ناصر الخلف لـ العرب: استعراض نهضة القطاع الزراعي القطري

 إقبال كثيف على الجناح الزراعي بالإكسبو 

 وفود رسمية لديها اهتمام بالنهضة الزراعية القطرية ومباحثات للاستفادة من تجربتنا

 تدوير النفايات العضوية الزراعية وتحويلها لتربة صالحة للزراعة 
 

قال السيد ناصر أحمد الخلف المدير التنفيذي ومالك مزرعة وشركة تطوير زراعي إن المشاركة في معرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة تستعرض تحول البلاد من الاستهلاك إلى الإنتاج الزراعي وتطوير القطاع الزراعي باستخدام احدث التقنيات، وأضاف في حوار مع «العرب»: نستعرض في الجناح 5 تقنيات زراعية طورت في قطر للنهوض بالقطاع الزراعي وزيادة الإنتاج وتحسين جودة المنتج المحلي من الخضراوات والفواكه التي تورد إلى الأسواق بشكل يومي.

ونوه الخلف بأن الاقبال كثيف على الجناح للتعرف على التقنيات الزراعية وأسباب نهوض القطاع الزراعي بالدولة الذي تحقق بالابتكارات وتوظيف التقنيات الحديثة الصديقة للبيئة والدعم الحكومي المقدم للقطاع الزراعي، مشيراً إلى زيارات وفود رسمية من دول إقليمية واجراء مباحثات للاستفادة من التجربة الزراعية القطرية. 
وأكد الخلف أن جميع الأساليب المستخدمة في الزراعة صديقة للبيئة وتعمل على تحويل التربة غير الصالحة للزراعة إلى تربة خصبة، بالإضافة إلى مشروع إعادة تدوير المخلفات العضوية الناتجة عن المزارع وتحويلها إلى تربة زراعية صالحة للاستخدام لإنتاج محاصيل مختلفة من الخضار والفواكه.
 فيما يلي تفاصيل الحوار: 

في البداية حدثنا عن مشاركتكم في الإكسبو ؟ 
تأتي المشاركة بالتعاون مع وزارة البلدية، حيث يعتبر الجناح متحفاً مصغراً يستعرض مراحل تطور القطاع الزراعي وانتقال البلاد من الاستهلاك إلى الإنتاج بما يغطي حاجة السوق المحلية، حيث يستعرض الجناح 5 تقنيات زراعية منها الهايدرو بونيك والاكوابونيك وأساليب تخصيب التربة وجعلها صالحة للزراعة، والبيوت المحمية المتطورة والتي تركز المناخ داخل البيت المحمي ليتناسب مع افضل الظروف المناسبة للنبتة للإنتاج. 

كيف هو الإقبال على الجناح الزراعي بالمعرض ؟
الاقبال كثيف وفاق كل التوقعات، فلقد لسمنا شغفاً كبيراً لزيارة الجناح الزراعي والتعرف على التقنيات المستخدمة في الزراعة وأسباب نهوض القطاع الزراعي في البلاد، ولم تكن الزيارات على المستوى الجماهيري محلياً أو دولياً فحسب، بل شهد الجناح زيارات وفود رسمية من دول إقليمية اسفرت عن فتح باب مباحثات للاستفادة من التطور الزراعي في البلاد الذي ذلل تحديات المناخ الصحراوي وخلق بيئة مناسبة للزراعة وقادرة على المنافسة. 

ما رأيكم بإقامة المعرض الزراعي في الإكسبو؟ 
 إن معرض قطر الزراعي من اهم المعارض الزراعية على مستوى المنطقة، واكتسب سمعة كبيرة خلال السنوات الماضية، لذا فان تنظيمه في الإكسبو سيكون خطوة جيدة للمعرضين وجماهيرهما. 

