقة.

هنية القادم من مقر إقامته الدائمة "الدوحة"، حرص الحضور قبل يوم من مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، اغتيل في الساعات الأولى فجر الأربعاء، في مقر زيارة مؤقتة شمال طهران، بحسب الحرس الثوري الإيراني.

في الغالب ترفض إسرائيل التي تحرص ترك الباب على مصراعية لكثير من التأويل والتكهنات، حيث لا تؤكد أو تنفي الأنباء التي تعقب عملياتها السرية في الخارج عادة، التعليق عليها صراحة.

الثابت لم تتضح بعد التفاصيل بشأن الكيفية التي اغتيل فيها هنية، في حين اكتفت وكالة "فارس" أنه "استشهد بمقذوف جوي"، ما أثار تكهنات بأن الضربة كانت صاروخية أو بواسطة مسيرة.

يرى محللون في الضربة إخفاقاً استخباراتياً كبيراً لأجهزة الجمهورية الإسلامية، وتطورا مزعجا للغاية بالنسبة للقيادة الإيرانية، لا سيما أنها نفذت في وقت يفترض أن الإجراءات الأمنية على أعلى مستوياتها، خصيصا وأنها تزامن مع تدفق الضيوف لحضور احتفال تنصيب رئاسي.

قبل ساعات على حادثة الاغتيال، اجتمع هنية شخصيا بالمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، وفقا الإعلام الإيراني الرسمي.

مجددا الثابت أن "عدم تمكن طهران منع عملية الاغتيال أمر محرج جدا لإيران، ويضعها في دائرة الاتهامات أو حتى الاخفاقات المتكررة على أقل تقدير، ويهز صورتها التي تحرص أن تقدمها منافساً اقليمياً في المنطقة.

واقعة اغتيال رئيس الحركة الفلسطينية، لا تتجاوز الحلقة الأحدث ضمن سلسلة هجمات يسود اعتقاد لدرجة اليقين أن إسرائيل نفذتها في الداخل الإيراني، والشواهد هنا كثيرة، المؤكد فيها لن تكون الأخيرة.

لطالما ساد اعتقاد أن سلطات الاحتلال نفذت عمليات من خلال ابرز اذراعها العسكرية "الموساد" داخل إيران التي ترفض الاعتراف بإسرائيل، ما يثير تساؤلات بشأن كيفية التمكن من الحصول على معلومات استخباراتية مفصلة إلى هذا الحد من الدقة.

هنية بخلاف القيادة العسكرية لحركة لحماس، يظهر علانية إلى حد كبير في زيارات رسمية على" ندرتها"، وآخرها لقاء جمعه مع رجب طيب أردوغان في تركيا، نيسان الماضي.

تظهر عملية الاغتيال، أن المنظومة الاستخباراتية الإسرائيلية متطورة إلى حد حصولها على جميع المعلومات، وهو ما يطلق يدها لتنفيذ عمليات مماثلة، "متى أرادت ورغبت".

ولعل الذاكرة تعود للعام 2000، وتحديدا لحادثة اغتيال العالم النووي "محسن فخري زاده"، نفذها عملاء جهاز استخبارات إسرائيلي، المثير فيه تجميع رشاش بمقربة من منزله قبل مغادرة الفريق دون افتضاح أمرهم، وصفت حينها الحادثة الأشهر في الداخل الإيراني.

ولعل حادثة مقتل الرجل الثاني في "تنظيم  القاعدة"عبد الله أحمد عبد الله المعروف 'أبو محمد المصري" في طهران، لا تقل أهمية ضمن عمليات اغتيال خارجية، في هجوم نفذه عملاء إسرائيليون بإيعاز من الولايات المتحدة.

يلفت بدأ التوتر الحالي بعد سلسلة هجمات نفذتها إسرائيل طالت عدد من قادتها في سوريا، إلى جانب استهداف مبنى سفارتها في العاصمة السورية دمشق، وعناصرها من الحرس الثوري في عدد من القواعد والمنشآت العسكرية في الداخل السوري.

إسرائيل في أول هجوم إيراني مباشر على أراضيها، نيسان الماضي، قصفت نظام الرادار التابع لمنظومة صواريخ "إس-300" الدفاعية التي حصلت عليها طهران مؤخرا من روسيا.

لم تتضح تفاصيل الضربة، لكنها شملت صاروخا واحدا على الأقل أُطلق من خارج إيران ومسيرات هجومية صغيرة تعرف بـ"كوادكوبتر" أي مروحية رباعية، رجحت تقديرات أنها أُطلقت من داخل إيران وهدفت لإرباك الدفاعات الجوية.

اللافت إقرار منصات إعلامية، من ضمنها قناة "إيران إنترناشونال" التلفزيونية، أن عملاء إسرائيليين احتجزوا عناصر من الحرس الثوري وحققوا معهم داخل الأراضي الإيرانية للحصول على معلومات استخباراتية.

مؤخرا سرت شبهات بعد انفجارات غامضة وقعت في محيط مواقع حساسة بأن إسرائيل نفذت هجمات بمسيرات داخل إيران، لكن الامر لم يتم تأكيده رسميا.

اغتيال هنية، بعد يوم واحد من قصف إسرائيل معقل حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية الثلاثاء، مستهدفة القيادي العسكري "فؤاد شكر"، بزعم اتهامات الوقوف وراء الضربة الصاروخية التي أودت بـ 12 طفلا وفتاة في بلدة مجدل شمس الدرزية في الجولان السوري المحتل.

المؤكد في عملية استهداف رئيس حركة حماس الفلسطينية "إسماعيل هنية"، عجز إيران على حماية وتأمين ضيوف المرشد الأعلى والرئيس، وأن طبيعة الهجوم تظهر أن إسرائيل على دراية واطلاع بادق التفاصيل لمعلومات دقيقة للغاية عن مكان هنية وتحركاته.


مقالات مشابهة

  • أستاذ قانون: اغتيال هنية يعبر عن اختراق أمني عظيم في إيران
  • ثغرات أمنية أدت إلى اختراق بيانات 40 مليون ناخب بريطاني
  • «الرقابة النووية» تجري 33 عملية تفتيشية في «براكة» خلال 2023
  • تحدث عنها بوتين مرارا.. ما هي العقيدة النووية الروسية؟
  • الغارديان: دفعة معنوية كبيرة لإسرائيل .. إغتيال هنية يعزّز إحتمال الحرب
  • اغتيال هنية اختراق إسرائيلي لإيران وعجز طهران حماية ضيوف المرشد والرئيس
  • وزيرا دفاع وخارجية بريطانيا يتوجهان لقطر للمساهمة في إنهاء الحرب بغزة
  • اغتيال إسماعيل هنية في قلب طهران.. كيف حدث؟
  • الدفاع الروسية تعلن بدء المرحلة الثالثة من تدريبات القوات النووية غير الاستراتيجية
  • الغارديان: انتقادات لمشاريع تخضير الصحراء في مصر وأثرها على الأجيال المقبلة