ظاهرة كل عام.. الغش وتسريب الامتحانات يضرب الثانوية العامة
تاريخ النشر: 12th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة مصر عن ظاهرة كل عام الغش وتسريب الامتحانات يضرب الثانوية العامة، أثارت امتحانات الثانوية العامة هذا العام حالة من الغضب والاحتقان بين الطلاب وأولياء الأمور بسبب انتشار ظاهرة الغش وال تسريب التى حدثت فى لجان .،بحسب ما نشر جريدة الأسبوع، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات ظاهرة كل عام.
أثارت امتحانات الثانوية العامة هذا العام حالة من الغضب والاحتقان بين الطلاب وأولياء الأمور بسبب انتشار ظاهرة الغش والتسريب التى حدثت فى لجان الامتحانات.. ورغم أن هذه ليست ظاهرة وليدة هذا العام وتظهر مع امتحانات الثانوية العامة فى كل عام إلا أنها زادت هذه المرة بصورة أبشع وبشكل أكبر والجديد لم يكن غشا فقط من جانب بعض الطلاب أو المراقبين أثناء الامتحان ولكن جاء تسريب امتحان الفيزياء من مدرس الفيزياء الذى كان ضمن لجنة مراجعة الامتحان وذلك من خلال الفيديوهات التى تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعى ويظهر فيها المدرس يحل مع الطلاب أسئلة تشبه أسئلة امتحان الفيزياء ليلة الامتحان مما سبب حالة من الإحباط للطلاب لا سيما المجتهدين.
ورغم أن نتيجة التحقيقات أسفرت عن عدم مطابقة ما تم تداوله من فيديوهات مع أسئلة الامتحان وحتى ان كان الامتحان الذى قام المدرس بحله مع الطلاب ليلة الامتحان ليس هو الامتحان الحقيقى إلا أنه لا يوجد دخان بدون نار والحقيقة تؤكد أن الأفكار فى الامتحانين واحدة وهنا يتبادر إلى الذهن العديد من التساؤلات ما هى أسباب الظاهرة وما هو تأثيرها على المجتمع؟ وكيف يمكن القضاء عليها؟ وما هى سمات الشخصية التى تقوم بها؟
تُرجع دكتورة هالة منصور أستاذ علم الاجتماع هذا الأمر إلى أن المادة والمكسب السريع والشهرة وراء هذه الظاهرة بالإضافة إلى إثبات جدارة ومهارة فى التعامل مع التكنولوجيا من جانب الشخص الذى يقوم بها أو بسبب السلطة، مستبعدة أن تكون الظروف الاقتصادية سببا فى انتشار ظاهرة الغش والدليل كما ترى أن هناك أشخاصا ظروفهم الاقتصادية صعبة للغاية ولكن لديهم ضمير وعلى العكس هناك آخرون لديهم من الأموال التى لا تعد ولكن بلا ضمير، موضحة أن التعليم ماراثون قوى جدا وضغط على الأسر المصرية سواء ماديا أو معنويا وكأنهم فى حالة حرب وليست امتحانات.
وترى اسماء مراد إخصائى علم الاجتماع أن الوصول إلى النجاح السهل دون مجهود واختصار للوقت سبب من أسباب انتشار ظاهرة الغش بالإضافة الى حب التباهى والظهور لدى البعض وأحيانا يلجأ الطالب إلى الغش بسبب الخوف من الأسرة بغرض تحقيق رغبتهم بحصوله على مجموع يمكنه من دخول الكلية التى تأمل أسرته بدخولها وأحيانا تكون السلطة والقوة والمال هي الدافع وراء ظاهرة وبيع الضمير ويترتب على ذلك ضياع فرص كثيرة على الطلاب المجتهدين وتجعل الطالب الذى تعّود على الغش أن يتصف بالأنانية والانتهازية ويكون متسلطا وليس لديه إحساس بالحماس مما يؤثر بالسلب على المجتمع لخروج شخصية فاشلة فى مجال عمله سواء كان طبيبا أو مهندسا أو معلما أيا كانت مهنته مما يؤدى إلى تدمير مؤسسات المجتمع وتدمير نفسى للأسرة والطالب وينتج عن ذلك حالات انتحار لبعض الطلاب مشيرة إلى أن توابع الثانوية العامة موجودة فى مصر فقط ويجب تخفيف هذا العبء على الطالب وولى الأمر بعمل نظام جديد للتعليم تجعل الطالب لا يسعى للغش الى جانب التركيز على الوازع الدينى ودعم الطلاب نفسيا والرضا بما قسمه الله.
وتصف شيماء قاسم مدرب معتمد صحة نفسية، الشخص الذى يقوم بتسريب الامتحانات أو يساعد على الغش شخص غير سوى يتاجر بأحلام الآخرين ضد المجتمع لأنه يضر الطالب الذى يغش، لأنه يتعود على تحقيق نجاح سريع بلا مجهود مما يخلق منه شخصية انتهازية، كما يظلم الطالب المجتهد ويسبب له احباطا ويؤدى فى النهاية الى ارتفاع مجموع التنسيق بعد ظهور النتيجة مما يضيع فرص دخول الكليات على الطلاب المجتهدين.