ما هي أسباب نهوض القطاع الزراعي في قطر برأيكم ؟ 
تركيز الدولة على تحقيق الاستقلالية الاقتصادية عبر دعم خطط الاكتفاء الذاتي، الأمر الذي أفضى إلى توسع كبير في زراعة كافة المحاصيل الزراعية، إلى جانب تيسير الحصول على الخطوط الائتمانية والتسهيلات التمويلية المقدمة من البنوك للقطاع الزراعي، بالإضافة إلى تألق المنتجات الزراعية الوطنية وتوسع تسويقها محليا وتفضيلها من قبل المستهلكين خاصة أنها تتم بأسعار تنافسية وتصل طازجه إلى الأسواق، علاوة على العائد الجيد الذي يحققه الاستثمار الزراعي، لاسيما أن الزراعة قناة استثمارية جديدة وفرت فرصاً بديلة للاستثمار قياساً بالقنوات الاستثمارية التقليدية مثل العقار والبورصة وغيرهما، وهناك رغبة متزايدة للمستثمرين للتوسع في القطاع الزراعي. 

حدثنا عن التقنيات الزراعية الحديثة وتأثيرها على القطاع ؟ 
هناك العديد من التقنيات المستخدمة والمتطورة في القطاع، منها « الهايدرو بونيك « التي نجحت بتقليل نسبة استهلاك المياه إلى ما يقارب 90% في مقابل زيادة في إنتاج المتر المربع 150% عن الزراعة التقليدية، حيث كان المتر المربع في الزراعة التقليدية ينتج نحو 1000 كيلوغرام، فالمتر المربع باستخدام تقنية الهايدرو بونيك ينتج 2500 كيلو، وهناك أيضا تقنية « الأل دي « والأكوا بونيك «، وهي تقنيات تقلل الانفاق وتزيد الانتاج مع الحفاظ على جودة عالية للمنتج. ولدينا أيضا تطوير البيوت المحمية الذي يتضمن معالجة نوع الحديد المستخدم في تشييدها، بحيث يعكس درجة الحرارة، وكذلك نظام التضليل المستخدم في البيوت المحمية التي ابتكرتها بعض المزارع القطرية يختلف عن الأنظمة المستخدمة عالمياً، فهي توفر المناخ المناسب للنباتات للنمو والانتاج، إلى جانب تقنيات للتحكم بدرجة الحرارة داخل البيت المحمي تتيح التحكم بدرجة حرارة مياه الري والبيت المحمي، وهي تساعد على نجاح الموسم الزراعي، وتذلل التحديات التي تواجه الزراعة التقليدية، لأن النبتة تزرع في أرض حارة. وحتى إذا سُقيت بمياه باردة، فإن ذلك لا يحدث فرقاً، فتموت جذور النبتة التي تمتص الغذاء من الماء. 

ما هي تقنية الهايدرو بونيك وما أهميتها للزراعة في المناخ الصحراوي؟ 
تقنية الهايدروبونيك عبارة عن استخدام أكياس زراعية تتيح التحكم بدرجة حرارة التربة والبيت المحمي ومياه الري وأشعة الشمس، بحيث لا تقل أشعة الشمس عن الحد المطلوب، ولا تزيد عليه فتموت النبتة. وهذا النظام الجديد يوفر المناخ المناسب للنبتة مما يرفع إمكانية الإنتاج بشكل افضل. 

كيف استطعتم تقليل نسبة المياه المستهلكة في الري ؟ 
يتم ذلك من خلال استخدام ألياف جوز الهند أو الصوف الصخري في الأكياس الزراعية، التي تقلل استهلاك المياه بنسبة 90 % لخلوها من العناصر الغذائية. مما يجعل عملية ري النباتات اكثر تنظيما وتروي النبتة بنسبة المياه التي تحتاجها دون إهدار أي نقطة مياه خارج الحاجة، وهذه من اهم التقنيات للزراعة في المناخ الصحراوي حيث ندرة المياه. 

ما تأثير التطور في القطاع على الموسم الزراعي في البلاد؟ 
إن تطوير التقنيات الزراعية أسهم في تمديد الموسم الزراعي، حيث كانت بداية الموسم في شهر يناير ونهايته في شهر أبريل، ووفقاً للتطور الجديد أصبح بداية الموسم مطلع نوفمبر ونهايته في شهر يونيو. ولهذه النقلة الكبيرة تأثير كبير حيث تستطيع المزارع إمداد السوق المحلية بمختلف أنواع الخضار والفواكه لفترة أطول، فضلا عن تطوير الإمكانيات الزراعية ليصبح الإنتاج على مدار السنة.

المصدر: العرب القطرية