فيما يرى دكتور محمد عبد العزيز الخبير التربوى أن مواقع التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا هى ال
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: الثانوية العامة تسريب تسريب الثانوية العامة موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
الترند.. و"حرمة البيوت"
كاميرا أى موبايل محدود الإمكانيات، تستطيع من خلالها الانتقال إلى عوالم من التفاعل مع أناس لا تعرفهم، وحصد الملايين من المشاركات والإعجاب بما تقدمه، وبالتالي حصد الملايين من الجنيهات بل والدولارات أيضا، وهو ما تابعناه خلال السنوات الأخيرة من "ربات بيوت" محدودات الإمكانيات، وقد تحولن إلى سيدات "ثريات" يسكنّ الفلل ويتنقلن بالسيارات الفارهة ويستقدمن الخادمات، كل ذلك بفضل فضاء السوشيال ميديا الذى أصبح الكثيرون يلهثون وراءه.
فوضى السوشيال ميديا التى أصابت الكثيرين بـ"الهوس" لم يقتصر تأثيرها على صانع المحتوى الذى استباح خصوصيات حياته وحرمة بيته ونشرها على الملأ، رغبة فى جني المزيد من الأموال، ولكنها أثرت أيضا على المتلقي الذى أدمن المشاهدة واعتاد عليها بعد أن تسللت كالمخدر إلى عقله وسيطرت عليه وعملت شيئا فشيئا على تفتيت الثوابت والقيم، منذ فترة تابعت صفحات بعض السيدات وكانت فى البداية عبارة عن استعراض مهارات الطبخ، ولكن مع تتابع الحلقات وزيادة عدد زوار الصفحات تطور الأمر بكثير منهن، وتطرقن إلى موضوعات ومسائل شخصية غاية فى الخصوصية، وهو ما دفعني إلى الغاء المتابعة لكل تلك الصفحات التى تمر أمامي على الفيسبوك من دون أن أبحث عنها.
للأسف الظاهرة يبدو أنها تحولت إلى النخبة من أصحاب المهن ومنهم الأطباء، ولعل ما أثارته طبيبة كفر الدوار من جدل بسبب طريقتها "الفاحشة" فى الحديث عن خصوصيات مرضاها، والتى أقسمت على الحفاظ عليها بحكم وظيفتها، جدد الحديث من جديد حول هذا "الجنون" الذى أصاب البعض جريا وراء الأرباح المادية، وهو هدفها ولا شيء غيره، ومن ثم فلا أتفق مع الرأى القائل إن الطبيبة لم تذكر أسماء ولكنها تحدثت عن واقع موجود بالفعل، وهو أمر مرفوض بالطبع، فإذا كانت تهتم بالتوعية فليست السوشيال ميديا مكانا مناسبا، وخاصة فى مثل هذه الأمور الدقيقة.
الأرباح الخيالية التى يحققها هؤلاء "اليوتيوبرز" يبدو أنها أصابتهم بالهوس، فاستباحوا خصوصياتهم لنشرها على الملأ، غير عابئين بتأثير ذلك على حياتهم الشخصية، ولا انعكاسات ذلك على الآخرين، فالمال هو المبتغى والمراد ومن أجله يهون كل شيء.
ظاهرة اليوتيوبرز بدأت فى مصر منذ عدة سنوات، لكنها أصبحت منتشرة على نطاق واسع خلال الآونة الأخيرة، ورأينا كيف حقق عدد كبير منهم وباختلاف المحتوى الذى يقومون بتقديمه، شهرة واسعة حتى تخطى المليون متابع على حساباتهم بالمنصات المختلفة، كما حققت القنوات الخاصة بهم عبر اليوتيوب ملايين الأرباح، ووفقا للأرقام المعلنة حقق زوجان أكثر من 92 مليون مشاهدة خلال شهر واحد فقط، بأرباح وصلت الى 4 ملايين و400 ألف دولار، وآخر وصلت أرباحه لما يزيد على 200 مليون مشاهدة خلال شهر واحد، وربحا سنويا بلغ 9 ملايين و600 ألف دولار.
بالتأكيد فإن خللا ما قد أحدث هذه الحالة الجديدة على مجتمعنا والتى أسهمت مواقع التواصل الاجتماعي فى الوصول إليها.. وبالتأكيد أيضا أن هوس الميديا فى بعض الاحيان والترند فى أحيان أخرى، أفقد البعض "اتزانهم النفسي"، وغيب الحكمة والعقلانية من تصرفاتهم، فأصبحوا مادة للفضائح والنميمة وكشف "الستر، وهو ما يستوجب وقفة مع النفس أولا ثم بإجراءات تقنين مسئولة تحد من هذا "الغثاء القاتل".